أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هيلاري وينرايت - إعادة صنع اليسار في أوروبا















المزيد.....

إعادة صنع اليسار في أوروبا


هيلاري وينرايت

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد خمسة عشر عاما من سقوط الاتحاد السوفيتي، لا يتوقع إلا القلة أن الأحزاب الشيوعية الأوروبية التي بلغت قدرا كبيرا من القوة والتنظيمات المتعددة التي خرجت منها سوف يصدر عنها أخفت نبضات الحياة. ولكن بشكل متزايد هناك علامات مدهشة تنم عن الحياة. العلامات التي صدرت أخيرا هي العلامات التي صدرت عن اللينكسبارتاي (Linkspartei) في ألمانيا، والذي يقف حائزا على 9% من الأصوات في استطلاعات الرأي القومية والانتخابات العامة في ألمانيا سوف تقع خلال تسعة أيام من الآن. وحزب اليسار الجديد هو أفضل اختيار عند الألمان الشرقيين له شعبية وهم يواجهون البطالة المستفحلة بينهم والأجور المنخفضة. في هذه اللحظة هذا الحزب هو تحالف بين حزب الاشتراكية الديموقراطية (PDS) لألمانيا الشرقية السابقة وحزب العدالة الاجتماعية الرئيسي في ألمانيا الغربية، وهو انشقاق نقابي من الاشتراكيين الديموقراطيين. يلتزم الحليفان أمام أنفسهما بأن يصبحا حزبا جديدا في خلال سنتان.

في إيطاليا، حيث يبدو أن حكومة سيلفيو برلسكوني قد فقدت نهائيا مصداقيتها، حزب إعادة تأسيس الشيوعية (Rifondazione Comunista (PRC))، وهو نتاج للحركات الاجتماعية الراديكالية في إيطاليا من العقد الماضي مع جماعات يسارية مختلفة من الحزب الشيوعي الإيطالي التاريخي (PCI)، هي جزء من الاتحاد (L Unione) الذي يقوده روماني برودي، وهو تحالف مع الاشتراكيين الديموقراطيين الأقل راديكالية لدرجة كبيرة جدا (من الجناح المعتدل في الحزب الشيوعي الإيطالي) وحزب مارغريتا. في الربيع التالي الاتحاد سوف يكسب على الأرجح الانتخابات الإيطالية العامة.

الحزب الشيوعي الفرنسي يمتلك عضوية كبيرة على الورق، ولكن جهود زعيمته ماري-جورج بيفيه لوضع فاصل مع الماضي السلطوي للحزب وجهودها للتغلب على انعدام الثقة العميق قد كانت محدودة حتى المرحلة الأخيرة تلك. في السنة الماضية، مع ذلك، دور الحزب في الحملة الشعبية من أجل "لا يسارية" ضد الدستور الأوروبي قد دعمت محاولات انفتاح الحزب وجعله جزء من اصطفاف يساري دولي.

الانتعاش وعودة الحيوية ما زالت تحدث على دفعات. في أسبانيا اليسار الموحد، ويمثل فيه الحزب الشيوعي الشريك الذي يمتلك ناصية القيادة، ما زال يخسر مقاعد البرلمان؛ وفي اليونان الـ Synaspismos المبتكر، وهو انفصال عن الحزب الشيوعي الأرثوذكسي في اليونان، ما زال صغيرا. ولكن حزب الاشتراكية الديموقراطية الألماني وحزب إعادة تأسيس الشيوعية في إيطاليا يمتلكان وزنا اجتماعيا وإيمانا بالانفصال عن الماضي وصنع شيئا مختلفا عن الحياة السياسية في أوروبا. عضوية الحزب الاشتراكي الديموقراطي تطعن في السن، ولكن الحزب يجذب انتخابيا بشكل غير متناسب الشباب. وحتى تشكيل الـ Linkspartei كان الحزب لا يزال منعزلا في الجيتو الشرقي بألمانيا. ولكن التعاون مع حزب العدالة الاجتماعية وقائده أوسكار لافونتين، وزير مالية سابق ونجم اليسار في ألمانيا الشرقية، قد سمح له بالنمو على الصعيد القومي – حتى لو كان قد تحول من حزب سابق للدولة إلى حزب تمتد جذوره في الحركات الاجتماعية المحلية، وبشكل فريد مفتوح للحركة النسائية، والتوازن البيئي، والتأثيرات الأخرى، حيث ينخرط في كفاح لم ينته.

عملية الإصلاح تواجه مشكلة خاصة في ذلك، في عديد من مدن شرق ألمانيا ومناطقها، يدير الحزب الاشتراكي الديموقراطي حكومات بميزانيات ضئيلة في مواجهة أزمة اقتصادية عميقة. انتهى الحزب مطبقا لسياسات تغترب عن هيئة المنتخبين التي انتخبته والتي تحاول العمل بهم.

في إيطاليا قوة حزب إعادة تأسيس الشيوعية تكمن في مصداقيته وسط حركات النقابات الراديكالية والحركات الاجتماعية والمجالس البلدية. في انتخابات المناطق هذا الربيع ائتلاف الاتحاد كسب 12 من 14 منطقة، بما فيها بوجليا، حيث انتخب مرشح الحزب المثلي الشيوعي الكاثوليكي نيكي فيندولا حاكما بعد عشر سنوات من حكم اليمين. أثبتت إصلاحات الحزب وثقافته الديموقراطية قوتها. خبرة الحزب في المساعدة على بناء قوة سياسية خلفه ومنها إنه لاعب من ضمن عديدين قد مارس ذلك تأثيرا هاما على الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني.

الشيء المشترك بين الحزبين الألماني والإيطالي هو جاهزيتهم لدعم الحركة النضالية التي انفجرت عبر أوروبا في أوائل التسعينات عندما ضربت قوانين الأسواق الغير منضبطة سبل الرزق أمام الناس في معيشتهم اليومية. الحزب الاشتراكي الديموقراطي، بعد عملية صعبة من الإصلاح الداخلي، أصبح فقط صوتا للاحتجاج على سياسة الضم الوحشية للشرق التي اتبعها المستشار كول. وبالمثل الزعيم اللماح سياسيا لحزب إعادة تأسيس الشيوعية، فاوستو بيرتينوتي، قاد الحزب للعمل مع كفاح النقابات والحركات الاجتماعية الأوسع التي خرجت للشارع في إيطاليا في منتصف التسعينات. في فرنسا، على العكس، عندما شكلت منظمات النقابات القاعدية تحالفات مع المشردين بلا مأوى والعاطلين للاحتجاج على سياسات رئيس الوزراء الان جوبيه، كان الحزب الشيوعي بدلا من ذلك مشغولا بالسياسات الواقعية (realpolitik) للتحالف مع الاشتراكيين.

انخراط الحزب الشيوعي الفرنسي الغير حلقي والنشيط في الحملة ضد الدستور الأوروبي كان علامة على تغيير له مغزاه في الاتجاه. ولكن المؤسسات السياسية الفرنسية تعيد دعم جهاز الحزب. حتى الآن، تقريبا سنتان باقيتان على انتخابات الرئاسة في 2007، آفاق إعادة اصطفاف اليسار تتراجع تحت ضغوط مفردة على كل حزب حتى يكون لديه مرشحه الخاص. اليسار في فرنسا منقسم جدا أيضا بتبعات الاعتراف الكامل لحقوق المسلمين الفرنسيين – 10% من السكان – في المواطنة الكاملة. أقسام من الحزب الشيوعي الفرنسي ما زالت تتعنت بشدة أمام ترجمة التقاليد العلمانية الجمهورية الفرنسية، التي تنكر الحقوق الدينية للمسلمين، مثل الحق في لبس الحجاب في المدارس. هذا يشكل أيضا عاملا آخر في استمرار اغتراب حركات اجتماعية مهمة، حول قضايا العنصرية وحقوق الإنسان، عن الحزب.

عندما يصبح اثنان من الأحزاب القيادية ذات التقاليد الشيوعية قادران على جمع النجاحات الانتخابية مع الجاهزية لإسقاط ادعاء وضعية الطليعة، ومع ذلك، فذلك يشكل علامة على مرحلة هامة في إعادة صنع اليسار. ولكن سواء أكانت الثقافات السياسية التي تمتد بجذورها في روتين حياة الحزب يمكنها التكيف إلى هذه الدرجة مع التجريب فسوف يظل ذلك سؤلا مفتوحا.

هيلاري وينرايت هي محررة في رد ببر ومدير أبحاث لمشروع السياسة الجديدة للمعهد المتعدي القوميات. [email protected]
الجارديان؛ 10 سبتمبر 2005.



#هيلاري_وينرايت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هيلاري وينرايت - إعادة صنع اليسار في أوروبا