أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أساطير المطرب نسيم عودة














المزيد.....

أساطير المطرب نسيم عودة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 15:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



أساطير المطرب نسيم عودة

نعيم عبد مهلهل

في 7 ديسمبر 2012 وفي ليلة واحدة وفي مكانين مختلفين توفي المطرب العراقي نسيم عودة المولود في عام 1935 في ناحية الحلفاية بمحافظة ميسان . حيث يشم الطفل ( نسيم ) النسيم القادم من مواويل صيادي السمك في ليل الاهوار وعذوبة المكان الذي بأساطيره وفقراءه وقطعان جواميسه الذاهبة صوب جهات الشمس الدافئة.
وفي مكان آخر في مصر المحروسة توفي الملحن والموزع الموسيقي عمار الشريعي 1948.
ما لفت انتباهي واثارني وانزعجت منه أن اغلب القنوات العراقية الفضائية نشرت في تايتلها الخبري وفاة الملحن عمار الشريعي ولم تكتب خبرا او نعيا لوفاة المطرب نسيم عودة عدا القناة الفضائية العراقية التي نشرت الخبرين وكان خبر وفاة نسيم عودة يسبق خبر وفاة الشريعي.
هذا النكران في عدم احترام هكذا رموز نسجت في الوجدان الحضاري العراقي ذائقته المحلية الرائعة مثلبة في انتماء تلك المنافذ الاعلامية لما يكمن فينا من شجن محلي يسري في عروقنا وبذكرنا بعذوبة وجمالية تلك الاصوات الملتهبة بالحنين والتي تولد في أمكنة الحلم السومري وبين نعاس قرى القصب والماء وهدوء الطيور الآتية من هجراتها الطويلة.
هذه القنوات التلفازية انتبهت لبهرجت العولمة وشخوصها بفضل بيروقراطيتها .وبالرغم من ان الشريعي فنانا كبيرا وموزعا موسيقيا امتلك حسا فريدا في تنوع وحداثة جملته الموسيقية وخاصة على الة الاورك إلا أن نسيم عودة بالنسبة لذائقتنا وثقافتنا وذكرياتنا يمثل لنا نحن العراقيون طعم المكان بمحليته وريفيته وجنوبه الذي يعيش في الوجدان في سمفونيته المحمداوية ( ياهلا بحلو المعاني ) مثلت وما زالت العودة الرائعة لكل جميل نتمنى ان يعود بذكرياته واحلامه وأساطيره.
لم تحتفِ الفضائيات العراقية بموت هذا الجنوبي الناعس بصدى تلاطم امواج الهور وتراقص سعف بساتين النخل ومواويل القصب وفضلت ان تعلن موت ملحن وموسيقار مصري مات معه في ذات اليوم وكأنها تعيد المقولة القائلة ( مغنية الحي لا تطرب ) ولكن نسيم عودة لن يحتاج الى تايتل أي فضائية فأنه يبقى يقوم بمودة صوته بأيقاظ الكثير من مكنون ضمائرنا في استعادة ما تصنعه الاغاني الحميمية فينا .اغنيات الغرام والمهجر والحرب والطفولة وتلك الوثائقيات التي كنا نشاهدها بالأسود والابيض عن سفينة نوح ومعابد القصب وسفرة جلجامش.
هذا النسيان للاحتفاء برجل صنع من صوته خامة للعشق والذكريات وأحلام الجنود لا يمثل شيئاً في تراث المطرب المصنوع ببحة الاشتياق . هم ينسوه لكن تاريخ الفن والحلم في هذا الوطن يبقيه مزروعا كما شتلات الشلب في سواقي الجنوب السومري .
نسيم عودة توفاه الله ، لكن صوته يزرع في نشيد الذاكرة طقوس مودة الريف في طربه وحزنه ووجوده .ومثل الرعيل الذي جايله كان الفقر يدفع المبدعين ليتقاسموا رزق موهبتهم مع وظيفة ما فتطوع جنديا في القوات المسلحة ووصل ليصبح سائقا شخصيا للزعيم عبد الكريم قاسم أيام كان آمرا للواء 29 . وعندما اصبح الزعيم رئيسا للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958 طلب منه أن يبقى سائقه الشخصي لكنه فضل أن يعيش مع حلم موهبته وأغانيه وان يقدم الى الاذاعة وليتحق مع الركب الجميل لأغاني الستينيات والسبعينيات عبد الصاحب شراد وعبد الجبار الدراجي وحسين السعدي وجاسم الخياط وجواد وادي وعبد محمد وغيرهم.
مات العراقي السومري نسيم عودة .ولكن صوته باقيا ، ومات المصري الفرعوني عمار الشريعي ولكن الحانه باقية .وليس بين الرجلين محنة نشر خبر في تايتل فضائية بل ما بينهما هو مودة الشجن والموسيقى واللحن ولكن كل على طريقته...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )
- أمير دوشي ...هاملت في أور
- كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )
- الفولتارين و ( واحد يسأل واحد )...!
- أسرار مدينة الناصرية
- حسن داخل حسين ( شهيدا )
- قبر أخي والثقافة السومرية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أساطير المطرب نسيم عودة