أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - ذكريات من غد الموتى...... تتمة 5 .. رواية















المزيد.....

ذكريات من غد الموتى...... تتمة 5 .. رواية


عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


حفرت تلك الليلة في روح حسن على بعدها ولربما ان تكرراها في حياته اصبح لازمة لابد من حدوثها بين الحين والاخر... بوجود الاحبة او من دونهم وهاهو اليوم تتناوشه هموم الملاحقة دون ان يعرف لماذا... فمن تلك الليلة وحسن تصيبه الخيبة....
-الولد يخاف الموت
- والله ياام حسن حقه ... الموت ليس لعبة والمشكلة لاتنتهي الا بالقبض عليه
غير ان ام حسن لم تقطع الرجاء ان يكون حسن بعيدا حيث سومر كما كان يقول دائما --الاهوار ياأم دمعة الله على الارض حيث هناك سترعاني عيون الله واستحم بدمعه.....
هناك اخي انكيدو ويضحك عاليا....ينتظرني ياام حسن......
- والبغدادية (ممازحة ومستفهمة) يقولون وليدي ان عمها مسؤول في الحزب...
- مجرد كلام امي مجرد كلام
كانت (شمخات) تروض انكيدو لليال عدة الا انها ليست عشتار وانا لست ذلك الانكيدو ياعلي ابو الهور لاتتعب نفسك تتكلم كأمي قطعا انها فاطمة ....من اتحدى بها وهي عالم من البحث في ذاتي الا ترى علي انك الاقرب لذلك المتوحش تصارعني غير اني التحم بمرارات غاية بالخطورة والازعاج .... سأهزمك ابو الهور ههههه وارثوك على عادتي لاتخف... كان استخفاف حسن مبطن بالارتباك يعرف انه يخاف على علي ابو الهور من القادم من ايامه وبرغم ذلك الخوف كان يدفعه لمشاركته الخطر الذي يعيش...
- علي اريد ان اراها
-حسن انت مجنون جدا وجنونك يدفعني ان اجن هههه ابوك ملقى الان حيث لاندري ربما يعترف الان او تبرأ منك وانت هههههه؟؟؟؟
- علي الا تعجبك شمخات؟؟؟؟
-تعجبني ههههه حسن
-اسأل فاطمة عنها هههه
- هههه (انو) سيلاحقك و(شمش) لن يرعاك ...
كان اعتقال ابوحسن تلك الليلة اصابهما بالاحباط فعلا ولكنهما لم يستطيعا ان يظهرا مايعانيان...
لم يك حلما قيل ان الناس بعد فترة من اختفاء حسن وجودوا جثة ابا حسن تخرج منها الديدن.. كان الخبر صاعقا .. المدينة تعرف الجناة .. الحزن يخيم على سكون حسن لسبعة ايام لم يخرج كان حداده قاسيا وحزنه يصرخ به
لم يستطع البكاء فقد تعود الغناء ايام لوعته.. فصوته يسيل دما جرحا عميقا يسكنه.. تلك لعنته الابدية شيء ما يسيطر على مجرى الاحداث وصوته يغور عميقا مع ذكرياته..
حين خرجا يومها حسن وعلي ابو الهور للقاء فاطمة.. كانت الشمس تميل للغروب.. وشوارع المدينة القصيرة تهرول امامهما. فقدا احساسهما بحتمية المواصلة والوصول..
كانت خطاهما خاائرة عاجزة فقد استبد بهما الخوف.
اشعل حسن سجارته طالبا من علي ابطاء خطوه لئلا يثيرالناس من حوله...وكأنه هو ذلك الخوف الذي عبر بأنكيدو وجلجامش غابة الارز....
- سنصل علي تمهل قليلا
- لاوقت لدينا الكل يبحث عنك
- شمش العظيم معنا....
- انه في السجن ياذكي....
لم ينتبه حسن لتلميحات علي ابو الهور....كان همه ان يصل سريعا كما وعدها قبل ايام......
ماذا سيفعل الى اين سيذهب ؟؟؟؟
الريح تنذره ..الامكنة تتشابه ..المدينة تتخلف عنه يسبقها .. علي يغلبه الصمت .. يتسارع كل شيء في ذهنه الاجساد الاصوات الخطى تتابع ....
كانت فاطمة تبتسم تحث خطاه.. وجلجامش يضرم نار قداسة وجعه..الموت يزور المدينة يحط من سعادة الخلق يسود الحزن لاشيء سوى النواح الذي داهم اسوار اوروك... ابو حسن ملقىً تعبث بجسده الكلاب السائبه وحسن يعدو يركض مبتعدا.. ولاغير الريح تصرخ في ارجاء روحه.. المدينة عدوى المه وازلامها مرض لايزول ااااااه ياابا حسن اااااااااااااه ابي ااااااااااه كانت دمعة بسعة الارض تترقرق في عينه تنفجر اهاً.... ابي ابي ابي الدمعة تسقط وحسن يلوذ بالفرار..
- علي كانت تجلس فاطمة بينهم تقلب نصوصهم ..الشعراء الخدج .تسمع نباح رغباتهم الصماء ياعلي.....
سيدوري تعترض الطريق عليه بكل ماتكلله من حزن
- لاوجود ياجلجامش الا بالرغبة في الحياة دع عنك كل ذلك الحزن وعش..
كانت فاطمة ياعلي تبحث عن النص الالهي الكلي التكوين ولم يك بينهم ربع اله بل نصف بشري ....
لم يعد لجلجامش من بد سوى ان يبتعد كثيرا عن تلك اللذة التي تلبسته طويلا شيء ما ملقى على الارض تنساب وتتكالب عليه ومنه الاحداث والذكريات لاطريق للعودة الشوارع الضيقة مليئة بالوشاة وحسن ينعطف مبتعدا عن الطرق الواضحة وسيدوري تصرخ به
الى اين تمضي يا جلجامش؟
الحياة التي تبحث عنها لن تجدها
فالالهة لما خلقت البشر
جعلت الموت نصيبا لهم
وحبست في ايديها الحياة
اما انت يا جلجامش فاملأ بطنك
افرح ليلك ونهارك
اجعل من كل يوم عيدا
ارقص لاهيا في الليل وفي النهار)
انسل وحيداً شريداً تطارده فكرة الموت. لقد تحول جزعه إلى قلق على مصيره الشخصي وخوف من موته هو. وصل جلجامش إلى سلسلة جبال ماشو التي تحرس ذراها الفوهة التي تنزل منها الشمس إلى باطن الأرض، لتسير مسارها الليلي قبل شروقها من الطرف الآخر. وهناك سهَّل له البشر العقارب الموكلون بتلك الجبال، عبور مسالكها، ودلوه على أقصر طريق يوصله إلى أوتنابشتيم. عبر جلجامش مسالك جبال ماشو ووصل فوهة الشمس فنزل فيها ليصل عبرها إلى الطرف الآخر من العالم. وفي عمل معجز لا يقدر عليه سوى إله، اجتاز ممر الشمس السفلي في أقل من ليلة واحدة، وخرج من الطرف الآخر ليجد نفسه على شاطئ البحر الذي يفصله عن جزيرة أوتنابشتيم. وهناك تقيم سيدوري ساقية حان الآلهة، حيث يتوقف الخالدون للراحة وتناول الشراب.....
استدار حسن صوب تلك البناية العتيقة المتقادمة والتي لم يتبقى منها سوى اثار الداخلين والخارجين . اثار فاطمة دخول حسن المفاجيء. لم تطمأن كان متشحا بالهلع والنفور.. مستفز لم تعهده قبل اللحظة على ما يبدو عليه حاول حسن ان يطمأنها ولو قليلا .. ولكن لم يتمالك نفسه ...حسن تسقط دموعه وفاطمة يصعقها المشهد حسن يبكي وهناك في الجانب الاخر ثمة من يقرأ ما كتبه حسن في لحظة ما لأحدهم
عما قريب ياأبي
ستحملك الخفافيش الى قمر
فأبكي وحيدا
على قمري الذي ضيعته الخفافيش
القاعة الضاجة بجمهورها الرتيب لم يعد يعني حسن.. تلك الاسماء الرتيبة الدائبة على البحث في خوائها .....................كان كل مايحطني يأسرني بعتمته رغم كثرة نوافذ القاعة الزجاجية وانوارها الساطعة شيء ما ينسرب ليأسرني كنت احاول جاهدا ان اصل لفاطمة التي لم تفصلني عنها سوى خطوات قليلة فاطمه فاطمة فاطمة
....النوافذ الزجاجية تزيد توتري . ذلك الانعكاس لملامحي على زجاجها يثيرني .ربما يحمل اوهامي مالااحتمل . لاابدو انا بل انني كما قالت شبح من الماضي تصنعه افكاره تعيد تشكيله وفق ماتشاء . فلم تعد تكسوني سوى الظنون.ها أن كل شيء ينفلت الا ان حيرتي كعادتها مقفلة لاتسمح لهذه الاشباح بالتحرر بعيدا عن المكان ويلي انا معهم اولئك الاصدقاء حاملي حروفي ورسائلي شعري.. بمساحة تضيق تضيق شيئا شيئا والريح تزأر تصر تضغطني لم اعد اريد شيء . الا انني ها انا امامي مرة اخرى تتجاذبني الظنون انه يوم اخر وسينقضي. الريح البرق العاصفة انتظاري ظني احتمالات اعتقالي او ترقبي للقادمين وانا اتنفس الذكريات كم مشبع بتلك القوارض السوداء تلك الذكريات اف اين منها انا الان.. تلوكني تهرس عظامي شيء ما يخالجني قبيل ان انهره يقترب مني يلاصق عيوني يدخلها بقوة الخوف يدخلني من العينين يدفعهما يفتحهما على مصراعيهما يغور في رأسي كان يموء يخربش عقلي يستقر فيه يأكل منه ما تبقى من حلم الهرب بعيدا عنه. الريح تدفعه وئيدا للداخل تمكنه مني.....
كان كل شيء بغيضاً لم يعد لدي ما اقاوم به سوى جرح جرح غائر في صدري لااعلم لماذا اوقضه دائمافبرغم نومه العميق كانت يدي قاسية عليه امزقه يتثائب امزقه فأصرخ رغم ان الريح تدفع جنوني حيث اللاعودة.
..العاصفة تدوي والمواء يتزايد في رأسي وهنالك من يمزق الذاكرة
كنت احاول ان اقول
كنت اريد ان اقول كل شيء
انها لاتعرف اني اهرب بعيدا عن جسد مسجى وان عيوني لم تتحرر من استعباد ذلك الشيء وعقلي تأكله العاصفة.
هنالك ماكان يسيل يتدفق من الجرح كانت يدي تنغرز به بالجرح باطرافه تحديدا كأني اريده ان يتسع يكبر ليسع هذه المحاورة الدم لزجا الحوار اكثر لزوجه
والمكان يضيق والريح تصفر في رأسي وعيوني لم تعد تحتمل وذكرياتي تصبح مواءا
نعم ماذا اريد قلبي المريض لاينبض. وهي لاتستوعب انني اموت.
- انا احبك
- كفى انت تسخر مني.
الدماء تسيل وانا انهار شيئا فشيئا والذكريات تتلاشى.
-حسن اين انت؟
- الم اقل لك انها سيدوري
كنت اخشى ذلك التداخل الذي يصيب علي ابو الهور انها مجرد فاطمة
- علي انها فاطمة.................
فلما اقتربت منه.... قص عليها قصته وطلب معونتها. تصادف وصول جلجامش مع وجود ملاح أوتنابشتيم المدعو أورشنابي في المكان يحتطب من أجل سيده. فدلت سيدوري جلجامش على مكانه، وأخبرته بأنه الوحيد الذي يستطيع بقاربه عبور مياه الموت، وذلك بمعونة رُقُمٍ حجرية عليها طلاسم سحرية.
كنت اعلم ان تلك النصوص التي تقرأ لم تعد لي ولكن مؤكدا انها ادت ماعليها فكل من في القاعة يعلم انها كتاباتي نصوصي رقمي السحرية.



#عبدالرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول... المقطع الثامن
- ذكريات من غد الموتى .... التتمة 4.. الرواية
- صور صور صور
- ذكريات من غد الموتى .. التتمة 3 رواية
- احجية الملك
- ذكريات من غد الموتى.... تتمة اليوم الاول... رواية
- خارج اسوار العمر
- التحول المقطع الرابع
- التحول المقطع الثاني


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - ذكريات من غد الموتى...... تتمة 5 .. رواية