أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - خميني يحكم العراق















المزيد.....

خميني يحكم العراق


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4731 - 2015 / 2 / 25 - 23:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خميني يحكم العراق
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
لم أقل خامنئي، وإن كان هو الحاكم الفعلي، لكن أقول «خميني» يحكم العراق، لما يرمز إليه «خميني» آيديولوجيا. نعم ... «قاسم سليماني محرر العراق»، و«خميني حاكم العراق الرمزي»، و«خامنئي حاكم العراق الفعلي».
لا نختلف في كون الأولوية في المواجهة خطر «الدولة الإسلامية»، والتي ما زال يجري تسميتها بـ «داعش». لا نختلف في أن تنظيم «داعش» هو الأخطر والأعنف والأقسى والأشد ترويعا وإرعابا وتدميرا وذبحا وحرقا. لكن ماذا بعد داعش؟
نهضت «الأمة الشيعية» في العراق، مستنهضة إياها فتوى «السيستاني»، مرجعها «الأعلى»، وأتقنت دولة «ولاية الفقيه» استعمال «السيستاني» وفتواه للجهاد الكفائي، لتقود هي معركة تحرير العراق من داعش.
تحرير المناطق العراقية المحتلة من «داعش» حتمية لا بد منها ومطلب لا مناص منه.
لكن التحرير غير مسموح له أن يكون أمريكيا، ولا مسموح له أن يكون سنيا، ولا يرغب له أن يكون كرديا.
التحرير يجب أن يكون شيعيا.
التحرير يجب أن يكون إيرانيا.
التحرير يجب أن يكون بقيادة بطل التحرير قاسم سليماني.
ومع البطل القائد أبطال تحرير منقادون بقيادته، هم هادي العامري، وقيس الخزعلي، وأبو مهدي المهندس.
وولي أمر المحررين علي خامنئي.
والرمز لآيديولوجيا التحرير روح الله الموسوي الخميني.
في آخر زيارة لي لبغداد وجدت صور خامنئي بكثافة في بغداد لم أعهدها من قبل. وفي 17/08/2012 كنت قد كتبت مقالة بعنوان «رفع صور خميني وخامنئي جرح للكبرياء الوطني»، وذلك عندما ظهرت في إحدى محافظات الجنوب أعداد محدودة من متظاهرين فيما يسمى بيوم القدس، ورفعوا صور خميني وخامنئي. واليوم أصبحت صور خامنئي أكثر كثافة من نخيلنا.
و«شارع مطار النجف الأشرف»، هكذا كان اسمه، وإلا فإني ضد إضفاء أسماء القداسة على المدن، تحول إلى «شارع الإمام الخميني». لا أعرف ما هو كامل الاسم الرسمي، هل «روح الله الموسوي الخميني»، هل مع عبارة «آية الله العظمى»؟ ليس مهما. خرج السياسيون المتمشيعون علينا ليبرروا اختيار هذا الاسم. أولا إيران سمت أيضا شوارع باسم محمد باقر الصدر وباسم محمد باقر الحكيم. هل سموا شارعا باسم الصدر، لأنه عراقي، أم لأنه من كتب لهم مسودة دستور الجمهورية الإسلامية، ولأنه قال: «الخميني حقق حلم الأنبياء»، ولأنه أوصى العراقيين: «ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام»، ولأنه أبدى استعداده عن أن يتنازل عن مرجعيته ليكون مجرد وكيل للإمام الخميني في أي قرية من قرى إيران. أنا أكاد أكون متيقنا إن الصدر كان سيغير من آرائه تلك، لو كتب له أن يعيش. ومحمد باقر الحكيم كان معروف بولائه المطلق واللامحدود واللامشروط للخميني وجمهورية إيران الإسلامية. أما المبرر الثاني لهذه التسمية كون خميني عالما دينيا ومرجعا من كبار المرجع الشيعية. خميني كان القائد العام للقوات المسلحة في الحرب الدائرة بين العراق وإيران، ويتحمل هو وصدام ما أصاب الشعبين من كوارث حرب الثماني سنوات، فإذا كان صدام برعونته هو الذي بدأ الحرب، فخميني هو المسؤول عن إدامتها للسنوات الست الأخيرة.
صدقوني لن نكون بعيدين عن مشروع «جمهورية العراق الإسلامية» تحت قيادة ولاية الفقيه المتمثلة بخامنئي خليفة خميني.
وإذا بالخليفة «أبي بكر البغدادي» يصبح من حيث لا يريد ممهدا لبسط يد إمام الأمة وولي أمر المسلمين ومرشد الثورة الإسلامية المباركة على أرض الرافدين، ليتحقق حلم الشيعسلامويين بتأسيس «جمهورية العراق الإسلامية».
الذي حرضني على كتابة هذه المقالة، وأنا الصائم عن الكتابة في السياسة، بقصد أو بدون قصد، هو ما قرأته في 24/02/2015 عن المدى پريس، نقلا عن رويترز تحت عنوان «قادة الحشد الشعبي يعدون توجيهات خامنئي عاملاً رئيساً بقتالهم لداعش». وأشارت إلى أن هذا ما «أكده قادة في الحشد الشعبي يوم الثلاثاء». وذهب هؤلاء القادة يعطون مبررات ذلك، مبينين دور العسكريين والمستشارين الإيرانيين بأنهم «ونظراءهم العراقيين حققوا نصراً عجز عنه مئات الآلاف من منتسبي القوات الأمنية العراقية»، و«أن المستشارين الإيرانيين علموا منتسبي الحشد العديد من الأمور والتقنيات المهمة التي مكنتهم من التفوق خلال مدة قليلة، لم تقدمها أميركا للجيش العراقي برغم السنوات الطويلة التي قضتها في البلد».
ونقلت الوكالة عن رئيس منظمة بدر هادي العامري قوله إن «غالبيتنا يعتقدون بذلك لأن خامنئي يتمتع بالمؤهلات كلها ليكون زعيماً إسلامياً»، فخامنئي بالنسبة له كما عبر «ليس زعيماً للإيرانيين فقط، بل للأمة الإسلامية»، والعراق جزء من هذه الأمة، ولذا فالزعيم الشرعي للعراق ليس رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ولا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ولا غيرهما، بل هو خامنئي وحده، والذي يؤمن هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس بقيادته وزعامته ومرجعيته وولايته قبل أي قيادة أو زعامة أو مرجعية أو ولاية أخرى، حيث يقول العامري: «وهذا ما أؤمن به»، أي زعامة خامنئي للأمة الإسلامية، ولا يكتفي بالتعبير عن الإيمان به، بل يزيد على ذلك بقوله «يتملكني الفخر بذلك».
وحسبما ذكرت رويترز، فإن الذي يترأس الحشد الشعبي، هو «جمال محمد جعفر البصري (الابراهيمي)، المعروف باسمه الحركي أبو مهدي المهندس، الذي يقول عنه مسؤولون عراقيون، إنه اليد اليمنى لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ويثني عليه البعض من مقاتلي الحشد الشعبي على أنه بمثابة قائد لجميع القوات التي تعتبر كلمته كالسيف عليها». وأبو مهدي المهندس هذا أصبح معروفا للجميع، فهو (الداعية) السابق، وأحد أبرز المتهمين بتفجيرات الكويت، والتخطيط لاغتيال أميرها آنذاك الشيخ جابر الأحمد، وبعد الحكم عليه مؤبدا استطاع الفرار من السجن عند غزو صدام للكويت، فذهب إلى إيران هو ورفاقه، فاحتضنتهم إيران وشملتهم برعاية خاصة.
قاسم سليماني قائد ميداني، مخطط ومتواجد، ومحاط بقادة ميدانيين عراقيين، لا شائبة في ولائهم لخامنئي وولاية الفقيه وجمهورية إيران الإسلامية، ولا تردد عندهم في الالتزام بأوامر وتعليمات وتوجيهات القائد الأعلى لقوات الحشد الشعبي قاسم سليماني، الذي يستمد شرعيته من الولي الفقيه والمرشد الروحي خامنئي، وهو من الناحية العسكرية يتمتع بمؤهلات عالية.
كأننا أصبحنا في واقع مفاده أن يا أيها العراقيون، داعش من أمامكم، وإيران من ورائكم.
وحسب الوكالة نقلا عن مسؤولين عراقيين إن «توغل طهران في العراق جاء بسبب اعتقادها أن تنظيم داعش يشكل تهديداً مباشراً للمراقد الدينية الشيعية ليس في العراق حسب، بل وفي إيران أيضاً».
لماذا يا ترى تركت أمريكا العراق بلا أي مساعدة تذكر، وتركت لإيران اليد الطولى في كل ذلك، فوجد مقاتلو الحشد الشعبي العراقيون من الإيرانيين ما لم تمدهم به أمريكا من «المساعدات التكتيكية إلى توفير إمكانيات الاستطلاع والإشارة اللاسلكية باستخدام الطائرات المسيرة لإجراء المسح الألكتروني والتقاط الاتصالات الراديوية»، في الوقت الذي نجد إن «الولايات المتحدة مكثت طيلة السنوات الماضية مع الجيش العراقي من دون أن تعلمه كيفية استخدام الطائرات المسيرة، أو تشغيل شبكة اتصالات معقدة، أو اختراق مكالمات العدو»، حسب الوكالة، بينما علمهم المستشارون الايرانيون الكثير مما كان لزاما على الأمريكان أن يفعلوه.
ما أصابنا، وما يصيبنا، وما سيصيبنا، فهو من أيديكم أيها السياسيون السنة، ومن أيديكم أيها السياسيون الشيعة، لأنكما أصررتما على شيعية أحدكما وسنية الآخر. بل إن ما أصابنا ويصيبنا وسيصبنا لهو من أيديكم يا جماهير شعبنا الشيعية، ويا جماهير شعبنا السنية، عندما واليتم وبايعتم وانتخبتم قادتكم السياسيين لا على أساس عراقيتهم، لا على أساس وطنيتهم، لا على أساس برنامجهم السياسي، بل على أساس مذهبيتهم، على أساس شيعيتهم هنا، وسنيتهم هناك. لا أقول للشيعي لا تكن شيعيا في حدود خصوصيتك الفردية، بحيث لا تتعدى شيعيتك حدود هذه الخصوصية الفردية، كما لا أقول للسني لا تكن سنيا في حدود خصوصيتك الفردية، بحيث لا تتعدى سنيتك حدود هذه الخصوصية الفردية، لكن أن تريدا أن يكون العراق شيعيا، أو سنيا، أن تكون الدولة شيعية، أو سنية، أن يكون الوطن شيعيا، أو سنيا، أن تكون القوات المسلحة شيعية، أو سنية، أن يكون الأمن شيعيا، أو سنيا، فوالله إن هذا لمن كبائر الخطايا والآثام والذنوب التي يمكن أن ترتكبها أمة من الأمم. ولو كانت الخطايا بحق نفسها، لهان الأمر، لكنها تدفّع ضريبة خطاياها من بعدها أجيالا وأجيالا وأجيالا.
تنظيم داعش معروف، وهو شرٌّ محض، بل شرُّ من كل شرّ. لكن كيف أصبحتم أيها السنة، ولا أعمم، حاضنة لداعش؟ وإيران، أتريد إيران الخير للعراق؟ فكيف أصبحتم أيها الشيعة، ولا أعمم، ذراعا وعونا للنفوذ الإيراني؟ والنفوذ الإيراني يريد للعراقيين أن يكونوا بلا إرادة، فتكون الإرادة الإيرانية بديلا عن إرادتهم؟ ولا أعني بإيران شعب إيران المتطلع إلى الانعتاق من ديكتاتورية الفقيه واستبداد العمائم، بل أعني هذا النظام، الذي لم يأل جهدا في حشر أنفه في قضايانا الوطنية بما يضرنا وينفعهم، لا بما ينفعنا وينفعهم. لا أنفي أن في تحرير العراق من داعش نفعا عظيما وعظيما جدا. لكن ما بعده ...؟
إيران لا تهمها مصالح العراق، بل أولوياتها، بحسب كل قضية، تارة تكون أصولية إسلاموية، على وفق النظرية الآيدلوجية المعتمدة للإسلام السياسي، وتارة شيعية يهمها المصلحة العليا للمذهب، ورموزه، وعتباته (المقدسة)، أكثر من قداسة الإنسان وكرامته، وتارة إيرانية، تتطلع إلى بعث الإمبراطورية الفارسية التي يكون العراق ولاية من ولاياتها، كما تتطلع تركيا أردوغان إلى بعث السلطنة العثمانية التي يكون العراق ولاية من ولاياتها.
صدقوني، لن نرى خيرا ما دمنا مصرّين على أن نكون سنة، وعلى أن نكون شيعة.
25/02/2015



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «عصفورة حريتي» - عصفورة الحرية
- من «عصفورة حريتي» - أغمضت عينيَّ للموسيقى والصلاة
- من «عصفورة حريتي» - لا أحب المشي في الأنفاق
- من «عصفورة حريتي» - سجون وسجون
- الله والدين ضدان لا يجتمعان
- من «عصفورة حريتي» - فيّ لوثة جنون الفنان
- من «عصفورة حريتي» - أريدُ حريتي
- من «عصفورة حريتي» - أيتها الفتاة المسلمة فكي أسر شعركِ
- من «عصفورة حريتي» - ستبقى تحوم حولي الشبهات
- أي تركة كارثية سنرثها من داعش؟
- من «عصفورة حريتي» - مولودتي علامة الاستفهام الطائرة
- من «عصفورة حريتي» - سأكون حزينا يوم لا أحزن
- ملاحظات على العلم العراقي وشعار «الله أكبر»
- من «عصفورة حريتي» - لماذا لا تبدأ
- من «عصفورة حريتي» - لغات أحبها ولغات لا أحبها
- من «عصفورة حريتي» - يا عناصر ضعفي
- من «عصفورة حريتي» - أيتها الكلمة السجينة
- كيف تنسبون إلى الله ما تستنكرونه على خلقه؟
- من «عصفورة حريتي» - وأشرق القمر واستحالت الظلمة ضياء
- مشروع قانون الأحزاب يشرعن الطائفية السياسية


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - خميني يحكم العراق