أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناصري - كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم العراقي المسفوح














المزيد.....

كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم العراقي المسفوح


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 12:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لاأدري ماذا أقول أو أكتب أمام الفواجع الوطنية المتلاحقة والكوارث المتصلة ؟؟ كيف يتصرف الأنسان في هذه الحالات التي تقترب فيها السماء من الأرض ، ويختلط فيها اللحم والدم بالتراب الوطني؟؟ كيف يتنفس ويأكل ويضحك بعد الآن ؟؟ كيف ينظر الى النساء والأطفال والحجر والشجر والورد والماء ؟؟ كيف تتحرك حواسه المسلوبة والخائرة ؟؟ وكيف ينظر الى عيون ووجوه القتلى والضحايا ؟؟ ماعساة أن يقول لهم ؟؟ ماقيمة الكلمات والمداد أمام أنهار الدم الطاهر المسفوح لأبناء شعبي الأعزل في شوارع وحواري بغداد وشوارع ومدن العراق ؟؟ وما قيمة المواقف إذا لم تساهم في إيقاف شلالات الدم العراقي المقدس ؟؟ وماقيمة الصراخ والضجيج والمزايدات إذا لم تساهم في شد الجرح الوطني العراقي النازف ؟؟ ماقيمة الثرثرة المجانية المكررة في الفضائيات إذا لم تدافع عن حياة ووجود الإنسان في بلادي المسبية ؟؟ أين يقف المستقبل في هذه اللوثة العارمة ، في هذه اللحظة المارقة ؟؟ أين هي الوحدة الوطنية الحقيقية وشروطها ومستلزماتها وثوابتها ؟؟ أين هو برنامج العمل الوطني الرصين ؟؟ أين هو الفكر السياسي الوطني الجديد ؟؟ أين هي أساليب العمل الوطنية الجديدة ؟؟
لم نصح بعد من كارثة جسر الأئمة الوطنية وآثارها المروعة ، ولم نتخلص بعد من الصدمة والرعب اللتان أتى بهما ذلك اليوم الحزين والطويل والدامي ، بكل تفاصيلة وإختلاطاته ومهازله ، حتى ضرب الإرهاب من جديد قلب ووجه الكاظمية الطيب والمقدس ، ومزق أجساد عمال مسطر الكاظمية الجوعى في صباح عراقي مر ، يشبه مرارة القتل الجماعي البارد والسهل .
قبل هذه الجريمة الرهيبة ، و هذا العمل الجبان كانت عصابات أخرى تخرب وتعبث بصباح مدينة التاجي الأبيض ، وتخطف الضحايا وتنقلهم على عجل الى منطقة قريبة من المدينة لتنفذ بهم أحكام إعدام مبرمة وسريعة ، ثم توالت الأخبار العاجلة والمتواترة ، و التي لم أستطع السيطرة عليها ومتابعتها ، لقد أصبت بعجز وحيرة مدمرة ، فبين كل سيارة مفخخة وأخرى ، هناك إنتحاري آخر يقودة عقله الدموي الى حتفه المخزي ، في عملية تقف ضد الحياة والإنسان والأخلاق ، وضد القيم الإنسانية البسيطة ، لكنه الخراب العميم في أرواحهم وذواتهم الجاهلة والقذرة .
في الأربعاء الدامي قتل قمر بغداد من جديد في سماءهاالمنكوبة ، وتساقطت النجوم فوق الأجساد المتطايرة والمتناثرة على بساط الموت الأغبر الممدود بعنف وقسوة مقصودة ، والذي يتربص بالجميع في شورارعنا وساحاتنا الموحشة والكئيبة كآبة الموت الرخيص .
في هذه اللحظات القاسية من تاريخنا ومن وجعنا الوطني ، علينا أن لانضيع الإتجاه ، ولانفقد القدرة على التشخيص الدقيق لسير الأحداث ، علينا أن نستمر في بحثنا وتشخيصنا الدقيق للمحنة الوطنية التي يمر بها شعبنا ووطننا وأسبابها وسيرورتها الحقيقية ، وأن تبقى رؤ يتنا شاخصة وثابتة تجاه المشكلة الرئيسية ، وكيفية معالجة هذه المحنة القاسية والخطيرة ، وأن لانخلط بين الرئيسي والثانوي ، وبين الأساسي وغير الأساسي . وأكثر ما أخشاه هو التوهم بأن المحتل القاتل هو المنقذ ، وأن يستمر التصعيد والشحن الطائفي التقسيمي المتقابل والخطير وإيصاله الى لحظة الفلتان والتفجر ، وإحتراق الوطن ومافيه .
إن مشكلتنا الرئيسية كانت ولا تزال مع الإحتلال ، الذي إستباح ودمر بلادنا ، وأراد لها أن تكون الساحة الرئيسية لمكافحة الإرهاب على الطريقة الأمريكية ، ليبعده عن شوارعه ومدنه ، وهذا مايكرره بوش ليل نهار ، دون رد من التابعين له في بلادنا ، بل على العكس خاصة مع تصريحات جلال الطالباني والجعفري الأخيرة التي تتشبث بالمحتل لحمايتهم ، وهو الذي إستقدم الإرهاب إلينا لإغراض خاصة به وبمخططاته في وطننا والمنطقة ، وهو الذي عجز عن القضاء على الإرهاب رغم ماكنته الحربية الرهيبة ، ورغم إمساكه وتمسكه بالملف الأمني . ثم الإرهاب الأسود ذاته ونواياه وإرتباطاته ، وهو الذي أستغل إنهيار الدولة ومؤسساتها التي دمرها المحتل ليستوطن في بعض المناطق ويقود عملياته القذرة و المشبوهة ، ثم الإدارات التابعة للمحتل ، من مجلس المحكوميين الى إدارة الجعفري ، تلك الإدارات العاجزة والمتخلفة والخاضعة للأجنبي والغارقة في أوحال الفساد والطائفية والمحاصصات والنهب والفرهود ، هذه هي الخلطة الفاسدة التي تجر بلادنا الى الخراب والجنون .
لقد أثبتت الأحداث الرئيسية واليومية الجارية في بلادنا فشل وتوقف العملية السياسية ( الأمريكية ) في جميع المجالات، والمطلوب هو إطلاق مشروع العمل السياسي الوطني ، عبر مؤتمر وطني عام ، يقود الى الخروج من الأزمة الوطنية الراهنة ، والتخلص من الإحتلال والإرهاب بكافة أشكاله ، ومعالجة المشاكل والأزمات القديمة والجديدة الطاحنة ، وإيقاف المذابح والتصفيات والشحن والدفع الطائفي والعرقي الخطير ، ومخاطر التقسيم ، والأنتقال التدريجي بالبلاد الى حالة طبيعية ، تحدد وترسم مستقبل شعبنا ووطننا .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
- الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول ...
- ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما ...
- تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
- قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
- حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
- في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
- الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة
- رحيل يوسف عبد الكريم البيض ( عبدول ) في مدينة هورن الهولندية
- حول تأسيس الحركة الشيوعية العراقية / ملاحظات نقدية
- عرض لبيان المبادرة الديمقراطية العراقية
- منتصر لن تموت .. منتصر بيننا أبداً !!
- عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناصري - كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم العراقي المسفوح