أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - نكون.. أو لا نكون!














المزيد.....

نكون.. أو لا نكون!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظهر «داعش» الآن باعتباره التهديد الأخطر في حقل الإرهاب موضعياً وعالمياً، وانطلاقاً من ذلك، رحنا نتابع سماعاً وكتابة، وعبر وسائل الاتصال المحلية والعالمية، التدفق الأخطبوطي المفاجئ لـ«داعش»، وذلك على نحو وضع العالم، والغرب منه خصوصاً، أمام سؤال قلما ظهر في عقود سابقة كثيرة، وإن كانت إرهاصات له ربما أفصحت عن نفسها. كان مثل هذا السؤال قد ظهر في أعمال شكسبير الدرامية، وذلك حين جاء بالصيغة الوجودية الحاسمة جزءاً وكلاً : نكون أو لا نكون!


ولن نستعرض مظاهر هذا السؤال الوجودي في التاريخ الأوروبي، وذلك لمصلحة المعطى التالي: إن نشأة النظام الرأسمالي كانت بمثابة إعادة تنظيم العالم وفق مصالح أرباب المصالح والأموال. أما نشأة الاستعمار الغربي فقد وفرت شروط وظروف تعميم مقتضيات استثمار هذه المصالح والأموال على نحو يتجه نحو توحيد العالم كله رأسمالياً واستعمارياً، وذلك من موقع المقولة الهجلية (نسبة للفيلسوف الألماني هيجل) الشهيرة بـ«ثنائية السيد والعبد». ها هنا بالضبط، بدأت العملية بالارتداد على أصحابها، دون أن تؤدي إلى مصلحة الشعوب المستثمرة والمستعمرة، أي على نحو يؤدي إلى تكريس العالم المتقدم متقدماً والتابع تابعاً، طالما ظلت الشمس تشرق أبداً.

لم ينتهِ المشهد ها هنا. لقد استمر باحثاً عن مآلاته ومصائره، ومتجهاً نحو نهايته أو نهاياته السعيدة. لقد تبلور الجديد ليس فقط في البقاء عند عصر المضطهدين والمستغلين في العالم العربي، وإنما راح الموقف يتلبس «زبائن» السوق الرأسمالية الاستعمارية من فوق ومن تحت، فلكي يأخذ الموقف هيكله العمومي في العالم الآخر، ظهرت جهود لتسميته من قبل أصحابه وبمساعدة الخبراء والعارفين في ذلك العالم، حيث راح أخيراً يحمل هوية «عددية» وليست «ماهوية». وهكذا، أصبح هذا العالم يحمل رايته من قبل الجميع، بمن فيهم أهله. فأصبح -في نهاية الموقف- عالماً ثالثاً، أي «العالم الثالث»، ولم نكن نعلم ما هو العالم الثاني، وأين يمكث وبمن يتجسد، إلى أن رأى البعض من المنظرين الاقتصاديين أنه يقع بين بين، أي بين العالم الأول الغربي، والآخر المنطلق من كل ما يمس وما يتصل القارات المتبقية.

وليس هذا وحده، فالأمر يتحدد فيما صنعه سادة السلطة في العالم الثالث بـ«توجيه ومساعدة» العالم الأول، برموزه الكبرى: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.. إلخ. فلقد أقيمت علاقات قوية بين أركان السلطات «الثالثية» وبين أصحاب القرار في هذه الرموز، الذين يتبوأون مراكز بحوث استراتيجية وأجهزة مخابرات وطواقم من الباحثين والمثقفين في هذه الأخيرة. وقد راح ذلك يتحول في العالم الثالث إلى «أحجية» لا يستطيع فكها إلا «ذوو السلطة» في الداخل والخارج: تأسيس وتدعيم قانون الاستبداد الرباعي، ويبقى السؤال أخيراً: ماذا بعد؟ وأي مستقبل ممكن؟



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - نكون.. أو لا نكون!