أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابوذر ياسر - يوم غير عادي -قصه قصيره














المزيد.....

يوم غير عادي -قصه قصيره


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


عندما خرج حميد من السجن عام 1961 بعد عام ونصف قضاها في سجن العماره كان امامه اسئله كبيره :
لماذا حدث كل هذا؟
لماذا فجعت ام معطي في ابنها الشاب ؟
لماذا قضى في السجن عام ونصف؟
ما معنى ان يكون هو ورفاقه سجناء سياسيين في عهد الزعيم الذي احبوه ؟
ولماذا يتحاور الناس في هذا البلد بالسلاح بدلا من الكلمه ؟
هل ان الناس في هذا البلد مهيئين لممارسة العمل الحزبي بشكل صحيح؟
رغم ان حميد لم يستطع الاجابه على هذه الاسئله الا انه اتخذ قرار لارجعة فيه
ان لايزج نفسه بعد الان في اي نشاط سياسي بعد هذا الذي حصل في ذلك اليوم غير العادي في بلدته الصغيره . وان يبتعد عن المدينه ردحا" من الزمن. حمل (حميد ) اغراضه وشد الرحال الى بغداد مصطحبا" زوجته وابنه (ثائر) ابن الثلاث سنوات . في الطريق الى بغداد كانت احداث ذلك اليوم مائله امامه وكأنها حدثت بالامس:
صادف حلول الذكرى الاولى للثوره في اليوم الحادي عشر من محرم !! اي بعد يوم واحد من احياء الناس في العراق لذكرى يوم عاشوراء وهي مناسبه حزينه جدا لدى اغلبية العراقيين . كانت مراسيم عاشوراء التي تتوج في كربلاء يوم العاشر بركضة (طويريج) التي يشارك فيها عادة" عشرات الالاف من الناس يعقبها في اليوم الثاني مراسيم سبي عائلة الامام الحسين.
في ظل هكذا اجواء لم يكن من اللائق الاحتفال بذكرى الثوره وكان الجميع يدرك هذا جيدا". كان العراق انذاك يعيش انقساما" خطيرا"فقد كان الشارع في كل الوية العراق ( عدا الموصل والرمادي) بشكل عام بيد تيار ( المقاومه الشعبيه) فيما كانت الكثير من مفاصل الدوله وخاصه الجيش والشرطه بيد تحالف ( اوقفوا الاعصار) المناؤي للمقاومة الشعبيه ولزعيم الثوره ايضا"!!.
كان معسكر ( اوقفوا الاعصار) يضم الاغنياء والقوميين الذين استفادوا كثيرا من فتوى المرجعيه الدينيه في النجف التي كانت تعني عمليا ان الانتماء لتيار ( المقاومه الشعبيه) هو ( كفر والحاد).
فيما كان معسكر ( المقاومه الشعبيه) يتكأ على فقراء البلد وفئات واسعه من النخب المثقفه والمتعلمه كالطلبه والمعلمين والمهندسين والاطباء ورغم هذا فقد انخرط الكثير من الشباب من ابناء الاغنياء في ( المقاومه الشعبيه) وكان من بين هؤلاء ( معطي) الذي ينحدر من اعنى العوائل في بلدة( طويريج) القريبه من كربلاء.
استطاع ( معطي) اقناع الكثير من ابناء الطبقه المتوسطه الانخراط في تيار ( المقاومه الشعبيه) ومن هؤلاء حميد صاحب اكبر المتاجر في المدينه وصديقيه محمود و رزاق وغيرهم
تداعى عدد من ابناء المدينه لمناقشة ماستؤول له الامور لو تم الاحتفال في ذكرى الثوره في يوم الحادي عشر من محرم وأستقر الرأي على تقديم الاحتفالات اربعة ايام اي في يوم السابع من محرم ووقعوا عريضه بهذا المعنى الى متصرف الحله وكان من الموقعين (معطي) و( محمود) و(حميد) و(رزاق)
كانت (طويريج) بلده صغيره هادئه تابعه اداريا" للواء الحله وكان نهر الفرات يخترقها من وسطها شاطرا" اياها الى منطقتين ( الصوب الكبير) و( الصوب الصغير) يربط بينها جسر حديث انشئه مجلس الاعمار عام 1955
احتفل تيار ( المقاومه الشعبيه) بعيد الثوره يوم السابع من محرم وازدانت شوارع البلده الصغيره بالزينه واعلام الجمهوريه الفتيه وصور ( الزعيم الاوحد) فيما كانت الحناجر تصدح بالهتافات المؤيده للجمهوريه الخالده ولعبد الكريم قاسم ( نصير الفقراء) والمطالبه بالاتحاد الفدرالي على غرار اليمن وبالنظام الشعبي على غرار الصين ( مثل الصين شعبيه ومثل اليمن فدرالي)
انفض الاحتفال عصرا بسلام وانصرف الناس الى استئناف احتفالهم باليوم السابع من محرم والمخصص لنعي الامام العباس .
استيقظت البلده كعادتها يوم الحادي عشر من محرم على اجواء هادئه لم يعكر صفوها اي شيء الا ان العالمين ببواطن الامور قد حبسوا انفاسهم لان ( تيار اوقفوا الاعصار) كان مصرا" على الاحتفال بعيد الثوره هذا اليوم
لم يكن لدى ( تيار اوقفوا الاعصار ) شعبيه قويه داخل البلده . الا انه كان يحظى بنفوذ قوي في ارياف المدينه حيث تحظى فتاوي المرجعيه الدينيه باحترام شديد
في الساعه التاسعه صباحا بدأ تدفق الناس القادمين من الارياف على شكل موجات تهتف بحياة الثوره وكانت تجوب شوارع واسواق المدينه فيما اقفلت الكثير من المتاجر ابوابها تحسبا" لاي احتكاكات قد تحدث في هذا الجو السياسي المظطرب .
بعد ساعه حدث اطلاق نار قرب مقر ( المقاومه الشعبيه) فحدث اشتباك سقط فيه اربعة قتلى اثنان من المدافعين عن المقر هما ( معطي) و (حسن) واثنان من المهاجمين واعقب ذلك حصول حرائق في مناطق متفرقه من البلده
تدخلت الشرطه واعلنت السلطه المحليه حالة منع التجوال في المدينه فيما تم تشييع جثامين القتلى في مدينة كربلاء
لم يبارح ( حميد ) بيته في ذلك اليوم منذ الصباح تحسبا" لما قد تحمله الاحداث من مفاجآت وقد جاءه خبر مقتل صديقه ( معطي) وهو في بيته فحزن حزنا" شديدا" . لكن محمود لم يدر بخلده قط انه سيقف امام المحكمه العرفيه في بغداد باعتباره احد المسؤولين عما جرى في هذه المدينه في هذا اليوم المشؤوم !!!
في اليوم الثاني اعتقلت السلطه عدد من النشطاء في تيار ( المقاومه الشعبيه) وتيار ( اوقفوا الاعصار) على حد سواء وكان من بين المعتلقين حميد واصدقاءه محمود ورزاق وتم ارسال الجميع الى المحمكمه العرفيه في بغداد
اعتبرت المحكمه ان العريضه المقدمه الى متصرف الحله لتقديم موعد الاحتفالات والتي امضاها نشطاء ( المقاومه الشعبيه) هي سبب كل ماحصل وحكمت عليهم جميعا" بالاعدام !!
لكن قرار المحمكمه الهزيل كان يقول في اخر فقراته:
نظرا" لعدم كفاية الادله يخفف الحكم الى السجن المؤبد !!
بعد عام ونصف اصدر الزعيم قرار العفو عن السجناء الذي شمل (حميد) ورفاقه



#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات الانسه فيان
- هل ان الحب مؤسسه فاشله؟
- فيان .............. قصه قصيره جدا
- بعد فوات الاوان
- من وحي الثامن من يونيو
- الدين الشعبوي والدين الكهنوتي
- لماذا أحب العراق
- نداء الى رئيس وزراء العراق القادم قدم استقالتك من الآن يا رج ...
- هل ان ممارسات داعش تنسجم مع تعاليم الاسلام؟
- بكالوريا
- حجي رضا العجلاتي
- ثلاث قصائد الى فينوس
- امي
- كلمات للوطن
- يوم ........ قد لا يأتي
- خارطة طريق
- الى فقراء العراق
- مهندس النفط البريطاني في ركضة طويريج
- ثقب
- الرجل الذي احب الله


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابوذر ياسر - يوم غير عادي -قصه قصيره