أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد علم الدين - ما جمع بين رفيق الحريري ومحمد البوعزيزي















المزيد.....

ما جمع بين رفيق الحريري ومحمد البوعزيزي


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 16:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحبُ فراشةٌ ربيعيةٌ زاهيةُ الألوان ترفرف على شباك أفكاري، تذكرني لكي لا أنسى بجريمة عيد الحب والعشاق التي زلزلت لبنان، وأودت في 14 شباط 2005 ، بعملاق تاريخي من عمالقة بلاد الأرز والسنديان، غيلةً في وضح النهار على أيدي زعران بشار وغلمان ملالي ايران.
وعندما تمتد على العمالقة أيادي الصعاليك بالسوء، يخرج من رماده طائر الفينيق ومعه الملايين محلقا نحو شمس الحرية إلى فوق.
ولكن في البداية تحية إجلال وإكرام الى كل شهداء وشعوب دول الربيع العربي الكرام: مصر الكنانة، ليبيا الشهامة، اليمن السعيد، العراق العنيد، وسوريا ثم سوريا ثم سوريا قلب الربيع العربي النابض بالبطولة الأسطورية وتقديم التضحيات العظام من أجل نيل الحرية والكرامة وبناء المجتمع الديمقراطي التعددي العلماني الإنساني الحديث.
تحية حبٍ الى دوما وشعبها العظيم في مصابها الأليم على يد بشار البهيم وحسن اللئيم وخامنئي الذميم! يدوم عزك يا دوما! يا ثورة شعبٍ يصنع التاريخ بشريان دمه الزكي المتدفق فوق كل ربوع سورية لترتفع راية الكرامة والحرية والديمقراطية على القمع والظلم والعبودية!
وما يجمع بين ثورة الأرز وثورة الياسمين حكاية بطولةٍ خلدها تاريخ قديم تجددت فصولها في القرن الواحد والعشرين .. عشق للكرامة وحنين .. أرواح شهداء ميامين .. تاريخ نضال عظيم .. حاكته السنين .. صداقةً عميقة وأخوة صادقة معمدةً بالدم منذ أيام الفينيقيين .. على ضفاف المتوسط بين الشقيقين لبنان وتونس، حيث تحول المتوسط في فترة من فترات التاريخ الى بحيرة فينيقية، امتدت حضارتها وخيراتها وتجارتها ومستعمراتها بسلام وذكاء التاجر ودون حروب تذكر الى افريقيا واوروبا.
تاريخ مجيد مكلل بأكاليل الغار .. حملته من مدينة صور الأميرة أليسار .. مشعلَ حضارةً ومدنية وإعمار .. كُتِبَت بأسطر من نور ونار .. لنهضة حضارية سياسية .. اقتصادية تجارية .. عسكرية شامخة قوية لشعب قرطاجة الجبار.
فتحية إجلال وإكبار الى شعب تونس، الذي أشعل في بداية عام 2011، انتفاضة تاريخية حضارية سلمية جماهيرية حقيقية عفوية ثورية أسقطت نظام بن علي الاستبدادي الفاسد بالإرادة الشعبية مطرودا من بلاد القرطاج، وجاءت ثورة الياسمين في سياق تاريخي مفصلي لتُتَمم ما بدأته انتفاضة الاستقلال اللبنانية عام 2005، التي اسقطت أيضا حكومة كرامي ومعه النظام الأمني الاسدي الايراني الاجرامي بالإرادة الشعبية، وأدت الى طرد جيش المجرم بشار الخسيس ومخابراته وفساده وطغيانه واستبداده وبلائه واستعباده من بلاد الارز.
انتفاضة الارز انطلاقتها كانت مليونية شعبية سلمية مدنية جبارة تم كبحها ولجمها ومحاصرتها والانقضاض عليها تخوينا وتفجيرا واغتيالا لرموزها، وقتلا وإرهابا وترويعا لأنصارها من قبل ميليشيات الثورة المسلحة المضادة الخسيسة بقيادة حزب حسن الحرس الايراني وباقي عصابات بشار وأزلامه وألغامه التي فخخ بها لبنان لتنفجر حسب توقيته، وسكاكينه المسمومة تحملها زعرانه من صعاليك اللبنانيين تطعن بها بحقد دفين احرار وشرفاء اللبنانيين.
ثورة الياسمين التي امتدت شرارتها الى مصر وبعض الدول العربية نفضت عن كاهل أمة بأكملها غبارا رزحت تحته تخلفا وتشرذما مئات السنين، خنقها وما زال ومنذ منتصف القرن العشرين بأنظمة استبدادية دكتاتورية فاشية عنصرية تعسفية دموية أمنية مخابراتية سلطوية مجرمة حقيرة حاقدة، ودول فاشلة أرهقت شعوبها وأفقرتها لمصلحة تلك الأنظمة، وهجرت شبابها وزجته في السجون والمعتقلات لإراحة الأنظمة من الأصوات الحرة المطالبة بالتغيير والإصلاح، وأذلت إنسانها الى درجة أنه أحرق نفسه ثأرا لكرامته المداسة بأرجل أدوات تلك العصابة الحاكمة .
انها ثورة شبابية عفوية بتداعيات حضارية مزلزلة ما زلنا نشهد تداعياتها وارهاصاتها وزلازلها وأمواجها وعواصفها التي ستستمر لسنوات قادمة قبل ان ترسو على بر الأمان، أزالت طواغيت وزلزلت تقاليد وعادات اجتماعية وهزت ثوابت إسلامية ما زالت تتحكم بالمجتمع استبدادا يستغلها الطغاةُ في قمع الشعب استعبادا.
ثورة كرامة وعزة نفس اشتعلت بجسد البطل الشهيد محمد البوعزيزي لتشعل ثورات شعوب كانت خامدةً تحت البساط تنتظر فقط عود ثقاب.
وما جمع بين رفيق الحريري الذي احترق بانفجار السان جورج من أجل كرامة لبنان، ومحمد البوعزيزي الذي احرق نفسه ثأرا لكرامة الانسان، والأميرة أليسار التي أحرقت نفسها من أجل شرفها وكرامة شعبها، هي كلمة الكرامة وعزة النفس بكل معانيها ومراميها، ترتفع أعلام الكرامة فوق أضرحة هؤلاء الأبطال الميامين ولسان حالهم يردد قول الشاعر:
عيشةٌ بالذل لا نرضى بها وقبر بالعز أفضل منزل
نحيا بكرامة ورأسنا مرفوع .. نموت بكرامة ليرتفع رأس الشعب المقموع. هذا الكلام هو لسان حال كل الشهداء الأحرار الذين احترقوا ثأرا لكرامتهم وكرامة شعوبهم.
فالكرامة بما تحمله هذه الكلمة من معاني إنسانية سامية في وجه الاضطهاد والظلم والذل جمعت بين الشهيد رفيق الحريري رئيس كتلة الكرامة النيابية، والشهيد محمد البوعزيزي الذي انتحر احتراقا ثأرا لكرامته الإنسانية.
فتحية الى الشعب التونسي الذي انتصر لثقافة الحياة والتجدد واختار الطريق الديمقراطي الصحيح، لبناء تونس الحرية والديمقراطية والعلمانية والتعددية الحزبية والفكرية والثقافية.
وتحية أيضا للرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي احترم اللعبة الديمقراطية ليقدم للعالم العربي ولأول مرة بعد لبنان رئيسا يسلم السلطة لخلفه ويذهب الى بيته كمواطن عادي وبكل احترام.
وكما صنع هنيبعل المعجزات العسكرية صاعدا بالأفيال الى أعالي الجبال محققا الانتصارات على روما، ايضا صنع شعب تونس المعجزات الحضارية بشرارة الكرامة والحرية التي أشعل بها الشهيد البطل محمد البوعزيزي جسده لتهب رياح الكرامة والحرية على كل الدول العربية بربيع عربي شبابي مشرق يحاول الخريف الاسلامي الكهل المترهل خنقه والقضاء عليه لتعود شعوبنا من جديد الى حظيرة الاستبداد الاسلامي متحالفا مع السياسي لخلق أنظمة استبدادية فاشلة قوية على شعبها هجينة أمام العدو وتحديات العصر.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيبتلِعُ الخريفُ الإسلاميُّ الربيعَ العربي ؟
- تونس وبالمفيد المختصر
- الثابت والمتحول في سوريا الثورة
- من يعاندُ الزمنَ سيسحقهُ
- ماذا لو فعلتها هوليود؟ اذبحوا داعش!
- وأخيرا استيقظت الحكومة السودانية!
- ليس المهمُ أن تأكلَ لحمَ الخنزير، إنما الأهم ....
- أتضامن ، أستنكر ، أندد وأرحب
- حالش وتوريط الجيش اللبناني
- لا تحدثوني عن نصر إلهي
- -نحن شيعة علي بن ابي طالب-
- لماذا أكثر من 96% انتخبوا السيسي؟
- رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس سعد الحريري
- هل حمص هي عاصمة الثورة ؟
- لماذا أرحب بانتخاب د. سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟
- لماذا جن جنون نوري المالكي؟
- ومن تونس الخضراء هلت البشائر
- تحسسوا رؤوسكم يا قوى 14 آذار!
- من أخطر إيران أم إسرائيل؟
- حوار مع العم ابو ابراهيم حول الربيع العربي


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد علم الدين - ما جمع بين رفيق الحريري ومحمد البوعزيزي