أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لا تنمية و لا ديمقراطية بدون إدارة نزيهة














المزيد.....

لا تنمية و لا ديمقراطية بدون إدارة نزيهة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لقد قال قائل ...لا توجد في العالم انظمة ناجحة واخرى فاشلة بل توجد ادارات ناجحة وادارات فاشلة والادارة هي الاساس في استغلال واستثمار الموارد لانها تربط وتنسق بين عوامل الانتاج بهدف ضمان تحقيق اعلى كفاءة ممكنة تساهم في رفع معدلات النمو والتطور وتعمل على رفع المستوى المعيشي لجميع افراد المجتمع. وبناء على ذلك اصبح علم الادارة في وقتنا الحاضر العمود الفقري لنمو المجتمعات وتطورها الحضاري ولقد اثبتت الدراسات والتجارب العملية ان تقدم الشعوب وتطورها الحضاري لايتم بمجرد توفر الثروات او استيراد احدث الاجهزة والتقنيات بقدر ما يعود الى الادارة العلمية والكفأة القادرة على حسن استثمار واستغلال هذه الثروات والتجهيزات التقنية بالشكل الامثل الذي يلبي احتياجات المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه .

فكناك مجتمعات وشعوب كثيرة تملك ثروات هائلة ورغم ذلك لا يزال الفقر والجهل والمرض يفتك بشعوبها لافتقارها الى الادارة الجيدة القادرة على استثمار ثرواتها لمصلحة شعوبها والكثير من دولنا العربية خير مثال على ذلك.
في حين ان هناك شعوب ومجتمعات اخرى لا تملك الا موارد نادرة ومحددة لكنها تمكنت بفضل الادارة من تحقيق وتائر نمو عالية وارتقت الى اعلى درجات سلم التطوير والحضارة وخير مثال على ذلك اليابان وهولندا وسويسرا وماليزيا وغيرها.

من هنا نرى اننا بامس الحاجة الى اصلاح اداري او تنمية ادارية تكون اساسا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لان العناصر الادارية هي الاداة والوسيلة لاستثمار الموارد وتوجيهها وفقا لمصلحة البلد لاسيما و المغرب يراهن حاليا على تنمية الموارد البشرية.

يكفي دلالة على اهمية الادارة ودورها في عملية التنمية ما قاله مدير احدى كبريات الشركات "... خذوا منا كل اموالنا وتجهيزاتنا وممتلكاتنا واتركوا لنا ادارتنا سنعيد كل ذلك خلال بضعة سنوات .."

فهل يعي المعنيون بالأمر عندنا والمدراء العامون والوزراء اهمية هذا القول ويفكرون بالغرب ومصلحته ومصلحة اجياله ويعطون للادارة العلمية الكفأة والنزيهة الاهمية التي تتحقق عند اصدارهم قرار تسمية مدير او معاون مدير او رئيس دائرة او قسم او...؟

ان نجاح المغرب في عملية التطوير والتحديث المنشودة مرهون بالاجابة عن هذا التساؤل.

ففي الوقت الذي نجد فيه الدول المتقدمة وشركاتها المختلفة تتنافس فيما بينها وتتسابق لتقديم افضل الاغراءات المادية والمعنوية لاجتذاب اصحاب المهارات والكفاءات الادارية المتميزة وتدفع لهم ما يريدون نجد في الغرب تسابق في ابتكار افضل الاساليب للتضييق على اصحاب المهارات والكفاءات ووضع العراقيل والصعوبات امامهم "لتطفيشهم" واخراجهم من دائرة الضوء والمنافسة او وضعهم في الاماكن الغير مناسبة لهم لإقبارهم و تعريضهم للروتين المميت.

في العصر الحالي الكفاءة هي اساس الاختيار و على القائمين على الإدارات بالغرب أن ينتبهوا إلى هذا لأنه مازال لا يشكل إلا استثناءا عندنا و ليس القاعدة. فلم يعد من المقبول في إدارتنا أن أصحاب الكفاءات بلا عمل مجدي تحت امرة من هم ادنى منهم علما ومعرفة وتاهيلا و كفاءة رغم السنين التي قضوها بالإدارة فهي لا تشفع لهم تعطيل الطاقات و إقبارها.


الادارة اليوم علم وفن ومهنة ولغة اجنبية وحاسوب وبريد الكتروني وانترنيت وخبرة اختصاص وضرورة ملحة وحتمية وبدونها لايمكن النجاح بعمليات التحديث والاصلاح والتطوير، أراد من أراد و كره من كره. كفى اضاعة وقت ولنتخلص من كل الذين ما زالوا متشبعين بالعقلية الإدارية التي تأسست على تحريم المبادرة و التي لا زالت تدور في فلك ( يرجى الاطلاع والتوجيه – يرجى اقرار ما ترونه مناسبا – قصد الاطلاع لتزويدي بالتعليمات... )

إن علم الإدارة الحديث يستوجب إطلاق روح المبادرة مع محاسبة المسؤول ومساءلته عن ماذا فعل و ماذا قدم و كيف انفق و ماذا انجز ؟ و لماذا تقاعس عن ممارسة الصلاحيات و لماذا فرط بمصلحة الشعب و لماذا أضاع الوقت ؟
ويجب معاقبة المسؤول إن قام بخطأ ويجب شكره وتحفيزه وترقيته اذا قام بواجبه وابدع في الانجاز وكان حريصا على المال العام والوقت .

اذا كنا فعلا جادين وصادقين باحداث التحديث والتطوير والتغيير واللحاق بالعالم والانتماء الى العصر فما علينا الا الاسراع باصلاح ادارتنا من خلال تطعيمها بعناصر ادارية كفأة ومؤمنة بالاصلاح واتاحة الفرصة لكل مواطن لممارسة دوره في بناء وتطوير الوطن من موقعه الخاص .

فليبدأ كل منا فردا او ضمن الجماعة التي يعمل معها باحترام الوقت وتحمل المسؤولية وليكون فعالا ومنتجا وحاضرا ومشاركا ويكسب الرهان مع الزمن ومع الاخرين هذه هي بداية الطريق.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة حاملي الشهادات العليا المعطلون
- أسباب تهميش رجال الغد بمغرب اليوم
- قوة الصين المتنامية
- النسيج المغربي يتحين الفرصة
- ماذا عن الإرهاب...؟
- بصراحة أحدثكم... صمت الحياة رغم الزحام و الضجيج
- غلاء المعيشة و حرقة العيش
- هل المجتمعات العربية مجتمعات بلغت سن الرشد
- الشباب بالرغم من كل شيء يجب أن تكون الكلمة كلمتهم
- سمات شباب المغرب حاليا
- حول قضية الإرهاب
- الديمقراطية ليست بدعة غربية
- الاصلاح الدستوري من منظور الذين يحلمون بغد مختلف جدريا بالمغ ...
- المغرب غدا
- لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية
- استطلاع الرأي حول الهدف الرئيسي من الدستور
- الديمقراطية المستوردة و مستقبل العرب...مجرد فكرة
- معضلة البنية الاقتصادية المغربية
- التنمية و السوق
- هكذا كان قدرنا


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لا تنمية و لا ديمقراطية بدون إدارة نزيهة