أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شمعة في نهارٍ مشمس














المزيد.....

شمعة في نهارٍ مشمس


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 14:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شمعة في نهارٍ مشمس
نعيم عبد مهلهل
كثيرون أولئك الذين يرون الطريق بقلوبهم وعيونهم مغمضة ، والكثير ممن يتعثرون في ذات الطريق وعيونهم مفتوحة ، وللتأريخ في قصص الفلاسفة والحكماء مواقف عن الرؤية ، حتى أن لونجينوس حمل شمعة في النهار ليبحث عن الحقيقة. وعندما لم يجدها ، قال :إن لم أجدها في النهار لا فائدة أن أجدها في الليل .
أطفئ شمعته ثم عاد الى صومعة الكتب يبحث عن شيء آخر مواز للحقيقة ليقنعَ اهل الاسكندرية أنه يفعل شيئا مفيدا ، ولكن أبي ذكر لي : بدون حقيقة ليس فيها رياء وتظليل يبدو العالم هزيلا وهشا ولايعين الفقراء بشيء.
أظن أن ثلاثية النهار والشمعة والفقراء ليست جدلا أزليا بل هي الدكة التي استندت عليها أحداث البشرية وكانت مصدرا لكل الالهام الروحي والكتابي والشفاهي الذي نرثهُ منذ هبوط آدم وأنثاه وحتى اليوم.
وتلك اللازمة التي اسمها الشمعة مثلت في حقيقتها دافعا وبوابة للحظة التي يريد فيها البشر أن يبدع ويكتشف ولهذا كانت الشموع جليسة نوح لحظة صناعة سفينته ، وحين يظهر الفجر كان يبقيها مشتعلة كل النهار حتى يقول للناس : هي من كانت معي لتجعل الليل مضيئا مثل النهار.
وكذلك يفعل كهنة المعابد والكنائس ، ففي كنسية مدينة كولون الألمانية تجد الشموع مشتعلة طوال اليوم على دكة التقبيل والقداس وفي ارجاء قاعة الصلوات ، وهذا يعطي لن يعطي انطباعاً أن النهار يحتاج الى الشمعة كحاجته الى الشمس ليكتشف البشر أن قيمة الضوء ليس بمقدار الحزمة والشعاع الذي يبثه بل بمقدار المعنى.
العلاقة بين الضوء والمعنى هي أيضا أزلية وجدلية وخالقة حقيقية للكثير من المفاهيم والمذاهب الحضارية ، وربما بسبب الضوء أراد المعنى أن يكون بوابة ليدلف منها الانبياء والحكماء والفلاسفة والكهنة والفقراء الذين يصنعون من فتات الخبز احلاما كبيرة كما فعل الحسين جيفارا وماركس والبوعزيزي وهوشي منه والمهاتما غاندي والكثير.
أعود الى ابي وشمعة في نهارٍ مشمسٍ ، واتخيل تأمله وهو يقرأ ملامح السعادة الغريبة ومقدار الرعشة تحت اجفاني وانا اقرأ ولأول مرة رواية الفرنسية فرانسوا ساغان ( شعاع شمس في ماء بارد ) على ضوء شمعة في غرفتنا الطينية المظلمة بالرغم أن الوقت كان نهارا ، سألني : من الذي يسعدك هكذا ؟
قلت : اللغة المشعة بأشياء جديدة لم احسها بحياتي.
قال :لابد انها تكتب شيئا جديدا لم يألفه الفقراء .
قلت نعم .
قال :خذها لأحضانك بحميمة لتعرف الكثير ، فالرواية عندما تقرأ على ضوء شمعة تصبح مدينة رومانسية.
منذ تلك المدينة الرومانسية والى اليوم أحاول دائما أن استعين بالشمعة لتكتشف لي خبايا النهار ورواياته ، ربما لأني ومنذ زمن ساغان ورجوعا الى ازمنة قداسات معابد أور وعودة جلجامش حزينا الى الصلاة بعد قناعته ان الخلود هو العمل في الحياة وليس بتناول التفاحة التي خدعت حواء ، أدركت أن الطبائع الرائعة في جهد اكتسابها لا يحتاج الى مزيد من الصعلكة مع خواطرنا في ظهيرة نهار منفعل بسبب شدة ضوء الشمس ،بل يحتاج الى نور قليل من بصيص تلك الشعيرة الوجدانية التي تحفزنا على الاقدام على طبع القبلة الغرام على الفم او كتابة القصيدة.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )
- أمير دوشي ...هاملت في أور
- كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شمعة في نهارٍ مشمس