أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شادان حميد الأزبكي - الراعي والأفعى ونحن!














المزيد.....

الراعي والأفعى ونحن!


شادان حميد الأزبكي

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


حكاية الأفعي-;- والراعي ونحن!
في قديم الزمان موضع حكايات أجدادنا والأسلاف!كانت هناك قرية بعيدة يسكنها نفر قليل من البشر يقتاتون علي-;- ماتجود به الأرض من نبت ويستقون بما تجود به السماء من غيث....
في تلك القرية كان هناك راع طيب يمتلك عدد من الأغنام يسير بها كل يوم نحو صخرة محاطة بالزرع في الجانب البعيد من القرية ولايرافقه سوي-;- ناي حزين يطلق انغامه في ذلك المدي-;- الواسع...
كان لذلك الراعي زوجة وابن لا يتجاوز التاسعة من عمره...
احب ولده للدرجة التي جعلته يكابر علي-;- عاهة ساقه ويخرج كل صباح برفقة أغنامه ليضمن له ما يتعكز عليه حينما يكبر...
ذات يوم وهو يجلس مقابلا لتلك الصخرة يعزف بنايه وسيل من الهموم تتراقص كالسحب السوداء حوله خرجت له من ثقب ما في جوف تلك الصخرة افعي-;- بدت وكأنها ترقص!
استمر بعزفه رغم الذهول الذي أصابه فأخذت تتمايل يمينا وشمالا ومن ثم توقفت ورمت له بقطعة نقود ذهبية وعادت من حيث أتت...
ولأن ذلك الراعي بالغ الطيبة وضعت في طريقه الأقدار افعي-;- طيبة هي الأخرى!نشأت صداقة متينه بين الراعي والأفعي-;- رغم انهما مختلفان كليا في كل شيء!استمر علي-;- ذلك الحال سنوات طويلة يذهب كل يوم حيث الصخرة يعزف بنايه فتخرج افعاه وتتمايل يمينا وشمالا ثم ترمي له بقطعة نقود ذهبية وتمضي...ذات يوم مرض ذلك الراعي مرضا شديدا ولم يستطع مبارحة فراشه...فكر في صديقته الأفعي-;- حتما ستفتقده كثيرا وهو أيضا وسيفتقد ماكان يحصل عليه من مال،فقرر حينها ان يحكي لولده الوحيد قصته كاملة وان يمنحه ذلك الناي دليله أمام السيدة أفعي-;- بأنه ابن الراعي...
فأخذ الصبي يذهب كل يوم الي-;- موضع الأفعي-;- يعزف بالناي فتخرج عليه ترمي قطعة النقود وتمضي...استمر علي-;- هذه الحال أيام طويلة الي-;- ان شعر بالضجر من افعي-;- اجبره القدر علي-;- تدليلها من أجل مال لابد منه، ففكر في خطة ما تخلصه من تلك الأفعي-;- فيستولي علي-;- كل قطع النقود مرة واحدة! وبعد ان لمعت الخطة في رأسه مضي-;- متحمسا في صباح اليوم التالي لتنفيذها...وككل مرة عزف بالناي فخرجت أليه الأفعي-;- تمايلت ورمت بقطعة النقود وبينما هي تستدير بغية العودة الي-;- جحرها رفع ذلك الصبي حجارة كبيرة من تحت اقدامه ورمي-;- بها نحوها صارخا بأعلي-;- صوته:أيتها اللعينة هل تظنين بأني سأدع حياتي تحت رحمة أفعي-;- مثلك... لكنها السيدة افعي-;- سيدة المناورة والخداع قفزت بسرعة نحوه فلدغته لدغة مميته لكنها لم تخرج سالمة تماما من محاولة الأغتيال تلك فقد فقدت ذيلها!
سمع الراعي بوفاة ابنه ملدوغا... فأشتد مرضه ولازم فراشه حزنا والما علي-;- حد سواء، وبعد مضي شهور عدة تماثل الراعي للشفاء فحزم امره قاصدا الذهاب إلى الأفعي-;- بعد ان اذله الجوع والعوز وضجت في روحه التساؤلات وسيل جارف من العتب...ذهب حيث الصخرة التي شهدت علي-;- تلك الصداقة الرائعة التي جمعتهما طويلا عزف بنايه فلم تظهر له صديقته وظل يعزف حتي-;- اخر النهار لكنها لم تظهر لا اثر لصديقة العمر الطويل! ظل الراعي علي-;- هذا الحال يذهب كل يوم حيث الصخرة ويعزف حتي-;- اخر النهار يصاب باليأس ومن ثم يعود ليكرر المحاولة في اليوم التالي...الي-;- ان نجحت احدي-;- محاولاته ذات يوم وبينما كان يعزف بنايه حزينا ظهرت له صديقته الأفعي-;- تزحف ببطء لاتتمايل كما كانت تفعل ولا يبدو بانها ستسعفه بقطعة نقود كما تفعل قديما...نظر اليها الراعي بحزن عميق حينما تنبه الي-;- ذيلها المبتور وقرر ان لايسألها عما حدث فقد أصبح كل شيء واضحا جدا:
-فلننسي-;- ماحدث انت صديقتي وانا صديقك الذي وقفتي بجانبه دوما وانا الان بحاجة ماسة الي-;- المال...
فأجابته الأفعي-;-:
-عد من حيث أتيت فلا أنا سأنسي-;- ولا أنت... كلما رأيتك سأتذكر ذيلي المبتور وكلما رأيتني ستتذكر ولدك الذي قتلته! هو الدم ياصديقي ما أن يراق لن تعود الأمور علي-;- ما كانت عليه أبدا...
فمضي-;- الراعي مسرعا وهو يعتصر حجارة صغيرة لا يعرف كيف التقطها وهو يردد كيف تركتها ترحل وهي من قتلت صغيري!
ومضت الأفعي-;- الي-;- جحرها وهي تردد ليتني لدغته وارديته قتيلا جزاء بما فعل ولده بذيلي!!!



#شادان_حميد_الأزبكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمى الذكريات
- قضمة الغواية
- ياطائر الذكرى
- صباحات منتهية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شادان حميد الأزبكي - الراعي والأفعى ونحن!