غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 16:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما زلنا نصدق حكاياها...
أمـــريـــكـــا!!!...
صممت قتلك من عدة سنوات. فأرسلت لك مجموعة من القتلة المهسترين. ولكنهم بدأوا يحرقون كل شيء.. ويقتلون كل حي ويفجرون كل حضارة.. ولم يستطيعوا قتلك والتخلص منك.. كما كانت غايتي.. وخرجوا عن سلطتي وإرادتي.. وأسسوا خلافة. فقررت محاربتهم.. لأن العالم بدأ يشتكي منهم بكل المجالس... فقررت تخفيف حدتهم, وأكسر بعضا من شوكتهم...
ولكنني لم أتراجع عن نية قتلك...وتفتيت شعبك... وتفجير تــراثــك...
هذه هي السياسة الأمريكية اليوم, بالنسبة للدولة السورية.. وللشعب السوري معها ايضا.....
وما زال هناك أغبياء يعتبرون أن هذه الدولة التي تمتص دماء شعوب العالم من بداية القرن الماضي حتى هذه الساعة, بعد أن أبادت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر, سكان البلد الأصليين غـزته واحتلته والذين سموهم خطأ الهنود الحمر... وصار اسمها أم الحريات وبيع الديمقراطية و" الربيع " وتوزيع الهناء للبشر... أمــريــكــا!!!.........
نظامها الرأسمالي مبن على استغلال الضعفاء والفقراء. وتحويلهم إلى ضعفاء وفقراء أكثر وأكثر.. واستغلال ما تخزنه أرضهم من منافع وخيرات طبيعية... وتتركهم بعدها إلى الذئاب المحليين تنهشهم حتى الموت النهائي.
ليس عندها أصدقاء. لديها زلم وخدم وعملاء. حتى بين الملوك والرؤساء والأمراء والمشايخ والحكام.. توكل لهم مهمات محدودة, بفترات زمنية محدودة. وبعدها ترميهم إلى سلة المهملات (أو براميل الزبالة)... رؤساء حكومات فيتنام اليمينية. شــاه إيران. حسني مبارك.. وعديد من رؤساء أمريكا اللاتينية... وغيرهم.. وغيرهم... وعندما نفذت كل مخططاتها وبرامجها و أفكارها.. خلقت مبدأ " تصادم الحضارات " وبهذا شملت مليارات من المؤمنين بأديان مختلفة ومن ممارسيها, وزرعت بينهم كل ما بماضي الديانات من تعاليم العنف والقتل والفتك بالكافر الذي هو دوما الآخـر.
وفي (بلاد العرب أوطاني) آلاف وآلاف ممن يرغبون الذهاب بأقصر الطرق إلى الجنة. الجنة وملايين حورياتها... تصوروا يا بشر.. ملايين وملايين من الحوريات بانتظار جلوف لم تر بحياتها كاحل امرأة.. يوعدونهم إن " جــاهــدو في سبيل الله " أن ملايين وملايين الحوريات بانتظارهم إن ماتوا في سبيله... وهكذا مزقوا بعضهم البعض, واقتتلوا وغزو بعضهم البعض, وكــفــروا الآخر الذي لا يؤمن مثلهم.. وقتلوه وقتلوا أولاده, وهدموا بيوت عبادته... ولما لم يروا بعد حور العين المنتظرة.. فجروا أنفسهم على أبواب مدارس الأطفال.. ولا نعرف عنهم بعدها أي شــيء... إن احتضنتهم حورياتهم (الوهمية) الموعودة... أم لا؟؟؟!!!...
والغريب بالأمر... رغم كل ما تلقينا من حكومات هذه الدولة العظمى وسيدة الكون الآمرة... أن غالب العربان والمسلمين, لا يحلمون بالهجرة إلا لأمــريــكــا... كأنما بالنسبة لهم تبقى جنة الله على الأرض.. وأن (الفيزا) إليها أو بطاقة إقامتها الخضراء Green Card, يبقى حلم الأحلام.. وأطيب الآمال... دون أن ننسى أنها جنة للمؤمنين.. وأن دولارها, رغم كل جرائمها ضد الإنسانية, عملتها الدولار تحمل الكلمات الساحرة الآتية : In God We Trust بالله نحن نؤمن... وإني أتــســاءل ألف ألف مرة, كيف يمكن لأي إله أن يقبل إيمان هذه الحكومات الأمريكية المتتالية المغشوش؟؟؟!!!...
ألا تتذكرون تصريحات جورج بوش الابن, أن الله ظهر له طالبا منه إنقاذ العراق.. فكان غزو العراق وكذبة سلاح دماره الشامل التريخية.. وتفتت العراق وتفجر.. وقتل الملايين من شعبه, غدرا بلا سبب.. وما زال يقتل, بزبانية أمريكا من عشرات المنظمات الإرهابية القاعدية والداعشية.. وما بين تمزق سنة وشيعة.. حرضها نفس عملاء أمــريــكا من عراقيين وغير عراقيين... واليوم تــدعي حكومة أمريكا أنها تتابع تنظيف العراق من " داعش "... كما أنها سوف تلاحق نفس داعش في ســوريـا.. ولكن بلا الجيش السوري الذي يقاتل داعش, وحلفاء داعش, وأذناب داعش, وسرطانات داعش, من أربع سنوات حتى هذا اليوم... واهبا عشرات الآلاف من شبابه ضحية للدفاع عن الوطن السوري, ضد هذا الوباء الآتي من كافة أقطار المعمورة, عبر تركيا والأردن ولبنان.. وحتى من دولة إسرائيل... ومن بلاد العرب (أوطاني)!!!...
فكيف نفهم هذه التركيبات الإعلامية التي خربطت أذهان البشر.. دون أن نفهم من يقاتل من.. ومن يقتل من.. ومن يــتــآمــر على كل البشر؟...
وهل يمكن لأي إنسان عاقل اليوم, أن يصدق أن حكومات الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسيطر اليوم مع لوبياتها المختلفة, على جميع المؤسسات الأممية والإعلامية والنفطية, وتخلق حروبا متوالية بكافة أقطار المعمورة... من المشرق إلى أوكرانيا (تذكروا السيناتور اليميني الجمهوري الحربجي ماكين وسط المتظاهرين اليمينيين الأوكرانيين حاملا لهم عشرات الحقائب من الدولارات).. ومن أفريقيا إلى آسيا مــآس إنسانية متتابعة. هل يمكن أن يصدق أن هذه الحكومات المولودة من لوبيات رأسمالية أو (صهيونية) ولنسمي القطة قطة.. رغم استنكارات أجهزة إعلامهم ومخابراتهم الضبابية, لدعم هذه المشاريع وإسكات أي صوت معارضة في العالم؟؟؟...
وبعد هذا ما زلنا نركع ونأمل بركاتها.. ونشحذ فضلات حسناتها, ونلملم بقايا موائدها... نحن الذين كنا نتغنى بالعنتريات ورقصات السيوف مع رؤسائها, تاركين لهم بترولنا وكراماتنا وأرضنا المقدسة...
يا إخــوتــي هناك وهنا... لماذا ما زلتم تتركون مصيركم بين أياديها... سوف تبيعكم ككل مرة, قبل نهاية كل قصة بأسواق النخاسة البترولية. استيقظوا.. إستيقظوا قبل فوات الأوان.. وتصبحوا مشتتين.. فقراء.. لاجئين معوزين.. كأولاد عمكم أهل فلسطين... بلا وطن.. بلا كرامة.. ككل اللاجئين... ويا لجرحي وألمي على بلدي الحزين.....
***********
على الهامش :
ــ آخــر خــبــر
أعلن موقع Mediapart الإعلامي الفرنسي المشهور المستقل على النت, وهو موقع باشتراك شهري مدفوع.. أعلن هذا الموقع بأن الرئيس باراك أوباما بالإضافة إلى استمرار القصف الجوي المتكاثف ضد داعش, سوف يطلب من الكونغرس الأمريكي إرسال قوات خاصة أمريكية وناتوية على الأرض لتكثيف محاربة داعش...
الموقع يعلن أن هذه العملية ــ إن تــمــت ــ سوف تكون بمصلحة الرئيس بــشــار الأســد.
هل هناك تغيير بوصلة سياسية حربجية أمريكية؟؟؟...
أم لعبة ضبابية إضافية لغايات جديدة في المنطقة؟؟؟!!!...
للتساؤل... والتفكير... وخاصة الــحذر ألف مرة........
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب تحية عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟