أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي القسيمي - الحجر الأسود والوثنية















المزيد.....



الحجر الأسود والوثنية


سامي القسيمي

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 00:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يختلف مسلم مع غير المسلم على إعتبار أن الحجر الأسود مجرد حجر وكان يعبده العرب فى الوثنية إلا أنه دارت حول هذا الحجر أساطير فى الإسلام وربما أخذت من الخلفية الوثنية التى كانت موجودة قبل الإسلام.
الحجر الأسود هو حجر مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وفقا للعقيدة الإسلامية فهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا.
لم يذكر القرآن الكريم الحجر الأسود نهائيا،إذن ماهو السر المقدس عند المسلمين لهذا الحجر الأسود وماهي جذورها ؟!

أولا: الحجرالأسود في الإسلام (مقدمة لابد منها)

سبب التسمية
سُمي الحجر الأسود بحسب ما روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: «نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم».[1]. وسماه البعض بالحجر الأسعد إلا أنه لم يثبت بالأدلة صحة هذا الاسم إلا في رواية لحديث ضعيف رواه الحاكم في المستدرك. [2]
والذي سُمي أيضا في الحديث بـ «الركن» وصفه المتقدمون، فقد روى الفاكهي «عن مجاهد قال نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت، فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض.» [3] .
آثاره
حسب الآثار الإسلامية، فإن الحجر أتى به جبريل من السماء، فقد روى ابن جرير في تفسيره، والأزرقي في «أخبار مكة» بإسناد حسن، وكذا رواه الحاكم في مستدركه، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى علي فقال:
«ألا تخبرني عن البيت ؟ أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال: لا ولكن هو أول بيت وضع فيه البركة، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، وإن شئت أنبأتك كيف بني: إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض. قال: فضاق إبراهيم بذلك ذرعا، فأرسل الله السكينة -وهى ريح خجوج ، ولها رأسان - فأتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة ، فتطوت على موضع البيت كتطوي الحجفة ، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة . فبنى إبراهيم وبقي حجر، فذهب الغلام يبغي شيئًا، فقال إبراهيم: لا ، ابغني حجرًا كما آمرك . قال : فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا ، فأتاه فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه ، فقال : يا أبت ، من أتاك بهذا الحجر ؟ قال : أتاني به من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء . فأتماه.» [4] .

سبب سواد لونه
كما جاء في الحديث أن «الحجر الأسود من الجنة»، وعن ابن عباس أن النبي محمد قال: «نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم». غير أن المسلمين لا يعبدون هذا الحجر، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يُقبِّل الحجر الأسود ويقول: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يُقبِّلك ما قبّلتك» . [5] .

ثانيا: تاريخ الحجر الأسود

إعادة وضعه من النبي محمد
جاء في كتب السيرة أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حين كان في الخامسة والثلاثين من عمره (أي قبل البعثة)، أرادت قريش إعادة بناء الكعبة، فحصل خلاف أيُّهم يكون له فخر وضع الحجر الأسود في مكانه، حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب من ذلك. وأخيراً جاء الإتفاق على أن يحكّموا في ما بينهم أول من يدخل من باب الصَّفا، فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه». ثم إنهم قصّوا عليه قصَّتهم فقال: «هلمَّ إليّ ثوباً» فأُتي به، فنشره، وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال: «ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب»، ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، ثم تناول هو الحجرَ ووضعه في موضعه، وبذلك انحسم الخلاف.[6].

الزبير ويزيد بن معاوية
ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي بن كلاب إلى بناء عبد الله بن الزبير، وهو أول من ربط الحجر الأسود بالفضة عندما تصدع من الأحداث التي جرت عام 64 هـ، حيث احترقت الكعبة بسبب الحرب بين ابن الزبير الذي تحصَّن داخلها و جيش يزيد بن معاوية، وتكررت الفعلة سنة 73 هـ على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ، ثم أضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأفرغ عليه الفضة.[7] .

القرامطة والحجر الأسود
تعرَّض الحجر الأسود مرات عدة لإنتهاكات كثيرة منها تدميره أو إنتزاعه .
فى سنة 317هـ : وفي سنة317 فعل أبو طاهر القرمطي ملك البحرين ما هو أشنع وأدهى وذلك أنه سار بجنده إلى مكة فوافاها يوم التروية ، بل نهب هو وأصحابه أموال الحجاج وقتلوهم حتى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه وقلع الحجر الأسود وأنفذه إلى هجر فخرج إليه أمير مكة في جماعة من الأشراف فسألوه في أموالهم فلم يشفعهم فقاتلوه فقتلهم أجمعين وقلع باب البيت وطرح القتلى في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام حيث قتلوا بغير غسل ولا كفن ولا صلى على أحد منهم وأخذ كسوة البيت فقسمها بين أصحابه ونهب دور أهل مكة.ثمّ كسروا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى موطنهم في هجر تمكن القرامطة من قلع الحجر الأسود وعندما أستولوا على الحجر الأسود كسروة وأخذوه وظل بعيداً عن مكة 22 سنة وقالوا : " لم ترمينا طير أبابيل ولا حجارة السجيل ".[8]
أبو الطاهر القرمطي سرق الحجر الأسود وقال :"أنا الله وبالله أنا يخلق الناس وأفنيهم أنا " والقرامطة عندما أخذوا الحجر الأسود من مكة وحملوه على عدة جمال إلى الشام لأنه من ثقله كان سنمة الجمل تنجرح وتتقيح فكانوا يغيرون الجمل بجمل آخر , وعندما أعادوه بعد 22 سنة أعادوه على جمل واحد فهل أعادوا الحجر الحقيقى أم أنهم أعطوا المسلمين حجراً أخر؟!
وفي سنة 339هـ : أعاد القرامطة الحجر الأسود إلى مكة . [9] [10] .

وجاء في «تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد» لأبي بكر الجراعي أنه قيل:
«إنهم باعوه [أي القرامطة] من الخليفة المقتدر بثلاثين ألف دينار. ولما أرادوا تسليمه، أشهدوا عليهم ألا تسلّموا الحجر الأسود، وقاله لهم بعد الشهادة: يا من لا عقل لهم، من علم منكم أن هذا هو الحجر الأسود ولعلنا أحضرنا حجرا أسودا من هذه البرية عوضة، فسكت الناس، وكان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث، فقال لنا في الحجر الأسود علامة، فإن كانت موجودة : فهو هو، وإن كانت معدومة، فليس هو، ثم رفع حديثا غريبا أن الحجر الأسود يطفو على وجه الماء ولا يسخن بالنار إذا أوقدت عليه، فأحضر القرمطي طستا فيه ماء ووضع الحجر فيه فطفى على الماء، ثم أوقدت عليه النار فلم يحس بها فمد عبد الله المحدث يده وأخذ الحجر وقبله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود، فتعجب القرمطي من ذلك، وقال: هذا دين مضبوط بالنقل. وأرسل الحجر إلى مكة.»
غير أن ابن دحية قال: «عبد الله بن عكيم هذا لا يعرف، والحجر الأسود جلمدا لا تخلل فيه. والذي يطفو على الماء يكون فيه بعض التخلل كالخفاف وشبهه.» [11] .

قتل المعتدين على الحجر الأسود
ذكر ابن فهد المكي في كتابه «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» في أخبار سنة 363 هـ، قصة رجل نصراني جاء من بلاد الروم، وقد جعل له مالا كثيرا على ذهاب الركن، فضرب الركن بمعول ضربة شديدة، فلما هم بضربه ثانية بادره رجل من اليمن كان يطوف في البيت فطعنه بخنجر حتى أرداه قتيلا.

أ- حادثة سنة 413هـ
وفي أحد الحوادث سنة 413 هـ حصل اعتداء آخر على الحجر قام به مجموعة من عشرة فرسان، استغواهم الحاكم العبيدي في مصر، وكان يقودهم رجل بإحدى يديه سيف مسلول، وبالأخرى دبوس، والرواية لابن فهد المكي:
«بعدما فرغ الإمام من صلاة الجمعة ليوم النفر الأول، وقبل عودة الحجيج من منى، قام قاصدا الحجر كأنه يستلمه، فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبوس»، وهو يقول: «إلا متى يعبد الحجر الأسود؟ ولا محمد، ولا علي يمنعانني عما أفعله، فإني أريد اليوم أن أهدم هذا البيت وأرفعه. وكان على أبواب المسجد عشرة فرسان لنصرته، فاحتسب رجلا وثار به فوجأه (طعنه) بخنجر واحتوشه الناس فقتلوه، وقطعوه وأحرقوه بالنار. وأقام الحجر على حاله ذلك يومين، وكان قد تنخش وجهه في وسطه، وصارت فيه شقوق يمينا ويسارا، وتقشر من تلك الضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صفرة، ثم أن بعض بني شيبة جمعوا ما وجدوا مما سقط منه، وعجنوه بالمسك واللَك ـ صبغ أحمر ـ وحشيت به الشقوق.»

ب- حادثة سنة 990 هـ
ذكر الإمام ابن علان في كتابه «فضل الحجر الأسود» أنه في سنة 990 هـ:
«جاء رجل عراقي أعجمي، وكان منجذبا، فضرب الحجر الأسود بدبوس في يده، وكان عند البيت الأمير ناصر جاوش حاضرا، فوجئ ذلك العجمي بالخنجر فقتله.»

ت- حادثة سنة 1351 هـ
ذكر الشيخ حسين با سلامة في كتابه «تاريخ الكعبة المشرفة» حادثة، حيث يقول:
«في آخر شهر محرم سنة 1351 هـ جاء رجل فارسي من بلاد الأفغان، فاقتلع قطعة من الحجر الأسود، وسرق قطعة من ستارة الكعبة، وقطعة من فضة من مدرج الكعبة الذي هو بين بئر زمزم وباب بني شيبة، فشعر به حرس المسجد فاعتقلوه، ثم أعدم عقوبة له.» [12] .

ثالثا:تقديس الحجر الأسود وخرافات الإسلام
الحجر الأسود يمين الله
وأخرج الجندي عن ابن عباس قال‏:‏ الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستلم الحجر فقد بايع الله ورسوله‏.‏
وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن عباس قال‏:‏ إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض يصافح به عباده‏.‏
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام، فهما جوهرتان من جوهر الجنة، ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله تعالى‏.‏
وأخرج الأزرقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ نزل الركن وإنه لأشد بياضا من الفضة، ولولا ما مسه من أنجاس الجاهلية وأرجاسهم ما مسه ذو عاهة إلا برئ‏.‏
وأخرج الأزرقي عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أكثروا استلام هذا الحجر فإنكم توشكون أن تفقدوه، بينما الناس يطوفون به ذات ليلة إذ أصبحوا وقد فقدوه، إن الله لا ينزل شيئا من الجنة إلا أعاده فيها قبل يوم القيامة‏"‏‏.‏
وأخرج الأزرقي عن يوسف بن ماهك قال‏:‏ إن الله جعل الركن عيد أهل هذه القبلة كما كانت المائدة عيدا لبني إسرائيل، وإنكم لن تزالوا بخير ما دام بين ظهرانيكم، وأن جبريل عليه السلام وضعه في مكانه‏.‏
وأخرج الأزرقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ إن الله يرفع القرآن من صدور الرجال والحجر الأسود قبل يوم القيامة‏.‏
وأخرج الأزرقي عن مجاهد قال‏:‏ كيف بكم إذا أسرى بالقرآن فرفع من صدوركم، ونسخ من قلوبكم، ورفع الركن‏؟‏
وأخرج الأزرقي عن عثمان بن ساج قال‏:‏ بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏أول ما يرفع الركن والقرآن ورؤيا النبي في المنام‏"‏‏.‏
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ حجوا هذا البيت واستلموا هذا الحجر، فوالله ليرفعن أو ليصيبه أمر من السماء، إن كانا لحجرين إهبطا من الجنة فرفع أحدهما وسيرفع الآخر، وإن لم يكن كما قلت فمن مر على قبري فليقل هذا قبر عبد الله بن عمرو الكذاب‏"‏‏.‏
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال‏:‏ ‏"‏استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، فالتفت فإذا بعمر يبكي فقال‏:‏ يا عمر ههنا تسكب العبرات‏"‏‏.‏
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره وكان أبيض كالمهاة، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ‏"‏‏.‏

الحجر ألأسود طمس من لمس العرب الوثنيين دليل على أنه ليس قوة إلهية إنما هم حجر لا يضر ولا ينفع
وأخرج الأزرقي عن عكرمة قال‏:‏ الركن ياقوتة من يواقيت الجنة وإلى الجنة مصيره‏.‏ قال‏:‏ وقال ابن عباس‏:‏ لولا ما مسه من أيدي الجاهلية لأبرأ الأكمه والأبرص‏.‏
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل الله الركن والمقام مع آدم عليه السلام ليلة نزل بين الركن والمقام، فلما أصبح رأى الركن والمقام فعرفهما فضمهما وأنس بهما‏.‏
وأخرج الأزرقي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏الحجر الأسود نزل به ملك من السماء‏"‏‏.‏
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل الله الركن الأسود من الجنة وهو يتلألأ تلألؤا من شدة بياضه، فاخذه آدم فضمه إليه أنسا به‏.‏
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ نزل آدم من الجنة ومعه الحجر الأسود متأبطه، وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، ولولا أن الله طمس ضوءه ما استطاع أحد أن ينظر إليه، ونزل بالباسة ونخلة العجوة‏.‏ قال أبو محمد الخزاعي‏:‏ الباسة آلات الصناع‏.‏
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ أن عمر بن الخطاب سأل كعبا عن الحجر الأسود فقال‏:‏ مروة من مرو الجنة‏.‏
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ لولا أن الحجر تمسه الحائض وهي لا تشعر والجنب وهو لا يشعر، ما مسه أجذم ولا أبرص إلا برئ‏.‏
وأخرج الأزرقي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‏:‏ كان الحجر الأسود أبيض كاللبن، وكان طوله كعظم الذراع وما اسود إلا من المشركين كانوا يمسحونه، ولولا ذلك ما مسه ذو عاهة إلا برئ‏.‏
وأخرج الأزرقي عن عثمان بن ساج قال‏:‏ أخبرني ابن نبيه الحجبي عن أمه أنها حدثته، أن أباها حدثها‏:‏ أنه رأى الحجر قبل الحريق وهو أبيض يتراءى الإنسان فيه وجهه‏.‏ قال عثمان‏:‏ وأخبرني زهير‏:‏ أنه بلغه أن الحجر من رضراض ياقوت الجنة، وكان أبيض يتلألأ فسوده أرجاس المشركين وسيعود لى ما كان عليه، وهو يوم القيامة مثل أبي قبيس في العظم، له عينان ولسان وشفتان يشهد لمن استلمه بحق، ويشهد على من استلمه بغير حق‏.‏
وأخرج ابن خزيمة عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا‏"‏‏.‏

الحجر الأسود سيكون له عينان ولسان ويشهد هذا بعينه عبادة الوثن
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إن الله يبعث الركن الأسود له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق‏"‏‏.‏
وأخرج الأزرقي عن سلمان الفارسي قال‏:‏ الركن من حجارة الجنة، أما والذي نفس سلمان بيده ليجيئن يوم القيامة له عينان ولسان وشفتان، يشهد لمن استلمه بالحق‏.‏
يمين الله حجر يصافح بها خلقة فما بالك بباقى جسم اللة بلا شك سيكون صنم
وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال‏:‏ الركن يمين الله في الأرض يصافح بها خلقه، والذي نفسي بيده ما من امرئ مسلم يسأل الله عنده شيئا إلا أعطاه إياه‏.‏
وأخرج ابن ماجه عن عطاء بن أبي رباح‏.‏ أنه سئل عن الركن أسود فقال‏:‏ حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن‏"‏‏.‏
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إن لهذا الحجر لسانا وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق‏"‏‏.‏
وأخرج ابن خزيمه والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمرو ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ يأتي الركن يوم القيامه أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان، يتكلم عن من ‏[‏استلمه‏؟‏‏؟‏‏]‏
واخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏اشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه يأتي يوم القيامة، شافع مشفع، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه‏"‏‏.‏

زفاف البيت الحرام إلى بيت المقدس
وأخرج أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس عن خالد بن معدان قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى تزف الكعبة إلى الصخرة زف العروس، فيتعلق بها جميع من حج واعتمر، فإذا رأتها الصخرة قالت لها‏:‏ مرحبا بالزائرة والمزورة إليها‏.‏
وأخرج الواسطي عن كعب قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يزف البيت الحرام إلى بيت المقدس فينقادان إلى الجنة وفيهما أهلهما، والعرض والحساب ببيت المقدس‏.‏
وأخرج ابن مردويه والأصبهاني في الترغيب والديلمي عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة البيت الحرام إلى قبري فتقول‏:‏ السلام عليك يا محمد، فأقول‏:‏ وعليك السلام يا بيت الله ما صنع بك أمتي بعدي‏؟‏ فتقول‏:‏ يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعا، ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعا‏"‏‏.‏

يعبد المسلمين الحجر الاسود صحيح البخاري 4027
حَدَّثَنَا ‏ ‏الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏مَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ ‏ ‏يَقُولُ ‏
‏كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الْآخَرَ فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا ‏ ‏جُثْوَةً ‏ ‏مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ طُفْنَا بِهِ فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنَا ‏ ‏مُنَصِّلُ ‏ ‏الْأَسِنَّةِ فَلَا نَدَعُ رُمْحًا فِيهِ حَدِيدَةٌ وَلَا سَهْمًا فِيهِ حَدِيدَةٌ إِلَّا نَزَعْنَاهُ وَأَلْقَيْنَاهُ شَهْرَ رَجَبٍ وَسَمِعْتُ ‏ ‏أَبَا رَجَاءٍ ‏ ‏يَقُولُ كُنْتُ يَوْمَ بُعِثَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏غُلَامًا أَرْعَى الْإِبِلَ عَلَى أَهْلِي فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ فَرَرْنَا إِلَى النَّارِ إِلَى ‏ ‏مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

المسلمين فى بداية عهدهم كانوا يرائون (من الرياء) المشركين ويطوفون معهم حول الحجر الأسود وظلوا حتى اليوم يرائون أنفسهم اليوم والحقيقة أنهم بطوافهم حول الحجر الأسود إنما يعبدون الوثن ( الأنصاب).
صحيح البخارى حديث رقم 1502
>.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن ) ‏
‏أي للأسود , وظاهره أنه خاطبه بذلك , وإنما فعل ذلك ليسمع الحاضرين . ‏
قوله : ( ثم قال ) ‏أي بعد استلامه . ‏
قوله : ( ما لنا وللرمل ) ‏
‏في رواية بعضهم " والرمل " بغير لام , وهو بالنصب على الأفصح , وزاد أبو داود من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم " فيم الرمل والكشف عن المناكب " الحديث , والمراد به الاضطباع , وهي هيئة تعين على إسراع المشي بأن يدخل رداءه تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على منكبه الأيسر فيبدي منكبه الأيمن ويستر الأيسر , وهو مستحب عند الجمهور سوى مالك قاله ابن المنذر . ‏
قوله : ( إنما كنا راءينا ) ‏
‏بوزن فاعلنا من الرؤية , أي أريناهم بذلك أنا أقوياء قاله عياض , وقال ابن مالك : من الرياء أي أظهرنا له القوة ونحن ضعفاء , ولهذا روي رايينا بياءين حملا له على الرياء وإن كان أصله الرئاء بهمزتين , ومحصله أن عمر كان هم بترك الرمل في الطواف لأنه عرف سببه وقد انقضى فهم أن يتركه لفقد سببه , ثم رجع عن ذلك لاحتمال أن تكون له حكمة ما اطلع عليها فرأى أن الاتباع أولى من طريق المعنى , وأيضا إن فاعل ذلك إذا فعله تذكر السبب الباعث على ذلك فيتذكر نعمة الله على إعزاز الإسلام وأهله . ‏
قوله : ( فلا نحب أن نتركه ) ‏
‏زاد يعقوب بن سفيان عن سعيد شيخ البخاري فيه في آخره " ثم رمل " أخرجه الإسماعيلي من طريقه , ويؤيده أنهم اقتصروا عند مراءاة المشركين على الإسراع إذا مروا من جهة الركنين الشاميين لأن المشركين كانوا بإزاء تلك الناحية , فإذا مروا بين الركنين اليمانيين مشوا على هيئتهم كما هو بين في حديث ابن عباس , ولما رملوا في حجة الوداع أسرعوا في جميع كل طوفة فكانت سنة مستقلة , ولهذه النكتة سأل عبيد الله بن عمر نافعا كما في الحديث الذي بعده عن مشي عبد الله بن عمر بين الركنين اليمانيين فأعلمه أنه إنما كان يفعله ليكون أسهل عليه في استلام الركن , أي كان يرفق بنفسه ليتمكن من استلام الركن عند الازدحام . وهذا الذي قاله نافع إن كان استند فيه إلى فهمه فلا يدفع احتمال أن يكون ابن عمر فعل ذلك اتباعا للصفة الأولى من الرمل لما عرف من مذهبه في الاتباع . ‏
‏( تكميل ) : ‏
‏لا يشرع تدارك الرمل , فلو تركه في الثلاث لم يقضه في الأربع , لأن هيئتها السكينة فلا تغير , ويختص بالرجال فلا رمل على النساء , ويختص بطواف يعقبه سعي على المشهور , ولا فرق في استحبابه بين ماش وراكب , ولا دم بتركه عند الجمهور . واختلف عند المالكية . وقال الطبري : قد ثبت أن الشارع رمل ولا مشرك يومئذ بمكة يعني في حجة الوداع , فعلم أنه من مناسك الحج إلا أن تاركه ليس تاركا لعمل بل لهيئة مخصوصة فكان كرفع الصوت بالتلبية فمن لبى خافضا صوته لم يكن تاركا للتلبية بل لصفتها ولا شيء عليه . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏قال الإسماعيلي بعد أن خرج الحديث الثالث مقتصرا على المرفوع منه وزاد فيه " قال نافع ورأيت عبد الله - يعني ابن عمر - يزاحم على الحجر حتى يدمى " قال الإسماعيلي : ليس هذا الحديث من هذا الباب في شيء يعني باب الرمل , وأجيب بأن القدر المتعلق بهذه الترجمة منه ثابت عند البخاري , ووجهه أن معنى قوله " كان ابن عمر يمشي بين الركنين " أي دون غيرهما , وكان يرمل , ومن ثم سأل الراوي نافعا عن السبب في كونه كان يمشي في بعض دون بعض والله أعلم . ‏
‏( تنبيه آخر ) : ‏
‏استشكل قول عمر " راءينا " مع أن الرياء بالعمل مذموم , والجواب أن صورته وإن كانت صورة الرياء لكنها ليست مذمومة , لأن المذموم أن يظهر العمل ليقال إنه عامل ولا يعمله بغيبة إذا لم يره أحد , وأما الذي وقع في هذه القصة فإنما هو من قبيل المخادعة في الحرب , لأنهم أوهموا المشركين أنهم أقوياء لئلا يطمعوا فيهم , وثبت أن الحرب خدعة.

كنـا نعبــد الحجـــر
عادة تقبيل الحجر الأسود والطواف حولة هى من العبادات الوثنية التى أسمها عبادة الأنصاب ( الحجـــارة )
راجع صحيح البخارى - عرض الحديث - 4027
صحيح البخارى - المغازى - وفد بنى حنيفة وحديث ثمامه بن أنال
>.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏‏قوله : ( حدثنا الصلت بن محمد ) ‏،أي ابن عبد الرحمن الخاركي بالخاء المعجمة يكنى أبا همام , بصري ثقة , أكثر عنه البخاري , وهو بفتح المهملة وسكون اللام بعدها مثناة . ‏
‏قوله : ( هو أخير منه ) ‏
‏في رواية الكشميهني " أحسن " بدل أخير , وأخير لغة في خير . والمراد بالخيرية الحسية من كونه أشد بياضا أو نعومة أو نحو ذلك من صفات الحجارة المستحسنة . ‏
‏قوله : ( جثوة من تراب ) ‏
‏بضم الجيم وسكون المثلثة هو القطعة من التراب تجمع فتصير كوما وجمعها الجثا . ‏
‏قوله : ( ثم جئنا حدثنا بالشاة نحلبها عليه ) ‏
‏أي لتصير نظير الحجر , وأبعد من قال : المراد بحلبهم الشاة على التراب مجاز ذلك وهو أنهم يتقربون إليه بالتصدق عليه بذلك اللبن . ‏
‏قوله : ( منصل ) ‏
‏بسكون النون وكسر الصاد , وللكشميهني بفتح النون وتشديد الصاد , وقد فسره بنزع الحديد من السلاح لأجل شهر رجب إشارة إلى تركهم القتال , لأنهم كانوا ينزعون الحديد من السلاح في الأشهر الحرم , ويقال : نصلت الرمح إذا جعلت له نصلا , وأنصلته إذا نزعت منه النصل . ‏
‏قوله : ( وألقيناه شهر رجب ) ‏
‏بالفتح أي في شهر رجب . ولبعضهم " لشهر رجب " أي لأجل شهر رجب . وأخرج عمر بن شبة في " أخبار البصرة " في ذكر وقعة الجمل هذا الخبر من طريق عبد الله بن عون عن أبي رجاء أنه ذكر الدماء فعظمها وقال : كان أهل الجاهلية إذا دخل الشهر الحرام نزع أحدهم سنانه من رمحه وجعلها في علوم النساء ويقولون . جاء منصل الأسنة , ثم والله لقد رأيت هودج عائشة يوم الجمل كأنه قنفذ , فقيل له : قاتلت يومئذ ؟ قال : لقد رميت بأسهم . فقال له : كيف ذلك وأنت تقول ما تقول ؟ فقال : ما كان إلا أن رأينا أم المؤمنين , فما تمالكنا . ‏
‏قوله : ( وسمعت أبا رجاء يقول ) ‏
‏هو حديث آخر متصل بالإسناد المذكور . ‏
‏قوله : ( كنت يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم غلاما أرعى الإبل على أهلي , فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار , إلى مسيلمة الكذاب ) ‏
‏الذي يظهر أن مراده بقوله : " بعث " أي اشتهر أمره عندهم , ومراده بخروجه أي ظهوره على قومه من قريش بفتح مكة , وليس المراد مبدأ ظهوره بالنبوة ولا خروجه من مكة إلى المدينة لطول المدة بين ذلك وبين خروج مسيلمة . ودلت القصة على أن أبا رجاء كان من جملة من بايع مسيلمة من قومه بني عطارد بن عوف بن كعب بطن من بني تميم , وكان السبب في ذلك أن سجاحا بفتح المهملة وتخفيف الجيم وآخره حاء مهملة وهي امرأة من بني تميم ادعت النبوة أيضا فتابعها جماعة من قومها , ثم بلغها أمر مسيلمة فخادعها إلى أن تزوجها واجتمع قومها وقومه على طاعة مسيلمة . ‏

رابعا: الحجر الأسود في القرآن والكتب المقدسة

الحجر الأسود في القرآن
القرآن لم يذكر البتّة أي تقديس للحجر الأسود أو عبادته وبالعكس نهى عن عبادته وتقديسه ولا مكانة لحجر هنا والدليل :
1- إذ قال لأبيه ياأبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا.(مريم22)
2- قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم (الأنبياء 66)
3- إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان (النجم23)
وغيرها التي تتحدث بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن حُرمة الاعتقاد بالحجر وتسميته بأسماء بشرية أو إعطائه وظيفة غير وظيفته.

الحجر الأسود في الكتاب المقدس
أ- سفر التكوين 28 (16-19):
16فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!». 17وَخَافَ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ». 18وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ. 19وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ.
ب- سفر الخروج 20 (25):
25وَإِنْ صَنَعْتَ لِي مَذْبَحًا مِنْ حِجَارَةٍ فَلاَ تَبْنِهِ مِنْهَا مَنْحُوتَةً. إِذَا رَفَعْتَ عَلَيْهَا إِزْمِيلَكَ تُدَنِّسُهَا.
ت- سفر الخروج 25 (1-9) :
1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً. مِنْ كُلِّ مَنْ يَحِثُّهُ قَلْبُهُ تَأْخُذُونَ تَقْدِمَتِي. 3وَهذِهِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْهُمْ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَنُحَاسٌ، 4وَأَسْمَانْجُونِيٌّ وَأُرْجُوَانٌ وَقِرْمِزٌ وَبُوصٌ وَشَعْرُ مِعْزَى، 5وَجُلُودُ كِبَاشٍ مُحَمَّرَةٌ وَجُلُودُ تُخَسٍ وَخَشَبُ سَنْطٍ، 6وَزَيْتٌ لِلْمَنَارَةِ وَأَطْيَابٌ لِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ، 7وَحِجَارَةُ جَزْعٍ وَحِجَارَةُ تَرْصِيعٍ لِلرِّدَاءِ وَالصُّدْرَةِ. 8فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِسًا لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ. 9بِحَسَبِ جَمِيعِ مَا أَنَا أُرِيكَ مِنْ مِثَالِ الْمَسْكَنِ، وَمِثَالِ جَمِيعِ آنِيَتِهِ هكَذَا تَصْنَعُونَ.

خامسا :تعليق بعض الكتّاب والباحثين
1- يقول الدكتور سيد القمني في كتابه ( الأسطــورة والتراث ص 163) : أن الحجر الأسود كان أبيض لكنه أسود من مس الحيض في الجاهلية ؟ أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر،وهو مس الحجر الأسود
بدماء الحيض عند المرأه في إعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد،فمن المرأه الدم،ومن الرجل المني،ومن الإله الروح.علما أن الدورة الشهرية للمرأه تتوافق مع حركات القمر توافقا بيتاً.والطقس العجيب الآخر هو الإحتكاك بالحجر الأسود فهي في أصلها من ( ح ك) ، مع الأخذ بالإتبار هيئة الحجر الأسود وشكله.

2- أصوله الوثنية:
الإسلام قد استمد الكثير من شعائره من أصول الجاهلية الوثنية.
قالت (دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1047):
"يرى الباحثون أن الديانة العربية الوثنية هي أصل الديانة الإسلامية".

3- يقول الشيخ خليل عبد الكريم في (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص8ـ12): “إن العرب ـ في الجاهلية ـ هم مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها حتى يمكننا أن نؤكد، ونحن على ثقة شديدة بأن الإسلام ورث من العرب ـ الجاهليين ـ الشيئ الوفير بل البالغ الوفرة في كافة المناحي: التعبدية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والحقوقية”
ويضيف الشيخ خليل عبد الكريم في (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 8): قوله: ” “بل إن هناك مجالا يحرص دعاة الإسلام على إغفاله أو التعتيم عليه، وهو المجال الديني أو التعبدي، فالكثير من القراء قد يدهش عندما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشئون الدينية أو التعبدية)
وقد ضمَّن الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية) الكثير من هذه الشعائر التعبدية مثل:
ـ تعظيم الكعبة: (ص 15)
ـ فريضة الحج والعمرة والمناسك: (ص 16)
ـ شهر رمضان: (ص 18)
ـ تحريم الأشهر الحرم: (18)
ـ تعظيم ابراهيم واسماعيل (19)
ـ الإجتماع العام يوم الجمعة: (21)

يقول (الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 16): كان العرب في الجاهلية يقومون بذات المناسك التي يقوم بها المسلمون حتى يومنا هذا وهي:
أـ التلبية ( لَبيك اللهم لبيك) .
ب-ـ الإحرام وارتداء ملابس الإحرام.
ت ـ وسَوْقُ الهَدْى.
ث ـ والوقوف بعرفات.
ج ـ والدفع إلى مزدلِفة.
ح ـ والتوجه إلى مِنًى: لرمي الجمرات، ونحر الهدْى.
خ ـ والطواف حول الكعبة [أيضا] سبعة أشواط [لم تزد أو تنقص في الإسلام ]
د ـ وتقبيل الحجر الأسود [تعظيما له]
ذ ـ والسعي بين الصفا والمروة.
رـ وكانوا أيضا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة [يوم الترويَة].
ز ـ وتبدأ من العاشر أيام مِنًى ورمي الجمار، وكانوا أيضا يسمونها (أيام التشريق)، (التشريق هو التجفيف أي تجفيف اللحم بنشره في الشمس بعد يوم النحر).
هذه تساؤلات تفرض نفسها على كل عقل متفتح، وتنتظر إجابة شافية من المتخصصين والعلماء.

4- هناك اجتهادات تقول بأن قداسة الحجر الأسود -والتمسح به - جاءت من إعتقاد هندوسي في تقديس الخصوبة ورموزها لديهم، لا يتشابه فقط في الطقوس التي يفعلها الهندوس والمسلمين بل أيضاً في رمزية ذلك الحجر عند كلا الديانتين، ويثبت ذلك أن الحجر الأسود موضوع داخل إطار يشبه "العضو التناسلي للمرأة"،وهو ما يتضح في الشكل التالي قارن بين هذا الإطار على اليسار والعضو التناسلي للمرأة على اليمين:
http://tinypic.com/view.php?pic=seycd1&s=6#.VOtxhPmUfE0

5- الحجر الأسود للبيع
الحجر الأسود هو حجر من نوع Tektites وهو كأي نوع من الأحجار السوداء النادرة التي تُوجد في الصحراء ، ويمكن التأكد من هذا الكلام بالاطلاع على طبيعة الحجر في ويكبيديا الموسوعة الحرة:
http://en.wikipedia.org/wiki/Tektite
كذلك في البحث على الشبكة عن (tektites for sale) أي التكتيت-إسم الحجر بالانجليزية- للبيع، أن هناك مؤسسات تبيع ذلك الحجر للجمهور بأسعار محددة كونه من الأحجار النادرة التي يدعي علماء الفضاء أنها بقايا كويكبات أو نيازك ضربت الأرض منذ ملايين السنين. [13] .

6- الحجر الأسود عند أهل القرآن (القرآنيون)
ليست للحجر الأسود أى مكانة فى الاسلام ، وليس فى الاسلام تقديس لبشر أو حجر.
الحجر الأسود هو مجرد حجر مختلف اللون عن بقية أحجار الكعبة لتحديد بداية الطواف لكل الطائفين حتى لا يطوف بعضهم من اليمين والآخر من اليسار فتصبح فوضى. [14].
_________________________________________________________________________________________________________________________________________

المراجع /
[1] رواه الترمذي عن ابن عباس. (صحيح) حديث رقم: 6756 في صحيح الجامع.
[2] http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=54494
[3] http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20120817/Con20120817525518.htm
[4] http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.conarticle&contentid=5812&categoryid=996
[5] القرضاوي، يوسف. شبهات حول الحجر الأسود. موقع القرضاوي.
[6] الحجر الأسود. الموسوعة العربية الميسرة . موسوعة شبكة المعرفة الريفية وصل لهذا المسار في تشرين الثاني 2013.
[7] الحجر الأسود تاريخ و أحكام، صيد الفوائد.
[8] راجع أبن كثير كتاب الحادى عشر ص161.
[9] البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
[10] http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&article=215582&issueno=9196#.VOddyfmUfE1
[11] تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد (الطبعة الأولى). الكويت: المراقبة الثقافية. صفحة 88.
[12] https://archive.org/stream/waq25886/25886#page/n27/mode/2up
[13] من مقال سامح عسكر بعنوان (حقيقة الحجر الأسود).
[14] مقال للدكتور أحمد صبحي منصور بعنوان (خلاف حول الحجر الأسود).



#سامي_القسيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرق وداعش في التراث الإسلامي
- محاولة إنتحار (محمد) وعلاقتة بمرض BPD
- إعصار تسونامي وأسطورة المساجد الصامدة
- فضيحة الزنداني - الكاسيت المرعب
- درع الرسول وصاع من شعير!
- أكل لحوم البشر في الإسلام (The Cannibal)
- نصلي من أجل السلام ونقتل بإسم الدين !
- الزندقة في التراث الإسلامي
- صكوك سورة الإخلاص
- في وصف الجنة والنار
- الإله الغاضب
- مذابح ومجازر رسول الإسلام
- خطأ تاريخي قرآني - أسطورة يأجوج ومأجوج
- خطأ تاريخي قرآني - أسطورة أصحاب الكهف
- خطأ تاريخي قرآني - أسطورة ذي القرنين
- محمد الأمّي والتراث الإسلامي
- سلسلة إغتيالات الرسول الكريم
- أسطورة الملك سليمان في التوراة والقرآن
- محنة إبليس ومكر الله
- أخطاء علمية في القرآن الكريم


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي القسيمي - الحجر الأسود والوثنية