أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - بوري .














المزيد.....

بوري .


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 22:11
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيرا ما تتداول هذه الكلمة على السنة العراقيين ومنذ اكثر من عقدين تقريبا اي ان كلمة (بوري ) حديثة عهد وطارئة على ارشيف الامثال والمزح والتندرات العراقية ,,معروف ان العراقيين ربما يكونون اكثر شعوب المنطقة ان لم نقل العالم مروا بتجارب مأساوية متمثلة بالحروب وتوجت بالحصار الظالم الذي ضرب العراقيين في بداية التسعينات على يد التحالف العالمي الذي سوق هذا الحصار وأعطاه شرعية قانونية عن طريق قوانين صدرت من مجلس الامن الدولي وبالتالي صار العراقيين في خندق والعالم في خندق اخر اي ان العالم جميعه طبق تلك القوانين وبقوة ودقة لم يسبق ان فعلها على اي دولة اخرى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ..في هذه الفترة بالذات ظهرت هذه الكلمة (البوري ) وكنا نظن انها ستنتهي بأنتهاء سبب وجودها لكن وكما يبدوا لحد الان من الممكن ان يتداول العراقيين هذه الكلمة على اوضاعهم الماضية بعد الحصار والحالية الى يوم الله هذا .
من اين جاءت كلمة (بوري) او( انضرب بوري ,,او اكلله بوري امعدل ,,او بوري ابو السته ,,او ,,او ) هذه التسمية التي بدأ العراقيين يتحدثون بها اليوم اي انها عادت الى الاحاديث والنكات والمزاحات بعد سقوط الصنم والى تسنم السيد العبادي قبل اشهر رئاسة الجمهورية وبدانا نسمع بها ثانية ..
اعود الى اصل ولادة هذه الكلمة العتيدة التي هي مجرد كلمة بسيطة لكنها تعطي فعلا معاني كاملة وواضحة على وضع ما يعيشه الفرد او مجموعة افراد او المجتمع العراقي برمته..
ظهرت هذه الكلمة في بداية سنين الحصار على العراقيين خاصة اي بعد العام 1991واشتد التداول بها بعد اشتداد هجمة الحصار في الاعوام التي تلت العام 1991 ,,وهي في الحقيقة اوجدها التجار الصغار قبل الكبار وعممها هؤلاء على الكبار بعد ان وجدوا لها ملعبا وايدي واقدام ممكن ان تمارسها ناهيك عن العقول التي تتحكم بتلك الادوات ,,
كان التجار وفي ذروة شحة المواد الغذائية وارتفاع اسعارها وكثرة الطلب الشعبي عليها لأهميتها كقوت لغذاء المواطنين قد وجدوا طريقة للغش قلما تجد ابليس يعمل عليها او يمارسها وربما ابليس قد قدم استقالته لأول من اكتشف الطريقة وغادر مستغفرا ربه عن كل ما قام به ..
يجلب التاجر الغشاش بوري متوسط الحجم ويضعه في وسط كيس للمواد الغذائية كأن تكون من الرز او الطحين او التمر او حتى بعض الدهون الحيوانية يملأ الكيس الشفاف (من النايلون الابيض )بنوعية جيدة من تلك المادة على جانبي البوري ويبقى وسط الكيس فيه فراغ اوجده ذالك البوري فيعمد ذالك التاجر ومن معه بأنزال المواد الغذائية الرديئة والعفنة والقديمة الى الكيس عن طريق البوري ويخرج البوري من ذالك الكيس ويحكم شد الكيس جيدا ويعرض منتوجه ومواده الغذائية على الملأ وأكيد عندما يأتي المواطن لشراء ذالك الكيس بمحتواه من الرز او الحبوب كالحنطة والشعير والتمر مثلا ينظر الى جوانب الكيس فيجد مادة غذائية جيدة صالحة للأستهلاك البشري في وقت الحصار فيشتري ذالك الكيس كما يريد البائع وعندما يصل ذالك المسكين الى البيت يجد ان كيسه هذا مدعوم بمواد رديئة وعفنة في وسط الكيس وبطريقة لا تخطر على بال احد ..
من طريقة البوري هذه صار الناس يعمم كلمة البوري على كل من يتعرض للغش والنصب والاحتيال وما اكثرها في العراق ,,فيطلق على فلان بأنه (انضرب بوري) لانه باع سيارته على بعض الناس النصابة وأعطوه اموال مزوره وعملة نقدية مضروبة او ان بعضهم تعرض الى عمليات تسمى في العراق (بالهفتي) كأن شخص ما يشتري منك ارضك او دارك بمبلغ خيالي اضعاف مضاعفة عن السائد ويعطيك بعض المبلغ ويؤملك على المتبقي اقساطا فيبيع بيتك ويحوله الى شخص اخر ويغادر ولا تعرف عنه شيئا والهفتي هذا شاع امره في العراق كثيرا في وقت الحصار فيقال ان فلان الفلاني (هفت وانضرب بوري معدل ).
بعد العام 2003 هل انتهت البوريات التي يتعرض لها العراقيين ام استمرت ؟ اؤكد ان بعد هذا العام وما تلاه الى عامنا هذا صارت البوريات اكبر حجما وذات قطر واسع وتقوم بها دول ويبلعها العراقيين فمنذ سقوط الصنم وبعده بسنوات ضربت امريكا العراقيين من شماله الى جنوبه ببوري ليس له مثيل وخرجت من العراق في العام 2011 وبوريها لازال محشورا في جسد العراقيين ..
وبعد امريكا تعرض العراقيين ببوري تلو الاخر من سياسيهم وقادتهم عندما املوهم بحياة رغيدة وأنهم سيعملون على تغيير الواقع العراقي الى حال افضل ذهب العراقيين الى صناديق الانتخابات وانتخب ممثليهم للبرلمان الذي تنبثق منه باقي السلطات التنفيذية والقضائية ليتخلى عنه هؤلاء المنتخبين ويسرقون اموال الشعب ويؤججون الطائفية ويتسيدون القنوات الاعلامية الفضائية لأيقاظ الشارع بأمور تجعل منه في حرب دائمة ..
وآخر هذه البوريات وليس اخيرها بوري الحكومة الاخيرة حكومة المقبولية التي صفق لها الجميع دوليا ومحليا وبارك لها القاصي والداني وهي تقدم تنازلات للكتل الاخرى الشريكة معها عن طريق اوراق عمل لتجد نفسها في اول تجربة ومحك على الواقع انها ضربت ببوري بعد انسحاب الكتل السنية من البرلمان والحكومة والامر لا يعدوا كذالك اتفاق النفط بين الاقليم والمركز لتكتشف الحكومة انها ضربت ببوري استراتيجي من الحكومة الكردية في الاقليم ,,
وبعد اقرار الموازنة لهذا العام شعر العراقيين وهم اللمتعودين دايما على البوريات ببوري معدل بعد تضمين تلك الموازنة بفقرات من التقشف والادخار الاجباري وفرض ضريبة على الموبايل وعلى استيراد السيارات الحديثة وضريبة على السفر ..
وهكذا يخرج العرقيين من بوري ليجدوا انفسهم وقد دخل بوري اخر في حياتهم والى بوري اخر في يوم اخر .
حمزه—الجناحي
العراق بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكساسبة واقباط مصر المغدورين .. يوقظون العرب .
- أمودي
- ماذا بعد داعش ..
- اللجان التحقيقية ..اضاعة للوقت وللقضية .
- سيدتان من هذا الزمان .. احلام الامارتية ..وانجلينا الامريكية ...
- ليس ايران وحدها ضد انفصال الاقليم ..
- مراسلي العراق الحربيين ..نجاح باهر وتميز في نقل الحقيقة .
- كم من الادلة تحتاج الحكومة لتخرج من صمتها ؟
- الشهداء يرحلون مبتسمين ..على سعدي النداوي نموذجا .
- السيد البرزاني الوقت مبكرا على اعتراضك .
- الكمين (العملية الاخيرة)
- البدائل السريعة والممكنة لرفد الاقتصاد العراقي ..موازنة 2015 ...
- عش البراق .
- الحبانية وعين الاسد بين صقور مؤتمر اربيل وحمائم اهل السنة .
- مفارقة ..قانون واحد ولا يشمل الجميع .
- مبروك جريدة العالم العراقية ..العراقية بأمتياز .
- السيد العبادي..ممكن العمل بقانون 1/12 لحين استقرار اسعار الن ...
- من لم يشترك بحكومة المالكي ..فليرميها بحجر .
- اتقوا الله واعدلوا.. بابل ودهوك مدينتان في وطن واحد .
- التقشف والادخار حرب الجياع على الحكومة .


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - بوري .