أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - سدخان وشيش خان ومنصور خان....!














المزيد.....

سدخان وشيش خان ومنصور خان....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 17:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في عام 1975 باشرت الحكومة العراقية بأجراء تعداد سكاني ، وجندت لهذا جميع موظفي الدولة وحين شعرت أنهم لن يكفوا استعانت بطلبة الاعدادية ليشغلوا وظيفة عداد ولمدة يومين بعد ان ادخلتهم دورات لتعليم ملئ استمارة التعداد ، وكنت من بين الذين تطوعوا لهذا العمل الممتع وكانت رقعتي الجغرافية قضاء الجبايش والقرى المائية المحيطة بها ومعظم ساكنيها من المعدان حيث الهمني التجوال بين هذه القرى التي اشاهدها لأول مرة في حياتي متنقلاً بالزورق ، الهمني الاحساس الجميل بسحر المكان ورغبتي للغور في عالمه واساطيره وبيئته المائية الساحرة.
كنا ضيوفا عند رجل من اهالي المعدان يدعى ( سد خان ) وكان كريما وطيب القلب ونقي السريرة وكل حياته هو قطيع جواميسه والسفر بين الممرات المائية بين غابات القصب يرعى القطيع صباحا ويجيء به في المساء الى حضيرته وفي الليل تداهمه اغفاءة التعب بعد أن تقوم زوجته بحلبِ الجواميس فيما هو ينتظر صباحا جديدا مثل الذي سبقه.
عائلته متكونة من ثلاثة أبناء وبنت ، ولديه اخوين يجاورانه في العيش مع ستة عوائل من اقربائهم ليكونوا قرية مائية تنأى بعيدا عن الحضارة وليس لهم وسائط نقل معه المدينة سوى السفر بالقارب حين يجبرهم مرض ما على أن يعجزوا على الذهاب مع دوابهم .
لم يثيرني أسم الرجل ولم يلتفت انتباهي حين ملأت له وعائلته استمارة التعداد ، لكني انتبهت الى موسيقى ايقاع أسمه واسماء اخويه ( شيش خان ومنصور خان ) حين اكملت ملئ استمارات سكان قرية القصب الصغيرة المسماة ( أم شعثة ) وهذا الاسم يطلق على البنت التي يصعب تمشيط شعرها ومرات يطلق على هذا الشعر ( الكفشة) ، لكن الاشعث هنا يطلق على الشعر الغير مرتب والذي لا يعتني صاحبه بغسله وتنظيفه.
وعندما سألتهم في جلسة السفر التي استضافنا فيها سدخان واخوته :أن اسماءهم ليست عربية . والاغرب ان بعض اطفالهم يحملون ملامح سمراء وزرقة باهتة في عيونهم لأسألهم ان كانوا هم من أصل هندي او ترك.؟
ضحك سدخان :وقال نعم اننا نمتلك صولا غير عربية من جهة الأب وإلا لماذا اطلق آباؤنا علينا هذه الاسماء.
فجدي الله يرحمه هو من اطلق علينا هذه الاسماء ، وكما مكتوب عندك إن اسمه ميجر .
قلت : ميجر هي رتبة في الجيش الانكليزي.
قال : لا اعرف ولكني سمعت منه حكاية تقول ان قائدا من الترك مر من هنا بمراكبه وكانت ام جدي ( نوعه ) التي يضرب المثل بجمالها بين قرى المعدان ، كانت وقتها تسرح بقطيع الجواميس حين رأها قائد الترك واتذكر انه قال اسمه صفوت خان باشا قد رأى جدتي نوعه وفتن بسحرها ، فأوقف مراكبه ودعاها لتذهب معه الى بلاد الترك فرفضت وجدي رفض ايضا فاضطر ان يتزوجها ويقيم في قريتنا اسبوعين ثم غادر على امل أن يعود بين الحين والاخر ، لكنه لم يعود ولم يسمعوا اخباره وسمعوا بعد ذلك انه قتل في معركة مع آل بو صالح.
حبلت جدتي وانجبت ذكرا اسمه ( ميجر ) الذي هو جدي ، الذي اجبر أبي على ان نحمل هذه الاسماء ، وها انت تكتبها في هذه الاوراق ولا نعرف لماذا تكتبها ........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )
- أمير دوشي ...هاملت في أور


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - سدخان وشيش خان ومنصور خان....!