أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - لائحة اتهام















المزيد.....

لائحة اتهام


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 19:48
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما يرى المواطن الغربي البسيط أن رسماً كاريكاتورياً ساخراً يثير جنون أغلب المسلمين فيحرضهم على الاحتجاج ضده بطريقةٍ تنزع على الأغلب إلى العنف سيفترض منطقياً أن تلك الجموع أتت من مجتمعاتٍ لا تمتلك أي مشاكل إنسانية أو فكرية تُؤرِّق نومها المسائي أو تمنعها من الحصول على قيلولةٍ خاطفة وقت الظهيرة..و ربما سيعتقد -و له كامل الحق في ذلك- أن جميع تلك الرسومات الساخرة تتجنى على الدين الإسلامي بما ليس فيه طالما أن كل تلك الملايين تخرج متظاهرةً و مُبديةً لغضبها بطريقةٍ تشبه طريقة الذئب الجريح في التعامل مع أعدائه..تلك الرسومات تحتوي في مضمونها على العديد من التهم نحو الدين الإسلامي أو النبي محمد الكريم لهذا سأفترض أنه لن يضرنا القليل من التواثب بين فقرات لائحة الاتهام تلك لنستعرض تلك التهم و مدى موضوعيتها.

أولى تلك التهم هي تهمة الإرهاب..ذلك الإرهاب الذي يمكن أن نلاحظ دون أي جهدٍ يذكر أن أغلب مرتكبيه هم من معتنقيَّ الدين الإسلامي..و كالعادة يقع المسلمون في فخٍ مكرر عندما ينفون عن ذلك الإرهابي صفة دينه -أي الإسلام- متناسين أن لا أحد يكترث بما يصفونه به و لكن بما يصف به نفسه فالاعتقاد الثاني لا الأول هو الذي سيؤدي غالباً إلى عدة رؤوس مقطوعة أو عدة جثث متناثرة هنا و هناك..ذلك الاعتقاد الذي يمتلكه ذلك الإرهابي بأنه مسلم متدين هو ما يمنحه القدرة على تفخيخ جسده كما أجساد الآخرين لأن هناك من جعله يؤمن بأن قيامه بهذا الأمر بالإضافة إلى نُطقه للشهادتين هما أمران كافيين تماماً لحصوله على متعةٍ جنسية لا تنتهي بجوار الرب و بمباركته.

ثاني تلك التهم هي الاستبداد الديني..و هنا لا أعلم هل أتحدث عن محاكم التفتيش الإسلامية و التي تضطهد أي مسلمٍ معتدل يدعو إلى الاعتدال الفكري و التعايش مع الآخر و احترام معتقداته أم أتحدث عن أي شخصٍ يخشى الاعتراف بإلحاده أو حتى لا دينيته علناً لأن القيام بذلك الاعتراف أصبح مقروناً على الأغلب بتحليق عنق صاحبه بعيداً عن موضعه الطبيعي!!..فالاضطهاد الديني الذي تمارسه دولٌ إسلامية عديدة تجاه الأقليات الدينية التي تسكن بين ظهرانيها له صورٌ عديدة لا تعد و لا تحصى لعل أشد تلك الصور وضوحاً هو ذلك الاضطهاد الذي سيعيش تفاصيله أي شخص يحاول أن يفتتح كنيسة أو كنيس لمعتنقيَّ ديانته في بلدٍ إسلامي يتباهى بعدد مآذنه لا بمقدار احترامه لمعتقدات الآخر.

و التهمة الثالثة هي التمييز ضد النساء بل و تشريع ذلك الأمر على لسان الرسول الكريم و قطع لسان الرب عند محاولته مخالفة كتب التراث "الإسلامي"..ذلك التمييز يصل في بلدانٍ إسلامية عديدة إلى حد إهدار كرامة المرأة الإنسانية و الحط من قدرها فكرياً و إنسانياً كما مجتمعياً..و من المثير للاستغراب أن المسلم يرى أن الحرية الجنسية لفتاةٍ في الثامنة عشر من عمرها في الدول الغربية هي إباحية تثير غثيانه كما رعبه و لكن معدته لا تبدِ ذات ردة الفعل تلك عندما يتخيل رجلاً في الخمسين من عمره يعاشر فتاةً في الثامنة!!..بل إنه -و على سبيل الحماس الديني- قد يشارك في مظاهرات تكاد تكون مليونية للتنديد بأي تشكيكٍ تجاه المغزى الديني و الإنساني العظيم لذلك الأمر!!.

أما التهمة الرابعة فهي رفض القيام بالنقد الذاتي و محاربة أي شخص يحاول القيام به بتوجيه تهمٍ عديدة نحوه و أولها كالعادة تهمة الردة..فأي شخص يوجه أي نقد لمجموعة التناقضات البشعة التي تمزجها كتب التراث بالدين الإسلامي لتُنتج لنا أمراً مُرَّ المذاق كما الخمر يُقابل بتوجيه تلك التهمة إليه..و بالرغم من تلك المرارة التي يمتاز بها ذلك الدين الجديد إلا أنك ستجد أن إيمان أغلب المسلمين به يشابه في قوته إيمان معظمهم بأن دخول الحمام بالرجل اليمنى يعمل كحاجز صدٍ لا مرئي تجاه هجوم الشياطين نحوهم!!.

التهمة الخامسة هي اعتناق نظرية المؤامرة بطريقةٍ تقترب كثيراً من الفجاجة و هو ما نراه جلياً عند كل حادثة يكون الضحية فيها من المسلمين أو دينٍ بأكمله كما يحدث حالياً بفضل داعش..فتلك النظرية هي ما جعلت نسبة من المسلمين يؤمنون أن داعش ما هي إلا صناعة غربية خالصة..نعم فأفراد داعش تعلموا في مدارس الغرب أن الزانية تُرجم و أن من يغير يدينه يجب أن يُقتل و أن المثلي لا يليق به إلا الرمي من فوق أسطح المباني و أن غير المسلم هو نصف إنسان حتى إشعارٍ آخر..و هكذا و بإتباع تلك النظرية المقدسة أصبحت داعش و بكل بساطة صناعة غربية خالصة ألقى بها الغرب فوق رؤوسنا كما ألقت الولايات المتحدة بقنبلة الرجل البدين فوق رؤوس اليابانيين.

التهمة السادسة هي رفض الاندماج بالثقافة الغربية و احتقارها..تلك الثقافة التي أثبتت للجميع أنها تحمل كأي ثقافة إنسانية عدداً من السلبيات كما الإيجابيات بين طياتها و لكنها في ذات الوقت أثبتت أنها أكثر إنسانية من الثقافة الإسلامية بصورةٍ عامة..ففي الوقت الذي تظاهرت فيه معظم دول العالم الغربي من أجل التنديد بالإرهاب الإسلامي الهوية لم يقم العالم الإسلامي بالقيام بذات التنديد و بذات الكيفية..و من الغريب كيف أن المسلمين كانت لديهم الشجاعة الأدبية للمطالبة بإدانة عالمية لجريمة مقتل ضياء بركات و زوجته يسر محمد أبو صالحة و أختها رزان في الوقت الذي لم يقوموا هم فيه بأي إدانةٍ و لو شكلية تجاه عشرات المذابح اليومية التي يقوم بها أشخاص أتوا من خلفياتٍ إسلامية و كأني بهم يمتلكون نوعاً ما من الفخر الطفولي بهم!!.

مجتمعٌ يعاني من العجز عن دحر كل تلك التهم عن نفسه -و غيرها الكثير- و ما زال يملك البال الرائق لينتقد صارخاً و بهستيرية كل من ينتقده ببضع رسوماتٍ كاريكاتورية!!..عشرات المظاهرات تخرج في أغلب البلدان الإسلامية عند ظهور أي رسم كاريكاتوري عن النبي الكريم متجاهلةً و بشكلٍ أحمق حقيقة أن فكرة هذا الرسم أو ذك غالباً ما تكون مُستقاة من كتب التراث المُقدسة أو من واقع المجتمعات الإسلامية..و كم كنت أتمنى أن يكون لدى أغلب المسلمين إيمان و لو هزيل بأن النبي الكريم لم يُنتقص قدره بتلك الرسومات بقدر ما حدث بواسطة كتب التراث تلك و التي أظهرته بمظهر الرجل الشهواني الدموي و المتعطش دوماً للسلطة..و لكن الإيمان بذلك الأمر سيتطلب منهم القيام بقراءة تلك الكتب بعقلية المتجرد الناقد لما تحتويه و هو الأمر الذي ستعتبره أغلبيتهم إضافةً رابعة للمستحيلات الثلاث.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة
- خطأ إملائي
- -سيلفي- إسلامي


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - لائحة اتهام