أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - في حنين الرئيس العراقي المنتخب إلى دكتاتورية الأسد














المزيد.....

في حنين الرئيس العراقي المنتخب إلى دكتاتورية الأسد


حسين جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المفاضلة بين قاتلٍ مثل بشار الأسد و قتلة آخرين على شاكلته، و من ثم اخنيار الأول بإعتباره القاتل الذي جربناه "و أفضل من الذي لا نعرفه"، و كذلك بإعتباره القاتل المتعلم، حليق الذقن الذي يرتكب معظم جرائمه بوسائل عصرية، و يستخدم في تعذيب ضحاياه أدوات حديثة نتيجة تطور تقنيات "علم الإجرام" في مختبرات معتقلاته بعد تراكم خبرات القائمين عليها، مثل هذه المفاضلة تشكل عاراً عندما تصدر عن شخصٍ كان حتى الأمس القريب من ضحايا الدكتاتورية في بلاده، و رأى بعينيه شعبه يكتوي بنيرانها و يختنق بغازاتها الكيماوية.
فعندما يقول شخص ٌ مثل الرئيس العراقي فؤاد معصوم في لقاء تلفزيوني بانه "إذا خُيرنا بين بقاء الرئيس السوري بشار الأسد بعد أربعة سنوات من الثورة السورية وبين سقوط سوريا بيد الجماعات الإرهابية، فإننا سنختار بقاء الأسد."، فإن المرء ليحتار كيف يجابه مثل هذا المنطق الهش، الذي يصدر عن شخص المفترض به أن يكون ضليعاً في السياسة بعد عمرٍ طويل و تجارب كثيرة عاشها إنتهت به إلى تولي رئاسة بلد كان يتزعمه دكتاتور جرب مثل "مُفضله" الأسد كل الأساليب الدموية للبقاء في الحكم، في الوقت الذي يقول فيه ألفباء ما يجري في سوريا من سياسة، و التي بات حتى الطفل السوري يدركها بأن الجماعات الإرهابية التي يتحدث عنها الرئيس معصوم ما هي سوى طفح جلدي ظهر على وجه نظام الأسد، طرحه في التداول ليخفي به وجهه الحقيقي، و هذه الجماعات هي أساساً واجهته الخلفية التي ضرب بها بشكلٍ غير مسبوق لينصب بذلك فخاً انجر إليه الكثيرون، و تمثل بخلق ظروف تؤدي إلى المقارنة بينه و بينها.
الواضح و الحال كذلك بأن الصراع لم يكن يوماً بين الأسد و الجماعات الإرهابية التي تقوم مثله بالتنكيل بالسوريين و تغطي بالتالي جوانب "التقصير" في عمله، فقد ترك النظام الحبل على الغارب لتلك الجماعات من خلال عملية تبدو كتنسيق معها بصورة دفع بها إلى تصدر المشهد العنفي و سرقة الأضواء منه عبر فظائع يقوم هو نفسه بإرتكابها في الخفاء في معتقلاته و قد ظهرت نتائج بعضها، و هكذا لم يقدم نظام الأسد يوماً على التعرض لمعاقل تلك الجماعات بل هاجم و بمساعدتها، و كذلك عبر صواريخ سكود و البراميل المتفجرة دوما و حلب و درعا و أماكن أُخرى تشكل معالم المشهد الثوري السوري.
لكن ماذا لو انساق العالم لرواية النظام العراقي الأسبق عن المعارضة العراقية التي كان الرئيس فؤاد معصوم و حزبه أحد أركانها؟ ترى أين كان سيجد نفسه اليوم لو قام من حارب صدام حسين بدعمه على اعتبار أن معارضيه، و كما كان يقول إرهابيون و عملاء للخارج يقومون بارتكاب الفظائع و تهديد أمن البلاد؟ أليس من التناقض أن يكون أحد المستفيدين من سقوط الدكتاتورية في بلاده، لدرجة الجلوس على كرسي الدكتاتور ذاته باسم الديمقراطية من المشجعين اليوم على الحفاظ على دكتاتور آخر بداعي الحفاظ على الإستقرار، حتى لو كان الثمن تجاهل سقوط مئات آلاف الضحايا على يديه و تدميره لبلاده؟
الواقع هو أننا إذا ما اقتربنا من المشهد العراقي أكثر و نظرنا إلى موازين القوى في العراق فإننا نجد بأن الرئيس، و كذلك الحكومة لا يشكلان سوى واجهة للتحالف الشيعي الذي يحكم البلاد بقبضة حديدية بصورة يستخدم معها ميليشيا طائفية لإرتكاب أعمال قتل و تهجير على الهوية، و المعروف أن ذلك التحالف يدور مثل نظام الأسد في الفلك الإيراني و يشكل معه نقاط علام فيما يسمى بالهلال الشيعي، و بالتالي فإن تصريحات معصوم لا تخرج عن كونها محاولة لتبييض صفحة النظام حتى و إن كان من بوابة إعتباره أهون الشهرين. يضاف إلى ذلك أن الرئيس فؤاد معصوم و حزبه، حزب الإتحاد الوطني الكُردستاني من حلفاء نظام الأسد، و لا يمكن تجاهل الأخبار التي تتحدث عن دورٍ للحزب و زعيمه الرئيس المتقاعد جلال الطالباني في دعم النظام و حلفائه في المنطقة الكُردية السورية، هذا ناهيك عن أن الحزب يشكل البوابة الإيرانية للتدخل في شؤون إقليم كُردستان و إفراغ مؤسساته من محتواها، و لعل صورة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس مع السيدة هيرو طالباني زوجة الرئيس السابق، و هي شخصية غير معروف دورها أو موقعها الحقيقي في حزب زوجها أو الإقليم الكُردي، و هما مع بيشمركة حزبها في مناطق تبدو جبهات قتال، تقدم شرحاً وافياً عن واقع الحال.



#حسين_جلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عبث المدعو -ريدور خليل- بأدلة مجزرة عامودا و محاولته تضلي ...
- في أزدواجية أعداء زيارة زيارة البرزاني الى آمد
- التدمير الممنهج لروح الكُردي
- صحوة أقليم كُردستان المُتأخرة
- حركة (عائشة كولكان) و ليلة من المُعاناة الشخصية
- إعلان الصفير العام..
- التغريبة الكُردية..
- عن جرح عامودا الذي لن يبرأ و لن يبرُد
- الأبطال الكُرد المُنسحبون إلى القلوب و شرف المُحاولة...
- جمهورية البحوث العلمية
- صنم الأسد في القامشلي: لعنةٌ أم تعويذة؟
- نهاية مُغامرة الأسد أوجلان
- بشار الأسد عندما يتذكر أكراده
- في العالم السفلي للكتابة الكُردية
- ما بين جبهة النصرة و حزب العمال الكُردستاني
- يوم المسرح العبثي
- تطورات كُردية سورية تستحق التنويه
- نداء سلام من أجل السلام في جزيرة السلام
- ثمار إتفاق هولير
- سيخربونها، ثم سيجلسون على تلتها


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - في حنين الرئيس العراقي المنتخب إلى دكتاتورية الأسد