أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟















المزيد.....

فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نشرت جريدة(المصريون) الإلكترونية خبراً.. يفيد بأنه قد تم توقيع اتفاقية بين برلمان الاتحاد الأوروبي وجماعة مصرية يمثلها محمد فريد حسنين- عضو برلماني مصري سابق- بغرض إنشاء قناة فضائية مصرية تبث من ميونيخ، وقيل إن اسمها قد يكون "التغيير"، أفاد الخبر بأن تمويل القناة سوف يكون بنسبة 75% من الاتحاد الأوروبي والباقي من رجال أعمال مصريين من داخل وخارج مصر، رفضوا الكشف عن أسمائهم خوفا على مصالحهم ومشاريعهم داخل مصر، ويتوقع أن تبدأ القناة بثها في أواخر عام 2006، وحسب مصدر الخبر.. جريدة"المصريون".. فإن القناة كما نقلت الجريدة الإلكترونية نصاً:" لن تكون سياسية ولا إخبارية ولا حماسية.. فقط تعتمد على دراسة قدمت للاتحاد الأوربي- والذي أجرى عليها عدة تعديلات- انتهت إلى أن منهجية القناة ستكون في التأثير غير المباشر لدى المصريين عبر صيغة مبتكرة في الإعلام.. "التغيير بالغيرة"، حيث وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم كافة المواد الفيلمية والوثائقية من جميع المراكز البحثية والفضائيات الأوروبية مجانا للقناة.. وتعهد الاتحاد بتقديم منح مجانية لتدريب المذيعين ومقدمي البرامج في أوروبا.. وأن الشكل القانوني للقناة سيكون في صورة شركة مساهمة غير قابلة للربح، فكرة "التغيير بالغيرة" التي تعتمد عليها سياسة القناة ستظهر من خلال بث الأفلام الوثائقية والاجتماعية التي تشرح مفاهيم الحياة في أوروبا والعالم الحر، وإنجازات الشعوب التي تحررت من الاستبداد ودخلت في مناخ الحرية والتعددية السياسية الحقيقية، بحيث تؤدي هذه المفاهيم بطريق غير مباشر إلى إثارة المصريين بالسعي للتغيير.. رغبة في عيش حياة كريمة مثل التي يعيشها العالم الحر، ولن تخلو البرامج من مقارنات قليلة بين الحقوق التي توفرها الحكومات الأوربية والحكومات الديمقراطية لشعوبها.. وبين تلك التي يوفرها النظام المصري لشعبه". إلى هنا وينتهي ما توفر من معلومات عن هذه القناة.. وهذا يلفت النظر إلى عدة نقاط تبدو هامة:
أولا: منذ بزوغ عهد الفضائيات العربية في العقدين الماضيين.. خلت الساحة إلا من قنوات تُمَوّل خليجيا.. سواء قنوات خاصة يملكها أثرياء الخليج.. أو قنوات تمولها حكومات بعض دول الخليج، وانقسمت هذه القنوات إلى نوعين رئيسيين: قنوات إخبارية خالصة وقنوات ترفيهية خالصة، القنوات الإخبارية الخالصة دشنت لها قناة الجزيرة عندما أطلقتها قطر عام 96.. ولا يجادل أحد الآن أنها هي التي دشنت لمدرسة جديدة في الإعلام العربي.. سيرا على درب نهج تليفزيون BBC البريطاني في الإعلام، وهي التي نجحت نجاحا مبهرا في جذب المشاهد العربي إلى هذا النوع من الإعلام.. وجعلته يقارن أي قناة تنشأ فيما بعد بالجزيرة، باعتبارها استحقت عن جدارة أن تكون مقياسا، ثم أطلقت بعدها بسنوات قناة العربية.. أيضا كقناة إخبارية سياسية، ورغم اختلاف الهدف الذي تخدمه كلا القناتين إلا إنهما على نفس المستوى من حيث الكفاءة المهنية إعلاميا.. واستطاعتا جذب المشاهد العربي لهذه النوعية من المعالجة الإعلامية لقضاياه.. وضمن المشاهدين العرب هناك المشاهد المصري بالطبع.. وهو أكثرهم عددا.. إذ يقترب عدد سكان مصر من ثمانين مليونا، وأقرب الشعوب العربية عددا لا يزيد عن ثلاثين مليونا.. كما بالجزائر والسودان والمغرب، وباقي الشعوب العربية تقل عن ذلك كثيرا.
ثانيا: لهذا ظل المصريون يتطلعون إلى قناة تحمل إليهم أخبارهم في اهتماماتها الرئيسية.. وليس في ذيل نشراتها أو في آخر قائمة برامجها، وظلوا يتطلعون إلى قناة مستقلة (بحق) تناقش قضاياهم دون (حسبة التوازنات) مع الحكومة المصرية التي تقيد القنوات الأخرى.. الجزيرة أو العربية أو غيرهما، لكن هذا لم يحدث طوال العقدين الماضيين لأن المصريين.. أفرادا أو مؤسسات.. لم يتقدم من بينهم من يضطلع بهذه المهمة، وعندما أطلقت قناة دريم المصرية الخاصة.. كان صاحبها رجل أعمال مرتبط بالنظام المصري في علاقة معقدة.. يخفى منها أكثر مما يظهر، من الابتزاز الحكومي لصاحبها لما عليه من قروض- لا يُعرف أصلا كيف أخذها من البنوك- إلى محاولاته لإرضاء النظام لاستمرار القناة.. فهي تبث من القاهرة.. وبالتالي تخضع لابتزاز النظام المصري، وإلى جانب كل ذلك لم يكن طابع القناة إخباريا سياسيا.. وإنما اختلط فيها السياسي بأغاني الفيديو كليب وبرامج البخت.. وبرامج دينية تسير على نفس درب البرامج الدينية في التليفزيون الحكومي.. نفاق للمشايخ وبسطاء المتدينين، ولا تتطرق بجرأة أبدا من قريب أو بعيد إلى مسألة (النقد الديني) والإصلاح الديني (اللهم إلا برنامج من أول السطر الذي يقدمه إبراهيم عيسى.. في لون مختلف عن لون القناة وكأنه يغني خارج السرب) ولهذا لم تنافس- ولم يكن لها أصلا بهذه السمات أن تنافس- قناة الجزيرة أو حتى قناة العربية.. اللتين تبدوان عملاقتين أمامها.. إخباريا وإعلاميا ومهنيا، وبقيت بحجم قنوات المنوعات الأخرى التي يزدحم بها أثير الفضاء العربي.
ثالثا: وعندما بدأ الحراك السياسي في مصر بخروج حركة كفاية إلى الشارع بعد تأسيسها بأشهر قليلة.. تغير المشهد المصري بحيث بدا وكأنه في تلك اللحظة.. يبحث عن إعلام يقوم فيها بدور مزدوج: نقل ما يحدث وفي نفس الوقت التأثير في القطاعات العريضة من الشعب المصري.. لكن قناتي الجزيرة والعربية كانت لهما طوال ذلك العام الماضي حساباتهما وتوازناتهما مع النظام المصري.. فلم يجد المصريون صورتهم تنعكس في مرآة هاتين القناتين بما يكفي.. وبدأت الدعوات المصرية تنطلق بالقول إن الوقت قد حان ليكون للمصريين قناة يكون الشأن المصري على رأس اهتماماتها.. وظهر ذلك الحلم جليا عندما تلقيت كما هائلا من رسائل القراء تعبر عن هذا الحلم.. عندما دعوت في هذه الزاوية إلى البحث عن- طريقة ما- لتأسيس قناة مصرية مستقلة (مستقاة بحق) بمساهمات من المصريين..
رابعا: ثم جاء خبر تأسيس قناة التغيير بمساعدة الاتحاد الأوروبي، ليثير بالفعل فرحا عاما بين من سمعوا عنها من المصريين.. لكنه سرعان ما تلاشى أو كاد لأسباب عديدة.. منها أن القناة ومنذ الإعلان عنها قيل أنها لن تكون إخبارية سياسية ولكنها ستكون أشبه بالقنوات الوثائقية.. وبالعودة إلى الخبر المذكور سابقا.. ستعرض (جوانب حياة الأوروبيين لتثير غيرة المصريين!) وهذا تفكير عجيب! وماذا حدث عندما شعر المصريون بالغيرة من آلاف المواد الإعلامية التي تبث من كل صوب عارضة الجانب الجميل في حياة الأمريكيين؟! هل نشأت في مصر بسبب هذه الغيرة دولة مثل الولايات المتحدة؟! هل تحول المجتمع المصري من مجتمع مكبل بالخرافة والمعتقدات الغابرة.. إلى مجتمع يمارس في صميم حياته اليومية وبين أفراده حرية الفكر والاعتقاد والإبداع.. دون خوف من إثارة غضب الموروث الكاتم على الأنفاس؟! المسألة ليست في عرض حياة الآخرين.. وإنما في عرض حياتنا نحن.. وكيف نتخلص من الأسباب التي جعلتنا في الحضيض! المسألة أن تنقل للمصريين صورة واقعهم المزري.. وتناقش مع نخبهم (كيفية التغيير) وكيفية الوصول إلى هؤلاء المنسيين والمهمشين.. وحفزهم ليشعروا أنهم قادرون إن أرادوا على (تنظيم) أنفسهم.. تحت رايةٍ ما.. تسعى إلى التغيير، وهذا في عصرنا الحالي ممكن بمساندة إعلامية هادفة.. السبب الآخر الذي يجعل الفرحة بهذه القناة تتلاشى في مهدها.. أن المشاهد المصري الذي يمكن أن يكون له دور يوما ما في عملية تغيير.. والذي يرجى من هكذا قناة أن تجذبه وتجعله يستجيب مع الوقت للانجراف في (تيار رأي عام) تساهم في تكوينه هذه القناة.. لن تجذبه قناة وثائقية عن الأوروبيين وحياتهم وإن كانت القناة مصرية.. ولن تجذبه قناة ترفيهية أو قناة منوعة.. فهو متخم بها من سيل القنوات خليجية التمويل.. سوف تجذبه قناة مثل الجزيرة أو العربية أو الحرة إن هي كانت مصرية (مستقلة بحق) وعلى رأس اهتماماتها شأنه المصري.. إذا نشأت قناة إخبارية مصرية (مستقلة بحق) وتعمل بمهنية حقة.. فسوف تكون الأولى من نوعها.. أي ستكون للمصريين كقناة الجزيرة بالنسبة للعرب.. وهذا سيكون له تأثير كبير للغاية في تغيير المشهد القادم فيما بعد فوز مبارك الباطل.. الذي يستعد لنقل السلطة إلى ابنه.. كما تؤكد ذلك كل الشواهد.. ويعرفه كل بياع فول على كل ناصية في الحواري المصرية..
نتمنى إذن أن يكون ممكنا للقائمين على هذه القناة تعديل إستراتيجيتها قبل أن تبدأ.. ليكون للمصريين مساحة في الفضاء تهتم بشؤونهم.. بعد أن غيبت مصر عمدا عن الفضائيات العربية طوال عقدين إلا بحساب.. ولم يكن ممكنا للمصريين بالطبع توجيه اللوم لهذه القنوات وأصحابها.. فصاحب المال هو صاحب القرار.. ومال أثرياء الخليج ليس من أحلامه التغيير في مصر!، وليس معنى أن تكون القناة إخبارية سياسية أساسا.. أن عرض حياة الأوروبيين ليس ممكنا.. وهو الهدف الذي يهم الاتحاد الأوروبي المساهم الأكبر.. بل يمكن تمريره بشكل غير مباشر في فقرات البرامج والأخبار.. وهذا أفضل من أن تكون مباشرة.. فالمشاهد.. أي مشاهد.. ينفر من الإملاء المباشر.. ويتمرد على التعامل معه وكأنه تلميذ ينبغي أن يتعلم بتعليمات وتوجيهات مباشرة فجة.. أما تمويل قناة إخبارية باعتباره يفوق قدرات الإمكانيات الحالية فمسألة يمكن نقاشها.. فليس بالضرورة لقناة إخبارية أن تبدأ عملاقة..
المرحلة القادمة- أو قل المعركة القادمة- بعد انتهاء مسرحية مبارك التي ساعدته الولايات المتحدة في إخراجها تحت عنوان (انتخابات الرئاسة) لابد فيها من تجميع القوى المصرية وطاقاتها.. وفي هذا العصر تحتاج المعركة بلا شك إلى قناة فضائية تعكس ما يجرى على جبهتها.. فإذا لم تكن إستراتيجية قناة التغيير التي ستبث من ميونيخ قادرة على تحقيق هذا الهدف.. فإن حلمنا بقناة فضائية مصرية مستقلة إخبارية سياسية.. ما زال مستمرا...



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن
- القضاة المصريون: هل يصبحون آباء مؤسسين لعهد جديد
- النقد في مكان آخر: وداعا فضائيات
- أفلام الرعب: مصاصو الدماء في كل مكان
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية(2/2): الفلاحون والجيش.. ...
- أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي
- سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين اللي ...
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية: الفلاحون والجيش أرقام ...
- عندما يكون المذبوح واحد منا
- محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي
- وراء الإرهاب الفردي وإرهاب الجيوش فتش عن غياب العدالة


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟