أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - خطر القومية العربية على سورية -2من2 نظرية قومية لسورية تطابق الوطنية السورية















المزيد.....

خطر القومية العربية على سورية -2من2 نظرية قومية لسورية تطابق الوطنية السورية


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 08:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خطر القومية العربية على وحدة المجتمع السوري
في الجزء الأول من هذا المقال تحدثنا عن القومية و القومية العربية عموماً, فماذا عن القومية العربية في سورية, ماذا فعلت القومية العربية بالمجتمع السوري ؟!
مشكلة القومية العربية في سورية أنها أخذت إحدى النظريات القومية الأوروبية التي تعتمد على القومية- اللغة أساساً (نظرية القومية الألمانية) و تبنّتها دون أن تلقي بالاً إلى باقي النظريات القومية الأوروبية التي تعتمد القومية التاريخ أو الأمة-التاريخ أو التاريخ المشترك عيشاً و علاقات وعادات...( نظرية القومية الفرنسية مثلاً), أدى تطبيق النظرية الألمانية التي تقوم على عقيدة الأمة –اللغة في سورية إلى اعتبار كل من لا يتحدث العربية أو ليست هي لغته الأم ليس عربياً أي مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة, كما أصبح هؤلاء خارج نطاق القومية العربية و الوطنية السورية في حال توفر الشعور الوطني السوري منفصلاً عن الشعور القومي العربي للسوريين و للنظام الحزبي السوري الذي كان دائما نظاما قوميا عربيا أياً كان الحزب أو التيار الحاكم, من هنا كان السوريون الواقعون تحت وهج القومية العربية ينظرون للأكراد و الآشوريين و السريان و التركمان و سواهم من السوريين غير الناطقين بالعربية كلغة أم, كغرباء أو رعايا يعيشون على أرض عربية, و هذا ما جعل وطنية هؤلاء غير الناطقين بالعربية منقوصة برأي السوريين الناطقين بالعربية, الأمر الذي كان يعني مزيدا من التصعيد الدعائي ألأعلامي الحزبي القومي العربي الذي دفع تلك الأقليات السورية غير الناطقة بالعربية إلى طريقين متناقضين أو مفترقين, الأول بحث الأكراد السوريين فيه عن قومية خاصة بهم تميزهم عن الناطقين بالعربية في سورية تكون حامية لوجودهم اللغوي فيما يشبه كانتون ثقافي نفسي تحوّل للأسف إلى كانتون اجتماعي سياسي لاحقاً دون أن ننسى أن " ولادة الفكرة القومية الكردية عموماً كانت بسبب الترويج لفكرة الدولة القومية أثناء الحرب العالمية الأولى و بسبب ولادة الحركة القومية التركية إضافة لحركة القومية العربية التي نادت ببعث إمبراطورية عربية إسلامية جديدة " ( راجع الجزء الخامس من بحث بعنوان الأكراد تحت الانتداب الفرنسي بقلم خالد عيسى ). الطريق الثاني كان عبر البحث عن نظرية أخرى تصعّد الهوية السورية الوطنية باتجاه اعتبار العرب جزءا من الهوية السورية لا تكتمل إلا مع باقي الأجزاء و الجماعات المكونة لسورية تاريخياً و التي هي أساساً أكثر قدماً و سوريةً من القادمين العرب الذين استولوا على المجال الثقافي اللغوي الديني السياسي لسورية تباعاً و على مدى أكثر من ألف أو ألفي سنة ( مع الأخذ بعين الاعتبار الهجرات العربية المتلاحقة من الحجاز إلى سورية قبل الدعوة الإسلامية و بعدها). من هنا كانت الفكرة والعقيدة القومية العربية مضادة و مهشّمة للوطنية تركمان.بل منتقصة منها بدليل أن العقل القومي العربي لقوميي سورية العرب لم يستوعب كل السوريين و كان يرى في الأكراد و المجموعات اللغوية الثقافية السورية غير العربية أجانب أو أغراب على خلاف ما يراه بالنسبة للمصريين أو المغاربة الذين لا يشاركوه بالوطنية السورية لكنه كان يجدهم اقرب من أبناء وطنه سورية الذين يعيش معهم داخل حدود واحدة و يخضعوا لقوانين و دستور واحد و لهم مصير مشترك, بهذا يكون الشعور القومي العربي ناف للشعور الوطني السوري بالأخص ناف للتفاعل الاجتماعي النفسي الإنساني بين السوريين, فلماذا يفضل كثير من السوريين الزواج من سعوديات و فلسطينيات وجزائريات على أن يتزوجوا من كرديات سوريات ؟ و هذا ينطبق على زواج السوريات من عرب على زواجهن من أكراد سوريين أو تركمان...
إن القومية العربية ساهمت إلى حد بعيد في تغييب و عدم نضج الوطنية السورية, هذه التي بقيت شعورا مرتبطا بالأعمال العسكرية المرتبطة بالصراع السوري الإسرائيلي, و لم ترتق لتصبح حالة مدنية اجتماعية قائمة على التفاعل الايجابي الشامل لكل المستويات بين السوريين جميعا, لكن ما نخشاه هو استمرار العقل القومي العربي و محازبيه في تنفيذ سايكس بيكو جديد أكثر شناعة و خطراً على وحدة البلاد و العباد, و لنا في أحداث المناطق الشرقية و الجزيرة الأخيرة أكثر من دليل.

نظرية قومية لسورية تطابق الوطنية السورية:
كل دعوة فوق وطنية أو تحت وطنية تؤدي إلى إضعاف الوطن وشرذمته. لا بد من الوصول إلى قومية تطابق الوطنية بحيث يتطابق الشعور القومي للمواطن السوري مع شعوره الوطني فتكون القومية والوطنية مترادفتان للمعنى والشعور ذاته.. القومية في النهاية شعور بالانتماء إلى قوم أو مجموعة, الواجب الوطني والأخلاقي يحتم على السوري من باب الولاء والوفاء للوطن بأن يكون شعوره القومي هو شعور الولاء والوفاء لسورية فقط دون سواها وليس الولاء إلى أي دولة ووطن آخر ولا طائفة ولا....
أزمة الفكر القومي في البلاد العربية ( سواء كان قومي عربي أم قومي سوري ) على خلاف الفكر القومي في أوروبا تكمن في مشكلة عدم تطابق الفكر القومي في البلاد العربية مع الوطنيات العربية أو مع حدود الدول العربية وعدم تطابق الهوية القومية مع الهوية الوطنية بالمعنى القانوني الدستوري.
على خلاف الفكر القومي في أوروبا فالقومية الفرنسية لا تختلف ولا تتجاوز الوطنية الفرنسية إنها تتطابق معها فإذا قلت فرنسا فهذا يعني الفرنسيين كقوم كأمة وهذا يعني فرنسا الوطن, على خلاف إذا ما قلت سورية فسورية في الفكر القومي العربي هي بلد عربي جزء من الأمة العربية وهذا خلاف سورية الوطن بحدوده ودولته, هنا يكمن الخلل – خلل تاريخي مفاهيمي نفسي أدى إلى خلل سياسي كان السبب في تخلف الفكر السياسي السوري طوال نصف قرن وأدى إلى جميع أنواع التخلف الاجتماعي الاقتصادي الفكري بحلول حزب يحمل هذا الفكر الذي عمّمه على كل شيء في سورية, فصار الطابع العام لسورية والسوريين طابع قومي عربي عطّل أي شعور بالانتماء السوري وبالتالي عطّل تكوّن الهوية السورية والمواطنية, فالمواطنية السورية لا يمكن بحال من الأحوال أن تقوم على شعور بالانتماء إلى الوطن العربي وخدمته وبذل الذات في سبيل هذا الوطن – الوطن العربي مفهوم افتراضي ليس له أي وجود حقيقي لا دستوري لا قانوني لا سياسي لا اقتصادي لا اجتماعي حتى لا ثقافي ولا إعلامي - و لو افترضنا أنه وجد حقاً فالمواطنية السورية لا تكون إلا خضوعاً للدستور والقوانين السورية وممارسة للحقوق والحريات التي يكفلها القانون وانتماءً لسورية يقوم على المحبة والخدمة واحترام المواطنين والقوانين وطلباً للعيش الكريم والعدالة والكرامة والرقي 0
إذاً لا وطنية و لا مواطنية سورية طالما أن العقل القومي العربي فوق السوري مازال مهيمنا على تفكير و سلوك وقرارات الحكم و النخبة السورية العليا, إني اتهم هذا العقل بتحطيم الوطنية و المواطنية السورية باتجاه تحطيم المجتمع و تقسيم سورية إلى كانتونات قومية عرقية لغوية.
إن قومية سورية لسورية تتطابق مع الوطنية والمواطنية السورية هي الكفيلة بإنقاذ الشعب السوري و حماية الوطن السوري من التقسيم, إن هكذا قومية كفيلة بمنح السوريين داخل هذه الحدود المصنوعة في سايكس بيكو وهو اتفاق أدى إلى واقع تجزيئي من الناحية السياسية الحقوقية لكنه من ناحية أخرى منح المجموعات اللغوية والطوائف داخل الكيان السوري- الجمهورية العربية السوري- الفرصة الأولى منذ ألف عام لأن تتفاعل و تختلف وتتفق وتتعايش وتعيش كشركاء في الحياة والمجتمع والمصير الواحد خروجاً على المذاهب و الطوائف والانتماءات الثقافية اللغوية المتعددة و المختلفة بهذا القدر أو ذاك, وطنية تضمنها مواطنية راقية تعني العدالة و الكفاية والكرامة.
ملاحظة: قدمت هذه الورقة إلى منتدى الحوار الثقافي في اللاذقية قبل القبض على أعضائه و من ثم إغلاقه لاحقاً في آب 2005و قد تم توسيع الورقة وإضافة بعض الأفكار والعناوين إليها.



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر القومية العربية على سورية... اللسان- الحرية -1-
- الأنظمة العربية والدخول إلى العصر
- إلغاء وزارة الإعلام أو إصلاح مئة ألف فاسد ؟!
- برسم الديمقراطيين و الليبراليين العرب: تلازم الديمقراطي و ال ...
- عن الزعيم الخالد و سور الصين والسيارات آن الهلاك فليأت هولاك ...
- لقطات من أعتصام سلمي أمام محكمة أمن الدولة بدمشق
- إلغاء وزارة الإعلام ...الخطوة الأولى للمشروع الإعلامي السوري ...
- هل عاد وباء المظاهرات - العفوية - بالقوة؟
- سوء فهم تاريخي للمرأة , أم سوء نيّة ؟! --- مئة فكرة و فكرة ع ...
- معالي الوزير.... أرجوك .. أصمت ؟!--- الإعلام في نظام حديدي م ...
- سورية........ مجتمع الخوف و تضليل -الإعلام- السوري ......... ...
- سورية وطن نهائي لكل السوريين -2-ملاحظات على مشروع حزب يكيتي ...
- -سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1 -حول أكراد سورية و الهوية ...
- الحرية بين الدولة الشيوعية والدولة الليبرالية
- رسالة مجانين سورية الى الرئيس الامريكي سورية ليست العراق فحذ ...
- ظلم صدام لا يغتفر؟ و تحطيم العراق فيه وجهة نظر ؟!ازدواجية ال ...
- فقه أتهامي وفوقه كذب و جهل........ كيف يتهم الأعمى الناس بال ...
- عزيزي كيراكوس : من ناحيتي لن أرشّح نفسي ؟
- عن أي صفقة سياسية تتحدث قاسيون !!!- - - - - - بورتريه خارج د ...
- دور الحكومات الغربية في الأزمة المدنية السورية الراهنة و في ...


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - خطر القومية العربية على سورية -2من2 نظرية قومية لسورية تطابق الوطنية السورية