أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البكوري - القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الخامسة-















المزيد.....

القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الخامسة-


محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


عقارب الساعة تشير الى حوالي الثالثة والنصف صباحا ...واخيرا سنتحرك ... صعدت القطار او بالاحرى رايت القطار... لاول مرة في حياتي ساتمكن يا "جورج ستيفنسين" من رؤية اختراعك العجيب ولو كان محركه من الفحم الحجري ...و كاني "ارمسترونغ" في صعود تاريخي غزوت الفضاء ! او "كولومبوس " في رحلة استكشافية اكتشفت قارة..! اه! كم هو شعور لذيذ وانت ترى احلامك البسيطة تتحقق ولو بعد حين... كنت فقط اسمع عن الماشينة في حكاية جدتي، حينما سافرت في بداية السبعينات هي وعمتي واخي الكبير الى مدينة الليمون اوعاصمة "اللتشين "بركان ...كنت فقط اسمع عن الماشينة في رواية ابي و هو ذاهب الى وادي الذهب سنة1975 لاسترجاع بكل اعتزاز و افتخارجزء من ترابنا الحبيب... كنا نتبادل اطراف الحديث ،ثم نغادر الامكنة بقولنا " مشينا و لاحتى تجي مشينا" ... كنت فقط الهو بلعبة الماشينة، التي كان يصر شيخ القبيلة -الهمه الله فسيح جنانه -ان يشتريها لي عند كل عاشوراء هي و"حلوة جبان كولوبان "...كنت مولعا بلعبة الماشينة مع الاطفال حينما نشكل باجسادنا الصغيرة مقصورات ،ولتكون مقصورة القيادة من نصيب فتاة "الشطيطة" او اميرة الارجوحة ! مرددين بشغب: "الله يجعلنا تابعين ماشي متبوعين " ...الشطيطة التي كنا نربطها بشجرة الباطما المباركة ،الكائنة في الغابة المتماهية بشكل فريد مع المقبرة بمحاذاة ضريح لالة هيبة و الربوة المطلة على مدافن الغرباء و النصارى... اميرة الشطيطة هاته الفارعة القد ،المليحة الوجه ، الواسعة الحنك، الممتلئة الصدر ، البشوش على طول رغم ان" الزلط وصلها هي و عائلتها للعظم "،كانت تصر ان ندفعها في اتجاه النسيم العليل الذي يعبث بضفيرتها و"الساية ديالها "ليكشف من جسدها الغض الندي الجزء الاكبر بافتتان و اغراء، ولينعش اهواءها التي توقظ بدورها انتعاظ غريزتنا النائمة .ولا اود في هذا الصدد ،ان اقول ملعون من ايقظها ولكن ساقول في المقابل مفتون من اوقظت من اجله . تذكرنا جميعا تفاحة اب البشرية ، واستوعبنا الدرس وتخيلنا الى اي مدى سنصل لو رمتنا الاقدار ان اصرنا على امتطاء صهوة الشهوة ..."المهم لي ماشرا يتنزه " يردد على مسامعنا ولد "طا رحمة "... رغم ان "الشوف مايبرد جوف " كما يؤكد ذلك ولد "طا خديجة " ... " كل شيء مباح الا تذوق ذاك التفاح"! كما كنت اؤكد انا ولد "طا راضية " . "عقل الصغور و مايدير"! كانت هي اميرة الشطيطة وكنت انا امبراطور الغابة ،لا اهاب لا الخوف و" لا مولاي به" ... لقد مكنت نفسي من حصن مانع ضد الرهبة و حولتها الى رغبة ...اتذكر كيف وطات قدماي الغابة في احدى الليالي ذات الظلام الدامس وانا مجرد"فريخ" عمره سبع سنوات ...لا ابالي بنعيق البوم ولا باشباح المقبرة ...رددت عبارة "السلام عليكم يا اهل المدينة" وولجت المقبرة برجلي اليمنى ، وانا ارتل في دواخلي الاية الكريمة " فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع و امنهم من خوف" ... تم العزم ...وتم الحسم على تجاوز حاجز الخوف ، "توكلت على الله، فهو نعم الوكيل " ...قررت المشي بين القبور بكل طمانينة و بسالة ،وانا اكرر في لواعج صدري "اخرها موت"فلما الرهبة ؟الخوف سلاح الجبناء ، رغم ان والدتي كثيرا ما تصر على القول "لي خاف نجا" ... اصوات مرعبة اخذت تخترق طبلة اذني ... يبدو ان الاموات اصرو ا ان يبعثوا من القبور، ولو لهنيهة ،حتى يجربو ا صدق كلامي و رباطة جاشي واختبار توازن الرعب في احشائي ... لم اعير الامر ادنى اهتمام ...لابد ان اصل الى مبعث ذاك النور... حيث الفقيه يمارس طقوسه الغريبة في اخراج "الجن النصراني" من جسد تلك الفتاة الجميلة ، ذات الربيع العاشر ،والتي اتذكر انها كانت من اقرباء احد اعمامي... الجن يتحدث بلسانها بفرنسية طليقة ، رغم ان " رجلها لم تعتب المدرسة " طيلة حياتها ... الفقيه لا يقشع شيئا ،ليردد التعويذات تلو التعويذات ويجلب التمائم تلو التمائم و ليصرخ باعلى صوته "اخرج الكافر بالله" ... يصر الجن على البقاء و عدم الاستسلام ... في المقابل يزداد عناد الفقيه على جعله يذعن و يخضع ... وليتحقق المراد بعد جهد جهيد .فبعد شد و جدب اسدل الستار على المعاناة الطويلة ، و ليغادر الجن الساكن جسد الفتاة المسكونة ، بعد ان تحول الى قط اسود اخذ يموء مواء غريبا ، اليما "يقطع القلب" ،تعبيرا منه عن فقدانه المرير لمسكن امن عاش فيه اسعد اللحظات ... لحظات كلها عشق وصبابة . اتذكر كل ذلك وانا اتسال :هل حب "الجنون" حب مجنون ؟سؤال سيجيبني عنه بعد سنوات عديدة على مرور هذا الحادث المدهش / المذهل فيلم "الانس و الجن "لعادل امام . في صباح اليوم الموالي وبعد ان اخذ اقراني علما بالموضوع ،تم منحي لقب "قلب الاسد" بعد ان كنت مجرد "قزيمار"! وليتم تنصيبي سيد الغابة زعيم العصابة ... عصابة" كاوباي" ،، التي كنت انا دائما فيها "كلينت ايستوود" منتصب القامة امشي... مرفوع الهامة امشي ... في قلبي احمل نعشي ... وعلى راسي ارتدي قبعة وجدتها مرمية في مزبلة "العسريين" واحمل في يدي مسدسا صنعته من فك "حولي دلعيد" لتكون اسنانه هي الرصاصات ... البعض من افراد العصابة يمتلكون فرديات رشاشة بالماء و البعض الاخر يتوفرون على ذخيرة القرطاس المصنوع من الكاوتشو و الملون بالاسود مع راس احمر يزينه ... اما "ليزنديان "فهم يضعون ريش "بيبي " الهندي على رؤوسهم ويتسلحون باقواس/ نبيلات ،يصنعونها من عود "البري" . كنا نصنع حروبنا ...نخلق اعداءنا ...و نصنع انتصاراتنا .كنا نحاكي افلام "المسلمين و الكفار" ...ننمي خيالنا بفيلم "الرسالة " ،الذي شاهدناه اكثر من مرة خاصة في ليلة" السابعة و العشرين "من كل رمضان... كنا نحارب الحروب المقدسة ونجعلها حامية الوطيس ... كانت لنا "داحسنا وغبرائنا"...كنا نحصل على الغنائم ونمتلك السبايا ..! الكثيرون منا ماتوا في ساحة الوغى في اخر الليل وليحظوا بحياة جديدة في اول الصباح ..!؟ يبدو انني نمت قليلا وبدات اهلوس ، لتوقظني على حين غرة ، رجة احتكاك القطار الذي نقله بقطار اخر اتي من الاتجاه المعاكس... بعد بضع دقائق ،سيصل القطار الى محطة "سيدي سليمان" ...لازالت هناك فرصة للخلود الى النوم من جديد و مواصلة استرجاع شريط الذكريات بحلوها و مرها ...اقول قولي هذا وانا استمتع باللحن الموسيقي للشخير المنبعث من دواخل الاستاذ المؤطر، الذي يرافقنا في رحلة الاحلام هاته ... يتبع ...



#محمد_البكوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيف
- - نصف السماء- من اجل -كل السماء-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الراب ...
- تنغير -الافرانية-
- اثداء مقدسة و اخواتها المدنسة
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الثال ...
- نقطة الفراغ
- -القامرة -التي في خاطري و -القاهرة -التي في خاطرك -المحطة ال ...
- سيدي المخفي
- -القامرة -التي في خاطري و -القاهرة- التي في خاطرك -المحطة ال ...
- انسكلوبيديا المرح السياسي بالمغرب
- كفاك سيدي الرئيس... يكفيك سيدي الرئيس
- المغرب/ فرنسا :اشتدي يا ازمة تنفرجي
- ابتسامة البياض الثالث
- سمفونية المغتربين
- سلام الله!
- -الخطاب السياسي لبنكيران .من مأسسة الاختلاف الى شخصنة الخلاف ...
- انبياء الخلد التافه
- امتدادات المجتمع المدني اوالغائية الوظيفية
- افعال -متعدية-


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البكوري - القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الخامسة-