أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..














المزيد.....

خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 18:46
المحور: الادب والفن
    


فيما كان ينتظر حشود المتظاهرين المؤيدين لدولة القانون والمؤسسات الذين لن يأتوا، لفت نظر أبو احمد تجمع بدأ يتشكل تحت مدخل السريا الحمراء، حافلات تصل وتقذف بالعشرات من شباب وشيوخ جلهم ملتحين يرتدون ملابس بيضاء ليبية وخليجية لا ينقصها إلا العقال.. عرف أن مظاهرة مناوئة ستنظم لافشال مظاهرتهم، وتأكد أن حدسه لم يخطئ عندما فكر في الامر وهو في الطريق الى ميدان الشهداء، لكنه اعتبر أن هذا أمر طبيعي تفرضه معطيات الحياة الديمقراطية، المهم اللا يتطور الامر الى صدام لا سمح الله بين المتظاهرين من الجانبين..
فيما كان المتجمعون دعما للدولة المدنية يتزايدون بأعداد فردية ويفتقرون لقيادة فاعلة تنظم حراكهم، بعد أن قرر الداعون لهذا الحراك الانزواء في مكاتبهم وغرف نومهم الفاخرة ومراقبة الامر من خلال الشاشات الفضية، كان الطرف الآخر المناهض للدولة المدنية يزداد بالعشرات من الافراد الذين تقذف بهم حافلات مخصصة لنقل الأنصار لهذا اليوم، و سرعان ما ظهرت عشرات اللافتات القماشية الكبيرة والورقية المثبة على الواح خشبية منظمة وجاهزة في ايديهم تؤيد تيار الاخوان المسلمين وتتخذ من دماء الشهداء شعارا تحتكره لنصرة تنظيمهم..
دارت بخلده تساؤلات يفرضها الواقع:
أين قيادات التيار الوطني؟ لماذا لم يظهروا في الميدان؟ لماذا لم يخصص هذا التيار حافلات مماثلة لنقل مؤيديه من مختلف الأحياء الى الميدان والمشاركة بفاعلية في هذه التظاهرة؟ لماذا تخلى الآلاف من الناس عن التطوع للمشاركة في هذا الاستحقاق المهم؟ ترى هل تحالف الاخوان لديه من الامكانات والقدرة على تنظيم أنصاره أكثر مما لدى تحالف القوى الوطنية؟
وفيما عواصف التساؤلات الصادمة تعصف برأسه سمع أصوات من حوله تنادي بالبدء في ترديد الهتافات وتنظيم الصفوف، نظر حوله فلم يرى إلا جمع لا يزيد عدد أفراده عن المائة وخمسين شخصا بينهم سيدات من مختلف الاعمار، بعث فيه وجودهم حماسا أزاح كل الاحباط الذي اصابه بسبب تدني عددهم، واندفع يردد الهتافات المؤيدة للدولة المدنية وإقامة دولة المؤسسات والقانون وتفعيل الجيش والشرطة، وتحرك الجمع الصغير الى وسط الميدان بشكل يفتقر للتنظيم والسيطرة ، وفي غياب شبه كامل للشرطة والامن الذين اكتفوا بمراقبة الاحداث من بعيد، كان البعض ينادي بالتجمع عند النافورة والبقاء حولها لتفادي الاصطدام بالمتظاهرين المناوئين الذين ظهروا في الجانب الآخر من الميدان، فيما يطالب الشباب المتحمسون والذين لا يقيمون حسابا للعواقب أو ربما مندسون يعملون لاشعال العنف بالزحف ومواجهة المناوئين، وكانت الغلبة لهم وزحف الجمع البسيط في عدده الى وسط الميدان، فيما تحرك المناوؤن لهم لملاقاتهم، وحدث كر وفر، وفيما كان صاحبنا يحمل لافتته ويردد الشعارات المؤيدة للدولة المدنية صحبة عدد قليل من المؤيدين، فإذا بأحد الملتحين ينقض عليه ويحاول تمزيق اللافتة وتوجيه لكمات له تفاداها بخفة وسحب اللافتة وهو يحاول إقناع ذلك الموتور المنغلق على ثقافة العنف واستئصال الآخر بأن الديمقراطية تفرض عليه ضرورة احترام الآخر ومواجهته بآراء وافكار وليس بالعنف.. وتدخل بعض العقال من التيار المناهض وانقذوه من براثن هذا المتوحش لافتين نظر الخير الى ضرورة احترام شيبة هذا المتظاهر المسكين.
شجعه تدخل هؤلاء العقال وردعهم لذلك الموتور على الاستمرار في معركته السلمية ورفع لافتته عاليا مرددا نفس الشعارات، فيما كان الميدان يتحول الى ساحة مواجهات بالايدي والعصي بين المتطرفين من الجانبين، كان البعض ينظرون له باستغراب، أشار له أحد المناهضين للدولة المدنية بضرورة التخلي عن هذه اللافتة لتفادي الصدام ، فرد عليه بأن الديمقراطية التي خرجنا من اجلها يوم 17 فبراير تقتضي وجود هذا المشهد -يقصد مشهد الاختلاف السلمي- الذي يعد طبيعيا، هز هذا المتدخل رأسه باستغراب أمام إصرار هذا الكهل المفارق للواقع على تحدي الوضع المخيف الذي بدأت تظهر وقائعه على الارض..
واستمر السجال بين الفريقين بين كر وفر، وفجاة سمع هتافات تقول ( رجالة فشلوم وصلوا.. حيه عليكم حيه) كان عشرات من مناطق فشلوم المعروفة بتأييدها لتيار القوى الوطنية والاحياء المجاورة لها قد وصلوا لنصرة هذا التجمع الذي يناضل لرد اعتداءات التيار المناهض، واجتاح شباب فشلوم جموع الملتحين وحدثت مصادمات عنيفة ساهمت في تأجيجها تلك الهتافات والشعارات العقيمة التي تدعو للعنف ، الى أن جد جديد على الميدان نقل فاعلياته الى أقصى ميادين التطرف غير المحسوبة على الاقل في عقل صاحبنا..
تابعو الجزء الثالث والاخير.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..