أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية














المزيد.....

اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بضعة ايام وتحديداً في 20 فبراير احتفلت الامم المتحدة باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، ويعني هذا في مفهوم هذه الهيئة الدولية ان العدالة الاجتماعية هدفاً تسعى المجتمعات الانسانية الى تحقيقه، فالتهميش الاقتصادي وغياب التوزيع العادل للثروات، والتمييز القائم على اساس الجنس والدين والعرق واللون، كلها انعكاسات لغياب مفهوم العدالة الاجتماعية الذي يحمل في مضامينة حق الانسان بالحرية والمساواة والحياة الكريمة. ففي إطار هذا الفهوم ان المساواة امام القانون والقضاء على الفساد والبطالة، والحد من ظاهرة الفقر، والمساواة بين الرجل والمرأة ودعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والتأكيد على حق السكن والتعليم وتوفير الضمانات الاجتماعية والصحية، كل ذلك يثير تساؤلات كثيرة في مجتمعاتنا العربية التي تتميز باتساع الفجوة بين من يملكون ومن لا يملكون، مجتمعات تعاني شعوبها من استبداد واضطهاد ومرجعيات دينية لا تقبل النقد والتجديد، وبسبب ذلك يصبح التكفير والتمييز والاقصاء والارهاب الفكري والعنف والاتقسام المذهبي والطائفي مرجعاً ومعياراً اساسياً! ولا يمكن الحديث عن ديمقراطية من دون عدالة اجتماعية وبالتالي فاذا ما اردنا تجاوز معوقات العدالة فلابد من ارساء الديمقراطية الحقيقة في اجهزة وهياكل الدولة والمجتمع. وفي ضوء ذلك يستخلص الباحث محمد نبيل الشيمي ــ في مقال له الترابط العضوي بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية المنشور في الحوار المتمدن عام 2009 ــ ان هناك ارتباطاً عضوياً بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويعني: ان الديمقراطية بدون عدالة اجتماعية لن تكون كاملة، فلن يستقيم اي مجتمع ويتشدق بانه محكوم ديمقراطياً طالما هناك فوارق طبقية من خلال وجود فئة تسيطر على كل وسائل الانتاج والتوزيع في حين يظل السواد الأعظم من المواطنين محرومين فقراء مقتراً عليهم في الرزق، وتتسع فيه الهوة الاقتصادية، ويستأثر القلة بالقدر الأكبر من الدخل والثروة والوظائف، ولن تكتمل الديمقراطية السياسية بدون الديمقراطية الاجتماعية، وعندما يحصل المواطن على حقوقه السياسية والاجتماعية يصبح مواطناً واثقاً مملوء بالثقة.. مواطناً منتجاً مبدعاً، ومن المسلم به ان هناك علاقة طردية بين حصول المواطن على حقوقه وبين عمق انتمائه لوطنه. والواقع السياسي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية يفتقر الى الديمقراطية التي ترسخ ثقافة الحقوق والوعي السياسي للدفاع عن الحقوق والالتزام بالواجبات، وتكرس التعددية والثقة واحترام الرأي الآخر. هل يمكن ان نتكلم عن عدالة اجتماعية دون تنمية مستدامة؟ وهل ثمة اشكالية بين الانتقال الديمقراطي والتنمية؟ واذا كان كذلك ما هي سبل الخروج من ذلك؟ اسئلة ضرورية لابد ان تطرح وتناقش لان الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية في ترابط عضوي لاانفصال فيه، ورغم تعدد اسباب تعثر هذا الترابط العضوي بين البلدان العربية التي لا يمكن ان نضعها في سلة واحدة، فان ما اشار اليه الباحث ابراهيم سيف في بحثه العلاقة بين الانتقال الديمقراطي وتحقيق التنمية في الدول العربية ــ يمثل عين الصواب حينما قال: إن تجربة البلدان العربية تشير بوضوح الى ان تغييب الانفتاح السياسي ساهم الى حد كبير بسيادة نموذج اقتصادي مشوه، جعل الدول رهينة المتنفيذين، وفي اطار المقارنة الجديدة التي تسعى الدول العربية الى تبنيها يجب الا يكون هناك لبس في موضوع تحديد الأولويات، فالتجربة العربية غنية بالامثلة علي فشل مقاربة تحقيق التنمية أولاً ومن ثم تحقيق الانفتاح السياسي ثانياً، فما وقع في الدول العربية هو تراجع شديد في مؤشرات التنمية الحقيقية وتدهور في البيئة السياسية. ومن هذه المؤشرات ما يتعلق بدرجة الانفتاح السياسي ومدى رضا المواطنين عن مستوياتهم المعيشية، الى جانب الابتعاد عن المفهوم التقليدي في حسابات الناتج المحلي الاجمالي. وهذه المؤشرات لا تنظر الى الجانب الاقتصادي المجرد بل تأخذ البعد التنموي وتتيح للفئات المهمشة التي لا تمتلك الكثير من المصالح رصد المتغيرات الحقيقية التي تهمها. وبشكل عام يتوصل الى ان اشكالية الديمقراطية والتنمية لا تشكل خللاً في المضمون، فالحائز على جائزة نوبل الهندي الاصل «آمارتا سين» اعتبر مفهوم التنمية مكملاً لموضوع الحرية، والحديث عن تحقيق هدف على حساب الآخر ربما يصلح لفترة زمنية معينة، فحتى الدول التي تسابق كنماذج لنجاح فكرة الحاكم المستبد في تحقيق التنمية تتغير، ولعل مثالي كوريا الجنوبية وشيلي وبعض دول امريكا اللاتينية كلها تشير الى ان المجتمعات عندما تصل مرحلة تنموية معينة لا تحتمل ان يحكمها حاكم متسلط وغير منتخب، اذ تبرز الحاجة الى مؤسسات للرقابة والتقييم، ويصبح هناك حاجة الى قوانين شفافة ومنظمات مجتمع مدني تدافع عن مصالحها ومصالح أعضائها على مستويات عدة. وبالعودة الى الأمم المتحدة فان رسالتها للدول العربية في هذه المناسبة واضحة لا لبس فيها فهي تؤكد على ان سقف تطلعات المواطن في البلدان العربية اليوم ارتفع، لينال حقوقه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وحتى القمع الذي كان عائقاً امام تطلعاته، لم يعد رادعاً في اطلاق الخيال نحو حياة افضل من الرفاهية الاجتماعية وارتفاع مستوى التعليم وتحسين مستوى الخدمات العالمية وغيرها.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التحرير- تبقى عالياً ومضيئة
- الأصولية الدينية بين كتب التراث والمشاريع الأميركية!
- وجوه في مصابيح الذاكرة
- تقرير ديوان الرقابة والمساءلة النيابية!
- مرئيات النواب وبرنامج الحكومة
- هل تندفع أمريكا إلى فرض شروطها كما كانت في السابق؟
- تراجع أسعار النفط وتنوع مصادر الدخل!
- -الأخطاء القاتلة- للدولة الوطنية في العالم العربي
- لنرفع القبعات احتفاءً بالمبدع عبد الله خليفة
- الأقنعة الأمريكية
- اليوم العالمي لمكافحة الفساد
- عن الرقابة البرلمانية والشعبية
- البرلمان القادم!
- اختاروا الأكفأ
- قلبهم على عدن
- هل تتلاشى دول الخليج؟
- عبدالله خليفة.. مناضلاً ومفكراً مستنيراً
- ماذا بعد المقاطعة؟
- الثقافة العربية.. والمقدّس!
- صلاح عيسى.. وحوار حول اليسار


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية