أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - عشيّة أربعينية الراتب وشجون الفقراء














المزيد.....

عشيّة أربعينية الراتب وشجون الفقراء


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 22:04
المحور: كتابات ساخرة
    


موضوع الساعة الدائر في محلة حي النصر غريب عجيب ياجماعه , فالرجال والنساء من البقال للمضمد والطبيب والمعلم (والسايق والكنّاس والبياع شرّاي وحتى أبو الزبالة وموزعي الغاز) جميعهم أتفقوا هذا اليوم بأن يتركوا كل القضايا الساخنة ولا يعرجوا أطلاقاً على الشأن الداخلي من قبيل (قتل فلان , سقوط مكان , خطف علّانه وعلّان) حتى أنهم تناسوا (الفواتح) و(الحزازيات) و الخلل في (الميزانيات) ومعها كل القضايا المتعلقة بداعش والموصل وقتل العراقيين و(المزامط) مع أقليم كردستان
كان موضوعاً وحيداً يشغلهم حتى يبست شفاههم وبان عليهم الأعياء , مما جعل بائعي الماء والذي يجلبونه من الشط على أنه (أبو الأوزون) يفركون الأيدي إبتهاجاً ليطغى على وجوههم المالحة بصيص إبتسام فبعد كساد الشتاء فتحت لهم جيوب المواطنين الذين سارعوا لشراء قناني الماء بسبب (الحريج ونشاف الريج) بعد ماسمعوا في الأخبار .
يقولون أن الحكومة تسعى بخطى ثابتة نحو تطبيق مقترح تأخير صرف رواتب الموظفين بحيث يصرف راتب الموظف كل (أربعين يوم) , بعبارة أخرى سيتم أقتطاع مرتّب أربعة أشهر في السنة من كل موظف في الدولة في علاج للعجز يقترحه البعض بأستخدام دواء جديد أسمه قطع الأرزاق !
أبو نرجس رفض الإفصاح عما يجري في خلده رغم مسحة الكآبه البادية للعيان , أنفجر بعد برهة مستنشقاً دخان سيجارته من ماركة رويال (أبو الربع) وتنهد وقال :
حياتنا دخان في دخان , الراتب بكل الأحوال مثل حزورة بيبيتي عن الدخان وبدأ يصّفق وحوله تجمع الأطفال ضارباُ عرض الحائط كل أحكام منع التصفيق والغناء وردح كما لم يردح جمعه العتاك وهو ينوح :
طير الطار شكَ بحار لاله جناح ولامنگار .. رددوها سبعين زادوها عشرات
محمد الأسود دفع كل الواقفين حتى سقطت أم سعد بحضن أبو وسن السمين وأرتجل تهديداً علنياً سافراً تم تسجيله بالموبايل وقال :
وعلي الفحل راح أسوي محكمة شرعية وراح أعلمه لهذا الشافط اللي أصدر القرار !
حماده البندرجي وهو من خيرة شبابنا الـ (محففين) بزلف مستدق كالمسمار صرّح بهدوء وهو مغمضاً عينيه المنتفختين وقال :
نجيبه نجيبه لو يحط روحه بقاصة الدولفين , أما المحكمة فراح تكون علنية وبيها شفافية , لو نسويها بأشطيّط الوشاش لو وره السدّة والأحسن بمقالع الرشاد !
أهل المحلات كانوا الأكثر قلقاً من بين الحاضرين فهم أشد مايخشون أن تتراكم الديون لتصل الى أزمة شبيهة بأزمة الرهن العقاري التي ضربت نيويورك قبل سنوات , وحتى اللحظة لازالوا يجوبون المعاميل طارقين الأبواب !
الحجيّات المشرفات على أدارة (السلف) والجمعيات في المنطقة أقمن على الفور جلسة مداولات سريّة أمام بيت أم أبراهيم كون الأخيرة خبيرة في أمور التدبير والفايز والشراء بالدين , وخرجن بحزمة قرارات تم أعلانها على لسان أم سعد مقررة لجنة المال , أولها أن يتم تدوير المستحقين للسلفة هذا الشهر ليستلموها بعد أربعين المرحوم , قصدي الراتب الله يذكره بالخير , وأن يقوم (الرياجيل) أبتداءاً من عصر اليوم بالتنسيق مع الخلفات والتجار والمقاولين كي يعملوا ساعات أضافية وأيام الجمع والسبت كعمال وحماميل , وتم تصديق القرار بالأجماع بموافقة كل النسوان
كلمة تكررت كثيراً اليوم في أزقة حي النصر وهي : أقتصدوا يمعودين!
حين سمع بها رعّودي المتهكم والذي يخرج للشارع عادة بالفانيله واللباس لتتوارى النسوان , وبعد أن قام بحركته المعروفة بفرك مناطق لايمكنني ذكرها كونها حسّاسة خادشة للذوق العام , قال :
أشنقتصد يامخابيل , صارلي عشرين سنة أشتغل مثل المطي (للأمانة لم يقل حشا السامعين) - والحديث لازال لرعّودي - أغبش ويّه طگـّة البريج وأرجع ويّه الآذان ودشداشة مالاحگتني لحد الآن , وفوكّ القهر لاحگينا بعربانه أمسكربه مابيها حصان وهو رويتب مثل لگـّة أبو الويو ما يكفي مصرف أسبوع للجهال .. بهاي باي !
تفرق الجمع وهم ضجرون , ولكن وبحسب نظرية الفرج بعد الشدّه , جاء الفرج وعم الفرح والسرور ربوع المحلة , فقد تعالت الهلاهل التي صاحبتها صرخات الفرح من الأطفال , وأبتسمت كل الوجوه من شيب وشباب وغلمان, فأخيراً وبعد غياب ... أتت الكهرباء , وبتلك المناسبة أشيركم الى التحليق مع تلك اللحظة منتهزين معها مجّانية الهواء وسنبقى محلقين مادمنا مذعنين لمتلازمة (راح يوم وراح شرّه وياه) عساكم سالمين أخوان !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات عراقيّة جداً / حين لبست حنوشه ثوب كلوش
- عيد الحب عند الأسود المتقاعدين
- تسليح العشائر أم الحرس الوطني والخيار المرير
- مي عراقي بارد يخلّي العجوز تطارد
- الحاسبات الألكترونية في العراق تلتهم المواطنين
- المعتقلون العراقيون والواجب الأخلاقي لأصحاب القرار
- أحاديث رئاسية في أزمة الغاز الطبيعية !
- لاتظن عند العراقي ديانه ولاتصدق لو سمعت آذانه
- رسالة من تحت الماء الى بشوش السلف
- سنبقى رغم مابيننا من خيط رفيع
- هوب هوب طفّي
- النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً
- أعطوهم كي لاتبتلون
- لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة
- حكايات أهل العراق
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - عشيّة أربعينية الراتب وشجون الفقراء