أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - الاصلاح الاداري بين المعلوماتية والعامل البشري














المزيد.....

الاصلاح الاداري بين المعلوماتية والعامل البشري


عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 08:17
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مقدّمة:
إذا كانت المنهجيّة العامّة لكلّ مؤسّسة وشركة تتلّخص في ثلاثة أطر هي "الإقلال من الهدر وخفض كلفة المنتج، زيادة الإنتاج وجودة المنتج، التوسّع في تسويق هذا المنتج" فإن النجاح في تفعيل هذه المحاور مجتمعة مع بعضها البعض تبيّن بوضوح وبشفافيّة مقدار النجاح الذي تلاقيه هذه المؤسسة أو الشركة في عملها وفيما يتعلّق بالإطار الأوّل على وجه التحديد "الإقلال من الهدر وخفض كلفة المنتج" فإن وضع الخطط الكفيلة بتقيقه هو ما ندعوه بالإصلاح الإداري المنشود.
يحتاج تطبيق الإصلاح الإداري إلى صياغة خطط دقيقة جدّاً من قبل إدارة المؤسسة ويجب أن تطبّق هذه الخطط بعد الإنتهاء من صياغتها بصرامة وبحزم ويجب أن يجري تقييم شامل لأداء المؤسسة بعد كل مرحلة زمنية معينة يتمّ تحديدها من قبل الإدارة.
ولصياغة هذه الخطط وتطبيقها يجب لحظ عاملين اثنين في غاية الأهميّة:
1) العامل البشري: ذلك أن الانسان هو المعني أوّلاً وأخيراً بالاصلاح الإداري وهو الأمل في تحقيق النجاح المرجو في العمل.
2) المعلوماتيّة: وهي الوسيلة المساعدة بقوة للعامل الأوّل على تحقيق أهدافه في إعادة هيكليّة العمل ومن ثمّ تحقيق الإصلاح الإداري، وما يتبع ذلك من نجاح عام في عمل الشركة أو المؤسسة.
سوف أبيّن في هذه المحاضرة دور هذين العاملين، والتفاعل المهمّ بينهما في انجاز الإصلاح الإداري، كما أبيّن في هذه المحاضرة المعوقات الطبيعية لاعتماد المعلوماتية كأسلوب عمل وكنظام جديد تماماً في اسلوب الادارة.
مما لا شكّ فيه أن إحدى أهمّ مميزات العصر الحالي هي الزيادة الهائلة في الانتاج اليومي من المعلومات وسرعة تداولها وشمولة تغطيتها، ولأن التحدّي الأعظم ليس في انتاج المعلومة بل في الاستفادة منها واستغلالها في تحقيق أهداف التنمية والتطوير فلذلك نرى بوضوح أهميّة المعلوماتية في مساعدة صانع القرار على اتّخاذ القرارات الصائبة ذات الجدوى في عمله.
إن تجارب الدول المتقدّمة تعطي انطباعاً جلياً بأن أنظمة أتمتة إدارات المؤسسات قد وصلت إلى مرحلة ناضجة جدّاً سمحت بالتغلّب على معظم المشكلات الفنيّة التي ظهرت عند بدايات تطبيق المعلوماتية في الادارة وقطّاعات العمل الأخرى والعلاقة الحاكمة في هذا المجال هي كيفيّة تفاعل العامل البشري مع النظام الجديد.
ففي حالة كون التفاعل إيجابيّاً: سينطلق النظام الجديد محقّقاً نتائج كبيرة جدّاً تفوق توقّعات واضعي الخطط والمستشارين والخبراء.
وفي حال كون التفاعل سلبياً: سيفشل المشروع تماماً وسينعكس الفشل على مجالات أخرى، وسيتحوّل إلى خسارة كبيرة للمؤسسة أكانت هذه الخسارة على الصعيد المالي المتمثّل بكلفة المنظمة المعلوماتية إضافة إلى الصعيد المعنوي الذي يتمثّل في الإحباط الذي سيصيب العاملين على هذه المنظومة وضياعهم لاحقاً بين الأسلوب القديم والاسلوب الجديد في ادارة المؤسّسة.
للأسباب المذكورة أعلاه، كان لا بدّ من إلقاء الضوء على الدور الهام والمفصلي الذي يلعبه الإنسان المستثمر يحتلّ موقع صانع القرار في المؤسسة أو الشركة، وبالتالي يمكن القول بشيء من التأكيد أن التفاعل بين العامل البشري مع النظام الجديد سيأخذ المنحى الإيجابي وستتقق الفائدة المرجوّة من أعمال الأتمتة المنتظرة في كافة المستويات الإداريّة الموجودة في المؤسسة وسيقل الهدر إلى حدّه الأدنى إن لم ينعدم، وسينعكس ذلك تدريجياً على تخفيض كلفة المنتج، مما يعني في المحصّلة إنجاز الإصلاح المنشود، هذا الإنجاز الذي يصعب جدّاً تحقيقه لولا التفاعل الكبير والهائل.
خاتمة
لقد نوّه القائد الخالد حافظ الأسد مراراً على أن الإنسان هو منطلق الحياة، وهو غاية الحياة، ولهذا السبب بالذات كان لا بدّ من التفكير بأهميّة الإنسان ودوره المفصليّ في أعمال التغيير الواجب إحداثها في أسلوب حياته وعمله، إن الإجراءات، المؤديّة بالضرورة إلى إحداث التغييرات المذكورة على منهجيّة عمله هي في حقيقة الأمر أساليب مساعدة لـه على تنظيم أعماله بشكل أفضل للإرتقاء بحياته إلى مستويات أفضل.
لا أحد معصوم عن الخطأ، وليس من أحد يمكن لـه بأن الإدعاء بأن كافّة قراراته هي سليمة تماماً ولم يداخلها الخطأ يوماً، بل أن العكس هو الصحيح ذلك أن ممارسة النقد والنقد الذاتي هو أحد أشكال الإصلاح الإداري المنشود والذي يؤدّي في حال تطبيقه إلى تنظيم حياة الإنسان والإرتقاء به كما أسلفنا وليست المعلوماتيّة سوى وسيلة لتحقيق هذا الإصلاح، ولكنّها وسيلة عصريّة جدّاً وفعالة جدّاً ومن الأهميّة بمكان اعتمادها في كافة مؤسساتنا وشركاتنا وسيأتي يوم ليس بالبعيد نشعر فيه بأن هذه الوسيلة أصبحت لا غنى عنها أبداً وأنّ العمل التقليدي في الإدارات سيؤدي إلى تهميش هذه الشركات والمؤسسات وتجريدها تماماً من وسائل المنافسة للبقاء ضمن دارة الضوء.
القائد بشار الأسد والادارة
· ونظراً لأهميّة الإدارة فقد ترأس قائدنا الشاب الدكتور بشار الأسد اجتماعاً للحكومة خصص لمناقشة موضوع إصلاح الإدارة وتوصيف الوظائف والبحث عن المدير الأكفأ الذي لا يدير قفاه للمؤسسة وإنّما المدير الذي عينه على المؤسسة وليس همّه الكرسي ولقد أعطى قائدنا الإداري الجريء والدكتور بشّار الأسد مهلة ثلاثة أشهر لإنجاز المطلوب وما نأمله أن نجد مدراء وإدارات واعية كفؤة تعمل للوطن وليس لها.



#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين الاعلاميين والسياسيين مالها وماعليها؟
- في القرن الجديد كيف يبدو العالم سنة 2050؟
- اقتصاد السوق الاجتماعي السوري الى اين يسير؟
- الادارة تخصص علمي وفن وموهبة
- النمو والتنمية اوهام نظرات مقترحات
- ما المطلوب ليجدد الحزب ذاته ويقنع السوريين انه حزب الجميع
- الادارة المعاصرة دليل المدير الذكي
- مهمة الحكم ووظيفة الدولة
- لفساد التربوي صور واشكال
- الليبرالية مفهوم اسس حسنات مساؤى
- التربية اولا واخيرا دور التربية في عملية التطوير والتحديث
- الصحافة الحزبية وطبيعتها ودورها وافاقها
- عالم يفيض بسكانه خطر الانفجار الديموغرافي في العالم
- استجابة لتوصيات المؤتمر العاشر للحزب هل يمكن تفعيل اجهزة الر ...
- قضايا النهضة وعلى من الرهان لتحقيق النهضة
- هل ينهي الاتحاد الاوربي هيمنة القطب الامريكي ويحقق التوازن ا ...
- الشباب العربي مشاكل وحلول
- مقاهي الانترنت واثرها على طلابنا في سورية
- دور التعليم في مسيرة التطوير والتحديث
- اصلاح المدراء وصلاح الادارات ايهما اولا


المزيد.....




- بايدن يعلن إنتاج الولايات المتحدة أول 90 كغم من اليورانيوم ا ...
- واشنطن تتمسك بالعراق من بوابة الاقتصاد
- محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة ...
- النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - الاصلاح الاداري بين المعلوماتية والعامل البشري