أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حياة البدري - لنحب ولنتعلم فنونه فهو علاج لكل داء














المزيد.....

لنحب ولنتعلم فنونه فهو علاج لكل داء


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 14:41
المحور: كتابات ساخرة
    


بينما كنت أنا والأستاذتين ليلى البرادعي من مصر وحنان بن قاسم المغربية نتنزه بحديقة ماجوريل، بعد الانتهاء من أشغال ملتقى التحول الديمقراطي، غمرتنا فرحة عارمة وأصبحنا نضحك من أعماق الأعماق لمجرد أسباب بسيطة فبدأت أتساءل بصوت مسموع معهما ونحن نضحك بصوت مجلجل وكأننا وحدنا أو أن الكل من أقاربنا وعائلتنا، عن سبب فرحتنا وبهجتنا التي اكتسحت عقولنا وأفئدتنا وجعلت الحب والسلام والهدوء وكل الصفات الجميلة ترخي بأسدلتها المبهجة والمفرحة على كياننا ...؟؟؟
أهو المناخ الرائع الذي تتميز به مدينة مراكش وأصحابها من شساعة الصدر ورحابته... أم أن السر يكمن في تلك الحديقة الرائعة وماتتميز به من فن راق وألوان ساحرة وفاتنة تمنح الدفء والطمأنينة و"تنتشل" من عالم الكراهية والحقد والحسابات الفارغة ومن عالم تتخلل شرايينه جمعاء الحسابات السياسية والمذهبية والتوجهات غير المحدودة واللامناصفة والتمييز الذي يطال الجنس البشري من نسائه وأطفاله ورجاله والفوارق الشاسعة بين الطبقات البشرية ... وغيرها من اللاعدالة إنسانية ... و ترفعك نحو عالم يمنحك الحق في الفرح الحقيقي والضحك العميق ...

أو أن من منحنا النشوة الحقيقية وزرع الفرح المتتالي لدينا هو الحب الكبيرالذي اجتاحنا وكسى ضلوعنا (ضاحكين) بفضل بركة "الولي" "ايف سان لوغن"، أو ربما أن بركات سبع رجال كلها قد تجمعت بتلك الحديقة الساحرة، وهي من حلت بأرواحنا ومنحتنا نعمة الحب الكبير والبهجة الكبرى...

ذالك الحب الذي تنمحى معه كل السموم وكل جرعاته التي تطرحها الحياة وهمومها وحساباتها الضيقة ... الحب الذي يجعلك تسمو وترتفع درجات ودرجات عن كل الموبقات التي تشد الإنسان نحو الدرك الأسفل...
الحب الذي أخرجنا من حالة الجمود والرزانة الزائدة إلى عالم مملوء بالأمل الكبير والبسمة النابعة من الدواخل ومنحنا الضحك الحقيقي الذي بدا الجل يفتقده وأصبح الوصفة السحرية التي يجب على المرء لكي يبلغها أن يقطع الشطان والبحار وأن يركب سفن المنشطات التي سرعان ماتنقلب عليه بأسوأ المساوئ وأخطر الأخطار الصحية ...

ذلك الحب الكبير الذي جعل مني شاعرة أنظم الشعر أمام صديقاتي وأعبر عن كل مايختلج جوارحي وفؤادي من فرحة وبهجة عارمتين وجعلتني أصرح لليلى البرادعي وهي ترفع يدها وكأنها تأخذ ميكروفونا تجري معي لقاء وتأخذ مني تصريحا متسائلة حول أسباب الفرح والضحك الذي تملكنا وكأننا طفلات لاتحمل كل واحدة منا هم البلاد والعباد الأكبر... والأستاذة حنان تضحك ملء فمها وهي تأخذ لنا صورا و"فيديو" يسجل اللحظة...
فقد دلفت أجيبها وأنا في غاية الفرح والمتعة بجمالية المكان وسحره الذي تملكني وأنساني ما يوجد خارج أسوار هذه "الجنة "، على أن الوصفة السحرية لكل داء هي الحب ، نعم الحب، الحب الحقيقي الذي يحمل بين طياته الفرح الحقيقي وتنمحي معه الكراهية والبغضاء ويعم معه التسامح الشامل والعطاء الأكبر والصدق والمصداقية والديمقراطية قولا ومملرسة... وبالتالي الرجل المناسب في المكان المناسب، والترفع عن كل الحسابات الضيقة والتسابق المحموم حول المناصب والكراسي الذي يقتل فيه الحزبي أخاه وابن حزبه ويشهر به ويجعل الدعاية المقيتة عصا غليظة تنزل عليه وتكسره...
فقط من أجل الوصول إلى منصب يوفر له كل مايطمح إليه من ماديات، ظنا منه أن سيجد ضالته فيها وستحقق سعادته وفرح أسرته... فكم من غني وكم أمير وسلطان يفتقد للسعادة وللحب الحقيقين ويشعر على أن العالم كله ضده ولايحبه ويسعى إلى أن يشتري حب الآخرين، ذاك الحب غير الحقيقي المبني على المال وقضاء المصالح...

الحب الحقيقي، ذلك الذي يمكن الإنسان من حب أخيه بني الإنسان كيفما كان جنسه وأصله ولونه ومستواه المادي... سواء كان ذكرا أو أنثى أوعربيا أوأعجميا...
فلنتعلم الحب ولنعلمه لنسائنا ورجالنا، لأبنائنا وحفدتنا بالمنازل والمدارس ، في الإعلام والكتاب والمقررات الدراسية العامة من الطفولة إلى الجامعة، آنذاك سنتغلب على نار الفتنة والكراهية والقتل المجاني في كل لحظة لبني الإنسان ...
ولننتصر على الكراهية والحقد عن طريق التسامح والحب الذي أوصت به كل المذاهب والديانات والمواثيق الإنسانية، ولنعمل جميعا على تفعيل بنود الحب الذي أفرغه البعض من مدلوله الحقيقي ولنرفع من جرعاته بيننا ولننثر ألوانه الزاهية التي تقتلع أوساخ البغضاء والحقد.

ولنتقاسم لحظات الحب وندعها تغمرنا وتطهر دواخلنا وتدفعنا نحو الإبداع في كل شيء، السياسة والاقتصاد و التعليم وفي التربية... ولنغلق الباب في وجه الكراهية والحقد والانتحار الذي بات يتسلل إلى ردهات بلداننا ولنتعلم ثقافة الحب والجمال.
داك الحب الذي يجعل بني البشر يرقون عن التمييز والعنف بكل أشكاله ضد أخيهم الإنسان...ذلك الحب الذي يطهر القلوب ويغسلها بنور المحبة والتسامح والخشية فقط من خالق واحد وأحد ألاوهو الله عز وجلت قدرته، الله المسؤول عن محاسبة العباد وعن كل خطاياهم وليس أولئك الذين يسلكون طريق الإرهاب ويبدؤون في تقتيل بني الانساء بما فيهم الأطفال والنساء... تحت ذريعة أنهم هم حملة الحقيقة الواحدة والوحيدة في الكون.
ولننشأ حدائق غاية في الجمال مثل حديقة ماجوريل بمراكش، كي تنثر بذور نسمات الحب الكبير للانسانية جمعاء ولتذكرنابتسامحنا وبسمونا عن الحفر والقتل والذمار لأخوتنا وأبناء جلدتنا، ولتدكرنا بإنسانيتنا..




#حياة_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد العمل النسائي : من أجل - قانون شامل لمناهضة العنف ضد ا ...
- مسيرة برتقالية من أجل تفعيل هيئة المناصفة والتسريع بإخراج قا ...
- أيها العالم المخبول تمهل...
- دعائم الحفاظ على مؤسسة الزواج من التفكك والترهل
- الاعلام يكرس الصور النمطية حول المرأة ويقزم دورها
- لكي لايسرق الزمن عمرنا وحتى لايصادر الخوف أحلامنا…
- مجتمع البلابلا ...
- سقطت أقنعتكم... فلا تحاولوا تصريف عجزكم نحو قضية المرأة...
- متى ستنفرج أسارير أمي؟؟... ومن يشفي غليل تساولات آمال؟؟...
- إلى أين المسير؟؟؟... فقد حان الوقت للبدء...
- مابعد الخرف العربي
- كابوس مزعج
- آن الأوان ...
- رحلة قصيرة مع تاجر حشيش
- دسترة اللاعنف، إلى متى...؟
- العرس النسائي الثالث
- من أقذف بصهارة بركان الثورة العربية إلى الخارج؟
- بيان اتحاد العمل النسائي:استنكار الحملة الدنيئة التي تستهدف ...
- هل سيخلق ازدحام المكتبات ازدحاما للمعرفة؟
- عدم تقدمنا ينبع من كسل وخمول... إداريينا


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حياة البدري - لنحب ولنتعلم فنونه فهو علاج لكل داء