أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد هادف - ليبيا: صراع الأجندات















المزيد.....

ليبيا: صراع الأجندات


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 11:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


على سبيل التقديم: الإرهابي في طبعته الجديدة (داعش)

من هو "الإرهابي"، هو شخص ملثم مجهول الهوية يمسك بسكين ويحركه في اتجاه المشاهد القابع أمام الشاشة، يحركه بطريقة استعراضية واثقة وهو يخاطب جهات مفترضة.
من هو هذا الشخص الملثم/ الأشخاص الملثمون؟ من وراءهم؟ ما هو مشروعهم؟ وما.....؟ أسئلة كثيرة صاحبت "الإرهاب" منذ تم إخراجه بشكل استعراضي نهاية الحرب الباردة؛ لكن كل الأجوبة التي تم تعميمها على الميديا لا تشفي الغليل، بل لا تزيد الرأي العام سوى إرهابا، فالأجوبة المسبوكة نمطيا لا تضيء عمق مجال هذه الظاهرة، بل تغمرها بضوء مبهر يطمس كل المعالم ثم يطمس بصيرة الرأي العام.
هناك شخص ملثم، جاهز، تم تكوينه وإعداده من أجل التمثيل في مسرحية تراجيدية، السيناريو والحوار جاهزان، خشبة المسرح جاهزة، المجرم جاهز (إسلامي إرهابي). المنتج والمخرج جاهزان.
خشبة المسرح تحتاج إلى ضحية، والضحية طبعا، غير مسلم أو مسلم خائن، عميل للغرب.
الشخص الملثم وهو يمسك بآلة ذبح ينتظر المخرج وقد عثر له على ضحية، المشهد يقتضي ضحية مسيحيا وبالتحديد مصري. لماذا؟ سؤال نتركه للمختصين.

مجلس الأمن: مطبخ القرارات

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعروف إعلامياً بـمجلس الأمن الأممي، يُعد أحد أهم أجهزة الأمم المتحدة ويعتبر المسؤول عن حفظ السلام والأمن في العالم طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات البلدان الأعضاء لذلك تعتبر قراراته ملزمة (المادة الرابعة من الميثاق).
الأمم المتحدة كما يدل اسمها، منظمة أنشأتها الأمم من أجل الأمن والسلم وخدمة مصالح كل الأمم التي تحترم نفسها وتسعى إلى حياة حرة وكريمة يضيق فيها الخناق على المفسدين والمستبدين، لكن للأسف هذه المنظمة وأجهزتها استولى عليها عملاء وسماسرة يعملون لمصلحة المفسدين والمستبدين، أصحاب الشركات المتوحشة وأعداء الشعوب. فمتى يتم تنظيف هذه الأجهزة الأممية من العملاء السريين والعلنيين المرتبطين بالمخطط المعادي للديمقراطية وحقوق الإنسان.
جاءت جلسة مجلس الأمن بعد أيام من بث تسجيل مصور أعلن فيه تنظيم الدولة إعدام 21 مصريا مسيحيا في ليبيا، وردت مصر بغارات جوية على مدينة درنة شرقي ليبيا, وأسفر القصف عن مقتل سبعة ليبيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان حسب بعض المصادر بينما مصادر أخرى تحدثت عن مقتل 155 داعشياً وأسر 55 آخرين تم نقلهم إلى القاهرة على متن طائرات حربية.
هذه الجلسة التشاورية التي عقدها مجلس الأمن الأممي المخصصة للأزمة في ليبيا خيم عليها الخلاف، إذ دعت مصر وحكومة عبد الله الثني إلى رفع حظر السلاح عن القوات الموالية للواء خليفة حفتر، في حين أكدت دول عربية مع المبعوث الأممي أن الحوار هو الحل. فالخلاف كان بين دعاة الحوار والحل السياسي وبين دعاة الحرب؛ كما كان أيضا بين دعاة الحرب أنفسهم.
- جهة يمثلها خليفة حفتر ومعه جهات مصرية وحكومة الثني تعمل على شرعنة العمل العسكري لحفتر؛
- الجيش الليبي وحكومة طبرق وجهات مصرية وأردنية تدعو إلى الحوار وفي ذات الوقت إلى مكافحة الإرهاب؛
- جهات جزائرية وتونسية وإيطالية وأممية والدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية؛
- جهات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ترفض التدخل العسكري الخارجي في ليبيا، وتضغط باتجاه حل سياسي ينهي الأزمة الليبية القائمة منذ أربع سنوات.
فهناك جهات مصرية والحكومة المنبثقة عن البرلمان الليبي المنحل من جهة، وهناك جهات عربية وغربية داعية إلى خيار التسوية السياسية بليبيا.
تضاربت وجهات النظر في مجلس الأمن وتضاربت المعلومات بشأن تنفيذ الجيش المصري لعملية برية لوحدات من القوات الخاصة داخل التراب الليبي، وقد أوضح عضو في المؤتمر العام لـ"الشروق" الجزائرية أنه "لا علم له بتواجد بري للجيش المصري"، فيما أكد اللواء صقر الجروشى قائد القوات الجوية الليبية الذي يتبع للخليفة حفتر أن "التراب الليبي مفتوح للجيش المصري لتنفيذ أيّ عملية".
وفي ذات السياق، حسب العربية نت، أعلن طارق الجروشي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي، ونجل قائد القوات الجوية الليبية صقر الجروشي، على صفحته على "فيسبوك "أن "منطقة السلوم شهدت اليوم صباحا اجتماعا كبيرا ضمّ قيادات للجيشين الليبي والمصري برئاسة رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي لبحث مستجدات العملية العسكرية المشتركة وضبط الخطّة اللازمة لضرب الإرهابيين المتحصنين في المدن التي تقع بين حدود البلدين".
وبخصوص احتمال تنفيذ عمل بري مصري في التراب الليبي، فقد أكدت مصادر إعلامية إيطالية حصوله، دون أن يتم تكذيبه من السلطات المصرية، لكن عضو المؤتمر الوطني العام حميدة التالي نفى ذلك، وقال لـ "الشروق": "لقد أنهينا للتو -الحديث جرى أمس- اجتماعا للجنة السياسية في المؤتمر ولم يجرِ الحديث عن وجود عسكريين مصريين في التراب الليبي"، كما طعن المعني في القصف المصري لمدينة درنة واصفا إياه بـ"الاعتداء".
أما الخبير الأمني التونسي مازن الشريف فقد أكد على التنسيق الأمني الجزائري التونسي، وقد صرح لـ"الشروق":أن "هناك تنسيقا أمنياً تعزز بعد الرئاسيات التونسية وفوز الباجي، حيث يعمل هذا الأخير على محور الجزائر التي تعتبر مفتاح الحل لما تتوفر عليه من معلومات أمنية حول الجماعات الإرهابية في المنطقة". ويرى المتحدث أن تكرار العمليات الإرهابية في غرب تونس "ناتجٌ عن عدم وجود تنسيق أمني بين الجزائر وتونس من قبل، من الجانب التونسي"، وأوضح قائلاً"الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي كان يعوّل على محور قطر - تركيا وأهمل العمل والتنسيق مع الجانب الجزائري بشكل جيّد، ما جعل الجماعات الإرهابية على الحدود التونسية تقوم بعمليات نوعية دون أن تستطيع القوات التونسية القضاء عليها وهذا راجع إلى عدم وجود قاعدة بيانات واضحة"، وأضاف المعني سبباً آخر يراه مهما جدا وهو "قيام أذناب النظام بحل أمن الدولة في تونس والذي كان يحمي الدولة من خطر الإرهاب".
وأمام هذه الوضعية رفعت الجزائر من درجات التنسيق والتعاون الأمني مع تونس، باعتبارها هي الأخرى دولة حدودية مع ليبيا، كما يرى مهتمون بالوضع المغاربي أن الجزائر وتونس أهم الأطراف التي تسعى إلى حل الأزمة الأمنية والسياسية بليبيا عن طريق الحوار السياسي ودون تدخل أجنبي خارجي، وذلك ضمن مبادرة دول جوار ليبيا التي تأسست خلال قمة دول عدم الانحياز المنعقدة شهر أفريل (2014).

داعش ومصر في ليبيا

يعلمنا التاريخ أن تضارب المعلومات يعني أن هناك "حقيقة" يراد طمسها بالأكاذيب والشائعات، والوقائع الدموية التي تحرك على إثرها العالم تعود إلى مقطع فيديو نقل مشهدا إجراميا قام فيه أشخاص ملثمون بقطع رؤوس عدد من المصريين المسيحيين. الضحايا اختطفهم تنظيم داعش الإرهابي بليبيا. القوات المصرية تحركت فورا وقصفت "داعش" في "درنة".
لماذا أعدم تنظيم داعش هؤلاء المصريين؟ أعدمهم ليعطي مبررا للتدخل العسكري (هذا هو الجواب).
ولماذا قصف صاحب القرار مدينة درنة؟ مع أن مسرح الجريمة هو مدينة "سرت". (ربما هناك خطأ في الإخراج أو في كتابة السيناريو).
من المعلوم أن النظام المصري مدعوما بجهات إماراتية وسعودية سبق أن تدخل عسكريا في ليبيا، ولأن تدخله لم يحقق هدفه فضلا عن كونه لقي رفضا محليا وأمميا، فكان لا بد من اختراع ذريعة تسمح لمخطط التدخل أن يتحرك.
الإخراج السينمائي كعادته كان مؤثرا واحترافيا على جميع المستويات، والاستغلال السياسي أيضا كان ناجحا، لكن بالنسبة لمن يمعن النظر سيكتشف أن "الخيال" الذي ابتكر "داعش" وابتكر مقولاتها ومقولات المستثمرين لها، هو خيال مريض كما أنه خيال فقير ومفلس. فدواعش ليبيا يبررون قتلهم للضحايا انتقاما لأسامة بن لادن، وهو تبرير ضحل إذ ما ذنب هؤلاء المصريين وما علاقتهم بمقتل أسامة؟
أما السيسي فيعطي أمر القصف انتقاما للمصريين، وهو أمر يكذبه تاريخ السيسي وتاريخ الأنظمة العربية التي لا تهتم لأمر شعوبها.
إن الذين يقفون وراء هذه الجريمة (قتل المصريين) فشلوا في البحث عن "ضحايا" من طراز أيديولوجي مقنع يبررون بقتلهم التدخل العسكري في ليبيا فلم يجدوا سوى هؤلاء المغلوب على أمرهم "مصريون" حتى يعبر السيسي عن بطولته و"مسيحيون" حتى يبرر المجرمون جريمتهم ويكون لها طعم لدى المتعاطفين مع أطروحتهم "الإسلامية"؛ كما تجسد فشل هذا "الخيال" في كونه لم يجد بدا من أن يجعل "داعش" تستثمر مقتل أسامة زعيم "القاعدة". فهل بات مخطط التدخل العسكري مقنعا ويصعب على دعاة الحوار رفضه.
لحسن الحظ أو لسوء الحظ، هناك صراع بين أطراف فاسدة، التناحر على أشده بين هذه الأطراف، فهل يحسن "الأسوياء" الليبيون استغلال هذا الوضع في التأسيس لحوار ليبي شجاع يسمح لكل الأطراف بما فيها الفاسدة أن تنخرط في عمل مشترك يضع حدا للفتنة ويقي ليبيا شر الاقتتال؟



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيتوهات تندوف: الذهول عن المقاصد
- الجهوية الموسعة أساس الاتحاد المغاربي
- هل سيشهد المغرب نمطا جديدا من الاحتجاج؟
- الإسلام في غمار الصراعات الأيديولوجية: محاولة للفهم
- شذرات على هامش الثورة
- الهجرة السرية: من أجل بدائل لا تتعارض مع المبادئ الإنسانية: ...
- مهاجر يدعى -أبو-: من مملكة بنوي بنجيريا إلى مخيم بنوي بوجدة
- الهجرة اليوم: هل هي ظاهرة أم عرض؟
- حول استحقاقات 2012: السلطة الفعلية في الجزائر تعيد سيناريو 1 ...
- الحراك السياسي ومعالم النظام المغاربي الجديد
- الإرهاب: خبراء يزيفون الحقائق ويضللون الرأي العام الغربي
- المغرب ومحيطه: الشروط المؤسسة لمنطقة آمنة*
- النظام الجزائري: أسطرة التاريخ وعسكرة الجغرافيا
- الأساطير المؤسسة للنظام الجزائري، هل تصمد أمام الأحداث؟
- الراهن الليبي، النظام الجزائري وأفريكوم: أي مصير مغاربي؟
- النظام الجزائري وموقفه من الثورة الليبية
- المغرب ومحيطه العربي: الحتميات التارخية وحرب الاختيارات
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (3)
- ما هي مواصفات الدولة الحديثة؟ موضوع للنقاش
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (2)


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد هادف - ليبيا: صراع الأجندات