أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ميليس والانهيار الأخلاقي














المزيد.....

ميليس والانهيار الأخلاقي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ميليس والانهيار الأخلاقي
التكتكة وحد التنازلات !!
ـــ1ــ
لم يعد الأمر سياسة إنه انهيار أخلاقي لمسميات لا تحصى .. السيادة الوطنية .. النغمة التي مات الكثيرين من أجلها سواء دفاعا عنها أم لأنهم يمسونها من خلال كونهم أصحاب رأي آخر في مصير بلادهم .. لم يكن في المجتمعات الحديثة انهيارا حادا لأبسط القيم كما يحدث الآن في سوريا .. لم تعد السلطة .. طرفا اجتماعيا :
إنها متهم بجناية القتل العمد على خلفية سياسية !!!
حتى لو أتت البراءة للشخصنة السلطوية مجسدة بالفاعل الحقيقي في هذه السلطة .. إلا أن الأمر أكبر من سلطة .. إنه وطن بات تحت الشبهة في كونه وطنا أصلا !!!
نحن الآن نتحدث سياسة !! هذا على أساس كما يتندر بعض العامة بكلمة على : أساس .. يعني .. سياسة وتكثر التحليلات ..مني وجر ... ونلتهم آلاف الصفحات ...
المسألة ليست في السياسة الآن المسألة في الحد الأخلاقي في مشروعية هذه السلطة التي جعلت وطنا بحاله رهينة لجريمة قتل بشعة ... لم يعد يفيد البكاء .. لم يعد
لنا تاريخ .. لأنه بات تاريخ سوريا هو تاريخ هذه السلطة .. إنها تتكتك الآن .. وتلعب .. على أساس ... يعني ... لعبة عض الأصابع مع المجتمع الدولي الذي يكثفه ميليس تكثيفا لم يشهد له مثيل من قبل والفضل في هذا الإجماع ليس لأمريكا بل لسلطة وصل حدها الأخلاقي إلى الحضيض ...
والسؤال الساذج : لو كانت السلطة بريئة هل ستسمح لميليس بالقدوم إلى سوريا ؟؟
لا أتحدث هنا عن معطيات تحقيق , ولا عن إجماع دولي ضاغط أتحدث في الواقع عن رمزية هذا الحضور في تاريخ السلطة السورية وبالتالي في التاريخ السوري المعاصر .. الرمز انتشار لدلالاته خارج الحيز السياسي و تلويناته الدلالية المختلفة .. الرمز هو انهيار لآخر ما تبقى من ورقة توت مهترئة تستر بها هذه السلطة ــ عورتها ــ : الديمقراطية الغربية هي اعتداء على السيادة الوطنية وتدخل في الشؤون الداخلية .. ماذا يعني إذن دخول ميليس وجلوسه مع السيد رئيس الجمهورية بوصفه : ماذا شاهدا أم متهما ؟ وهل هنالك فرق في الوضعية الحالية .. شاهدا على ماذا ؟ وعلى من ؟ وفي دمشق .. ما علاقة ميليس بدمشق ..؟
إنها ابتسامة المنهار على حد الفعل الذي أضاع الحدود بين : رأسمال لم يتعب في جنيه وبين رأسمال تعب صاحبه في جنيه ؟ كالسارق على طاولة القمار .. يسرق الناس ليذهب ويشبع نهمه ونزواته على طاولات المقامرة وهنا السلطة : قامرت بحياة شعب بكامله وحياة أبناءه وأحفاده ..الخ
على افتراض أن السيد الرئيس بريئا .. لماذا يقبل إذن بحضور ميليس ؟ إن السفاحين الذين قتلوا مضر الجندي لم يحاكمهم أو يسألهم أحدا كائنا من كان .. !!؟
الرواية أكبر من أن تروى وأكثر سوداوية من أن تنسى .. وهل الشهيد الحريري أكثر قيمة من الناحية الإنسانية من الشهيد مضر الجندي , الذي لم يكن سوى مهندسا مدنيا وعازف عود فاشل ومناضل سياسي من أجل سوريا حرة كريمة .. ومضر تكثيف دلالي وإنساني لكل شهداء سوريا ولبنان الذين ماتوا تحت التعذيب أو في قصف مدينة حماه أو الكرد الذين ماتوا بالرصاص الحي في 12 آذار ..الخ ليس الشهيد الحريري أكبر قيمة بالمعنى الإنساني من هؤلاء ؟ ولكن الفرق في الوزن السياسي والظرف السياسي هو بالتأكيد أكبر . و ما كان للسلطة أن تسمح بالسؤال حتى عن جثة مضر ..!!!
وأنا مرة أخرى لا أتحدث سياسة أتحدث كمواطن سوري من حقه أن يسأل ويرفض حضور ميليس إلى سوريا ؟؟؟
ماذا تفعل لي السلطة في هذه الحالة وبماذا تبرر حضور السيد ميليس إلى دمشق ...؟
إنه الخراب بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .. إنه الخراب الجواني المفطور على هذه العنجهية الفتاكة .. وليدة المحفل السري والقهقهة العالية .. والرعايا غنم وعبيد .. والسرايا فوق قاسيون في هيئة حرس جمهوري الآن ... والجولان تحت الضرب .. أقصد دمشق تحت أعواد المشانق أو في النبؤات السرية المخبوءة في كتاب شيخ يزكيه ضباط الأمن من أموالهم الشخصية التي جنوها من عرق جبينهم .. دمشق دار حرب يا سادة .. ولم تكن في يوم ما أكثر من ذلك بالنسبة لهذه السلطة .. هذا لم يعد تكتيكا وحدا من التنازلات التكتيكية !! إنه آخر ما تبقى من وجه لدمشق العروبة ...!
ـــ 2ـــ
الحديث السياسي يبدأ هنا من أن هذه الزيارة هي منتصف الطريق إلى حصار طويل المدى وليس إلى تغيير في بنية السلطة , وإن كانت التنازلات التي ستقدمها السلطة هذه المرة : بالتأكيد ليست على مستوى الداخل السوري , وإنما ستعرض أجندة التنازلات في الوضع الفلسطيني , كطرد قادة المقاومة الفلسطينية من دمشق , أو على صعيد الوضع العراقي وتطبيع سريع للعلاقات مع الحكومة العراقية ومنع تسلل المقاتلين وتسليم أمريكا بعضا منهم , وربما تحريكا ما للمسار السوري الإسرائيلي ..الخ ولكن الداخل سيقفل عليه حتى ظهور النتائج الفعلية للجنة ميليس.. أما تلك التنازلات فليست متوقفة على العرض السوري بل متوقفة على نتائج لجنة التحقيق وما يمكن أن تسفر عنه .. فالسلطة لازال لديها المزيد من الأوراق لتقديمها , وهذا ما سيحصل قبل أن يبت المجتمع الدولي بقراراته النهائية والتي بالضرورة ستكون مرتبطة بنتائج ميليس ..
أن يستقبل الرئيس السوري قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق في هذا الظرف بالذات دليل على هشاشة الموقف السوري دوليا .. لأن السؤال الذي يفرض نفسه :
ما علاقة قادة الفصائل الفلسطينية بهذه المحنة السورية الآن ..؟ والأهم من كل ذلك هذه المرة أن السلطة السورية لم تعد قادرة على تأمين أي غطاء عربي مهما كان
وهذه أحد أهم المشاكل التي ستواجهها السلطة تذكر بالوضع العراقي قبيل الاجتياح الأمريكي ... وحتى الطريق السوري إلى موسكو يبدو أنه مغلق هذه الأيام ...!!
فماذا لدى السلطة من مفاجآت هذا ما ستكشفه المرحلة التالية من وجود ميليس في قلب دمشق : أم السيادة الوطنية وقلب العروبة النابض ...
غسان المفلح ــ كاتب سوري



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية
- صمت مريب وخدعة قديمة تتجدد أبو ديب طي النسيان
- الوعي بين السلطة والتاريخ
- إلى العرب والكرد والسنة تحديدا في العراق
- الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه
- سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟
- أمريكا ليست فوق التاريخ
- يوسف عبدلكي بين سمكة وحذاء نسائي تقف جمجمته حائرة
- بين السياسة وحقوق الإنسان وجهة نظر
- السيد الرئيس بشار الأسد
- رد على الطاهر إبراهيم نغمة تتجدد عند كل اختلاف
- الديمقراطية في سوريا
- الليبرالية خارج النص رد
- رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.
- المرأة والحداثة .في أفق الماركسية.
- الدستور العراقي والحقيقة السورية.
- الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.
- العلمانية مرة أخرى
- السياسة العربية وغياب السياسة
- الفدرالية العراقية بين سطوة الإقطاعية وولاية الفقيه


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ميليس والانهيار الأخلاقي