أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء الهندي - فالنتاين عدو المرجعية..‎














المزيد.....

فالنتاين عدو المرجعية..‎


صفاء الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاأعلم مَن قائلها: (ليس الخطر ان يقوم الصراع بين الحق والباطل، لكن الخطر ان يفقد الناس الإحساس بالفرق بين الحق والباطل).

بصرف النظر، سواء اكان فالنتاين هذا (قسّيس نصراني) او وثني او غيره، رغم انه ثبت تاريخيا انه كان رجلا مصلحا و وقف بوجه الطغيان والانحراف. فإن يومه هذا (عيد الحب) هو يوم يرمز لقيم نبيلة مشاعر انسانية طيّبة، الرحمة والمحبّة والعطف والتسامح والاخاء، فما هو الضرر الممكن ان يتحصّل منه طالما هو دعوة لأعادة هذه المشاعر واحيائها بين الناس، ليبعث ويُحيي في النفوس مشاعر البهجة والسرور والامل من جديد؟. ولو صدق بأنه من البدع و الوثنية.. نتساءل، ألا يمكن للمجتمع الاسلامي استثماره على النحو والسلوك الاخلاقي والشرعي وأشاعته في المجتمع وتشذيبه وتهذيبه من السلوكيات والتصرّفات الشاذّة ان وجدت فيه؟. بالتأكيد سيكون الجواب ممكن جدا. فالفارق الوحيد بين المسلمين والنصارى بهذا الخصوص، هو أنهم النصارى جعلوا له يوما خاصّا للاحتفال به وتبادل التهاني فيه، بينما نحن المسلمين نعتبر هذه القيم من بديهيات أخلاقيات ديننا المفترضة في سلوكياتنا وتعاملنا اليومي.. ولاحاجة للاحتفال بها.

اذا لماذا يتم التعامل مع هذه المناسبة بـ (تشدّد و تطرّف) من قبل رموز المجتمع المسلم وقياداته ويتعاملون معه بمستوى يصل غاية في الهمجية؟ ويعتبرون فالنتاين (عدوّهم) إلا اذا كانوا يرون فيه لونا آخر من ألوان الحرية الاجتماعية التي قد يوحيها للمجتمع فتتنامى فيه وقد تهددهم في المستقبل، رغم ان هذا الاحتمال بعيد جدا عن مجتمع بهذه العقلية. او انها (التظاهرة) امتحان صغير آخر لاكتشاف ورؤية مدى طاعة المجتمع وأنصياعه لهم.

قبل يومَين، وتحت شعار (نعم نعم للحوزة) تظاهر المئات من شيب وشباب أهالي مدينة النجف (ونحن نعلم انها بتحريض وليست عفوية) تتقدّمهم صورة المرجع (الاعلى) وأقتحموا المحلّات التجارية التي تبيع الهدايا في المدينة وكسّروا وخرّبوا ونهبوا الممتلكات لأنها ببساطة تضع لعبة (دبدوب احمر) في واجهة المحال الذي هو من ضمن المواد التجارية التي تبيعها تلك المحلّات. بحجّة أنه يرمز بصورة او بأخرى الى (عيد الحب)، ويظهر ان هذا العيد في نظر راعي الحوزة هو (بدعة) و (كفر وإلحاد) ويسبّب ضررا للمجتمع العراقي، لذا يجب محاربته ومعاقبة المحتفلين به، والهجوم على المحال التي تبيع هدايا هذا العيد وتخريبها. ماهذه التفاهة، أي غباء وأستهانة وأي فراغ وأستخفاف وجهل هذا؟ انهم يرفضون ويحاربون حتى البسمة التي تبحث عنها الناس لمجرّد انها ارادة المرجعية!. ولانعرف، فليجيبنا العقلاء، هل يمكن لمجتمع من المجتمعات يتصف بهذه العقلية، عقلية (الإنقياد) بهذا المستوى من الجهل والعمى ان يتحرّر وينتفض لنفسه وحريته ذات يوم ضد الظلم والعبودية والإستغفال؟. كيف والمجتمع العراقي رغم الطرق على بابه ورغم التجارب المآسي والويلات التي خاضها طوال عقود من الزمن، ورغم محاولات توعيته وتنبيهه وتحذيره من قبل اخيار العراق الوطنيّين والطيّبين والشرفاء من هذا الخطر الذي نخره، لازال يرفض التحرّر من هذه التبعيّة والقيود البالية، العبودية والذلّة والخنوع والإنبطاح؟.

الذي نعرفه، عندما تمر أزمة بشعب من الشعوب او مجتمع من المجتمعات الحرّة، يتظاهر ضد رؤسائه وحكوماته وقياداته ورموزه، بصرف النظر كونها سياسية او روحية او اجتماعية، ويطالب بالحقوق والتغيير و وضع الحلول في الازمات وبكل المجالات، السياسية والاقتصادية والامنية.. الخ، وليس العكس. فالاولى بشعوبنا بناءا على هذا الاساس، التظاهر ضدها (المرجعية) ومطالبتها بالتغيير الجذري واعادة الحقوق المسلوبة والكرامة المنتهكة، لأنها هي السبب وهي مَن أسّست وجذّرت وشرعنت لهذه الحكومات الظالمة التي تعاقبت على حكمه، وليس التظاهر والتقاتل طاعة لها ضد نفسه.. التظاهر ضد السياسيين والبرلمانيين. التظاهر ضد هؤلاء الذين استخفّوا بكم وسلبوا حقوقكم وأهدروا دماءكم ودماء ابناءكم واخوتكم وابناء بلدكم. التظاهر ضد من سرق حقوق واموال النازحين، الناس العوائل النساء والاطفال المحرومة المشرّدة. التظاهر ضدّهم جميعهم وضد كل مَن تلطّخت يداه بدماءكم. كيف وأنتم برغم ما تعانونه من ضيم و وقع عليكم وعلى وطنكم من ظلم وحيف وفقدان الاهل والولدان والاحبّة بسبب هؤلاء لكنكم مع ذلك لازلتم متمسّكين بهم وخانعين و طائعين لهم..؟.


التظاهرة:

https://www.youtube.com/watch?v=cxtEid-olVU&feature=youtu.be



#صفاء_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعطيات والنتائج العكسيّة.. اثبتت فشل فتوى الجهاد..
- مهجّر
- حيدر العبادي يخذل الشعب ويسير على خطى سلفه..
- الى شيخ الأزهر: الدستور العراقي يحمي الاجانب ولايعترف بالعرب ...
- مكر وخداع ساسة العراق.. فاق كل مكر وخداع سياسي في العالم. ال ...
- الهيمنة وحرب الإستنزاف، فواتير اقتصادية على ايران تسديدها..
- مع انخفاض اسعار النفط، ايران: انهيارها بات وشيكا.
- أغيثوا النازحين بدون وساطة السراق والمفسدين..
- الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد: من أرضِ الغربةِ ومن فر ...
- حكم مؤبّد (قصّة قصيرة).
- الشاعر سعدي يوسف في قبضة الحشد الشعبي‎..
- مؤامرات إبليس
- الطفل الشهيد محمد تقي (قصّة قصيرة جدا من الواقع).
- لازال مسلسل الضحك على الذقون مستمرّا..‎
- نفاق سياسي، حينما تختل الموازين وتميل الكفّة.. تتغيّر المواق ...
- مليشيات.. ثأرنا وثأرهم.
- الأديب عز الدين جلاوجي و -العشق المقدنس-.
- الرجل النبيل، احرِقوها عليه، حرام، ثلاث قصص قصيرة جدا.‎
- واعظ؛ الثورة؛ مُنتخب؛ ثلاث ومضات قصصيّة.‎
- حكيم، مسلم، صيّادون، ثلاث ومضات قصصيّة.


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء الهندي - فالنتاين عدو المرجعية..‎