أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!














المزيد.....

الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 21:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للروح صفنة دائمة في التفكير بماهيةِ الذي حولها ، وبسبب هذا استطاع الانسان أن يكتشف طبيعة الموجودات وأن يضع الرؤى التي تجعله قريبا ومسيطرا على الظواهر التي تحسها روحه وتراها عينيه ، فكان أن صنع دمى الطين ومنحها القدرة الخفية لتكون آلهة يعبدها ويتخيلها وسيطا لينال ما يجعل جسده خالداً حتى بعد موته.
هذا المختصر الميتافيزيقي للوجود يجعلنا والى الأبد نبحث عن شيء نعتقد أنه يُبقينا على اتصال مع طموحنا بذلك الفردوس الذي صورته الاساطير على شكل دلمون ، وفي النصوص السماوية كجنة عرضها السماوات والارض أُعدَت للمتقين.
المتقون هو من سكنوا سجاجيدهم وأعطوا نصف ما في جيوبهم ، هذا وصف أبي للمؤمن ، أما أنا فقرأت في المؤمن صفة اخرى وهي صفة سرقتها من عباءة ابي المثقوبة ومن دمعة صديق اخترقت شظية حرب صدره ومن نحيب أمي يوم أخبروها أن نعش أخي انحدر من ارض برزان الى نخيل البستان ، فرَكنتْ الى الظل ، وتمنت أن تتحول الى شمس مستحية حتى ترى الآلهة دمعتها فلا تعيد لنا ذكرى اخرى لطروادة التي صارت قدرنا الابدي مع السيف والجنرال ولصوص صمون الإعاشة ورز القصعة.
وهكذا يسكننا الحياء في الهزيمة والانكسار الذي يسكن الفقراء ، أما بهلوانيُّ شاشات التلفاز والمتأنقين في المتاجرة ببساطة الناس فلا حياء لهم ، لأنهم امتلكوا قدرة رهيبة على خداع انفسهم قبل أن يخدعوا الناس ، وأولئك لا شمس لنهاراتهم ولاجنة تنتظرهم بالرغم أنهم في سفرهم الاسطوري بين العواصم يسكنون افخم الفنادق ويأجرون على ساحل مرمرة وكازابلانكا اضخم الشاليهات .
أعود للروح في مساءلة من هم دُعاة وبناة لأحلام الناس ، أوقفهم في صف ساحة عرضات ثكنات الجيش ، وأمسك حنجرة علي ع واخطب فيهم ، فلا أجدهم حافظين لنهج البلاغة سوى ما يؤسسون فيه جامعات راقية لا بناءهم وولائم فخمة لأعراسهم ، فأضع فوق رأس واحد من متظاهري ساحة التحرير عبارة :عجبت لرجل ليس في بيته خبز ولا يخرج شاهراً سيفه.
أتولوا عليهم مواعظ بوذا ، وانزع عنهم بدلات السهرة وقمصان غالية من محلات الكرادة والتاون سنتر والشانزليزيه والبسهم ثياب غاندي وما يرتديه عمال مساطر البناء في ساحة النصر ، فيرتدونها امام الناس ومن دون حياء ويقولون في مناظراتهم التلفازية :ها نحن صرنا مثلكم ، وفجأة نكتشف أنَ دشاديشهم خيوطها من ذهب.
إذن سأهرب من زيف أصحاب المنصات ، واصدقاء داعش بالخفاء واعود الى صفنة أبي وحياءه ، أؤسس فيها منفاي وابتعادي عن فوضى ما أراه ، ولن اكون كما مسيح السياب يجرُ في المنفى صليبه ، فذلك اذلال لروحي وخجلها ، فقط سأمضي وانا احمل على اكتافي عبارة ناظم حكمت : والمنفى مهنة شاقة يا حبيبتي ....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )
- أمير دوشي ...هاملت في أور
- كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )
- الفولتارين و ( واحد يسأل واحد )...!
- أسرار مدينة الناصرية
- حسن داخل حسين ( شهيدا )
- قبر أخي والثقافة السومرية
- الناصرية مدينة عباءتها حنجرة ( أبو كاظم )


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!