أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم الحناوي - بمناسبة عيد المعلم: عندما يكون الجاهل معلما!














المزيد.....

بمناسبة عيد المعلم: عندما يكون الجاهل معلما!


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 11:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بمناسبة عيد المعلم: عندما يكون الجاهل معلما!
كاظم الحناوي
يصادف الاول من اذار من كل عام عيد المعلم حيث تشهد ساعاتُ الدوام الأولى في مدارس العراق احتفالات تنظمها الاوساط التربوية بالمناسبةِ وهذه الاحتفالات تتنوع مابين توزيعِ الهدايا بين الطلبةِ والمعلمين والقاء القصائد التي تمجد السلطة وبعدها المعلم.
ليس بعيدا عن مدرستي الابتدائية كان المعلم الاول في تاريخ البشرية حيث وجد اساس التعليم والقراءة والكتابة في اوروك التي بنيت في الالف الخامس قبل الميلاد والتي توصل الانسان فيها الى معرفة الكتابة الصورية والتي تطورت الى الكتابة المسمارية ووجد المعلم الاول.
احتفاء بعيد المعلم أقدم جزئا من تجربتي كطالب كانت الأساس الحقيقي لكل ما تلاها من تجارب دراسية ومهنية وهي بلا شك مبعث شكر أدين به للكثير من المعلمين واسف وحسرة على البعض الاخر الذين كانوا سببا في تدمير حياة الكثيرين من زملاء الدراسة الذين زاملوني في فترات زمنية مختلفة كان المعلم سببا في تعاستهم او موتهم نتيجة الضياع بعد ترك المدرسة بالتحالف مع النظام الدكتاتوري الذي ينتظر هؤلاء وقودا لنزواته.
للمعلم مكانة يجب ان نعززها في نفوس طلبتنا وان نحثهم على احترامه وتقديره لانه يقودهم الى مستقبل افضل في جوانب عديدة من فواصل الحياة والمجتمع عندما تكون الاسرة غير قادرة على النجاح بتحقيقها ... والمعلم المتقاعد في عيده لابد من ان يقف مع ذاته ليقيّم ما انجزه خلال سنوات عمله كما لابد من ان نتذكرالمتوفين الذي افنوا عمرهم بهذه المهنة النبيلة.
اتخذ من مدارس مدينة الخضر منطلقا لأنشطته التعليمية يحالفه الحظ هنا ويصطدم بالواقع والروتين هناك ينتمي إلى رجال حملوا راية التعليم من اوائل ستينات القرن الماضي متحملا مزاج السلطة المتقلب. صبراعلى الضروف القاسية أخذعلى عاتقه تحديد اتجاهات العديد من الطلبة نحو التفوق والنبوغ . غرس فينا حكمته التي كان يرددها من سار على الدرب وصل ...فكم من لمسة حنان صدرت منه تجاه طلابه وكم سلوك قام بتعديله وكم حجم الثقة والحب التي زرعها بنفوسهم وعزز ثقتهم بانفسهم. كم من طالب كان مجتهد ولديه القدرة على التفوق فاخذ بيديه وساعده لتحديد اهدافه. هذا ما رأيته في الصف الاول حيث كان معلمي الاول المرحوم الاستاذ حميد حسون.
أما المعلم الاخر هو مدير المدرسة الاستاذ جبارعباس داوٌد يعرف اماكن تواجدنا في ممرات وازقة المدينة القديمة الضيقة كان يتابعنا حتى بعد المدرسة ..ماذا نعمل وخاصة الاعمال المحرمة وقتها اللعب وصعود القاطرات في محطة القطار القريبة من الحي او محاولات سرقة ثمار البساتين التي كانت في حينها محملة بالليمون والخوخ والرمان الخ..
كان مانعا مبكرا عن المسارات الملتوية .أبدع في ادارة مدرسة الفتح الابتدائية والارشاد والتوجيه بعدها بصفته مفتشا عاما في مديرية تربية المثنى فتزينت به احاديثنا دائما كطلاب عن تلك المرحلة و مزايا الرجل.
رجل امتزج عرقه بمدارس الطين الخاوية مفتشا وموجها لمدارس المحافظة النائية وأفنى عمره في بناء جيل من الطلبة لم نراه في العقود التي تلت مشى في أوحال الطين ايام المطر والسواقي الصغيرة كان حافي القدمين بعد المدرسة ليساعد والده بين أحراش البساتين الكثيفة كان مثل دائم على لسان كبارنا حتى لانعتقد ان العمل للمدرسة فقط بل في الحقل والحظيرة ايضا.
نشأ الاستاذ جبارعباس وترعرع في بيت قديم يضم شقيقاته وشقيقه هو المسؤول الاول . أكمل دراسته الابتدائية ثم واصل دراسته في معهد اعداد المعلمين في الديوانية .رجل ارهقت جسده مبكرا المرارة (المرض). لكنه تحدى الصعاب وبقي باسما تراه تعتقد انه ليس فيه اي علامة عليل وصمد امام المرض العضال محروما من ابسط الاغذية المحببة لنفسه فترك لنا تاريخا مفعما بالوفاء والعطاء معطراً بعبق رائحة البساتين منقوشاً على مدارس محافظة المثنى المترامية الاطراف كان (رحمه الله) من الرواد في توجية العائلة والاقارب نحو فعل الخير ومساعدة الفقراء.
كنت كطالب اراقب بإمعان لاكتشف بعد ذلك أن هناك الكثير من المعلمين المصابين بالذاتوية الصريحة المتعمدة لا تعبر إلا عن إحساس حاملها بنقص حاد مزمن ونرجسية متفسخة لا يخرج منها إلأ بقاياعفنة كانوا يعيشون بيننا منهم من يحمل عصاه ينهال بها على الاطفال بالضرب من الصباح الباكر مما دفع العديد منهم لترك المدرسة والضياع بين مهن قاسية على تلك البراعم. ولك ان تتصور عندما يذكر ابن خلدون عن الحجاج أن أباه كان من المعلمين !
حيث يشكل المعلم للطالب في سنواته الاولى بالمدرسة مصدر الهام وتأثير وخصوصا في السنة الاولى وتجده يتفوق في بعض المواد الدراسية اكثر من غيرها تبعا للمعلم الذي احبه اكثر بعد ان اصبح قادرا على تلقي واستيعاب الدرس منه بوضوح اكثر من غيره. فيما كان هناك من المعلمين من لا يتقن فن التعامل مع طلابه يخرج عن المنهج لاغراضه الخاصة ليترك داخل التلميذ مشاعر البغض له وللدرس في ان واحد.
(عندما يكون الجاهل معلما من حسنات القدر أن يكون المدير حكيما) وهذا ما حصل في مدرسة الفتح في قضاء الخضر محافظة المثنى في سبعينات القرن الماضي.. لن يضرالنقد اذا كنا نريد ان نتذكر المعلم لأني احب ان امس الحقيقة المغطاة بأعماقنا بأن هناك الكثير من المعلمين كانوا عارا على التعليم ( لا يستحقون القيام او التبجيل ) والدليل على هذا تاريخهم ... العداء ضد الآخر تحت دعوات الحزبية سابقا والتدين الكاذب حاليا لان هؤلاء لا يؤمنون الا بالعبودية... وما يظهرونه من الوجل والخشوع والاستقامة ما هو الا صورا من الرياء...
علما إن مهنة التعليم مبنية على القدرة على التواصل والأخلاق والسلوك...



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل ومكتبة اسم صريح وكنية وما بينهما ..
- قوانيان صناعة صينية تناقلتها الشعوب
- الصراعات المصاحبة لحكم قوى الاسلام السياسي
- الهجمة على قطر معاداة السامية ؟!
- شبه الجزيرة هل ستغلق الشناشيل ؟
- فتوى الداعية السعودي ناصر العمر
- سفارتنا تتلقى التعازي والتبريكات بوفاة الملك
- جبارعكار بين الملك غازي والياور وصدام وحفلات نهاية العام ؟ ( ...
- جمعية الإعلاميين الأكاديميين العراقيين IAMA تهنيء إعلاميي ال ...
- جبارعكار بين الملك غازي والياور وصدام وحفلات نهاية العام ! ( ...
- 2015 سنة للمواطن ام للثالوث المقدس؟
- رجال الدين وعجز الميزانية ؟ الجزء الثاني
- رجال الدين وعجز الميزانية ؟
- 2014 اصغر رئيس واغلى قمة و اطول ليلة في التاريخ !
- صدام حسين : داعش صناعة عربية ايرانية مشتركة –الجزء الثاني
- الاصرار العراقي والرفض العماني لماذا ؟
- صدام حسين : داعش صناعة عربية ايرانية مشتركة –الجزء الاول
- هل يحق للاحمق ان ينتقد الغبي ؟
- هكذا يعاقب الضحايا على الفيسبوك!
- ماهو نوع شبكة الشبوط العراقي؟


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم الحناوي - بمناسبة عيد المعلم: عندما يكون الجاهل معلما!