أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - دراسات في سياسات التعليم لنديم العبدالله















المزيد.....

دراسات في سياسات التعليم لنديم العبدالله


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 02:35
المحور: الادب والفن
    


صدر عن دار "CreatSpace" بلندن كتاب جديد للباحث العراقي نديم العبدالله يحمل عنوان "دراسات في سياسات التعليم". يضم الكتاب "خمس دراسات أكاديمية في سياسة وفلسفة التعليم" تناول فيه "فوكوياما، ميشيل فوكو والتعليم متعدد الثقافات".
يتمحور المبحث الأول على الفيلسوف الأميركي فرانسيس فوكوياما (1952)، صاحب الكتاب المثير للجدل "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، والذي كان في الأساس مقالة كتبها عام 1989 لدورية "National Interest" بعنوان "نهاية التاريخ" مفادها أن عهد الأنظمة المُستبِدة قد ولّى إلى الأبد لتحلّ محلها الليبرالية ومنظومة القيم الديمقراطية الغربية. تأتي أهمية هذا المقال في تاريخ صدوره عام 1989، أي قبل سقوط الاتحاد السوفييتي السابق في حقبة البيروسترويكا والغلاسنوست في عهد الرئيس غورباتشوف. وحينما انهار الاتحاد السوفييتي وتفككت منظومته عام 1991 طلبوا من فوكوياما أن يتوسع في مقالته الشهيرة ويبيّن خلاصتها والنتائج التي تنبأ بها فأصدر كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" عام 1992، مُكرراً فيه ما قاله في مقالته السابقة ذائعة الصيت بأن الغرب الديمقراطي سينتصر، وأن الليبرالية الديمقراطية ستكون النظرية السائدة في العالم، وأن الإنسان الأخير على الأرض هو ذلك الإنسان السعيد الذي آمنَ بالفكر الغربي الليبرالي الديمقراطي. ومن الواضح أن فوكاياما يعارض فكرة نهاية التاريخ عند الفيلسوف والاقتصادي الألماني الشهير كارل ماركس، ويتصدى لماديته التاريخية التي تقول "إن الاضطهاد الإنساني سوف ينتهي عندما تزول الفوارق الطبقية في المجتمع" كما تأثر فوكوياما بآراء الفيلسوفين هيغل وألن بلوم اللذين ربطا بين نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني واستقرار نظام السوق الحرة في البلدان الديمقراطية.
لقد كتب نديم العبدالله بحثه الموسوم "فرانسيس فوكوياما نهاية التاريخ والرجل الأخير: مشكلات التعليم في العالم ما بعد الحداثي" عام 2002 حينما كانت الأجواء مشحونة ومتوترة قبيل الحرب الإنكلو- أميركية على العراق والتي كان فوكوياما أحد الداعين إليها والمروِّجين لإسقاط كل الأنظمة المستبدة في العالم وليس نظام صدام حسين وحده. توصل العبدالله إلى أن مضمون هذا الكتاب لا يتفق مع المنهجية التربوية. فالتربية بوصفها علماً يجمع ما بين الفلسفة والسياسة وهذا ما يتعارض مع النظرية التعليمية. لقد أثبت العبدالله من خلال مبحث بسيط راجع فيه الكتاب مُعززاً دراسته بعدد من اقتباسات الفلاسفة الكبار ومبيّناً فيه عدداً من العيوب والأخطاء التي وجدها في نظرية فوكوياما وعلى رأسها أن التاريخ لا يمكن أن ينتهي، وأن هذه النظرية سوف تتعرض للتغيير خلال الخمس عشرة سنة القادمة. وبالفعل فنحن نعيش الآن في عام 2015 حيث أخذ التاريخ منحىً واحداً يتمثل بتسيّد القوى الغربية. لا يعني تأويل العبدالله أنه ضد الديمقراطية الغربية، وإنما هو ضد فكرة نهاية التاريخ. وكما هو معروف فإن فوكوياما قد تراجع في عام 2003 عن فكرة غزو العراق التي دعا إليها سابقاً، وعدّل بعضاً من آرائه وقناعاته الفكرية التي لم تنسجم مع روح العصر. إذن، نخلص إلى القول بأن المبحث الأول من هذا الكتاب كان الأقرب إلى الفلسفة والسياسة منه إلى الأبحاث الكلاسيكية التي تتناول صعوبات اللغة ومشكلات التعليم لدى طلبة الصفوف المتوسطة والإعدادية. ويعلل العبدالله هذا النزوع الفلسفي والسياسي في هذا الكتاب لولع العراقيين عموماً بالسياسة ولكون أستاذه المشرف على أطروحته الجامعية البروفيسور كينغ غي يرتكز على خلفية فلسفية عميقة، وهو أحد الأساتذة المعروفين في جامعة بليموث.
في المبحثين الثاني والثالث ينتقل العبدالله من اللغة الفلسفية، والآراء العميقة، ونظريات فوكوياما الاستشرافية إلى دراسة محلية عملية لعدد محدود من طلبة بليموث في إنكلترا. تتناول الدراسة الثانية "مشكلات التربية والتعليم التي يواجهها طلبة الشرق الأوسط والقادمون من وراء البحار فيما بعد مرحلة التعليم والتدريب الاجباري"، جمع المعلومات وتحليلها كما تتناول انعكاساتها على الممارسة التعليمية الراهنة فيما بعد مرحلة التربية والتعليم الإجبارية. لقد وثّق الباحث معلومات كثيرة عن أعداد غير قليلة من الأجانب أو المهاجرين أو اللاجئين الذي أقاموا في مدينة بليموث منذ مطلع الألفية الثالثة وصار لديهم أرشيفاً مهما في الجامعة يضم مشكلاتهم التعليمية التي كانوا يواجهونها في فترات دراستهم أو في السنوات الممهدة للدراسة حيث دخل البعض منهم كورسات لتحسين لغتهم، فيما انتظم البعض الآخر منهم في كورسات كومبيوتر. لقد وثّق الباحث مشكلاتهم التعليمية التي كانت تواجههم في أثناء مراحلهم الدراسية خصوصاً وأن المبحث الثالث كان يتمحور على "تحسين ممارسة التعدد الثقافي في مرحلة ما بعد التعليم الإلزامي" حيث أخذ الباحث عيّنة من الطلبة اللاجئين القادمين من وراء البحار والذين يدرسون في جامعة بليموث في إنكلترا. لقد اكتشف العبدالله أن الأساتذة البريطانيين لا يحبذون أخذ عيّنة كبيرة بهدف دراستها، كما نفعل عادة في الجامعات العراقية حيث يأخذ الطالب 300 أو 400 شخص كعيّنات بحثية، إذ نُصح الباحث أن يأخذ عينة من أربعة أشخاص لا غير حيث التقى بكل واحد منهم لقاءات معمّقة، ووجه لهم أسئلة طويلة توصّل بواسطتها إلى نتائج مقنعة جداً أوفت البحث حقه العلمي. أما المبحث الثالث المذكور سلفاً فقد شملت عينتة طلبة وأساتذة أيضاً وتعرّف من خلالهم على الإشكالات التربوية التي يواجهها الطلبة الأجانب في المملكة المتحدة.
تناول العبدالله في المبحثين الرابع والخامس "مشكلات نظرية الخطاب مابعد التعليم الإجباري: مناقشة لتعزيز مقاربة فوكو". وقد حاول الباحث أن يقدّم تعريفاً لمفهوم "الخطاب" Discourse اللفظ المشتق من الأصل اللاتيني Discoursus أو Discourere، وكما هو شأن العديد من المصطلحات الأجنبية التي تفقد ظلاً من ظلال معانيها المتعددة ولا يمكن ترجمتها بدقة شديدة فكلمة "الخطاب" هي واحدة من هذه المصطلحات العويصة الغامضة التي تحتاج إلى هامش إضافي من الشرح والتأويل يُخرجه من إطار "الكلام والمحادثة ليجعله مرادفاً للنظام الاجتماعي برمته". وبغية الإحاطة بهذا المصطلح الشائك سنورد تعريفين لعالمين لغويين وهما بنفنست وتودوروف حيث عرّف الأول الخطاب بأنه "كل تلفّظ يفترض مُتكلمًا ومُستمعًا، بحيث يحاول المتكلم التأثير على المستمع بطريقة ما". أما تودوروف فقد عرّف معنى الخطاب بأنه "أي منطوق أو فعل كلامي يفترض وجود راوٍ ومستمع وفي نيّة الراوي التأثير على المستمع بطريقة ما". والملاحظ أن التعريفين يركزان على ثنائية المتكلم والمستمع من جهة، وتأثير الأول في الثاني من جهة ثانية. إن ما يضيفه فوكو على التركيبة الأساسية للخطاب هو ثلاثية القوة والمعرفة والحقيقة. وقد كان لهذا التعريف تأثيرات مهمة على تجربة التعليم بكل مستوياته الدراسية.
يعتقد فوكو أن المؤسسات التي تعمل على تكوين الفرد أو إنتاجه هي المدرسة والجيش والسجن والمستشفى لذلك بحثَ فوكو عن السلطة في قاع المجتمع ولم يقصد القصر الملكي أو الجمهوري بعيداً عن التعاقدات الاجتماعية بين الأفراد والسلطات. من هنا فقد انصبت دراساته على المستشفى والمرضى، والسجن والسجناء، والمدرسة والتلاميذ، والجيش والجنود، والمصنع والعمّال، وهؤلاء جميعاً يسمّيهم فوكو بالذوات اللاتعاقدية كما يذهب الدكتور أشرف منصور في مقاله المهم "نقد فوكو للنظرية الليبرالية في السلطة". ونظراً للجانب الموسوعي الذي يمتلكه فوكو فقد كتب في حقول معرفية وفلسفية واجتماعية ونفسية متعددة ومن أبرز مؤلفاته "حفائر المعرفة"، و "تاريخ الجنون"، و "نظام الخطاب"، و "الكلمات والأشياء" و "هوس الذات". وقد درس العبدالله تأثير "نظرية الخطاب" في علم التربية، ويرى أن كتابات فوكو قد ساهمت بمجملها في تطوير المدارس والمستشفيات والسجون كما عززت حقوق الإنسان في فرنسا وغالبية البلدان الأوروبية. إن "نظرية الخطاب" إذا صحّ استعمالها ممكن أن تتحول إلى عامل جيد في رفع الكفاءة التربوية. وقد أخذ الباحث عيّنة من 15 طالباً ودرس تأثير نظرية الخطاب على الأستاذ والطالب والمادة المدروسة واكتشف أن الخطاب ينطوي على قوة كبيرة ومؤثرة هي أبعد من طاقة اللغة التي نعرفها حتى في أقصى درجات توهجها.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما التحريك لبرنار جينان وترجمة صلاح سرميني
- السخرية الصامتة في فيلم شاشاتنا
- باثولوميو بيل يترجم -الأرض اليباب- إلى صورٍ بصريةٍ مُدهشة
- شخصيات غير مألوفة، وثيمات صادمة بعض الشيئ
- الطاقة المؤلمة في معرض تركيبي مشترك
- قراءة نقدية لديوان غريب على قارعة الطريق
- قل متى؟ للمخرجة الأميركية لين شيلتون
- تنظيرات الناقد لجمهورية الشعر
- حياة ثقيلة تستمد مادتها من المذكرّات والسيرة الذاتية
- ويسترن أم أنتي ويسترن؟
- الانتحار الجماعي الغامض
- عفوية الأداء في بلد تشارلي
- مهرجان روتردام السينمائي الدولي بافتتاح بريطاني واختتام أمير ...
- يان ديمانج يرصد محنة جندي وحيد وأعزل في متاهة معادية
- الشاعر صلاح نيازي: ليست هناك قاعدة في الترجمة
- الانتحار في السجون البريطانية
- دِببة ألاستير فوذَرغِل وكيث سكولي
- قبل أن أذهب للنوم لروان جوفي والسقوط في فخاخ الرعب والجريمة
- في الثقافة السينمائية: موسوعة سينمائية في النقد التنظيري وال ...
- في الثقافة السينمائية: قراءة نقدية لأكثر من مائة كتاب (1 - 2 ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - دراسات في سياسات التعليم لنديم العبدالله