أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - الأنهيار الوفدي الكبير















المزيد.....

الأنهيار الوفدي الكبير


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما كانت نتائج الأنتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر , و رغم التشكيك في نتائجها من جانب بعض الجهات المعارضة , إلا أنها كانت كالقشة التي قضمت ظهر البعير بالنسبة لحزب الوفد المصري العريق الذي أثبت فشل سياسي لم يسبق لة مثيل في تاريخ الحياة السياسية الوفدية , و أثبت أن توالي الضربات التي تلقاها الحزب سواء من خارجة أو داخلة هي إنذار شديد اللهجة لأعضاءة قبل قيادتة العليا التي أصبحت في موقف لا تحسد علية بسبب إنحطاط النسبة التي حصل عليها حزب الوفد .

كثيرا ما كان يتباهي الوفد بتاريخة الكبير و بأرضيتة المتغلغلة داخل أعماق الحياة السياسية المصرية , و كيف أنة يمتلك رقما من المقار و اللجان و الأعضاء لا يمتلك عشرها منافسها الأقرب علي العمامة الليبرالية المصرية المتمثل في حزب الغد الذي لم يكمل عامه الأول في الحياة السياسية المصرية .

ربما تكون النتيجة صادمة للبعض , و لكني شخصيا توقعتها , فحزب الوفد منذ عام 2000 و خاصة بعد تولي الدكتور نعمان جمعة لرئاسة الحزب و إنقلابة علي كثير من الرموز و الأعضاء , و منهم أيمن نور منافسة العتيد في الأنتخابات الرئاسية لهذا العام , بالأضافة إلي تلاعبة في الائحة الداخلية للحزب و إستخدام إسلوب ديكتاتوري في التعامل مع معارضية داخل الحزب من تجميد عضويات و إقالة , و التحكم في المقالات المنشورة في جريدة الحزب اليومية التي إنهارت أرقام مبيعاتها بعد أن كانت من الجرائد الأولي بعد الصحافة القومية .

كان هذا هو بوادر الأزمة الوفدية و التي لم توقف عن الأستمرار , بل إستمر الوفد في مزيد من مسلسل الأخطاء من تفاوض سري مع النظام إلي زيادة الضغوط علي كتلتة البرلمانية التي إنسحب منها ثلاث أعضاء و إتجهوا للحزب الوليد الغد لتصل حكم الكتلة البرلمانية الوفدية من سبعة نواب إلي أربعة نواب و صفر في مجلس الشوري , و يبدأ مسلسل الأستقالات الطواعية من الوفد إتجاها إلي الغد , و يمضي حزب الوفد في طريق الأنهيار بسرعة كبيرة لم يستطع الحراك السياسي المصري إقافها إلا متأخرا , عندما شعر نعمان جمعة بعد ضياع الوقت بخطورة الوضع فأطلق دعوتة الشهيرة بنسيان الماضي و عودة كل الأعضاء المفصولين قسرا و طواعية إلي أحضان حزبهم التاريخي , و لكن الوقت قد فات .

بدأت الأرض تتززلزل تحت قدمي السيد نعمان جمعة و شعر باخطاء الماضي القريب , و أراد أن يصلح و لو جزءا مما أفسدة الدهر و إن لم يكن هو , فبدأ بدخول تحالف مع جزبي التجمع و الناصري لمقاطعة الأستفتاء علي تعديل المادة 76 من الدستور المصري , و لكن و مع قرب الترشيح للأنتخابات و بعد أن كان السيد نعمان جمعة قد إتفق إتفاقا تنصل منة فيما بعد بين حزب التجمع و الناصري بمقاطعة الأنتخابات الرئاسية , تنصل في الوقت الأخير و في أخر لحظة من هذا الأتفاق و أعلن أنة سيخوض الأنتخابات بناءا علي قرار الهيئة العليا لحزب الوفد و ليس قرارة هو , و أعلن ترشحة للرئاسة مثولا للديموقراطية التي تظاهر السيد نعمان بأنها تتوافر داخل أركان حزبة.

و رغم أن إعلان السيد نعمان جمعة دخول السباق الرئاسي متأخرا بل و في اللحظة الأخيرة كان مفاجئة للجميع و خاصة لحليفية التجمع و الناصري , إلا أن البعض لم يتوقف عن تصوير تصرف السيد نعمان جمعة بأنة خيانة كبري ليس لحلفاءة فقط و إنما لليبرالية المصرية , التي ضربها ضربة موجعة عندما قبل أن يتواجهة مع زميل الأمس في معركة سياسية قد تقدم محددات جديدة و خاصة علي الساحة الليبرالية المصرية.

كان علي الدكتور نعمان أن يربأ بنفسة و بحزبة العريق من تلك المواجهة التي قد تضرب الليبرالية المصرية في عقر دارها إذا تحول الصراع من صراع معارضة لمبارك إلي حرب زعامة بين الشقين الليبراليين في الأنتخابات .

ظن نعمان جمعة أن إسم حزب الوفد كاف لضرب عدة عصافير بحجر واحد , و أعتقد أن أكثر العصافيير أهمية لنعمان جمعة شخصيا هو أيمن نور ذلك الشاب الذي أراد أن يناطح الكبار فما كان من الكبار إلا و إستخدموا ضدة أقسي أنواع العنف السياسي و هو الأقالة من حزبهم التاريخي , ثم صراعات علي رولات المحاكم أهانت الليبرالية المصرية و تاريخها العريق و أصابتنا جميعا كليبراليين بالعار و الشعور بالأمتعاض من التصرفات الشخصية التافهة التي زادت من أوجاعنا و جروحنا الليبرالية الغائرة .

و لم يتوقف السيد نعمان جمعة عن تلك المهاترات الرخيصة بل أراد أن يضرب الليبرالية ضربة قاتلة بقرار ترشحية بصورة مهينة أكدت الأشاعات التي كانت تتردد عن إتفاقات سرية بين الوفد و الحزب الوطني , و ليسقط الوفد أكثر و أكثر في وحل نصبة لة نعمان جمعة بالأشتراك مع الحزب الوطني , و إن كنت لا أريد أن أستخدم المصطلحات القومجية الرخيصة إلا أنني لا أستطيع أن أغلق فمي و أن أمنع لساني و أن أقهر قلمي كي يتوقف عن ترديد سؤال للدكتور نعمان جمعة مفادة : كيف تبيع الوفد بتلك الطريقة المهينة التي تصل إلي أقصي درجات الخيانة ؟

و ظهرت نتيجة الإنتخابات
و كانت النتيجة مزرية فقدر سعادتي بظهور بريق للأمل في وسط ظلام الحياة السياسية المصرية بتقدم الناخب إلي اللجان الأنتخابية و إختيار فرد غير مبارك , بقدر ما كان حزني الدفين علي قلعة الليبرالية المصرية التي إنهارت هاوية و من أجل إستبداد لم يكن يوميا يعرف طريقة إليها و إنما كان الحب و الإحترام و القيم المصرية العريقة التي تتعانق مع القيم الليبرالية في تلاحم لا يمكن ضرب مثال لة إلا بثورة 1919 المجيدة التي كانت يتعانق فيها القيم المصرية و قيم العدالة و الحرية , و ليس الهلال و الصليب فالهلال و الصليب هما رموز دينية أما مصر فهيا فوق الجميع و فوق كل الرموز .

أخيرا أقول لأخواني الوفدين إنهضوا فحزبكم العريق في خطر و تاريخكم الكبير في محك طرق إما الأنتفاض و إما الخنوع , و من يقبل بالخنوع فقد باع مبادئة و باع الوفد بيعة بخسة , و ليس من حقة الوقوف أمام الأستبداد الأكبر بعد أن أذل نفسة و قبل بالأستبداد الأصغر .

في النهاية تحية إلي أيمن نور لردة الرائع في الأهرام حول أن ما حققة الوفد و الغد معا في نتيجة الأنتخابات الأخيرة هي نتيجة الليبرالية المصرية و ليس نتيجة كيانات تتعدد سواء كانت وفد أو غد .



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - الأنهيار الوفدي الكبير