أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميح مسعود - ايام في اسطنبول















المزيد.....

ايام في اسطنبول


سميح مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 11:05
المحور: الادب والفن
    






تعتبرمدينة اسطنبول بالنسبة للسائح عالما سحريا ، نظرا لموقعها الجغرافي وتاريخها ... إنها إحدى المدن القلائل في العالم التي تترامى على أكتاف قارتين ، ُتكون لوحة رائعة الجمال باطلالتها على خليج البوسفوروامتزاج مياه بحر مرمرة والبحر الاسود ... تمتد أطرافها حول هذه المناظر الطبيعيةعلى مد البصر، تتزاحم فيها المأذن والمساجد والكنائس والحصون والمتاحف والقصور، و تحكي للزوار قصصا تضرب في اعماق تاريخ الحقبة البيزنطية و أيام سلاطين السلالة العثمانية .

زرت اسطنبول عدة مرات من قبل ، وفي كل مرة كنت اكتشف فيها سلسلة طويلة من التفاصيل الجديدة ... شاءت الصدف ان أزورها في شهرايلول الماضي ، وجدتها وكأنه أعيد خلقها من جديد ، أكثر إتساعا ، وتزداد هيبة ... تزدحم بالمباني الضخمة والشوارع والجسور ، وبضواحي كثيرة جديدة ُألحقت بها تعج بمشاريع إقتصادية ضخمة ، وحركة نشطة لما يزيد عن عشرة ملايين نسمة ، هم عدد سكانها في الوقت الحاضر.

في اليوم التالي لوصولي بدأت بزيارة معالم اسطنبول التاريخية ... كان المسجد الازرق الذي بدأ تشييده في عام 1609 نقطة البدء في جولتي ، أول ما يبادر الزائر عند قربه منه مأذنه الست العالية وقبابه الضخمة الواسعة وهندسته الخارجية الانيقة ... وما ان يدخله حتى تدهشه حيثياته الداخلية : أعمدة رخامية عملاقة تعلو صحنه ، و مئات من ثريات الكريستال النادرة تتدلى من سقفه ، و260 نافذة محلاة بالاف من قطع الزجاج الملون ، إضافة إلى نقوش من الفسيفساء تشكل لوحة من الموازيك في ساحته الداخلية ، و21043 بلاطة خزفية لماعة تغطي جدرانه بلونيها الاخضر والازرق ، وقد سيطر اللون الازرق عليها وعلى الزخارف وعلى المسجد من الداخل مما ادى الى تسميته بالمسجد الازرق .

بعد ذلك زرت متحف ايا صوفيا ( Ayasofya) ، الذي تفصله عن المسجد الازرق حديقة جميلة مليئة بالنوافير ، وهو افضل نموذج لما تبقى من الامبرطورية البيزنطية ، اسمه بالاتينية يعني "الحكمة المقدسة "، وثرا ء تراثه الاثري ُيعزز قيمته الحضارية ككنيسة تاريخية بناها الامبرطور جستنيان عام 532 على أنقاض كنيسة أقدم اقامها الامبرطورقسطنطين الاكبر، وقد ُحولت بعد الفتح العثماني الى مسجد ، ثم أصدر اتاتورك مرسوما في عام 1934 تم بموجبه تحويلها الى متحف ، وثمة أجماع من قبل المهندسين على انها ككنيسة تعتبر أحد العجائب المعمارية على مرالعصور ، بسبب قبتها الضخمة المكسوة بزخارف بيزنطية من الفسيفساء ، ولما في داخلها من أعمدة فخمة ُقدت من المرمر والصخر، تزدان تيجانها بزخارف مرهفة التصميم ، ولوحات جدارية من الموازيك البيزنطي تنتصب شواهد حية على ازدهار إبداع فني باق من أيام القسطنطينية .

وعلى بعد مسافة قصيرة من ايا صوفيا ، يتربع توبكابي سراي او الباب العالي Topkapi Sarayi على مقربة من نقطة التقاء البوسفور والقرن الذهبي وبحر مرمرة ، وهو مقر السلاطين العثمانيين ،... كلما أزوره أقف طويلا عند مدخله الرخامي العالي ، واحدق بلوحة كبيرة كتب عليها باللغة العربية بخط ذهبي نافر " السلطان ظل الله في الارض " أعيد قراءتها مرات ومرات واسجل علامات تعجب واستغراب كثيرة !!!

يمتد القصر على مساحة كبيرة ، على هيئة ابنية وقصور صغيرة كثيرة تتشابك مع حدائق ونوافير جميلة محا طة بجدران وقلاع عالية ، تم إثراء هيكلها البنائي بزخارف هندسية ، ورسوم جدارية رهيفة التصميم ، كما زينت نوافذها بالزجاج الملون ، ونقشت أجزاء من ارضيتها برسوم الموازيك الدقيقة .

يتميز القصرباحتوائه على كنوز غنية وتراثية نادرة ، تتجسد في مشغولات كثيرة من الخزف والصدف والزجاج والبلورالصخري والاخشاب والعاج والجلود والحجارة الكريمة ، من نماذجها القيمة : لوحات فن الخط الزخرفي العربي بانواعه المختلفة ، ومشكاوات من الزجاج المموه بالمينا ومشغولات المجوهرات والمنمنمات والمخطوطات اليدوية القديمة ، إضافة الى الصناديق الخشبية المطعمة بالصدف والعاج ، و التحف المعدنية ، والاثاث وبخاصة المصنع من البرنز المكفت بالذهب والفضة والمشغول بالزخارف الدقيقة التي تبلغ حد الاعجاز .

كذلك فيه أزياء ومجوهرات السلاطين وعائلاتهم ، ومجموعة من السيوف القديمة ، والاسطرلابات ، و مسكوكات كثيرة من الاختام والمكاييل والنياشين والانواط والعملات القديمة من الدراهم والدنانير ، و مجموعات من الخزف التركي والايراني والصيني، و سجاجيد نادرة من الصوف والحرير ، تشتمل على قطع نفيسة نسجت بمهارة يدوية فائقة ، بتصاميم ونقوشات تقليدية بدرجات الوان رائعة ، خاصة قطع السجاد التركي المعروفة بعقدة غورديس المميزة والمعروفة باسماء كثيرة من أشهرها : هيريكة وبرقامه وقيصري وكولا وميلاس المعروض منها بكثرة في مختلف اركان القصر .

تستهويني لوحات المنمنمات الرائعة برسومها والوانها الجذابة ، التي تصطف على جدران بعض قاعات القصر ، بتفاصيل تستلهم مواضيع الحب والطبيعة والاساطير الشعبية وتاريخ السلاطين ، يوجد منها لوحات قديمة جدا رسمت مع بداية هذا الفن على اوراق اشجار النخيل ، كما يوجد منها لوحات على ورق مخطوطات عتيقة خطت باليد في سالف الازمان ... وقفتُ مطولا عند مخطوطة القزويني الشهيرة باسم "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات " المزينة بعدد كبير من رسوم المنمنمات ، وتحتل مكانا مهما في فن هذا الرسم الجميل... تذكرت وانا أشاهدها محاضرة عن المنمنمات ألقيت في الموسم الثقافي لدار الاثار الاسلامية بالكويت قبل نحو عشر سنوات ، تحدث فيها المحاضر( وأظنه من بولندا ) عن هذه المخطوطة ، وعلمت مما قاله عنها أنها ظهرت في البداية باللغة العربية حيث نسخت وزينت بمنمنمات رسمت في القاهرة بمهارة فائقة ثم ترجمت الى التركية .

ثمة اماكن اخرى كثيرة غير القصور العثمانية والمتاحف تتنفس وتحيا الى اليوم بروح قرون مضت , و ُتقدم كنوزا من البراعة الفنية ، منها مسرح ( FKM ) يقع على طرف شارع قريب من المسجد الازرق ، تعددت النشرات السياحية المصورة التي إطلعت عليها عن حفلاته المتعاقبة لفرق "مولوية" على انغام الموسيقى الصوفية ، التي يرجع اهتمامي بها الى إحتفال اليونيسكو والعالم في العام الماضي بمرور 800 سنة على مولد الصوفي الكبير جلال الدين الرومي ، الدرويش الشاعر الذي ابتكر رقصة المولوية ، في مدينة قونية التركية ، وأصبحت المولوية بفضل شهرته إحدى الطرق الصوفية التي أدخلت الموسيقى والرقص كفن منتظم في حفلات الغناء والسماع الصوفي .

دخلتُ المسرح ... وجدته مكتظا بالمتفرجين من السياح ... بدأت الحفلة بمقدمة موسيقية من نغمات عزف على العود والقانون والنا ي ، تقاطعت مع معزوفات عربية معروفة ، بعد ذلك بدأ الغناء الصوفي باللغة العربية قدمه شاب جالسا وعازفا على العود ، بمصاحبة فرقة موسيقية كل عازفيها ظهروا بملابس بيضاء متشابهة مع ملابس الصوفيين ، اول أغنية كانت أبيات شعر منتقاة من قصيدة وجدانية لابن عربي مطلعها : ( ناحت مطوقة وحن حزين وشجاه ترجيع لها وحنين ) ثم تلاها غناء عدة ابيات مفعمة بالسحر من قصيدة ابن القارض المعروفة التي تتفاعل مع روح الصوفيين وزهدهم : ( قلبي يحدثني بانك ُمتلفي روحي فداك عرفتَ ام لم تعرفِ) ، بعدها تم الغناء بالتركية في أداء رائع من شعر ديوان المثنوي لابن الرومي ، إرتفعت فيه طبقات صوت المغني إلى أعلى ما لديه ، كأنه اراد بصوته العالي دعوة فرقة الدراويش للبدء بالرقص .

وهذا ماتم بالفعل ، فقد بدأ أعضاء الفرقة بالظهور على خشبة المسرح ، وهم يضعون أكفهم على أكتاف بعضهم وينحنون للمتفرجين ولأعضاء الفرقة الموسيقية ... يعتمرون قبعاتهم الطويلة المعروفة المصنوعة من اللباد ، ويرتدون ملابسهم البيضاء الناصعة ، وينتعلون نعالا جلدية خفيفة تساعدهم على سرعة التحرك ... بدأ الرقص حسب الطريقة المولوية ... يدور كل واحد منهم على إبهام قدمه برقص دائري ،على أنغام الموسيقى وترديد التواشيح و الاشعار الوجدانية ... ومع إزدياد سرعتهم في الدوران يندمجون في مشاعر روحية سامية تسري فيهم وتوقظ أحاسيسهم وتزيدهم سرعة ورقصا .

ثمة فندق عتيق زرته ثلاث مرات قبل عدة سنوات تناولت فيه القهوة التركية واستمتعت برؤية مقتنياته القديمة ، لم اتمكن من زيارته في هذه المرة لانه يخضع للترميم والتجديد ، إسمه " بيرا بالاس ) ( Pera palasيقع في وسط اسطنبول بمنطقة تيبيباسي ) (Tepebasi، شيد في عام 1892 ، لأستضافة ركاب قطارالشرق السريع أثناء رحلتهم الطويلة من لندن الى بغداد ، ومن أهم نزلاء هذا الفندق أتاتورك و زعماء كثر من اوروبا منهم ليفي تروتسكي أحد زعماء الثورة الروسية ، ومنهم ايضا (وهذا الذي يهمني ) ، الكاتبة الانكليزية أغاتا كريستي أشهر كاتبة روايات بوليسية في العالم ، إذ تعودت طيلة سنوات طويلة ان تحجز الغرفة رقم 411 ، وقد كتبت فيها قصتها الشهيرة " جريمة في قطار الشرق السريع " ، وقد تم تحويل هذه الغرفة الى متحف تكريما لها ، كما كتب في هذا الفندق غراهام غرين رائعته ( قطار اسطنبول " ، ومن نزلاء الفندق ايضا أرنست همينغواى والروائي الاسباني أنطونيو غالا ، صاحب "رواية الوله التركي " و "المخطوط القرمزي" ، وعدد اخر من الكتاب والفنانين .

أثناء توقفي عن التجوال والاسترخاء في المقاهي الممتدة حول البوسفور وفي داخل المدينة وبخاصة مقهى تورك أوكاجي( Turk Ocagi ) ، كنت اتابع تفاصيل كتاب جدير بالقراءة ، هو رواية " الكتاب الاسود " للروائي التركي الشهير أورهان باموك ) ( Orhan Bamuk، اول كاتب تركي يفوز بجائزة نوبل للاداب ( 2006 ) ، وواحد من اهم اربعة كتاب حداثيين في تركيا ...الشخصية الرئيسية في روايته هي اسطنبول... إنها موسوعة شخصية لهذه المدينة العريقة التي عبر فيها باموك عن رموز جديدة لتصادم وترابط الحضارات ، وعن قدرة شخصية الانسان على التغيير، والهروب من الماضي نحو الحداثة ، إستفدت منها بالتعرف على اسطنبول ... شوارع وازقة ومناطق كثيرة ، خاصة منطقة " نيشان تاشي " وعلاقتها المميزة مع شخوص الرواية ، الذين أخرجهم باموك مرات عديدة عن سياقات حياتهم وَضيعهم في نواصيها .

وثمة مفارقة جميلة في هذه الرواية تتمثل في تجسيد تأثير السطوة الجغرافية التي تحققت لاسطنبول عبر الزمن كنقطة لقاء بين اوروبا واسيا ، إذ ساعدت على تسهيل نفاذ الحداثة الاوروبية الى الوعي التركي منذ فترة باكرة مع ظهور أتاتورك ، وأدت ايضا في الوقت الحالي إلى انتعاش المطالبة بإنضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ... ومن الطبيعي عند تحقيق هذا الانضمام مستقبلا ، عبر إطار رحب من التعاون والتفاهم والوئام والاحترام المتبادل بين الاديان والاعراق ، أن ُتفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الشرق والغرب ... علاقات جديدة من نوع فريد ، سوف توقذ الاديب الالماني الكبير يوهان غوته من رقدته ، وتثبت صحة مقولته المأثورة : " من يعرف نفسه ويعرف الأخر، فسوف يعترف ايضا بان الشرق والغرب لا ينفصلان " .



#سميح_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منْ مِثلُكِ
- الكلمة الصادقة
- الأوزون وظِلال الحُروب الموحِشة
- مقتل فنان في بغداد
- مَقاطعٌ لها
- أمة إقرأ لا تقرأ
- عن مصر وأقباطها
- المرأة الحديدية
- أشهر فضيحة ثقافية في القرن العشرين
- عيد الميلاد
- نقولا زيادة الحاضر الغائب
- لماذا يسرقون أرضنا ؟
- العشق في مصادر التراث
- جبرا إبراهيم جبرا: متى يُكرم؟
- طفولة شاعر
- ألوانُكِ
- بطاقات شعرية صغيرة
- في البدء كانت الكلمة
- مدينة النجوم
- لمن تدق ُ الأجراس


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سميح مسعود - ايام في اسطنبول