أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - إعلام الإرهاب يشكل خطرا على مصر















المزيد.....

إعلام الإرهاب يشكل خطرا على مصر


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحصل في المنطقة هو أسوأ ما يمكن للعقل أن يستوعبه، فالتدهور مستمر في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وما اصطلحنا على تسميته تطرف، وهي كلمة لا تفي بالغرض ولا تعطي المعنى المقصود، يضرب منطقتنا العربية وأفغانستان وباكستان ودول الصحراء الكبرى الإفريقية ويبعث على الخوف وانقطاع الأمل. كنا نعتقد أن داعش وجبهة النصرة و أنصار الشريعة وبوكو حرام يمكن القضاء عليها خلال أسابع، ولكننا اكتشفنا أن هذه المنظمات ليست بالبسيطة، لا من ناحية الفكر الإرهابي الذي يستدرج الشباب ويحولهم إلى شياطين وأبناء للجن ينفذون أوامر المسئولين عنهم بحذافيرها، لا بل يزيدون عليهم في الانحراف والتفنن في الإجرام، ولا من ناحية الدعم الذي لا يتوقف والذي يصلها من مؤيدين ودول متنفذة تتبناها، في المنطقة وخارجها، وتجد لها الوسائل للحصول على المال والسلاح.

هل يمكن أن تتدهور الأمور أكثر مما تدهورت؟ هل يمكن أن تصبح هذه الكوارث أكثر إيلاما وأبعد مدى؟ الشيء الذي يقلق المرء ويهزه من رأسه إلى أخمص قدميه هو احتمال أن ينتشر عدم الاستقرار في مصر وتسقط هذه البلاد العظيمة في مستنقع كمستنقعات سوريا والعراق وليبيا واليمن، ويتم تدمير ثقافتها وتراثها العظيم، وعندها سيختفي كل أمل، وستُترك المنطقة للخراب والموت لأجيال قادمة. مصر تواجه موقفا صعبا، ويظهر أنها ستبدأ حربا على داعش ليبيا بعد الحرب المشتعلة بينها وبين داعش سيناء. مصر تحتاج لدعم قوى التقدم والحياة، والأحداث تشير إلى أن القيادة المصرية الحالية تريد أن تجعل التاريخ يعيد نفسه. في عام 1955 خرج جمال عبد الناصر عن طوع الولايات المتحدة وحلفائها، المؤيدين لإسرائيل، وكسر احتكار السلاح، كما كان يقال في ذلك الزمان، وعقد صفقة الأسلحة التشيكية مع الإتحاد السوفيتي. أما الآن فعبد الفتاح السيسي يتقرب من، ويخطب ود، الزعيم الروسي فلاديمير بوتن الذي يبحث عن موطئ قدم آخر لروسيا في المنطقة بالإضافة إلى سوريا. هل يستطيع كل منهما أن يُسعف الآخر، رغم العقوبات الاقتصادية الغربية التي أنهكت الروس؟

منذ أن تدخل الجيش المصري لإعادة الاستقرار إلى البلاد، قررت إحدى القنوات الفضائية العربية أن تناصبه العداء، وكشفت عن تحيزها المطلق الحاقد على النظام المصري الجديد، رافعة الشعارات الكاذبة عن حرية التعبير وحقوق الإنسان، وخصصت كل برامجها لمحاربة السيسي وحكومته وتحريض المتطرفين على مصر بأسلوب شيطاني خبيث، وأصبحت هذه القناة تذكرنا بالحملات الإذاعية بين الدول العربية في الخمسينات والستينات عندما انقسم العرب إلى قسمين: قسم مع المعسكر الغربي وقسم مع المعسكر الشرقي، كما كانت دول الغرب العظمى من جهة والإتحاد السوفييتي من الجهة الأخرى يسمّيان في زمن الحرب الباردة التي انتهت بانهيار الأخير في نهاية الثمانينات. وصممت هذه القناة على التشهير بمصر واستهداف استقرارها، بنفس الطريقة التي حاربت بها سوريا والعراق وليبيا واليمن، منذ أعلنت المملكة العربية السعودية تأييدها للنظام المصري ووضعت الحزب الذي تدافع عنه هذه القناة على قائمة الإرهاب وأجبرت بعض دول الخليج على طرد زعماء هذا الحزب خارج بلدانها.

وفي هذا المقال سأستشهد فقط بمثال واحد، من مئات الأمثلة، على تشهير هذه القناة بمصر، وهو المتعلق بإقدام داعش ليبيا على ذبح 21 عاملا مصريا، والغارات الجوية المصرية التي تلت ذلك. فمع بدء الغارات لم تترك القناة أية فرصة لمهاجمة النظام المصري الحالي إلا واستغلتها بطريقة رخيصة جدا. فمعظم نشراتها الإخبارية منذ 16 شباط فبراير كانت هجمات إعلامية منظمة، شككت في الإعدامات البربرية ولامت مصر. أحد تقارير القناة قال إن "سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان قتلوا في الغارات وجرح 17 جميعهم مدنيون،" وأضافت، بطريقة استهزائية، أن الجيش المصري قال انه "وجه ضربة جوية لتنظيم الدولة، تشمل معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر،" وادّعت "أن القصف أصاب أحياء بالمدينة وتسبب بانهيار عدد من المنازل." ولم نسمع هذه الأخبار من أي مصدر إعلامي آخر، فقتل المدنيين، إذا كان قد حصل فعلا، في هجوم كهذا وتحت هذه الظروف، أمر وارد، لأن المجرمين الذين نفذوا العملية التي يندى لها جبين الإنسانية غالبا ما يندسون بين الأطفال والنساء، بعد أن ينفذوا جرائمهم.

لقد دأبت القناة على استغلال قتل أطفال أو نساء في أي عملية لا تعجبها بقصد الإثارة واللعب على عواطف المشاهدين، وذلك لتحويل الانتباه عن الهدف الحقيقي للغارات. وقالت القناة إن الضربة الجوية "أثارت الكثير من الجدل وفتحت الباب لتساؤلات عدة تتعلق بمصير أكثر من مليون مصري في ليبيا، بالإضافة إلى مدى قدرة الجيش المصري على تحديد أهداف لتنظيم الدولة بدلا من القصف العشوائي الذي لا يجني إلا مزيدا من الضحايا."

واستهزأت تقارير القناة بالسيسي لأنه "طالب بحشد دولي لمواجهة ما يسمى بالإرهاب في ليبيا." وبالمناسبة فان القناة لا تعترف بأن هناك شيء اسمه إرهاب، ولا تعتبر أتباع داعش أو أنصار الشريعة إرهابيين فالقناة تحترم داعش، التي عبرت عن استيائها من هذا الاسم، لدرجة أنها لا تتلفظ بهذه الكلمة ولا تدعوه إلا تنظيم "الدولة." وفي محاولة لتبييض صفحة الإرهابيين، قالت أن "مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها أعلن أنه سيوفر الحماية للرعايا المصريين العاملين في المدينة وسيضمن عدم التعرض لهم." واستمرت التقارير مستشهدة ببيان أستغرق عدة دقائق قرأه رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في ليبيا عمر الحاسي، الذي لا تعترف به أية دوله في العالم سوى هذه القناة ومن يملكونها، وقال إن الهجوم المصري استهدف المدنيين ووصفه بالغاشم واعتبره خرقا للسيادة الليبية والقانون الدولي، و"محاولة يائسة من النظام المصري لتصدير أزمته إلى الخارج." وشكك الحاسي في صحة الشريط الذي يُظهر إعدام المصريين. وبعد ذلك عرضت القناة شريطا يظهر محتجين مصريين يقولون إن أقاربهم "مخطوفون" في ليبيا ومعتقلون في"معسكر خليفة حفتر."

ولأن هذه القناة في نظر العالم مرتبطة بالإرهاب، فقد تأسست إلى جانبها قناة أخرى باللغة الإنجليزية، واستقطبت أشهر المذيعين في العالم - فكل له ثمنه - وهذه القناة الإنجليزية لا تذيع أبدا مثل هذه التقارير لأنها تعرف أنها أخبار متحيزة ستشوه صورتها في العالم المتحضر.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرات وجيل التكفير
- آن الأوان لتطهير الدين من السياسة
- عزوف الشعوب العربية عن القراءة
- الوجوه المتعدّدة لرجب طيب أردوغان
- الحملة الحالية ضد الفكر الإرهابي جاءت متأخرة
- بان كي مون و أحمد إبن داود
- هل سنبقى نعيش في الماضي؟
- هل من وسيلة لحماية المسيحيين العرب؟
- إنعدام فرص الديمقراطية في العالم العربي
- هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟
- تحالف تقوده أمريكا لن يهزم داعش
- سايكس بيكو وأخواتُها
- وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل
- حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني
- المهاتما غاندي والقضية الفلسطينية
- حرب العراق الطائفية إحدى كوارث الإسلام السياسي
- من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - إعلام الإرهاب يشكل خطرا على مصر