أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - كيف ينظر الاخر للادب العربي















المزيد.....

كيف ينظر الاخر للادب العربي


زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 18:20
المحور: الادب والفن
    


كيف ينظر الاخر لادبنا العربي
بقلم : زيتوني ع القادر

لا شك ان الاخر يحكم على ادبنا وفكرنا من خلال ما يترجم له من انتاجنا الفكري والادبي.
ترى ما يترجم من ادبنا للاخر.دراسة الدكتورة نادية طوميش -جامعة السربون-تعطي ملمحا عاما عن الموضوع .
الدراسة معدة منذ 1982 هل تغير الوضع؟
اطرح السؤال للمهتمين والدارسين.
كيف ينظر الأخر للأدب العربي المترجم؟؟
نادية طوميش

ترجمة: زيتوني ع القادر/الجزائر

مقدمة: رغم أن هذه الدراسة قدمت منذ مدة( تبدو طويلة نسبيا ) ولا شك أن إحداثا كثيرة تغيرت منذ هذا التاريخ, ولكننا نرى انه لا زال مهما التذكير بها, لان محتواها يعبر هو الأخر عن سر تلك
النظرة غير الواقعية التي يأخذها الإنسان الغربي عنا, من خلال( عدة مظاهر وسلوكات) وخاصة ( وهو ما يهمنا هنا) من خلال ما ترجم لهم من أدبنا.


منذ بداية النهضة كانت ولا زالت الكتابة الروائية العربية تركز على ثورة ورغبة الفرد العربي ( مجسدة في الشخصية او البطل) في التحرر من القيد الاجتماعي ( سواء كانت القرية-الحي- أو العائلة) والسعي لافتكاك المبادرة الشخصية في الفكر والحياة والامثلة على دلك تغطي اكثر من قرن من الإنتاج بداية من احمد فارس الشدياق(الساق على الساق) عام 1850 الى مؤلفات الطيب صالح ونجيب محفوظ في الستينات.
ماذ ا يعرف الغرب عن الأدب العربي الحديث؟ الأدب الجديد والمتجدد حتى لا أقول الطليعي؟ الأدب الناشىء والمعبر عن الاحتياجات والحقائق المختلفة للعالم العربي.
قبل محاولة الاجابة عن هذا الطرح, لا بد من تسطير معطى-مظهر عام- لهذه الاحتياجات والحقائق التي هي منبع الابداع الجديد والمتجدد
منذ 1960 تقريبا , وحسب كل بلد, لم يعد هاجس الابداع العربي , الصراع ضد الجماعة, ولكنه انتقل الى النضال من اجل تحرير المواطن من سلطات الحاكم السياسي والبوليسي( سواء كان في ظل الاحتلال او ما يسمى بالحكم الوطني) وقد تجلى هذا الادب في مظهرين:
- ما اسميه (ادب الصراخ) اين يستجيب المبدع بطريقة مباشرة للضغط المادي للحروب-الاحتلال- التعذيب—ويتجلى ذلك في كتابات وطار, حسن الله ابراهيم, مثلا في(تلك الرائحة او نجمة اوت 1966-1974-)
- الادب الذي استغل معطيات –السخرية-( IRONIE ) لمعالجة هذه المسائل بطريقة مباشرة : عزالدين المدني+جمال الغيطاني. وزكريا تامر
ماذا يحدث في الادب العربي المترجم الى الغرب؟
وماذا يتلقى الاخر(الغرب) من هذه الحركة القوية والعميقة التي بدات تطبع الفكر والكتابة العربية؟
ان الترجمة الى الانجليزية غلب عليها الطابع الحديث اكثر من الحكايات, ويرجع ذلك بالدرجة الاولى للشهرة التي افتكها جبران خليل جبران في بداية القرن , من المجتمع الامريكي, فقد اصدر (محمد) مباشرة بالانجليزيةواستطاع باسلوبه وخصوصياته ككاتب ورسام ووضعه كلاجىء شرقي ان يجذب الاهتمام الى ماساته, ولذا ترجمت له اليونسكو ما بين 1948-1973: 26 ترجمة مقابل 10 ترجمات اخرى من الادب العربي الحديث, مما يعني ضعفين الى ثلاثة اضعاف ما ترجم الى الانجليزية, في حين لم يترجم الى الفرنسية سوى 8 مرات مقابل 19 ترجمة لكتاب اخرين.
ظهر ايضا انه في اللغتين الغربيتين الاكثر ترجمة للادب العربي ميزتان:
الفرنسية التي اصطبغت بالنظرة-الا غرائية الغرائبية(من الغرابة) التي تمنحها اجواء الف ليلة وليلة.
الانجليزية التي اصطبغت بالطابع الرومانسي لجبران من خلال تجلياته النبوية وبكائياته على اجمل واصفى ذكريات حبه الاول, وثورته على مجتمع تدميري لا طبيعي تقوده كمشة من المتسلطين, فجبران كان يمثل الشاعر النبي التي يتمتع بالاعجاب الكبير للفلسفات العربية الواسعة, ذلك الاعجاب الذي يعبر عنه (مكسيم روبانسون) في مؤلفه(سحر الاسلام) بان القارىء الانجليزي يجد فيه الصفاء الشرقي الخالد والروحانية التي فقدها الغرب المادي).
وما كتبه MC WOLT ناشر كتابات جبران خليل جبران( نكهة نادرة وخصوصية عتيقة من الحكمة الصوفية).
الف ليلة وليلة في فرنسا, الأسفار والرحلات عند (بيار لوتي) وناشرون اخرون فرنسيون يركزون في ترجماتهم للأدب العربي على الايثاري والفنتازي للمخيلة الشرقية, فيكتور هيجو في (الشرقيات) جيرار دو نرفال الذي يقول:( في رحلة الى الشرق) فصل ( نساء القاهرة)): منذ وصولي الى القاهرة عاودتني كل قصص الف ليلة وليلة, رأيت في حلمي كل الخرافات والجنون المطل صراخهم منذ سليمان, وها انا في قلب الف ليلة وليلة) وبلزاك في ( الطفلة ذات العيون الذهبية) يعالج هذا الحلم الذي استنتجه لديه ( بيار سترون).
الى اليوم لا زال اختيار المترجم الفرنسي للروايات العربية مركزا على الحكايات العجيبة وعلى جبران في الترجمات الإنجليزية.
الى غاية 1968 كان الأخوة (تيمور) وخاصة (محمود), طه حسين, توفيق الحكيم هم المترجمون الى الفرنسية فالجانب الغر ائبي والسحري جلب المترجم الفرنسي الى القصص الأكثر سحرية عند محمود تيمور والأكثر احتفالية عند طه حسين, اين يتمكن الطفل الضرير في (الأيام) من الانتصار على قدره وكذلك يمكن القول على كتابات (توفيق الحكيم).
بعد 1968 اتسع الاختيار نسبيا إلى انتاجات ( الطيب صالح) و (نجيب محفوظ) مثلا. ولكنه-الاختيار-ظل مجذوبا دائما بالحكايات والصور الميتافيزيقية السابقة, ولا زالت دور النشر الغربية تمتد الى نصوص لها أكثر من 30 سنة أي أنها لا تعبر عن المجتمعات العربية الحديثة. فمعظم الكتابات المترجمة في العشرية الأخيرة لا زالت تحكي عن طه حسين 1977 توفيق الحكيم (شهرزاد)1982 الطيب صالح أو نجيب محفوظ (زقاق المدق= صدر سنة 1947 ترجم الى الى الإنجليزية 1975.
في دراسة ل: محمد بكير علوان تحت عنوان ( ببلوغرافيا للمترجمات العربية للإنجليزية)-جريدة الشرق الأوسط-واشنطن ربيع 1972 ص 195 الى 200 يؤكد انه: إلى غاية 1972 لم يترجم من الأدب العربي الى الانجليزية الا لستة مؤلفين اغلبهم لهم مؤلف واحد باستثناء جبران ونعيمة. ومن بين الستة مترجمين ثلاثة فقط منهم هم دون 30 مما يعني ان ثلاثة فقط منهم يمثلون الواقع العربي زمن صدور هذه الترجمات.
مما لا شك فيه ان هناك ترجمات للمثلي الجيل الجديد كجمال الغيطاني وتوفيق يوسف عواد ولكن الأول ترجمته الصادرة عن ARDظهرت في القاهرة سنة 1972 مما يجعلها خارج الحقل العربي والثاني دبلوماسي من مواليد 1911 مما يجعل عمله( طواحين بيروت) التي تتناول حرب 67 دبلوماسيا أكثر منه إبداعا ان صح التعبير فنظرته الى الجانب الفني والإبداعي تجاوزتهاالاحداث في العالم العربي.
لنأخذ المؤلفات القديمة التي ترجمت سابقا: طه حسين 1973-1976 توفيق الحكيم للالمانيةوالانجليزية 1973 ميخائيل نعيمة , نجيب محفوظ,, يحي حقي, جبران, احمد امين ( حياتي) .... لا يمكننا الا ان نتاسف لا لهذا الاختيار الذي كان أصحابه يمثلون اقطاب الفكر والابداع العربي انذاك ولكن لمحدوديته التي تبدو أنها مرتبطة بالفولكلوري والاحتفالي الذي لم يعد يمثل الواقع العربي.
منذ 1972 اتجهت الترجمة الى الشعر, ترجم (بدر شاكر السباب)-( نزار قباني) وظهرت اشعار (محمود درويش)بالفرنسية والإنجليزية ودواوين شعراء فلسطينيين آخرين وأشدت حركة الترجمة ما بين 75-76 اين احتل (ادونيس) مكانة مرموقة في هذه الحركة, ولكن كل هذه الاشعار المترجمة خلافا لما وقع مع الرواية هي اشعار تقدمية(لم يترجم شوقي ولا ترجم حافظ ولا إيليا أبي ماضي), ان شعراء كمحمود درويش مثلا تجاوزوا الإقليمية التثقيفية ويسعون إلى بلورة قيم إنسانية أصيلة عالمية.
صحيح ان دور النشر في حاجة الى مردود مادي لذا فهي لا تسمح بالمرور الا لقلة من الانتاجات العربية المشتملة على مواصفات معينة, والتي تتجلى فيها المعطيات المختلفة والمعبرة عن الأدب العربي في خصوصياته وتنوعاته الجغرافية, ولكن الصحيح أيضا ان هناك دور نشر نشيطة ومشجعة وهناك الإنجليزية وغيرهما-;-مترجمين جيدين من العربية الى الفرنسية والى من اللغات ك هينمان)بلندن و (سندباد) بباريس.
لذا يجب العمل على اظهار النتاج الجديد والحديث لمؤلفين جدد (دون الاربعينات) لنتوقف عن إعطاء تلك النظرة الشائخة-العجوزة- عن واقعنا الذي قدمته مؤلفات ما قبل 1960 . فالمسالة تبقى مسالة للمنتجات المقدمة للقراء من قبل الناشر والمترجم, وما دام يستحيل ترجمة الكل فكيف يكون هذا الاختيار؟؟
هل يكون لمجموعة من الاختصاصين؟ وما أخطار ذلك؟؟ هل يخضع للناشرين وما يتحكم فيهم من لواحق الربح والخسارة؟ كتاب جيب ام كتاب جيد؟؟ كتاب للعامة ام للخاصة؟؟
ان المسالة لم تحسم.. ولكن هذا لا ينفي وصولنا الى حقيقة, حقيقة الغرب ذاته, باننا معا شرق وغرب نشهد تغيرات كبيرة على مستوى الذهنيات والحاجيات,, وهذا لا يمنع من ضرورة التوقف عن نظرات مختلفة عن العالم العربي بواسطة التاخرات الزمنية والتأكيد على أن الشرق مثل الغرب تغيرا كثيرا, وان هذا التغيير الكبير لما يصل الغرب عن طريق الترجمة الأصيلة لا صالة هذا الأدب في محليته.
لا شك أن الأسطورة والخرافة القديمة لا تزول إلا بأسطورة أو خرافة جديدة, ولكنه أصبح من الضروري انتشال مجتمعاتنا الحديثة من إسقاطات الف ليلة وليلة, وأصبح من الضروري إرجاع للشرق هويته وخصوصيته الحقة وإظهار همومه واهتماماته الانية وتطلعاته المستقبلية... وهذا لن يتأتى الا عن طريق ترجمة انتاجاته الآنية المعبرة عن حقيقته, ومن هنا فان حركة الترجمة مدعوة لتوسيع اهتماماتها الى جميع فروع المعرفة وحقول الإبداع في اللسان العربي المعبر عن كل القوى الحية في مجتمعاته. بهذا فقط يستطيع الغرب ولوج الشرق وفهمه على حقيقته.
الدكتورة: نادية طوميش
ملتقى الادب المقارن قسنطينة 1982
ترجمة: زيتوني ع القادر



#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الامل
- flashs
- لقطتان
- الجلد
- اعترافات متاخرة
- مطر بالمدينة:Il pleut sur la ville
- انا منها
- ليل طويل في غابة النحل
- نجم افل
- سر المراة
- الدم
- الغبن
- الضياع
- الاقليمية الثقافية والسياسية
- وجوه الشرف
- الامل الاخير
- وشوشوة الجدران
- امومة
- جهنم الطرف الاخر من الحدود
- نهاية الطغاة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - كيف ينظر الاخر للادب العربي