أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - التصوف بين السياسة والكياسة














المزيد.....

التصوف بين السياسة والكياسة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 12:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التصوف بين السياسة والكياسة
نعيم عبد مهلهل
أظن وباليقين أن اكثر من ثمانين في المئة من ساستنا نوابا ووزراء لا يعرفون أن متصوفا أسمه النفري كان يرى أن السياسة مجافاة للحب في ما نود مع الحياة، ومعه السهرودي الذي قد لا يُعرفْ من قبل السادة اعلاه وبنفس النسبة أو اكثر وهو يرى في السياسة ما يغصبْ على الروح من مسلك يصنعهُ السلطان ووزراءه وحاجبه ، وحتى متصوفة سمر قند وبخارى أولئك الذين ساومهم جينكيزخان بين اهداءه صفنتهم وبين الحرق وهم جالسين على دكة الجامع رفضوا اهداءه صفناتهم وقالوا له : أحرقنا أجمل لنا لأن مع سياسة التتر لن يرى العالم في أحلام ليله وجه الجارية والقمر.
الملك المغولي يرتدي اليوم قناع داعش ويجيء من جديد ليس لأحراق المتصوفة ، فقد احرقتهم متغيرات العصور ولم يعد لهم بسبب مركبات ناسا الفضائية ومواقع ( السوشل ميديا ) وجودا ، ولكن داعش ستحرق عوائل الحي السكني المحاصرين في ناحية البغدادي وسباياهم من ايزدي سنجار وتركمان تلعفر وشباب سبايكر المساكين ، واذا لم تلبِ شروطهم التي ارسلوها الى كاكه مسعود سيحرقون اسراءهم من البيشمركه والذين عرضوهم في اقفاص حديدية في مسيرة استعراضية قبل ايام.
داعش هذا التفكير المفاجئ في الحماقة وغرابة التعامل مع الاخر يعتقد انه يبرهن لنا بنكثَ خطابات ساسة ضعفاء لم يستطيعوا الى الان تحقيق ما تلوه في خطاباتهم الانتخابية بأنهم سيحمون أمن المواطن وحياته ، وكيف يفعلون وهم هربوا من قسمهم في كنس داعش من الوجود كما اراد عبد الناصر أن يكنس اليهود ويرميهم في البحر ، لكنهم بدلا من حمل المكنسة أو البندقية لطرد جنود البغدادي الذين يتجولون طلقاء في شوارع الموصل بزيهم الافغاني ، فأن الساسة أولئكَ كنسوا الخزينة وجيوب فقراء العراق ،وراحوا يستعرضون لنا تمثيلياتهم في الورع والتصريحات والحلول ،وبعضهم يفكر أن يصبح صوفيا ليظهر ندم عينيه ولا يظهر لنا ندم جيبه.
لا أدري ورئيس دولتنا الدمث الخلق والاكاديمي المتنور والحائز على الدكتوراه في حياة أخوان الصفا وفلسفتهم الدكتور فؤاد معصوم هو الاقرب الى هذا الفهم في وعي رفض المتصوفة لأهواء الملوك وسياستهم أن يؤسس وعيا جديدا في تطبيق قسمه الرئاسي وينقل لرئيس الوزراء ووزراءه ونواب برلمانه صورة الوعي والدماثة والايثار التي رأيتها فيه وانا التقيه في بيته ضيفاً قبل تنصيبه رئيسا لوطن الحلاج وابن الهيثم وعلي الوردي وشيركو بكه سه وعمو بابا.
جلست مع الدكتور فؤاد معصوم لأكثر من ثلاثة ساعات وبمعية كبير مستشاريه صديقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد ، أيام كان نائبا وكنت اطمح لمساعدتي بزيارة مناطق بنجوين حيث قضيت سنوات من عمري هناك واتمنى الان اعادة كتابة ذكريات المكان فاكتشفت من رؤى الحديث أن الدكتور معصوم قبل ان يكون رئيسا يميل الى اشاعة نقاء الروح في صفاء القيم ووعي الكلمة ، وهو يفلسف العبارة بعربية فصيحة ويؤكد أن السياسة لن تنال من ثقافة الروح والعقل حين نجعلها هاجسا ثانيا في سعينا لأثبات وجودنا الحياتي.
الرئيس ( كويسنجقي ) النشأة والمولد والأزهري التعلم قد يدركُ جيدا وهو يكلمني عن طفولته وصباه في ذلك القضاء الآري العريق ( كويسنجق ) أنه حمل من ذلك المكان وثقافته العريقة وجاء الى الازهر ليبني لذاته روحا لا تتأثر بفوضى السياسة واهواءها بالرغم منه أنه قرر حين ينال الشهادة العليا الصعود الى الجبال ملتحقا برفيق دربه مام جلال.
لكنه الان على رأس الهرم في عاصفة ما يحدث، ولا أريد أن أصفه دون كيشوتا يرغب بتصحيح كل شيء في مواجهة ارث متعب لعشر سنوات من المحاصصة والتجاذب وحرب المليشيات وازعاجات الزرقاوي وجماعته وإمبريالية واستعمار الدواعش الجدد لمدن هي من بعض جماليات الجغرافية العراقية ( الموصل ـ تكريت ـ الانبار واجزاء من كركوك ) .
ولكنه بقلبه وبعض صلاحياته يمكنهُ أن يتركَ بصمة التغيير التي لمستها في كلامه واصراره بالرغم من سني عمره السبعين أن يبقى داعما ومجاهدا لثقافته الروحية والانسانية والوطنية حتى لو صار رئيسا.
بين التصوف والسياسة ، رغبة بامتلاك الكياسة الوطنية وبكنس كل تلك الرؤى المريضة التي تسكن عقول البعض من الذين يأتون الى المناصب ومعهم الخلان والاقارب ، همهم الارصدة وليس تقوى الافئدة وفي ذلك معضلة اخاف في نهايتها ان نضيعَ وطنٌ سار من اجله جلجامش الاف الاميال سيرا على قدميه من اجل أن يجلب له عشبة الخلود..............!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )
- أمير دوشي ...هاملت في أور
- كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )
- الفولتارين و ( واحد يسأل واحد )...!
- أسرار مدينة الناصرية
- حسن داخل حسين ( شهيدا )
- قبر أخي والثقافة السومرية
- الناصرية مدينة عباءتها حنجرة ( أبو كاظم )
- للناصرية ، تعطش والماءُ مَطر
- الماوردية في الشعر......!


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - التصوف بين السياسة والكياسة