أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - المعلم العراقي في ثلاثة ازمان














المزيد.....

المعلم العراقي في ثلاثة ازمان


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
لمناسبة عيد المعلم


كان الزمن الذهبي للمعلم هو النظام الملكي..ففيه كان يلقب بـ(الأفندي) لأنه ارتدى الزي الاوربي ولوضعه الاقتصادي المعتبر.والأهم..لأنه كان يحظى بالاحترام والاعتبار الاجتماعي..ويعد القدوة في الثقافة والاخلاق والسلوك..وكان في ذاك الزمان ينظر اليه كما لو كان (رسولا) المقترن بتكريمه من قبل النبي محمد الذي قال (انما بعثت معلما).
اذكر لكم حادثة واقعية تعكس كيف كانت للمعلم هيبة واحترام في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.كنت تعلمت التدخين وانا بعمر (12)سنة..ذلك لأنني كنت ابن ديوان..وكان الجالسون كثيرا ما يكلفونني باشعال سجائرهم( عمو قاسم..ورّث هاي الجكارة من الموكد..موقد القهوة).وفي احد الايام كنت واضعا السجارة بفمي وامشي متبخترا في احد شوارع القرية..وهب..واذا انا ومعلمي وجها بوجه..لم ارمها..بل وضعتها في راحة يدي واطبقت كفي على جمرتها.هكذا كنا نحن تلاميذ ذاك الجيل..نحترم المعلم ونهابه ونخافه ايضا.
الزمن الثاني هو زمن النظام السابق..وكان في سبعينياته يعيش وضعا اقتصاديا جيدا.اذكر اننا في السبعينيات كنا نجوب بلدان اوربا الشرقية في العطلة الصيفية بألف دولار ونعود محملين بالهدايا..الى الثمانينات التي شكلت بداية تدهور مكانة المعلم..وتحديدا..يوم اجبر على الالتحاق بالجيش الشعبي،ثم تلته الضربة الأوجع في زمن الحصار (1991-2003)..ففيه كان راتب المعلمة لا يساوي ثمن حذاء لها..وساء الحال الذي اضطر كثيرون الى فتح (بسطيات) في الشوارع،ووصل الأمر الى ان بعض الناس كانوا ينظرون للمعلم بعين العطف والشفقة..والتصدّق عليه( خطية..معلم!).وانمحت هيبة المعلم..واضطر هو الى ان يهدر بقيتها بقبوله هدايا(رشاوى)من الطلبة.
في اواسط التسعينيات..اجريت دراسة ميدانية عن التخلخل في المكانات الاجتماعية والاقتصادية تبين منها ان الأستاذ الجامعي الذي كان يحتل المرتبة الرابعة في قمة هرم المكانة الاقتصادية في المجتمع، تراجع في زمن الحصار الى المرتبة الرابعة والعشرين،وتراجعت مكانة المعلم الى المرتبة ما قبل الأخيرة بنقطتين!.وحدث في التسعينيات ايضا ان اضطر الأستاذ الجامعي الى ان يعمل سائق اجرة بسيارته الخاصة،واضطر آخرون ان يبيعوا أعز ما يملكون..مكتباتهم.
والواقع ان السياسة كانت لها الدور الأكبر في الأساءة الى المعلم..بدأتها في ثمانينات القرن الماضي بزج الأستاذ الجامعي في الجيش الشعبي..وتبعتها بالتمييز الطائفي.ففي الزمن الثالث هذا (الزمن الديمقراطي!) وصل الحال الى ان احد الطلبة دخل القاعة الدراسية وسحب الأستاذ من سترته واخرجه..واهانه امام طلبته.ومثل هذا..وأشنع..حدث كثيرا لمجرد ان الطالب يتمتع بسلطة الحزب الفلاني.ومع اننا في اكثر من مؤتمر طالبنا ان تكون المؤسسات التربوية بعيدة عن السياسة..واتخذت فعلا بعض الاجراءات الا ان تأثير الأحزاب ،الاسلامية بخاصة، ما زال موجودا،وما تزال الطائفية فاعلة على صعيد وزارة التعليم العالي تحديدا.
ثمة من لا يدرك ان دور المعلم يتعدى نشاطه في المدرسة،فبين المعلمين من هم مفكرون وأدباء بارزون وفنانون مبدعون،بل ان الكثير من القادة السياسيين الوطنيين كانوا في الأصل معلمين!..وكان المعلمون يشكلّون النسبة الأكبر من السجناء السياسيين!..ما يعني انهم بناة مجتمع..وتلك حقيقة ادركها هتلر الذي استثنى المعلمين من زجهم في الحرب،ولما سئل لماذا؟ اجاب..انهم هم الذين سيعيدون بناء المانيا بعد الحرب. وقبله كان الحكيم كونفوشيوس قد قسّم المجتمع الى ثلاث طبقات:الحكّام، الشعب، المعلمون..واوصى بالعناية بالطبقة الثالثة لانه بصلاحها يصلح المجتمع.
ما المطلوب لأعادة دور المعلم وتفعيل رسالته في توعية المجتمع وبناء الوطن؟
الأول:ان تبتعد السياسة عن المؤسسات التربوية؟
الثاني:ان يتولى مسؤولية وزارتي التربية والتعليم العالي تربويون واكاديمييون اصحاب اختصاص..وليت يتولى التعليم العالمي اكاديمي بروفيسور..مسيحي!
الثالث:ان يصادق البرلمان على قانون يحمي المعلم ويرعاه.
الرابع:ان يعمل المعلم ذاته على اعادة الاعتبار لنفسه وان يكون بمستوى (كاد المعلم ان يكون رسولا).
هل ترتقي السياسة ويرتقي المعلم نفسه الى ادراك ان معظم التحولات الايجابية وقادة التغيير في العالم كانوا معلمين..وان نعمل جميعا على تفعيل دور المعلم العراقي..الذي يحتاجه الآن في زمن المحنة؟
في اليابان تقليد لطيف:في كل مناسبة تخرّج يجلس المعلمون ويضعون ارجلهم في طشوت ويقوم الطلبة بغسل اقدام معلميهم.
طبعا طالبنا ما يسويها..بس عالأقل من يشوف المعلم..خل يذب الجكاره!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
- غياب رجل الدولة في العراق
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة سيكولوجية (2 ...
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة فلسفية (1-2)
- فاتن حمامه وسعاد حسني..الضد وضده النوعي
- واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..مداخلة للدكتور رياض عبد
- واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..تحليل سيكوبولتك
- كتابات ساخرة..حكايتي مع الستوته!
- مؤسسة الفكر العربي..انجاز رائد
- الصباح تحتفي ب(حذار من اليأس)
- حكومات وبرلمانات ديمقراطية..تنهب شعبها!
- ازمة العقل العربي المعاصر
- الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (3 -3)
- الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)
- الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (1 -3)
- الدكتور حيدر العبادي - افعلها تدخل التارخ
- السياسييون وعلماء الاجتماع
- في سيكولوجيا خسارة الفريق العراقي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - المعلم العراقي في ثلاثة ازمان