أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - احترام الكلمة في العمل السياسي














المزيد.....

احترام الكلمة في العمل السياسي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشتغلون في الشؤون السياسية والاجتماعية دائماً تحت دائرة الضوء تراقبهم ملايين من الناس وتحسب عليهم كلماتهم وتصرفاتهم التي تتوافق أو تتعارض مع مصالحهم فتأتي أحكامهم قاسية أو منصفة تبعاً لاختلاف توجهاتهم. وتتعلق تلك الأحكام أيضاً بمستوى الوعي للمواطن، فغالباً ما يخدع العامة من الناس بالتوجهات السياسية فيطرح السياسي ما يرضي الجمهور ويعمل بعكسه تماماً. وهذا ما يطلق عليه في السياسية بـ (الديماغوجية) أي فن خداع الجمهور لتحقيق الأجندة الخفية.
وقد حقق هذا الأسلوب من الخداع غرضه لسنوات عديدة خاصة في الدول المتخلفة، لكن تطور وسائل الأعلام وارتفاع مستوى وعي الناس وزيادة عدد الأنظمة الديمقراطية في العالم جعل السياسي يتحاشى خداع الجمهور حتى يحظى بمصداقية أكبر ويعاد انتخابه لمرة قادمة.
ولكن أسلوب الخداع مازال معتمداً من السياسيين في الدول المتخلفة لأن العمل السياسي فيها، ليس احترافاً وإنما هو شكل من الأشكال المتدنية للثقافة السياسية التي يمارسها عدد من حثالات قاع المجتمع. المثقف السياسي والمحترف للعمل السياسي بالدراسة والتحصيل والتجربة ينأى بنفسه عن الأشكال المبتذلة للسياسة حتى يحظى بمصداقية وثقة من أقرانه من السياسيين، فيتماشى سلوكه وأداءه مع ما يطرحه من آراء وأفكار ويكون ملتزماً بتعهداته أمام الآخرين.
إن احترام الكلمة، هو تعبير عن مصداقية السياسي واحترامه لذاته قبل احترامه للآخرين. فالإنسان المخادع حتى على المستوى الشعبي لايحظى بالاحترام والتقدير، لأن احترام الكلمة هو احترام للنفس وما تعكس من توجهات في التعامل مع الآخرين.
يعتقد ((داج همرشولد))"أن احترام الكلمة هي المهمة الأولى للمعرفة التي يتوجب أن يتعلم منها الإنسان الناضج عقلياً وعاطفياً وأخلاقياً. ويعرف كيف يوظفها ويستخدمها بعناية دقيقة وبعاطفة قلبية لاتعرف الخداع، لأنها جوهر تقدم المجتمع أو الجنس البشري. وأن تسيء استخدام الكلمة يعني أن تظهر الاحتقار للإنسان، إنها تقوض الجسور وتسمم الآبار وتجعل الإنسان يرتد عن طريق تطوره المنشودة".
إن المثقف السياسي هو الذي يعي دوره ويحترم ذاته، ويراجع نفسه بين آونة وأخرى ويقرأ ويستمع لما يقال ويكتب ضده لتقويم ذاته لينال احترام وثقة الآخرين. لأن النقد في أساسه تسليط الضوء على مكامن الخلل ونقاط الضعف في القضايا المتعلقة بالشأن العام للحد من الإخفاقات والخسارات المحتملة.
إن مهنة السياسة بشكل خاص مرتبطة بالشأن العام ومصالح الجمهور، وممتهن العمل السياسي معرض أكثر من غيره للنقد لأنه يشتغل بالشؤون العامة وبالتالي فإن المصلحة الذاتية للجمهور تدفعهم لنقد دوره وأداءه للمهام المتعلقة بشؤونهم.
في هذا الإطار يتوجب على المثقف السياسي أن يولي اهتماماً خاصاً بما يطلقه من تصريحات ووعود للجمهور حتى لايفقد مصداقيته خاصة عند صفوف نخبة المجتمع من المثقفين الذين يعدون أنفسهم الجهة الرقيبة على الأداء السياسي (السلطة الرابعة).
يراجع ((داج همرشولد)) أداءه ومهامه متسائلاً مع نفسه:"هل تختار كلماتك بعناية فائقة وما هو الانطباع الذي تتركه عند الآخرين؟. وهل تعتقد أنك تحاول أن تتملق أحداً في كلماتك؟. هل لم تعد واثقاً من أن ردود أفعالك الغريزة سترشدك إلى الطريق الصحيح؟. فإذا كان الأمر كذلك فأنت بحاجة إلى العدالة لتجعلك واعياً لنفسك وإدراك مهمتك. لاتنسى نفسك!. هل رأي الجمهور يغضبك؟. أسئلة كهذه هي التي تجعلك يقظاً".
على المثقف السياسي أن يكون صادقاً في قول الحقيقة، ولايسعى لإخفائها من أجل حماية أقرانه من السياسيين، لأن إخفاء الحقائق هو مساهمة واعية في ترسيخ الأخطاء التي قد تسفر عن نتائج كارثية يدفع ثمنها المجتمع. فالعمل السياسي ليس محاباة بين السياسيين، لتمرير المشاريع المريبة التي تحقق المنافع الشخصية وعلى حساب مصالح المجتمع. القضية متعلقة بالضمير والأخلاق التي يتوجب أن يتحلى بها المثقف السياسي، باعتباره إنساناً قبل كل شيء!.
يعتقد ((داج همرشولد))"أن أكثر المأزق الأخلاقية، هي أن ترغم على إخفاء الحقيقة لأجل التستر على الآخرين".
إن نبذ الأشكال المتدنية في العمل السياسي يعني الارتقاء بمستوى الأداء لمراتب تحظى بالاحترام والتقدير وتعبر أكثر عن انتماء السياسي لمؤسسة سياسية تعنى حقاً بشؤون المجتمع، وليس إلى كيان حزبي يسعى لتحقيق مصالحه الذاتية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أداء ومهام السياسي السوي
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية
- البعد التاريخي والمعاصر للنظريات السياسية والاجتماعية
- دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - احترام الكلمة في العمل السياسي