أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - أسوأ 12 فكرة زرعها الدين ونشرها بين البشر















المزيد.....


أسوأ 12 فكرة زرعها الدين ونشرها بين البشر


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 23:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أسوأ 12 فكرة زرعها الدين ونشرها بين البشر

يمكن لأي مراقب أن يلاحظ أنّ هذه الأديان الغبية تشجّع على النزاعات والصراعات والقسوة الوحشية وتمجّد المعاناة وتزيدها.
لا خلاف أنّ البشر أبدعوا في مخترعاتهم التقنية منذ أقدم العصور حتى الآن، ولاخلاف أنّ هناك بعض الابتكارات التقنية التي اخترعها البشر سيئة وغير ضرورية، وكنّا لنكون نحن البشر أفضل حالاً من دونها كأدوات التعذيب في القرون الوسطى، القنبلة الذرية والمسحوق المتفجّر (البارود). الأديان بدورها تنزع لابتكار مفاهيم وأفكار بدلاً من التقنيات، لكنّها مثلها كمثل أي مشروع إنساني خلّاق ومبتكر، تنتج بعض الأفكار السيئة والخطيرة على البشرية ومستقبلها.
هنا سنسلّط الضوء على أخطر وأسوأ المفاهيم والأفكار التي اخترعتها الأديان البشرية. هذه الأفكار والمفاهيم البشعة تروّج الصراعات والعنف والانقسامات والمعاناة والقسوة والموت، بدلاً من الحب والسلام والتعاطف والإحسان. وحسب تعبير كريستوفر هيتشنز، فإنّ هذه الأفكار والمفاهيم محلّها الحقيقي هو في مزبلة التاريخ، وعلينا إلقاءها هناك بأسرع ما يمكن.
1] الشعب المختار/خير أمّة أخرجت للناس:
خير أمّةٍ أخرجت للناس أطلقها القرآن على المسلمين بوصفهم أنّهم أفضل أمّةٍ وأكثر أخلاقيةً من أي من الأمم الأخرى على وجه الأرض، كما أنّ الله فضلّها على العالمين، لكنهم مختلفون فيما بينهم على أية أمّه. فالواضح أنّ المسلمون الآن ليسوا أمّةً واحدة. فهناك حديث يقول أنّ هناك اثنان وسبعون فرقة في الإسلام، وفرقة واحدة هي الناجية دون غير من الفرق الأخرى. فإيّاها هي تلك الفرقة الناجية والمختارة من الله؟!!! يتساءل مراقبون. أمّا عبارة "شعب الله المختار" فإنّها تشير إلى الشعب اليهودي في الكتاب المقدّس، تلك الفكرة المقيتة بأنّ الله منح قبائل معيّنة أرضاً موعودة (مع أنّها كانت مأهولة من قبل شعوب أخرى). لكن في الواضع نلاحظ أنّ بعض المذاهب تحوّر هذا المفهوم وتتبنّاه. فالعهد الجديد يعرّف المسيحيين كشعب الله المختار. أتباع الكلفينية يتحدّثون عن "الاصطفاء الإلهي"، معتقدين أنّهم هم الفئة المختارة والمميّزة عند الله حتى قبل بداية الزمن. شهود يهوه يعتقدون أنّ هناك فقط 144000 روح ستدخل الفردوس بعد الموت. في العديد من الثقافات هناك عدّة سلالات معينة تمتلك امتيازات خاصة يعتقد أنّها منحدة مباشرة من الله أو من أحد رسله وأنبياءه (وهي موجوده في الإسلام: كالاعتقاد بأنّ الأسرة الحاكمة الفلانية هي من سلالة النبي أو أهل البيت. وفي المسيحية أيضاً كالاعتقاد أنّ السلالة العلانية هي من نسل المسيح).
المذاهب والفرق الدينية هي أمور عشائرية وخلافية أصلاً لأنّها تتنافس فيما بينها من خلال ادعائها امتلاك حقيقة مطلقة حصرية ومحصورة بها وحدها دون غيرها، وعن طريق نشر الخزعبلات عن البركة وصكوك الغفران وخرافات ومابعد الموت والفردوس، وأنّها الوحيدة القادرة على ضمان ذلك. هذه الأفكار تولّد لدى أتباع المعتقد أنّهم أفضل وأرقى من باقي الناس، وأنّهم الوحيدون الذين سينالون الجوائز والمكافآة التي يقدّمها مذهبهم وسيُحرَم الناس الآخرون منها. إنّهم يعتقدون أنّهم يمتلكون مفاتيح الجنان.

2] الكفّار، الهراطقة، الزناديق، المنافقين: فهم ليسوا مجرّد خارجين، بل مشكوكٌ بأخلاقهم وإيمانهم وغالباً مايُنظَر إليهم بأنّهم أقل من البشر. في التوراه، نقرأ أنّ عبيد الغرباء لايرقون حتى لمرتبة العبيد اليهود. هؤلاء الذين لايؤمنون بالله فاسدون وضالّون، خطأؤون ومذنبون وزناة. لاأحد منهم يفعل خيراً، حسب تعبير كاتب المزامير.
الإسلام بدوره يعلّم مفهوم "الذميين، أو أهل الذمّة" ويقدّم لنا قواعد وتعاليم محدّدة لإخضاع الأقليات الدينية، حيث أنّ الموحّدين يلقون معاملة أفضل من الوثنيين أو المشركين. المسيحية بدورها تخلط بين مفهوم الكفّار أو غير المؤمنين والأشرار. في النهاية فالهراطقة أو الزنادقة أو الكفّار يشكّلون خطراً مهدّداً يجب إزالته نهائياً واستئصاله عن طريق الغزو، الاستعمار، العزلة، أو فرض الهيمنة، أو _في أسوأ الأحوال_ المجزرة الجماعية.
3] الجهاد، الحرب المقدّسة: إذا كان يمكن للحرب أن تتحوّل إلى أمر مقدّس وإلهي، فأي شيء بات ممكناً ومبرّراً. شنّت الكنيسة القروسطية للروم الكاثوليك حملة استئصالية دامت عشرين عاماَ ضدّ المسيحيين الكاثاريين الهراطقة جنوب فرنسا، واعدةً بمنح أراضيهم وممتلكاتهم للمسيحيين "الأسوياء والحقيقيين" الذين يخرجون في تلك الحملات الصليبية. المسلمون السنّة والشيعة قد ذبحوا بعضهم البعض لقرون عديدة من الزمن. الكتاب المقدّس العبري يروي لنا الحروب الكثيرة التي ساعد فيها إله الحرب _يهوه_ شعبه للتغلّب على الثقافات والحضارات التي كانت تقطن "أرضهم الموعودة" ومحوها وإزالتها من الوجود. وكما يحدث في الحروب المقدّسة الحالية والمعاصرة، على غرار الصعود المتسارع لداعش، فإنّ التحريمات الإلهية سمحت لهم بقتل الأطفال والكبار في السن، حرق المحاصيل والزرع، وسبي النساء والعذارى كسبايا وملك يمين _وكل هذا مع شعور بالتفوق والتعالي والأفضلية على العالمين.

4] الكفر، التجديف: وهي القول بأنّ أفكاراً وآراء معينة منيعة عن النقد، خارج حدود النقد، الهجاء، التهكّم، أو المُسائلة والتشكيك حتى. بالتعريف، إنّ نقد هذه الأفكار كفر وتجديف وهو بحدّ ذاته اعتداء وإهانة وإساءة، وهذا الشعور بالإهانة بحد ذاته يشجّع على الإجرام وارتكاب أعمال العنف عند المؤمنين. الكتاب المقدّس يحكم بالموت على المجدّفين والكفرة، ووردت في القرآن آيات غير واضحة ومثيرة للجدل بإنزال الموت على المجدّفين، أمّا الأحاديث وتراث الشريعة الإسلامية فهو واضح تماماً في حكمه بالموت على من يجدف بالله أو يكفر به.

5] تمجيد المعاناة والألم: كثيراً ما نرى مشاهد لفرق إسلامية يقوم أتباعها بجلد أنفسهم أو جرح جباههم، وفي المسيحية نرى صوراً ورسومات لرهبان يجلدون ظهورهم أيضاً. وأول مايتبادر إلى أذهاننا مشهد فيلم "شيفرة دافنشي" لدان براون، لكنّه لم يبتكر هذه الفكرة أو جاء بها من عنديّاته. من أهمّ المعتقدات الرئيسية لدى المسيحيين هي أنّ التعذيب الحقيقي والفعلي للذات _إذا كان حاداً ومطوّلاً بشكلٍ كافٍ_ يمكن أن يصحّح الذنوب والأخطاء والشرور التي ارتكبها الإنسان. ملايين صور المسيح المصلوب تعتبر شهادة واضحة على هذا المعتقد. المسلمون الشيعة يجلدون أنفسهم بالسياط والسلاسل الحديدية خلال مناسبة عاشوراء، وهي نوع من المعاناة والتعذيب المقدّسة تسمّى "مأتم" تتزامن مع موت الحسين. نكران الذات على شكل زهد أو صيام هو جزء حيوي وأساسي من كلا الأديان الشرقية والغربية، ليس لأنّ الحرمات يتضمّن حالات نفسية معدّلة لأنّ الناس يؤمنون بأنّ المعاناة تقربنا من الألوهية بطريقةٍ ما.
عاش أسلافنا في عالم أصبح في الألم شيئاً غير مرغوبٍ فيه، ولم يكن يمتلك الناس سوى الكثير من القوة والقدرة للتحكّم فيه. إنّ حبّة الأسبرين أو الولاعة قد تكون بمثابة معجزة لكتّاب القرآن أو الكتاب المقدّس. بالمواجهة مع كم هائل من الألم والمعاناة غير المسيطر عليهما، أفضل نصيحة يمكن للدين تقديمها للإنسان هو أن يخلق معنى منهما. المشكلة هنا أنّ تمجيد الألم والمعاناة _أي تحويلهما إلى سلعة روحية_ قد جعل الناس أكثر رغبةً لإنزالها ليس على أنفسهم فقط بل وعلى العاجزين، ومن بينهم المرضى والذين على فراش الموت.

6] تشويه الأعضاء التناسلية-الجنسية: كانت الشعوب البدائية تلجأ إلى التضحية والعديد من طرق التغيير أو التعديل الجسدية لتحديد هويتها القبلية طوال التاريخ البشري. لكنّ عملية تشويه الأعضاء التناسلية قد منحت أسلافنا عدّة فوائد تقدّمية إضافية _إذا أردتم تسميتها كذلك. فعملية ختان الأطفال بالديانة اليهودية كانت علامة على الانتماء العشائري، لكنّ الختان أيضاً كان يشير إلى ولاء المؤمنين البالغين. في إحدى القصص بالكتاب المقدّس، يوافق أحد زعماء القبائل على اعتناق الدين ودفع عشيرته لاعتناقه أيضاً كإجراء التزام بمعاهدة سلام (وبينما جلس الرجال عاجزين بعد ختانهم، تمّ ذبح البلدة بأكملها من قبل الإسرائيليين).
في الإسلام، يتمّ ختان الذكور كطقس مؤلم للعبور إلى مرحلة البلوغ، أي الانضمام إلى النادي الكبير للمسلين وعلامة على التزامهم بالله وبتراث أبيهم إبراهيم. بالمقابل، نلاحظ في بعض البلدان العربية أن قطع بظر الأنثى أو كيّه بطريقة شعائرية يؤسس لإخضاع النساء عن طريق تقليل رغبتهنّ الجنسية وإضعافها. ويقدّر أنّ حوالي 2مليون فتاة في السنة يخضعن لهذه العملية القسرية بطريقة إجبارية، وهذه العمليات لاتخلو من النتائج المؤلمة كالنزف الشديد، الإصابة بالعدوى، والتبوّل المؤلم والموت.

6] أضاحي الدم: ضمن لائحة أسوأ الأفكار والمفاهيم الدينية على الإطلاق، التضحية بالدم تبدو أسوأها. فالهندوس هي واحدة من أكثر الديانات التي مازالت حتى الآن تقوم بعمليات قتل جماعية للحيوانات تحت مسمّى طقوس دينية/أضاحي.
عندما كان أسلافنا يحزّون أعناق أعدائهم من البشر والحيوانات أو يقتلعون قلوبهم أو يحرقون أضحياتنا ليتصاعد دخان حريقها إلى الأعلى نحو السماء لتستمتع به الآلهة، كانوا يعتقدون فعلاً أنّهم يطعمون آلهة وكائنات ماورائية. مع مرور الزمن، وفي غالبية الديانات، تغيّر هذا المعتقد _ الآلهة لم تعد بحاجة لإطعامها بقدر ما هي بحاجة لدلائل وإثباتات على إخلاص أتباعها لها والالتزام بتعاليمها. عمليات التضحية بالأطفال الموجودة في التوراه العبرية تمثّل هذه الوظيفة التي نتكلّم عنها. وإصرار المسيحية على مفهوم الكفّارة بالدم _فكرة أنّ المسيح هو الحَمَل الذي حَمَلَ أخطاء البشر ودنوبهم ودفع ثمنها بالدم والألم_ ما زال يمثّل حتى الآن ولع الإنسان القديم بالتضحية بالدم. أمّا الإسلام فمازالت الفرق الإسلامية تقدّم أضاحيها من الحيوانات على اختلاف معتقداتها وتنوّعها.

8] الجحيم، النار، جهنّم: سواءٌ أكنّا نتكلّم عن المسيحية أو اليهودية أو الإسلام أو البوذية، سنرى أنّ الحياة الأخرى تعجّ بالشياطين، العفاريت، والعذاب الأبدي الأليم، ولطالما كانت هذه الأفكار هي من أسوأ الأفكار المتعلّة بالتعذيب والمعاناة يمكن لعقل العصر الحجري وعصور الظلام ابتكارها. تمّ ابتكار هذه الأفكار على الأغلب كوسائل لإرضاء رغبة الإنسان لتحقيق العدل، لذلك سرعان ما تحوّل مفهوم الجحيم أو النار وتطوّر إلى أداة لضبط السلوك والمعتقد وترسيخهما.
أغلب البوذيين ينظرون إلى الجحيم بوصفه استعارة أو كناية، رحلة إذا داخل الذات الشريرة للإنسان. لكنّ وصف الوحوش الشريرة والمعذّبة ومستويات الجحيم وطبقاته واضحة للغاية. بنفس الشكل، أغلب المسلمين والمسيحيين يسراعون للتأكيد بأنّه مكان حقيقي، مليء بالنار والعذاب والمعاناة وروائح الحرق للكفّار والهراطقة. بعض المسيحيين مضوا لأبعد من ذلك بإصرارهم بأنّ صراخ المعّبين والملعونين يمكن سماعها من مركز الأرض أو أنّ رؤية عذابهم من بعيد ستكون إحدى ملذّات المؤمنين وهم يقبعون في الفردوس. ويتشارك المسلمون مع المسيحيين في هذا الاعتقاد، إذ أنّهم يتشدّدون في إصرارهم على واقعية الجحيم وجهنمّ ومعاناة الكفار فيها.

9] العاقبة: على غرار فكرة الجحيم أو النار، نرى أنّ فكرة "العاقبة" تمثّل حافزاً سيئاً وأنانياً للسلوك الجيد _أنّ أعمالك سترتدّ عليك آجلاً أم عاجلاً، فإذا قمت بعمل سيء فإنّه سيرتدّ عليك بالسوء، أمّا العمل الجيد فسيعود عليك بالخير_ لكنّ الثمن سيكون باهظاً ومضاعفاً. المسلمون يقولون ((من يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره))، وهناك ديانات تسمّى هذه العاقبة بالكارما. والملاحظ من هذا المفهوم بالرجة الأولى وجود وزن ثقيل جداً من التأثّر والاستسلام الثقافي تجاه الأذى والألم والمعاناة. أمّا بالدرجة الثانية، إنّ فكرة العاقبة تمجّد الميل الإنساني العام لإلقاء اللوم لى الضحية. إذا كان لكل شي عاقبة، عندها فإنّ الطفل العاجز أو لمصاب بالسرطان أو الإنسان الفقير والمحتاج (أو الأرنب الجائع أو الكلب الأجرب) لابد أنّهم قاموا بعملٍ ما سيء إمّا في هذه الحياة أو في الحياة الماضية (التقمّص) قد جلب عليهم هذا السوء، والإسلام مليء بالمذاهب الغنوصية التي تعتقد بهذا المعتقد.
10] الحياة الأبدية: بالنسبة لأسلافنا الجهلة والبدائيين، فإنّ أفكاراً مثل الجدران الملبّسة بالأحجار الكريمة، أو شوارع من ذهب، أو أنهاراً من العسل والخمر واللبن، أو ينبوع الشباب، أو الجوقة الملائكية الخالدة، أو ممارسة الجنس مع 72 فتاة عذراء، كانت هذه الأفكار بمثابة نعمة مطلقة. لكن الأمر سيحتاج إلى بعض التفكير لإدراك أنّ هذا الفردوس الأبدي سرعان ما سيتحوّل إلى جحيم _تكرار لانهائي من الأفعال والممارسات اللانهائية الروتينية والمملّة والغير متغيّرة (إذ كيف ستتغيّر إذا كان لانهائية وكاملة)
السبب الرئيسي لكون أنّ فكرة الحياة الأبدية هي اختراع في منتهى السوء هو المدى الذي تخرّب فيه وتدمّر الوجود على الأرض في هذه الحياة. عندما تكون عينا الإنسان متوجّهتان نحو الأعلى، لن نعود قادرين على رؤية الجمال الأنيق والكامن تحت أقدامنا. المؤمنون الملتزمون والمتشدّدون يكرّسزن كامل طاقاتهم الروحية في التحضير لعالم آخر ينتظرونه في حياةٍ أخرى بدلاً من تقدير هذا العالم الثمين والغالي والوحيد الذي يعيشون فيه الآن.

11] ملكية الذكر للخصوبة الأنثوية: إنّ النظرة إلى المرأة بوصفها آلة للتناسل والتفريخ لم تأتي مع الدين، لكنّ الدور الذي لعبه الدين هو ترسيخ فكرة أنّ المرأة خلقت من أجل هذا الغرض بالضبط. الديانات التقليدية على اختلاف أنواعها تؤكّد بأنّ الله قد منح الرجل حقاً إلهياً طبيعياً لامتلاكهنّ، أن يغتصبهن، وأن يسبيهنّ في الحروب، أن يطردهنّ من الفردوس، وأن يقتلهنّ إذا لم يستطع التأكّد من نسله منهن. من هنا نرى أنّ الهوس الكاثوليكي المرضي بالعذرية وبعذرية مريم والقديسات الإناث.
ومع اقترابنا من الحدود القصوى لمصادرنا الكوكبية المحدودة، فإنّ النظر إلى المرأة بوصفها آلة للتناسل وإنجاب الأطفال له ثمن باهظٌ. بتنا الآن نعلم تمام العلم أنّ المطلب على المياه والأراضي الصالحة للزراعة بات عظيماً للغاية حتى مع انخفاض كلا هذين المصدرين الثمينين. ومع ذلك، البابا الذي يدّعي أنّه قلق بشأن الفقراء اليائسين نراه يحاضرهم ضدّ استخدام وسائل وأساليب منع الحمل في حين نرى الزعماء والقادة المسلمون يفتون من أجل إكثار النسل وزيادة أعدادهم للبقاء متفوّقين على أعداءهم بالعدد.

12] عبادة الكتاب المقدّس:Bibliolatry كتقديس القرآن عند المسلمين والإنجيل عند المسيحيين والتوراه عند اليهود. كانت الشعوب الأمّيّة تتناقل أفكارها وخواطرها ومعتقداتها العزيزة عن الآلهة والعالم والطبيعة من حولها عن طريق التراث الشفهي، وصنعوا تماثيل من الحجر والخشب ومواد أخرى سميت لاحقاً بالأوثان أو الأصنام، وذلك لإظهار عواطفهم وشغفهم بآلهتهم ومحبّتهم لها والتزامهم بتعاليمها. كانت أفكارهم عن الخير والواقع وكيف يعيشون حياةً صالحة ضمن مجتمع أخلاقي بتناغم مع بعضهم البعض تتطوّر بشكل حرّ وتلقائي مع تطوّر الثقافة والتكنولوجيا. لكنّ ظهور الحرف المكتوب أو المدوّن قد غيّر كل شيء. فمع تجميع أسلافنا من العصر الحجري أفكارهم وتسجيلها ضمن ماسمّي لاحقاً بالنصوص المقدسة، سمحت هذه النصوص بأن تتحوّل مفاهيمهم عن الخير والآلهة إلى مفاهيم ثابتة وراسخة، ستاتيكية. فالنصوص المقدّسة للديانات الرئيسية الثلاث _اليهودية والمسيحية والإسلام_ تمنع وتحرّم عباجة الأصنام، لكن مع مرور الوقت تحوّلت النصوص نفسها إلى أصنام وأوثان، وانخرط العديد من المؤمنين المعاصرين فيما بات يعرف الآن بعبادة الكتب المقدّسة. كل ديانة أو طائفة تعبد كتابها المقدّس عملياً.
ترى المسلم الشاب يقول لك: ((لأنّ دين الإسلام هو دين الحق، ولأنّ الإسلام كامل ومثالي، فإنّه لايحتمل وجود أي تعديل أو تحريف في القرآن)). هذا التصريح السطحي ينطوي على فهم ساذج ونقص حاد في المعلومات والعقلية العلمية الناضجة. لكن الأسوأ من ذلك أنّها تختصر لنا التحدّي الذي تواجهه جميع الديانات. تخيّلوا أحد علماء الفيزياء يقول: ((لأنّ فهمنا للفيزياء مثالي وكامل ولاعيب فيه، فإنّ هذا المجال لايحتمل أي تجديد أو تغيير فيه))
المؤمنون الذين يعتقدون أنّ دينهم كامل، ليسوا فقط ساذجين وقليلي الخبرة والعلم. بل هم معاقون تقدمياً، أي أنّهم لايتقدّمون معرفياً، وفي حالة الديانات الرئيسية في العالم، هم ما زالوا عالقين في العصر الحجري، زمن الجهل والخرافة والعنف والعبودية واليأس والفقر والموت.
المثير للضحك، أنّ الحالة العقلية التي تقول أنّ نصوصنا المقدّسة كاملة تناقض تماماً المسعى والهدف اللذان دفعا أجدادنا لكتابة هذه النصوص ووضعها. كل واحدٍ من الرجال الذين كتبوا هذه النصوص المقدسة، سواء سفر من التوراة أو من الإنجيل، أو سورة من القرآن، أو أنشودة من الباجافادجيتا، كان قد أخذ تراثه، راجعه، وعدّله، ثمّ قولبه، وفي النهاية قدّم لنا أفضل تخميناته وتصوراته عن الخير والحياة والعالم والكون من حولنا. لايسعنا سوى أن نحترم ونجلّ المسعى الروحي لأسلافنا وأجدادنا القدماء المؤمنين، أو يمكننا أن نقدّس إجاباتهم البدائية البالية وتمجّدها، لكننا لايمكننا أن نقوم بكلا الأمرين.
عادةً يحاول المؤمنون والمدافعون عن الدين إنكار، والتقليل من شأن، أو تبرير أخطاء الكتابات المقدسة والشرور التي تملأ التاريخ الديني. فتراهم يقولون ((هذه لم تكن عبودية في ذلك الوقت))، ((إنّه تاريخ قديم))، ((لم يكن القصد كذلك))، ((القرآن لم يكن يقصد ذلك)), ((عليك أن تدرك كم كان أعداؤهم شرسون وقساة))، ((قوم محمد ظلموه وآذوه)). مثل هذه التبريرات قد تخلق حالة من الراحة في نفس المؤمنين، لكنّ إنكار المشاكل وغضّ النظر عنها لايحلّها. والعكس صحيح طبعاً. التغيرات والتجديد ينبعان من إعادة النظر والبصيرة الناقدة، الرغبة في الاعتراف بأخطائنا وعيوبنا وفي نفس الوقت اعتناق قوانا وإمكاناتنا من أجل النمو.
في عالم يعجّ بالإنسانية، مسلّحة بالقنابل العنقودية والأسحلة الآلية والنووية أسلحة الدمار الشامل، نحن لسنا بحاجة لمدافعين عن الوضع الراهن للأديان _إنّما نحن بحاجة لعملية إصلاح وتجديد حقيقية، على مستوى العالم بشكل عام، وعلى مستوى عالمنا الإسلامي بشكلٍ خاص. فعن طريق اعترافنا بأخطاء دياناتنا وعيوبها فقط يمكننا تجديد أفكارنا وثقافاتنا وإظهار كل ماهو رائع وصالح بداخلنا.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يغالطونك إذ يقولون [1]: أنّ الانفجار الكبير خطأ، لأنّه لايمك ...
- هل تمّ إثبات نظرية التطوّر؟
- أيمكن أن يكون الله مطلق العدل ومطلق الرحمة في آنٍ معاً؟
- لماذا حرّم محمد على أتباعه التشكيك به أو بقرآنه؟
- الموت للكفرة [2] العنف السياسي بوصفه إرهاباً: دراسة سوسيو-سي ...
- الموت للكفرة [1] العنف السياسي بوصفه إرهاباً: دراسة سوسيو-سي ...
- ستة دلائل تشير إلى أنّ الدين يضرّ أكثر ممّا ينفع
- متلازمة الصدمة الدينية
- ميم التوحيد
- شركية ووثنية البطريارك إبراهيم
- كيف تحوّل يهوه من إله محلّي إلى إله عالمي؟
- كتاب فيروس الدين [3] تأسيس
- كتاب فيروس الإله [2] تأسيس
- كتاب فيروس الإله [1] تأسيس
- ماذا نعرف عن محمد حقاً؟
- ديانة التوحيد القمري 12: ((-الله- بوصفه إلهاً للقمر))
- ديانة التوحيد القمري 11: ((-الله- بوصفه إلهاً للقمر))
- ديانة التوحيد القمري 10: ((-الله- بوصفه إلهاً للقمر))
- ديانة التوحيد القمري (جغرافية العبادات القمرية في الشرق الأو ...
- ديانة التوحيد القمري 6: ((جغرافية العبادات القمرية في الشرق ...


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - أسوأ 12 فكرة زرعها الدين ونشرها بين البشر