أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواد الكنجي - مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن















المزيد.....

مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 08:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو ان الإحداث تتسارع ليس في المنطقة العربية فحسب بل في جميع إنحاء العالم الى درجة التي تنذر بما لا يحمد عقباه في توغل التنظيم الإرهابي لداعش في توسيع نطاق جرائمه في استهداف الأبرياء.
فبلامس القريب ارتكبوا هؤلاء الأوغاد مجزره (شارلي ايبدو) في فرنسا وقد سبق هذه الجريمة حادث هجوم فاشل على البرلمان الكندي ومن ثم في استراليا ليعقبه جريمة قتل الطيار الأردني ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يتسابقون في تتويج جرائمهم بجريمة أخرى نكراء يوم 16من شهر شباط الجاري إلى سجلهم الوحشي، بقطع رؤوس 21 مصريا مسيحيا من الأقباط اختطفوا من قبل تنظيم ما سمي بـ (جنود ولاية طرابلس) التابع لتنظيم داعش الإرهابي فى ليبيا والذين تم خطفهم فى الشهر الماضي على أيدي التكفيريين الدواعش في مدينة سرت على الساحل الليبي ، في تطور ملفت يعزز المخاوف بشأن تمدد التنظيم التكفيري إلى الأراضي الليبية، وينذر بفتح جبهة جديدة ضد الإرهاب في شمال أفريقيا ، وربما سنشهد في الأيام القادمة مزيدا من الجرائم لهؤلاء الوحوش انتقاما بما تكبدوه على الأرض العراقية وسوريا من الخسائر جسيمة بعد تلقوا هزيمة ساحقة إمام القوة الضاربة على يد البشمركة الكردية في كركوك بمقتل ميئات من هؤلاء الأوغاد و تكبدوا على نحو ذلك مزيدا من خسائر جسام بانهزامهم من معركة عين التمر ( كوباني ) في سوريا وما تلقوه من ضربات ماحقة من السلاح الجوي السوري البطلة على مواقع وتمركز هؤلاء الدواعش ومن السلاح الجوي لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا . وقد أتت ردود فعل غاضبة من الدولة المصرية حيث باشرت قواتها الجوية البطلة بضرب مواقع وتمركز قوات داعش في الأراضي ليبيا وأوقعت فيهم خسائر جسيمة ردا على ما ارتكبوه من جريمة ذبح بحق 12 مسيحيا مصريا كان يعمل في ليبيا .
وقد أدان فضيلة الدكتور (شوقي علام )مفتي الجمهورية بشدة هذه الجريمة مشددا في تصريح له " - أنه بإقدام هؤلاء الهمج على هذه الفعلة النكراء قد استحقوا لعنة الله وغضبه عليهم ومصيرهم جهنم وساءت مصيرا، مؤكدا أن الشرع الشريف أكد على حرمة الدماء، ورهب ترهيبا شديدا من إراقتها، بل جعل الله سبحانه وتعالى قتل النفس - سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة بغير حق- قتلا للناس جميعا.
و أضاف أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله توعد أمثال هؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء فقال )من قتل معاهدا، لم ير رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين يوما(.
وجه مفتي الجمهورية نداء إلى الناس في جميع الدول العربية والإسلامية وغيرها أن يتصدوا بكل حزم لهؤلاء المجرمين الذين تتبرأ من أفعالهم كافة الأديان السماوية،وأن يتعاونوا مع الجهات المختصة من أجل القضاء على هذا السرطان الفكري الداهم الذي يهدد بلادنا وأوطاننا."
وعلى اثر ذلك أيضا ،وتعليقا على الجريمة التى ارتكبها تنظيم داعش في حق العمال المصريين قال (د.محمد مختار جمعة) وزير الأوقاف، "- ان ذبح البشر وحرقهم إنما هو خروج من الدين والإنسانية وانحطاط عن مستوى الحيوانية، ولابد من قصاص عاجل وسريع وان نقف وقفة رجل واحد من قواتنا المسلحة لإنهاء وجود تلك الجماعات الإرهابية ومن يدعمها ومحوها واستئصال أشفتها واعتبار ذلك واجبا عينيا وفرضا شرعيا ووطنيا، كما نحذر كل أشقائنا العرب من الخطر الداهم المحدق بنا جميعا مما يتطلب عاجلا تكون قوة ردع عربية مشتركة للقضاء على هذا الخطر الداهم.. كما نحذر الغرب كله من أن هؤلاء المجرمين قادمون إليكم لا محالة إن اليوم وإن غدا إن لم نبادر جميعا بالقضاء عليهم .. فيدكم فى يدنا لنقضى عليهم قبل ان يأتوكم بما لا طاقة لكم به .
كما نؤكد أهمية الضرب بيد من حديد وبلا هوادة على أيدي كل الخونة والعملاء والإرهابيين المجرمين الذين يعملون ضد مصلحة الوطن قولا أو فعلا، وكل من يؤوى الإرهاب أو يوفر له غطاء ماديا أو أدبيا إذ لا وقت ولا مجال للموائمات والموازنات " .
إن ما قامت وتقوم به تنظيم الدواعش في العراق وسوريا واليوم في ليبيا من جرائم تجاه المسيحيين واليزيديين وغيرهم، وحتى ضد المسلمين من شيعة وسنة، هذه الجرائم الشنيعة بحاجة إلى إدانات قوية من كافة المؤسسات الدينية الرسمية والشعبية وغيرها، مثل وزارة الأوقاف والجامعات الإسلامية كالأزهر والمدينة المنورة، ومن الجماعات والحركات الإسلامية، ومن الشعوب بالخروج بتظاهرات سلمية منددة بهذه الجرائم الإنسانية البشعة، وعلينا أن نتيقن بأن الجميع مهدد بخطر داعش، مسلمين و غير المسلمين ولن يكون احد في منأى من خطر وإجرام هؤلاء الدواعش.
إن جرائم داعش هي جرائم ضد الإنسانية وبحق الإسلام أيضا لأنها ترتكب باسمه، فيجب التشديد في استنكارها، فلا يجوز في الإسلام الإكراه في الدين، "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" البقرة256، وكذلك قال "وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..." الكهف29، لإن حرية العقيدة والدين مكفولة في الإسلام سواء كانت عقيدة صحيحة أم خاطئة، إن هذه الأفعال الداعشية من تهجير وقتال والذبح والإحراق أو فرض الإسلام بالإكراه كلها محرمة في الإسلام ويجب على المسلمين إدانتها، وقد ورد في محكم كتابه "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة190، و يجب على كل المسلمين أداء البلاغ المبين لغير المسلمين والحوار بالحكمة وقد قال " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة..." الحج17 بكون لهم كافة حقوق المواطنة المتساوية بقوله " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم".
من هنا تبدا اهمية معركة الفكر و التوعية ضد الإرهاب، اذ لا بد من عملة توعية في مدارس الدينية والجوامع والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة والجمعيات التي تنتج الإرهاب وتشجع عليه في كل الدول العربية ، وعلينا ان نشحذ الهمم في بناء أسس سليمة لبناء الإنسان، لان المعركة ضد الداعش يجب ان تبدأ في البيئات التي تحتضن وترعى هذا او هذه التنظيمات الإسلامية المتطرفة وذلك عبر توجه فكري و ثقافي في مواجهة فكرهم التكفير، انها معركة تحديات كبيرة وأسئلة أكبر تحتاج لرؤية واضحة لنضع صيغ وأسس جديدة سياسة وفكرية وثقافية في مواجهة الإرهاب والتشدد وأدواته في الشارع والتي تملك مواقع وحواضن تجعلها عصية على الهدم بسهولة، والتي استغلت الظروف الإقليمية وما يمر به الشرق الأوسط من اضطرابات وأزمات السياسية وتنامي قوى الإسلام السياسي المتطرف التي ضربت المنطقة لتمتد بكل الاتجاهات وتنتشر دون حساب هنا وهناك .
فالمعركة ضد تنظيم داعش التي تخوضها عراق وسوريا واليوم دخلت على الخط الأردن ومصر لا يمكن أن تنجح دون توحيد الرؤى والجهد العسكري والأمني لمواجهتها ويقتضي ذلك إعادة تطبيع العلاقات بين الدول العربية والنظر للمستقبل وتجاوز الكثير من المشاكل والعقبات التي قد تحبط ذلك لأن هجمة داعش وبقية الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي تأخذ من الدين الإسلامي ستار لها ولنوازعها الشيطانية لن تقف أهدافها عند حدود دولة عربية دون أخرى.
إذا المعركة تحتاج إعادة صياغة للتحالفات الدولية في المنطقة عبر تغيير مفاهيم التعامل العسكري والأمني والسياسي في مواجهة داعش وهذا سيقتضي بالضرورة نقل شكل المعركة وأسلوبها الحالي الذي لم يحقق نتائج تذكر لمواجهة أكثر ميدانية تعتمد تلافي الأخطاء التي سقط فيها التحالف العربي -العربي وتحييد الدور التركي المتغاضي عن جرائم داعش والفاتح أبواب اسطنبول لاستقبال جحافل الإرهابيين.
اما دور واشنطن التي تقود التحالف ضد داعش فقد فشل فشلا صريعا لان قيادة( باراك اوباما) وإدارته لا تكترث في مواجهة التنظيم داعش الإرهابي المستمر بقتاله مزودا بالأسلحة الأمريكية المتطورة والتي تحتاج معرفة كيفية وصولها ليد هؤلاء الإرهابيين ونجاحهم في استعمالها و كشف الحقائق الخافية عن الجميع لان هناك اليوم أكثر من معلومة تفيد بان واشنطن هي من تسلح وتمول داعش عن طريق طرف ثالث ،لان واشنطن والدول الغربية ترى بان الداعش لا يشكل خطر عليهم بكون أنشطتهم تمارس في مناطق ساخنة بعيدة عنها، وقد أتى ذلك بعلمهم فهم يتحملون الجزء الأكبر من ظاهرة انتشار وتوسيع نطاق عمليات الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية بهذه السرعة في المنطقة ، بكون واشنطن تعلم جيدا بان الدواعش سيبقون في مناورات طويلة مع أنظمة المنطقة العربية ، بكون لهم أهداف، هذه الأهداف هي المقياس الدقيق للتأكد من عدم خطورتها على الغرب وعلى واشنطن بكونها لن تتحقق - في المنظور القريب - على ارض الواقع .
فلما كان تنظيم داعش، يسعى في إقامة دولة الخلافة في سوريا والعراق، يجعل واشنطن والغرب المتحالف معها متأكدا أن نشاط هذا التنظيم سيبقى متركزا على سوريا والعراق لعدة سنوات، واذ ما تم تحقيق أي هدف فعند ذا يمكن التعامل معه بطريقة أخرى في ضوء ما سيطرحه هذا الموقف او ألهدف من خطورة على مصالحها، و في قلب موازين القوى في المنطقة ، وهذه قضية تكاد تكون مستحيلة في ضوء المعادلات الدولية وطبيعة النظام العالمي.
الى جانب ذلك فان هذه التنظيمات والتي في الغالب تمول من قبلهم عبر مافيا تهريب الأسلحة ، يمكن السيطرة عليها، من خلال التحكم بمصادر السلاح ونوعيته ومواعيد تسليمه ومناطق الاستلام، وكذلك عبر أجهزة الاتصال ونوعيتها وظروف بثها، وهذه التفاصيل لها أهمية قصوى في حسابات الأجهزة المخابرات الأمريكية ، لأنها مفاتيح التحكم في حركة الجماعات التكفيرية، إنها إشارات المرور بهذا الاتجاه وذاك.. وهي بالنسبة لهم أي واشنطن وحلفاءها محددات لخطط وساعات الصفر لهذا الهجوم اوذاك.
وهذا هو السبب الذي جعل الغرب في البداية كما تشير تقارير "يشجع تركيا والسعودية وقطر والأردن على مساعدة تنظيم داعش، في حين انه اتخذ موقفا متشددا من جبهة النصرة لأنها كانت النسخة الأقرب لتنظيم القاعدة ، فهي لم تكن ذات أهداف إقليمية محكومة بمساحات جغرافية كما لدى تنظيم داعش ، إنما كانت توجهاتها عالمية، وهذه مرحلة انتهت منها الولايات المتحدة والدول الغربية، ولم تعد تسمح بها، لأن ضبط حركتها والتحكم بها غير مضمونة".
من خلال هذه المعلومة أدركت واشنطن أخطائها وما خلفتها سياستها الخارجية الفاشلة التي مارستها على مدى عقد من الزمن فبعد سياسة التدخل التي انتهجها (جورج بوش) ، اتبع الأمريكيون سياسة عدم التدخل المزمنة بعقد عدم الاكتراث في عهد (باراك أوباما )وأتت كلتا السياستين الجمهوري والديمقراطي بعواقب وخيمة على شعوب منطقتنا العربية.
وفي ضوء ذلك فان التنظيمات الإرهابية على شاكلة داعش، لا تثير قلق واشنطن والغرب، بل تخدمه، وهذا ما تريده الولايات المتحدة لإعادة تشكيل المنطقة، فبات العراق وسوريا ضحية المخطط الأمريكي الصهيوني بمحاولاتهم الدنيئة عبر تغذية المتطرفين من الدواعش والإسلام السياسي المتطرف لتفكيك هاتين الدولتين وإلغاء حدودهما الوطنية بعد ان استطاعت الميليشيات الدواعش والنصرة السيطرة على مناطق الحدود بين البلدين حيث مارسوا أقسى أنواع الاضطهاد والعنف ضد المدنيين لنشر الرعب في أوساطهم ولإخضاعهم، فطغوا في وحشيتهم اللا إنسانية بعد ان استغلوا الظروف التي كانت تمر على العراق بعد احتلال الأمريكي لها في عام 2003 حين نقل الأمريكان الحرب إلى الشرق الأوسط ، حيث أسقطوا النظام وقاموا بإلغاء الجيش العراقي السابق الذي كان يشهد له في المنطقة بقوته وتنظيمه وشجاعته ونتيجة ذلك خسر فجأة مئات الآلاف من العراقيين وظائفهم ودون ان تجد الحكومة التي إدارة شؤون البلاد من حل مشكلاتهم في التوظيف وصرف الرواتب لهم فوجدوا في مقاومة القوات الأمريكية مجال عمل جديد، بعد ان قامت منظمات إرهابية بتجنيدهم لتمرير سياساتهم في عدم استقرار ونهضة العراق الذي تبنت مشروع الفدرالية لإدارة شؤون الدولة ولاستقرار وتنمية البلاد بشكل سريع، وبفعل المخطط الأمريكي استطاعوا جعل العراق بؤرة جذب جديدة للجهاديين القادمين من جميع أنحاء العالم ، فتم تفكيك الدولة وعدم السيطرة على الحدود الوطنية للعراق مما مهدت واشنطن الأرضية الخصبة في بروز تنظيم الدولة الإسلامية داعش تحت قيادة (أبو مصعب الزرقاوي)القادم من الأردن حيث ظهر هذا التنظيم وهو فرع عنيف ووحشي من تنظيم (القاعدة) الإرهابي، كان يستهدف في المقام الأول الشيعة العراقيين ، وهكذا نمت الكراهية الطائفية المستخدمة كوسيلة سياسية بين السنة والشيعة، كراهية لم يعرفها العراقيين في السابق وبات يتم إشعالها من قبل القوتين الإقليميتين المتنافستين (إيران ) و(السعودية) وغدا العراق من بعد أفغانستان بؤرة جذب جديدة للجهاديين القادمين من جميع أنحاء العالم.
وحينما أدرك الأمريكان خطورة (الزرقاوي) وتنظيمه شكلوا قوة سنية لضرب هذا التنظيم عبر حركة (الصحوة) كحلفائهم الأساسيين، ليتمكنوا في عام 2008 من دفع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق إلى تصفيته بعد مقتل الزرقاوي وبعد ان تكاثفت حملات مطاردة عناصره من قبل الأجهزة الأمنية العراقية ، وعندما انزلقت سوريا نحو صراعات داخلية وعبر ما تم تغذيته -مع الأسف- من قبل بعض دول الخليج وتركيا ، استغلوا الإرهابيين هذه الإحداث ليتم لهم العبور إلى الأراضي سوريا عبر العراق والأردن وتركيا ، لتنشط حركة النصرة في سوريا وأعقبها بروز تنظيم الداعش ليعلن هذا التنظيم الإرهابي امتداد دولة الإسلامية المزعومة في العراق إلى سوريا وأصبح يطلقون على أنفسهم منذ ذلك الحين اسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش).
و بعد استيلائهم على مدينة الموصل في 6-6 -2014 ، وانبار وتكريت وبعض من قصبات ديالى وكركوك أعلن المتطرّفون السُّنة قيام دولة الخلافة في المناطق التي يسيطرون عليها في سوريا والعراق بزعامة (أبو بكر البغدادي) كخليفة لهذه الخلافة.
ويذكر بان البغدادي بعد انتصاراته المزعومة في سوريا اختلف مع جبهة النصرة لتنظيم القاعدة ، ليعلن في العام 2013 بانه الممثل الوحيد لهذه الشبكة الإرهابية في العراق وسوريا، ونتيجة ذلك أمره زعيم تنظيم القاعدة( أيمن الظواهري ) بالتراجع عن هذا العمل ولأكنه لم يكترث بايمن الظواهري، وبدوره ترك البغدادي تنظيم القاعدة وبات يعمل منذ ذلك الحين لحسابه الخاص وعبر مموليه من أجل إقامة الخلافة في بلاد الشام التاريخية، أي في العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين، وعند احتلاله مدينة موصل صارت هذه الدولة الإسلامية في العراق والشام، تطلق على نفسها فقط اسم (الدولة الإسلامية)، وصار البغدادي يظهر بصفته خليفة .
وهكذا ساهمت واشنطن وحلفاؤها في صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وبما أن واشنطن هي من بدأت الحرب على العراق،ولكن- للأسف - لم يكلفوا أنفسهم أي جهد يذكر لإنهاء الحرب، حرب الإبادة التي تمارسها داعش ضد المسيحيين والايزيدين وآخرين، لكونهم قد امنوا مصالحهم الإستراتيجية في المنطقة بعد ان ابعدوا شبكات الإرهاب عنهم واستقطبوهم في المنطقة العربية ، ولم يعد يشعرون بأية مخاطر الإرهاب على بلدانهم الا من بعض الخلايا الصغيرة النائمة التي تولد دون هدف بين أفراد متحمسين يشتركون في العقيدة المتطرفة او لمجرد تسليط الضوء عليهم ليس الا ، ، ويقررون في فترة من الاندفاع العاطفي وردود الفعل الانفعالية القيام بعمل إرهابي هنا او هناك ، لكن هذه الخلايا وهؤلاء الأفراد "هم تحت رصد الأجهزة الأمنية في أوروبا والولايات المتحدة، فهناك منظومة عالية التجهيز والمتابعة لوسائل الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت والتعاملات العامة، خاضعة للمراقبة والتحليل والتفكيك والدراسة، وهذا ما يجعل الحكومات الغربية تقدم أرقامها الدقيقة عن عدد الأشخاص الذين سافروا من بلدانهم الى سوريا أو العراق او ليبيا، وكذلك معرفة خطوط الطيران التي استخدموها والدول التي عبروا من خلالها"، وهذه الإجراءات تجري على قدم وساق و أصبحت مسألة متداولة ومكشوفة في وسائل الإعلام الغربية ، بل أن هذا الكلام هو الجزء بسيط من عملية المراقبة والمتابعة التي تمتلكها الأجهزة الأمنية الغربية، أما القسم الأعظم فهو لا يزال سريا، ولا يتم الكشف عنه، إلا بعد وقوع حوادث متفرقة فتكتشف وسائل الإعلام والمراكز البحثية المستقلة، الإجراءات السرية.
ومما تقدم نستنج بان لمنطقتنا العربية خيار واحد هو توحيد الصف العربي – العربي وقيام تعاون وتنسيق عسكري فيما بينهم لضرب وتجفيف منابع الإرهاب من عموم المنطقة لان هؤلاء الإرهابيين هم من أبناء هذه المنطقة يتم تمويلهم وتسليحهم وإرسالهم هنا وهناك تحت أجندة معينة ومن المنطقة ذاتها واغلبها هي تصفية حسابات ضيقة الأفق لا تستوجب هذا التدمير وإهدار القدرات والإمكانيات المنطقة،من قتل وإبادة وتميز وبث الفرقة بين هذا وذاك، لذا فان كانت هناك نينة موحدة صادقة وشريفة لتجفيف منابع هذه البؤر فانه ممكن عربيا- عربيا دون اعتماد على الغرب الذي لا يخطوا خطوة واحدة دون اخذ بنظر الاعتبار مصالحه الشخصية وإستراتيجية وأمنه القومي قبل أي شيء أخر ، وعدا ذلك فإننا سائرون في نفق لن نرى النور في نهايته.



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الفن وفلسفة الإبداع عند الفنان التشكيلي
- الوحدات القتالية .. صحوة أشورية
- معركة كركوك وانتصار البشمركة
- كركوك لن تكون موصل ...
- عراق اليسار
- أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش
- إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم ...
- ويأتي عام 2015
- لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!
- بين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد المجتمع صحيحه تأويلا.. والصح ...
- جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!
- التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ ...
- محنة النازحون العراقيون في المخيمات
- التذوق و جماليات الفن التشكيلي
- كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!
- هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟
- لا امن للعرب والمسلمين دون اعتراف باسرائيل ..!
- الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة
- في خارطة الوطن
- و تصرخ نساء العراق ...!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواد الكنجي - مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن