أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - نوابض خفيّة للصورة















المزيد.....

نوابض خفيّة للصورة


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس في 23 /2 /2015
نوابض خفيّة للصّورة
سأنطلق في هذا العمل من مصادرة مفادها : إن استدخال الصورة ضمن المشهد السياسي لا معنى له بدون حداثة فكرية ، نقول ذلك لأننا رأينا كيف أثرت الصورة بما هي لحظة محظوظة تستجيب للوعي الجمعي بشكل لافت على مجريات الأحداث التي عصفت بالنظام الاستبدادي لبن علي . و النظرة الثاقبة للتغيير النوعي الذي لحق بالمشهد السياسي في مجمل أبعاده يؤيد بالدليل حصول تقدم نوعي و فعال يبدو أن تأثيره يقترب على نحو مطرد و اعتبار الصورة بما تتضمنه من جمالية و نغمية شكيلية مظهر من مظاهر التجاوز لنمطية النظام المعرفي القديم . هذه المراكمة التي أضحت بنّاءة في بلدنا و أعني بذلك الحرفية المبهرة التي أتسمت في التوجيه الإعلامي الثوري المجهّز بالصور من قبل جنود الفايس بوك ، لا يجب أن تلهينا عن تدبّر المقتضيات النظرية التي تجابهنا في خضم هذه النقلة ، و لعل أهمها : كيف نقرأ الصورة؟ متى تكون أداة للتواصل و متى تتحول إلى أداة لتعطيل مطلبية التواصل؟
و لعلنا لا نخطئ لو قلنا في هذا الصدد إن من يودّ أن يستكمل المنجز الديمقراطي للثورة يحتاج لا فقط إلى إعلام حر و إنما و هو الأهم إلى بيئة يتوافر فيها قدر من التخصّص الذي يصقل مقدرة المتلقّي فلا تأخذه الدهشة من الصورة حين تظهر في المشهد السياسي أو الثقافي فتبدو له كما لو كانت وليمة تصدر منها أبخرة لا تطاق.
هاجسنا إذن في هذا العمل تشخيص مقاربة قرائية حول الصورة علّنا بذلك نسهم ولو بالنزر القليل في إنضاج الوعي بمتطلباتها و آليات تفكيكها لا على أنها متطلبات أسلوبية بسيطة و إنما بما هي ممارسة تنضبط لمعايير فنية و علمية دقيقة .
نود أن نؤكد هنا أن الحديث عن الصورة التي أضحت تخترق معيشنا من الداخل يبقى بالرغم من ذلك شبه خطابي لا يلبث أن يتحول إلى خليط من الاستنتاجات الفاقدة للتناسق لدى عامة الجمهور كمتلقي ، علما أن ذلك ليس هو نفس الحال لدى جنود الفايس بوك الذين أظهروا حرفية منقطعة النظير في صيانة ديمومة الحراك الثوري الذي شبّ منذ تاريخ إحراق البوعزيزي لنفسه في 17 ديسمبر إلى حد اللحظة الراهنة. و سنقف على عدة نماذج من وحي الثورة لمعاينة درجة الإتقان العالية في مسايرة الأحداث الثورية و التأثير فيها بالإيجاب.
انخراطنا إذن في فضاء القراءة المتخصصة للصورة يستدعي قدرا مناسبا من الخبرة العلمية حول كيفية تفكيكها.
بناء على هذا المعطى سنتكلّم ضمن حيز تشكيلي ينشد تطوير نشاط بحثي حول الصورة. و ما يستوقفنا بعمق هو : كيف نحقق وعيا تشكيليا يؤول إلى صياغة هوية قرائية للصورة؟
أجل إنه لإحساس منعش حين تطالعنا الصورة بما هي مشهد فرجة يمتعنا و يثير فينا الغبطة كما الأسى ، فهي تفرحنا و تبكينا ، تفعمنا بالأمل كما تزرع فينا اليأس...لذلك كان لزاما علينا أن نتزوّد بالمعرفة مجانبة لما قد يشوب حاستنا من قصور في الاستقراء و التقويم والتأويل. في هذا السياق نودّ إبداء الملاحظة التالية: من المحتمل ألا نتوصل إلى تصميم نواة أو مصنّفا يؤمّن لنا قدرا من الانضباط المنهجي إزاء مسلكية التفكيك ، و هذا ليس مستغربا لأن الجمالي الذي تجذبنا إليه الصورة سواحله شاسعة و أسراره تزهو في فيض الغسق.
حسبنا إذن نكون دعاة لخلق أنغام مرئية مع كل من يستشرف فضائل هذه المحاولة. و لا يسعني هنا سوى الثناء على الجهد الذي بذله معي الصديق الرّسّام وان بيران لبلورة هذا العمل.
دعونا نذكّر ابتداء بهذه التوصية : من بين المقتضيات التي ينبغي أن نراعيها عند استقراء سند بصري ما مواجهة التحديات المتعلقة بالجمالي في حد ذاته. و لعله من المناسب أن يقال هذا بداية لأنه مؤشر خطير سرعان ما يستحيل إلى دليل أزمة لأن من يخفق في رصد ضمنيات الصورة فنيا يخفق في تقوّل الأهداف العينية لها . الأمر يتعلق إذن بالحساسية البصرية ذاتها للمتلقي. فما جدوى البصري إن بقينا أمناء لأصالتنا التراثية التي تستمدّ معاني الصورة من أصول قديمة ؟ لذلك قلنا أن الصورة يجب أن تتنزل وفق سياق حداثوي يتعالق فيه البصري مع الفكري و لا يناقضه على نحو ما نجد ذلك مثلا لدى أفلاطون الذي يحيّز البصري و الحسّي في منزلة العرضي و الصدفوي و الاعتباطي.
نحن إذن إزاء إرادة قرائية تترحل في سياق يساءل هوامش التصدع التي اعترت الما يحدث عبر وعي مخرّب ينتزع الدلالة الميّتة و الشبحيّة للصورة كما سلّمتها لنا الميتافيزيقا تاريخيّا و إنتاج دلالة جديدة مدارها شهوة المعنى الذي يتولّد من لبنة التأويل لتتجلى بذلك المقدرة الانجازية للصورة فنقفز من فشل أنطولوجي إلى انتصار ظاهراتي .
و سنقسم هذه المقاربة إلى أقسام نرتبها كما يلي:
ميتودولوجيا قرائية للصورة:
المهـــــــام:
ضمن أي حقبة تاريخية يمكن أن تتحيز؟
التاريــــــــــخ: في أي عصر وجد المؤلّف؟
من عساه يكون؟
عناصر الصّورة:
هل تحيل إلى مشهد طبيعي أم رمزي؟
إلى معطى حي أم جـــــــــــامد؟
الأسلوب الجمالي:إلى أي مدرسة ينتسب هذا النمط الفني؟
الانطباع:هل يوجد انجذاب أم نفور؟ انزعاج أم مباغتة؟
الفضاء:هل يقترن بالواقع أم ينئ عنه إلى دنيا الخيال؟
التّمثّل:هل هو مفعم بالفرح أم يلفه الحزن؟
هل هو دافئ أم بارد؟
المكونات:مما تتكون الصورة؟
الشخصيلت:هل يوجد تفاوت في أحجامها؟ هل يمكن تمييزها بوضوح؟ كيف تبدو هيئتهم؟
توازن الفضاء:كيف تبدو المؤثرات التشكيلية ؟ هل هي متناسبة أم متنافرة؟
كيف تتراءى العلاقة بين المشهد الأمامي و المشهد الخلفي للصورة؟
التجسيم: هل تبدو لمسات الفرشات واضحة أم مبهمة؟
الألوان: هل هي كثيفة أم شاحبة؟ ساخنة أم باردة؟
الإضاءة:من أين تنبعث؟ من الألوان ذاتها أم بفعل الانعكاس؟
الأثاث:سمـــــــــــــة أي عصر؟
المشهد:هــــــــــل له صلة بالواقـع؟
المبحث العام:يتصل بالحرية و القمع أو بالحياة و الموت... استخلاص موقــف جمالي أو سياسي...
حدد السياق:هل هو تاريخي أم سياسي إجتماعي؟
مقارنة بين الصورة الفنية و الصورة الاشهارية: أية وظيفة تضطلع بها؟ ما فحوى الرسالة التي تنشدها؟ ما عساها تخلق وهي في عداد الوجود المخلوق؟
الصورة الإشهاريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الصورة الفنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

وظيفية أو لا تكون ليس لها من غاية سوى ذاتها، لأن الفن
غائيـة بدون غاية.
تنقل رسالة واضحة غالبا ما تهدف إلى شد انتباه المتقبل ترفض جاهزيّة المعنى ، و إن وجد فهو خفيّ
فهي تخبر أو تقنع أو توجه إلى غاية نفعية.
تحمل مآرب نفعية إيديولوجية . تشتق من نمط الوجود اليومي و الواقعي و تتجاوزه نحو عالم مفعم بالسحر و الحريّة و يهيّج الشعور بالجمال

تتحيز ضمن مجال الفعل و تحدث غالبا استجابة تتحيز ضمن مجال فني خالـــــــــــص.

سلوكية تقوم على الاشراط و تنويم مقدرة المتلقي
على المجابهة باختيارات مغايرة.

تخاطب الرغبـــــــــــة قصد ترويج سلعة أو منتج ما. تخاطب الفكر و الشعور و تهتمّ بالإحساس

و المعنى و الخيال كقيمة خلاقة و مبدعة.

إنها ثمرة عمل زمرة من الحرفيين من ذوي الخبرة
و التخصص لا يمثل فيها الجمال سوى وسيط يحفّز إنها موجود جمالي ينم عن شخصية الفنان
على التأثير و الترويج و الاستهلاك. الذي يسعى الى نشر ما انطوى من ذاته.
دليل تشكيلي و جمالي حول الفضاء:
الفضاء الذي من خلاله تتراءى لنا الصورة بما هي موضوع للمشاهدة يكون غالبا على هذا المنوال

التنظيم المكاني و الزماني: عندما تكون الصورة عمودية فهي تجزّئ المكان و الزمان بنفس التناظر العمودي مثال سماء أرض، مادّة روح.
عندما تكون الصورة أفقيّة و محتواها الجمالي أفقيا بدوره فهي ترمز إلى السكينة و الهدوء و الموت...
عندما تكون الصورة أفقيّة و محتواها الجمالي عموديّا فهي ترمز إلى الحركة ، الحياة ، الضّرخة و ديمومة التوازن...
عندما يكون المشهد الجمالي مائلا من اليمين إلى اليسار فذاك مؤشر على التشاؤم و الإحباط: معنى ذمّي لفكرة ما .
عندما يكون المشهد الجمالي مائلا من اليسار إلى اليمين فذاك مؤشر على التفاؤل و الأمل و الإنتشاء...معنى تقريضي لفكرة ما.

إطار الصورة:
يوجد خمسة لقطات مختلفة لتصوير واقعة ما يمكن معاينتها باعتماد السلم التالي :
اللقطة العامة أو الإجمالية: لها وظيفة وصفية
اللقطة القريبة و الأمريكية و الإيطالية: لها وظيفة سردية تتضمن قدرا من الإثارة و التشويق.
اللقطة الكبيرة: لها وظيفة نفسية
الألوان و المــــــــــــــــعانــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
البنفسجي: الكرامة، الحزن، الغرابة، الوهم، الخيال و الحلم...
الأزرق: الحياة الروحية،الارتخاء ، الهدوء، عالم الفكر...
الأخضر: الطمأنينة ، إمكانية الحركة...
الأصفر: الشباب ، الانتعاش ، الفرح...
البرتقالي: الكرم ، الطاقة...
الأحمر: الرغبة ، العنف ، الرجولة ، الحماسة ، الخطر ، المنع...
البني: المادي ، اليومي ، الواقعي...
الأبيض: الثراء ، الصمت ، السلام ، و عندما يمزج بالأزرق يرمز للصحة...
الأسود: الجاذبية ، اليأس ، المجهول...
الرمادي: الكآبة ، الهرم ، الرتابة ، الرعب ، المرض ...
المصادر و المراجع
ــ ريجيس دوبريه ، " حياة الصورة و موتها" ترجمة فريد الزاهي ، إفريقيا الشرق.
ــ أفلاطون ، " الجمهورية " الكتاب السابع .
Tisseron , serge -;- comment l’esprit vient aux
Objets ? ed -;- Auber , 1999
Barthes -;- rethorique de l’image -;- communication -;-4 -;- 1964 -;- p 46 .



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - نوابض خفيّة للصورة