أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - أمريكا ماما والأربعون إرهابي















المزيد.....

أمريكا ماما والأربعون إرهابي


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 08:11
المحور: كتابات ساخرة
    


أمريكا ماما وما أدراك ما أمريكا ماما!!!
إنها الأم التي ترعى كل أبناءها... ترضعهم من ثدي الطاعة... تطعمهم فراداً من خبز الإرهاب.. توقظهم جميعا صباحاً على سماع وقع القنابل.. وحينما تجدهم قد ذعروا وخافوا تقول لهم:
_ لا تخافوا يا أبنائي ولا تهتزوا ولا تحركوا ساكناً.. فهذه أصوات مفرقعات العيد التي ندرّبكم عليها الآن وسوف تستخدمونها لاحقاً..
فيقولون لها:
_ أمرك يا ماما!!
وأبناؤها المدللين يبلغ عددهم أربعين ابناً، إحدى هذه المفرقعات وقعت على أحدهم فمات للتو.. فبكت عليه أمريكا ماما.. وخرجت إلى أبنائها الباقين تعزيهم وتجلب لهم قطع الحلوى حتى يكفوا عن البكاء..
وقطع الحلوى هذه كانت كالسحر العجيب الذي يوقف أبناءها عن ذرفِ دموع التماسيح و..... يسكتهم!!!
أمريكا ماما هي محبة لأولادها.. وكل يوم تتبنى ابناً جديداً.. ثمّ تعطيه مهمة جديدة فمنهم مهمته في سجن أبو غريب، و منهم في غوانتنامو ومنهم في !!!؟؟؟...
وأمريكا ماما تمنح أبناءها المجتهدين ميدالية في حسنِ التقليد.. فمن يقتل الكثير من السجناء الأبرياء.. يقلّده آخرون.. ومن يغتصب فتاة صغيرة السن.. يقلّده آخرون على شاكلته.. ومن يعتدي على حرمة شيخ مسن يقلّده آخرون أيضاً.. أما أحدهم فقد أجهز على جريحٍ أمام كاميرات التلفاز.. فلم يكن أمام رفقائه الباقين إلاّ أن قلّدوه مصفقين له!!
وأبناؤها –ولله الحمد- كلهم مطيعون لها.. إذا ما طلبت منهم شيئاً قالوا لها:
_ أمرِك ماما!!
وأمريكا ماما لم يكن يُرفض لها أي طلب.. فحينما كانت تطلب من أبنائها هؤلاء قائلة:
_ اقتلوا‍..
كانوا يجيبونها في الوقت نفسه:
_ أمرِك ماما..
_ دمّروا‍‍..
_ أمرك ماما..
_ اذبحوا..
_ أمرك ماما..
_ اغتالوا شخصيات عظيمة واتهموا الأبرياء بذلك..
_ أمرك ماما..
إلاّ أنّ أصغرهم وأحبهم إليها إسرائيل قابض الأرواح القائم بأعمال عزرائيل كان يقول لها:
_ أمريييك آ ماما..
وكانت هذه العبارة ولصغرها أحبّ العبارات إلى قلبها.. كما كان ابنها الإرهابي المدلل هذا والذي ينطق بها، أقرب الأبناء وأحبهم إليها.. وهكذا كانت تطلب منه وبشكل دائم أن يعيد عبارته الصغيرة هذه.. فيعيدها ضاحكاً.. راضياً لأنها راضية عنه.. ومعجبة بنباهتهِ..
_ أمريييك آ ماما..
فتقهقه عالياً موصلةً صوتها إلى مشارق الأرض ومغاربها.. وتعيد وراءه قائلة:
_ أمريييك آ ماما.. أمرييك آ ماما.. هاهاها.. أمريك آ.. أمريكآماما..
ويتساءل كل من يصله قهقهتها ويستمع إليها:
_ من هذه الأمريكا ماما؟!...
ومن هنا جاءت تسميتها بـ "أمريكا ماما".
كنتُ في غرفتي ألملم بقايا الكلمات التي همسها سراً لي حبيبي وأجمعها من جديد وأرتبها حسب تسلسلها حينما كان في عينيه ذاك البريق الذي طالما أسرني وهو يحدثني بأروع الكلمات وأحلاها... أذكر يوماً بضع أبيات للشاعر "ظافر الصدقة" أنشدها لي حبيبي:
قدمتُ إليكِ مفتوناً ولحنكِ جاب أفكـاري
فكيف الحب يسلبني وكيف يزور أمصاري
محوتُ اليومَ والأمسِ وتاريخي ومشـواري
نسيتُ البحر والغرقَ نسيتُ كلّ أسفــاري
إليك العمرُ يا عمري إليك شهدُ أزهـــاري
وكنتُ أنا وحبيبي نعيش قصة حبٍ هادئة، صادقة، بريئة، طاهرة لا تشوبها أية شائبة... لطالما حلمنا سوية بمكان صغير يضمنا يوماً ويضم أحلامنا ويضم معها طفلنا الذي كنتُ أتمنى أن يكون ذكياً شقياً كوالده... وكان حبيبي يتمنى أن يكون طفله لطيفاً كوالدته... وكنا نعيش في ثبات ونبات إلى أن اخترق صفو مشاعرنا... (أمريكا ماما)..
وما أدراك ما أمريكا ماما؟؟!!.....
وأمريكا ماما هذه كانت تحشر أرنبة أنفها وغير أرنبة أنفها في الذي لها وفي الذي عليها... بحكم أنها تفهم في كل شيء.. كل شيء!!
ولكنني أنا وحبيبي لم يكن يعنينا إلاّ الحب.. وكنا نخشى الكل شيء هذا، لا لأننا نهابه بل لأننا لم يكن يشغلنا في شيء وخصوصاً أنا فلم يكن يشغلني إلا دراستي والكتابة و الحب!!!
وهكذا كنا ضحية أمريكا ماما التي كانت تراقب حبنا وأحاديثنا في الهوى... علها تجد في ذلك صيداً ثميناً تسميه "إرهاباً" فننضم غير مأسوف علينا إلى قائمتها السوداء... ولكني سأكتب عنها وسأُعلم العالم أجمع أنها اقتحمت حرمة أسراري كأنثى تحب بصدق... وتجرّأَتْ على حرمة أسرار حبيبي الذي ذنبه فقط أنه أحب من أعماق قلبه وأنه يريد نهاية جميلة لحبه... فهو لا يحب في الظلمة... بل حبه نشأ أول ما نشأ في النور وباركه الجميع...
فتحتُ المذياع يوماً لأستمع إلى برنامجٍ عن الراحل فريد الأطرش... وفي غمرة انهماكي بأغنية له طالما عشقتها ،وصلتني رسالة عن طريق الجوال... تلثمتُ حتى لا تعرفني ماما أمريكا ومن ثم تبدأ بإعطاء أوامرها للأربعين إرهابياً كي يزجوا بي في السجون بتهمة أنني "بريئة"!!.. وفتحتُ الجوّال لأقرأ الرسالة وبدأتُ بقراءة كلماتٍ أرسلها لي حبيبي الغالي من الغربة ثمّ شهقتُ لغلاوة الكلمات وأطفأتُ النور حالاً حتى لا تقرأ أمريكا ماما ما قرأته وتسميه "إرهاباً"...
عدتُ لسماع الأغاني المحببة إلى قلبي عن طريق المذياع... وحينما غنى فريد جملته" يا واحشني ومشتاق لجمالك" أطفأتُ المذياع خوفاً من أن تكون أمريكا ماما تسمعها وتفسد علي بأنني أهدد أمنها بسماعي هذه الأغنية واستقبالي لرسائل حبيبي فتحدث الكارثة وتنفيني إلى... غوانتنامو!!!
كل من يلدغ يقلب السين ثاء..وحرف الراء ياء.. إلا مامي هذه..إلاّ أمريكا ماما.. فإنها تلدغ في حرف الياء وتبدله بحرف الراء..
عجبي!!!
فحبيبي اسمه إيهاب.. وتصوروا لو أنها أرادت أن تلفظ اسمه أمام الملأ.. ستكون الطامة الكبرى..
وأنا اسمي.. لالا.. ليس من الضروري أن أقول اسمي الحقيقي حتى لا تفهمه أمريكا ماما كما تريد أن تفهمه ومن ثمّ أصبح في خبر كان!!!
تمددتُ على الفراش وأغمضتُ عينيّ وبدأتُ بحلم جميل مع حبيبي الغالي... حادثته عن شوقي له وعن لوعة فؤادي وحنيني إليه وهو في الغربة... وكان يبتسم لي مخففاً آلامي وأحزاني... مدّ يده ليمسح برفقٍ دمعة سالت على خدي ولكن عيون أمريكا مامي كانت أقرب إلى عينيّ اللتين أفاقتا من الحلم حالما تذكرتا أمريكا مامي هذه... وما أدراك ما مامي؟؟!!!...
نهضتُ عن الفراش وبدأتُ بتحضير نفسي.. ها هو القميص الأخضر.. سألبسه وأذهب إلى العمل.. وها أنا ذا أدندن أغنية "بنت النور" كان حبيبي قد أهداني إياها يوماً... وفجأة قطعت عليّ أمريكا ماما استمتاعي بالأغنية... وحالما تذكرتها خبأتُ قميصي الأخضر خلف الباب خوفاً أن تراه، لأنّ اللون الأخضر له رموز كثيرة.. وخوفي كان أن تتهمني بأنني انتميتُ إلى رمز من هذه الرموز.. وإن كنتُ قد ارتديتُ الأخضر فقد انتميتُ إلى كل رموز الأخضر.. وانتمائي إلى إحداها يعني في مفهومها إرهاباً..
أطفأتُ نور الغرفة وأمسكتُ قلماً وكتبتُ على جبيني" عجوز شمطاء"... ثمّ أبدلتُ ثيابي بارتياح دون مبالاة لوجود أمريكا ماما هذه أو عدم وجودها.. ودون مبالاة لوجود الأربعين إرهابياً أو عدم وجودهم.. ولم أعد أفكّر فيها.. ولا فيهم.. وعلى رأي المطرب التركي ابراهيم تاتليسس "من التفكير انقلبت حياتي إلى جحيم".. وأمان يالالالي أمان..



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والخنزير
- رايس في بلاد العجائب


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - أمريكا ماما والأربعون إرهابي