أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم علي فنجان - حول التعليم الجامعي














المزيد.....

حول التعليم الجامعي


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 07:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مثال أول: قد نسمح بأن تكون أزرار القميص "الأبيض" حمراء, لا بأس بذلك.
مثال ثان: الذي لا يدخل إلى قاعة المحاضرات في وقتها المحدد, الرجاء أخذ هوية الأحوال المدنية منه, أرجوكم لا تتهاونوا في ذلك.
هذان مثالان قدمناهما عن المحظور والمسموح به داخل الحرم الجامعي, ونوع عقوبة فريد وغير مألوف داخل هذا الوسط, لكنهما يحددان نمط التفكير والسياسة المتبعة داخل الجامعة وما تخفيه من طابع إيديولوجي يتبنى من خلال هذه الممارسات وغيرها الكثير. بالطبع أن من يعطي هذه التعليمات يدور في ذهنه أنه يقيم العدالة أو أنه يحاول أصلاح وتقويم الذين يعتقد أنهم "مخالفين" أو "مذنبين", وهي مفردات تأتي من عقلية دينية سائدة ورائجة دخلت في كل قطاعات ومفاصل الحياة بعد أحداث 2003, أما عن الوضع الذي يمر به الطلبة فهو بالتأكيد ليس عقدا اجتماعيا قديما بينهم والجامعة -فتلك العقود ولت- بقدر ما هو واقع بناء جديد لعقد جديد يريدون تسويقه, بما يخدم مصالحهم وتثبيت فلسفة أدارة "الدولة" الجديدة القادمة والمتجهين إلى بناءها بكل قوة, لهذا فأن الطلاب يعتقدون في داخلهم أن من يخالف أو يرفض هذا "العقد الوهمي" فسيكون في مواجهة مع المجتمع, فيتراءى للمراقب أن هناك توافقا وتراضيا بين الطرفين والحقيقة غير ذلك.
الجامعة مؤسسة تعليمية وتنويرية لاشك في ذلك, وهي سيكولوجيا بمثابة "أب كبير" لأنها ترتبط بمنتجها -الأب الأكبر- "الدولة", التي تكون مسئولة عنها وعن ما تشرعه لها من قوانين وتعليمات, ليس هذا فحسب أنما هي أيضا منتج -أو مشارك في أنتاج- المعرفة والثقافة للمجتمع التي تلقنها لها أيضا "الدولة", لذلك فـ(السلطة تنتج معرفة, ولا توجد علاقة سلطة بدون تأسيس مناسب للمعرفة) (فوكو), نجد ذلك في كل مكان من العالم من "أكسفورد إلى جامعة الكوفة", وبما أن السلطة القائمة الآن في العراق هي سلطة دينية وقومية, فأن ما ينبثق عنها من تعليمات ولوائح ومناهج ينم عن تأسيس جديد للمعرفة تلاحظ انعكاسه في بعض الأحيان على الواقع الاجتماعي, ففلسفة التعليم خاضعة كليا لهذه السلطة الجديدة.
لقد دأب الوزراء المتعاقبين من -عشائريين وقوميين وطائفيين- وبسلوكيات نمت عن هذه الخلفيات الرجعية على إرسال الإشارات بأنهم بصدد أنتاج خطاب "ثقافي" جديد, خطاب كراهية وتفكك للمجتمع, فتغيير أسماء قاعات المحاضرات في عهد كل وزير -طبعا أسماء رموز دينية-، ومشروع نقل أماكن الجامعات في بغداد -حصرا- إلى الإطراف, مع ما تحمله من رمزية من أنهم لا يريدون رؤية المرأة وهي تتعلم "بوكو حرام أخرى", أو مشاريع الفصل بين الجنسين, وهي مشاريع قائمة, أو تأسيس جامعات ومعاهد دينية تنتج لنا أشبال للقاعدة وتنظيم الدولة والمليشيات لديمومة واستمرار الصراع, أو التأكيد على مناهج تعليمية وإهمال أخرى- في مؤتمر الفلسفة بجامعة المستنصرية أكد مجموعة أساتذة على تدريس الفلسفة الإسلامية فيما نحن بحاجة ماسة وشديدة لفلسفة القرن 18 و19, أو إلغاء البعثات والمنح الدراسية لهذا العام, والسماح بالسفر فقط لدول معينة من نفس نمط تفكيرهم الرجعي وهو ما يؤكد المنهجية في أنتاج التخلف, وغيرها الكثير من التعليمات والقوانين التي هي بالنتيجة النهائية ليست سوى منظومة يعززون بها تصوراتهم ورؤاهم لواقع جديد, وهم لا يستطيعون أخفاء هذا الطابع الإيديولوجي لهذه التوجهات, فالجامعات أصبحت خادمة لنظام سياسي وفكري معين.
قطعا الوزير الحالي "الجهبذ الشهرستاني" لا يختلف عن أي وزير محاصصة, فهو صاحب الأفكار الخلاقة عن الطاقة الكهربائية وتصديرها إلى الخارج, وصاحب مشروع محطات التوليد الغازية بدون غاز, أيضا هو مبدع الفكرة الاقتصادية العملاقة "الادخار الإجباري" وأيضا التراخيص لشركات النفط "أواه يا ادم سميث وريكاردو", والحريص جدا على إلا يبعث أحد من طلبة الدراسات العليا إلى الدول ذات الأجور المرتفعة "الأوروبية" أو بالأحرى "الدول الكافرة", ولا نعلم ما الذي سيصدر عنه من قرارات في قادم الأيام فهو لم يصبح بائسا فجأة ولن يتوقف عن أن يكون بائسا أبدا, مشكلة هؤلاء الوزراء هي أنهم أصبحوا "نمطا" أي من الصعوبة أن يشيخوا أو يهرموا بل قد تجد لهم "مقلدين", وكأنك تسمعهم وهم يغنون "نحن لن نموت ستجدوننا معكم دائما" ولا نعلم كيف ستكون أغنيتهم ألأخيرة أو متى.
بالعودة إلى أمثلتنا أعلاه, فأن فلسفة المباح والمحظور تجد إشكالية عويصة داخل الحرم الجامعي, فقضية فرض الزي الموحد وتبرير ذلك بأن هذا ألإجراء يهدف للحد من "الفروق الطبقية" هو وهم وخداع لأننا نعرف جيدا أن الطبقية لا ولن تنفى إلا بزوال علاقات أنتاج محددة, ثم أن هذا الزي يخرق بأشهر معينة ولمجموعات معينة أخرى لها الحق بارتداء أي زي أخر, أذن ما الذي يسعون ورائه من هذا الإصرار على الزي الموحد؟ قد تكون المرأة "الطالبة" هو ما يهمهم, فمن خلال هذه الدعوة "البريئة ظاهرا"، يدخلون مفردات (الستر, العيب, الشرف, العورة, الحشمة الخ)، أو قد نذهب مع (فوكو) مرة أخرى من أن "الجسم هدف رئيسي للقمع" من قبل القوى المسيطرة.
أما عن عقوبة أخذ الهوية فنستطيع أن نقيٌمها بأنها امتداد وتكملة لمشروعهم الكبير"عسكرة المجتمع" فمثل هذه العقوبات تكون فقط عند الانضباط العسكري, فهم يدخلون تصور لدى الطالب بأنه لا فرق بينه وبين الجندي الهارب, فعدم دخوله قاعة الدرس بوقته المحدد هو بنفس جريمة المتخلف عن الخدمة العسكرية, أنها انضباطية عسكرية, وهي عوده حثيثة إلى الأزمان الغابرة, لكن دعونا نرى هذين المثالين بشكل منطقي: كل جندي ذو قيافة جيدة هو جندي منضبط كل طالب يحافظ على زيه الجامعي ويأتي بانتظام هو طالب منضبط أذن الجندي والطالب حالة واحدة بالنتيجة النهائية عسكرة مجتمع, وحروب مستمرة.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأربعين يوما
- ثقب اسود
- إعادة رسم الصورة
- في تجربة النقد
- عمال الصناعة ووهم التفاوض
- العبادي واللبراليين في العراق
- المرحلة الفمية لمجلس النواب
- الفارماكوس نعيم عبوب
- المالكي: الأضحية المقدسة
- بؤس العقل السياسي حول (تجريم الطائفية)
- تفكك الشخصية الوطنية


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم علي فنجان - حول التعليم الجامعي