أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا فتحي - برلمان بروح الماضي















المزيد.....

برلمان بروح الماضي


رضا فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ توافد الراغبين في الترشح لعضويه مجلس النواب المصري في دورته الجديدة للعام 2015م، لتسجيل أنفسهم وتقديم أوراق ترشحهم لدى الجهات المختصة، ومن باب التذكرة وجب علينا تذكرتهم بما كن عليه الكيان التشريعي الأول في مصر طول العقود الماضية، وبعد قراءة عدد من مضابط مجلس النواب المصري خلال فتره الثلاثينات من الفرن الماضي، نجد انه كان لدينا برلماناً على مستوى كبير من الرقى والثقافة والجدية في العمل والاعتزاز بكيان الدولة، ومناقشه قضايا القطر المصري كبيرها وصغيرها.
في البداية لابد من القاء الضوء على تاريخ الحياة النيابية في مصر وكيف بدأت وتطورت؟ ومن المعروف ان وجود حياه نيابية متمثلة في المجالس التي ينتخب اعضاءها من الامه دليل ومؤشر على وجود ديمقراطية وحريه وقوة تتمتع بها تلك الدولة.
عرفت مصر الحياه النيابية لأول مره منذ عام 1824م عندما أنشأ محمد على المجلس العالي، وكان اول مجلس تمثيلي يختار معظم أعضائه بالانتخاب، وبعدها توالت المجالس وبدأت مصر تشق طريقها نحو إيجاد برلمان يمثل شعبها وحكومتها ففي عام 1829م، تم أنشاء مجلس المشورة والذى تألف من 156 عضو من كبار موظفي الدولة والحكومة والاعيان، كما شهد عام 1866م خطوه مهمه في تطور الحياه النيابية في مصر بأنشاء مجلس شورى النواب كما أنه في عام 1881م حيث الثورة العرابية كان من بين مطالب عرابي تشكيل مجلس للنواب وتم بالفعل افتتاح المجلس الجديد الذى سمى بمجلس النواب المصري.
وعقب ثوره 1919م جاءت مرحله جديده بإعلان دستور 1923م، والذي كان من أفضل دساتير مصر والذي أخذ بالنظام النيابي البرلماني القائم على أساس الفصل والتعاون بين السلطات. ثم أنه في عام 1956م، أعلن الدستور الجديد والذي جاء عقب ثوره 23 يوليو 1952م، والذي على أساسه شكل أول مجلس نيابي أطلق عليه "مجلس الامه " وأستمر حتى عام 1958م، حيث قامت الوحدة بين مصر وسوريا وأصدر وقتها دستورا مشتركاً للجمهورية العربية المتحدة.
وفي عام 1979م صدر قانون الاحزاب السياسية في مصر وتنظيمها بعد غياب للأحزاب على الساحة في مصر منذ ثوره 1952م. على أكثر من 135 عاماً من التاريخ البرلماني تعاقبت على البلاد اثنين وثلاثون هيئه نيابية تراوح عدد اعضائها ما بين 75 عضوا 458 عضواً أسهموا في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وبالتعمق على ما كان عليه البرلمان المصري في فتره الثلاثينات تحديداً من رقى وتحضر ونواب مثقفين على درأيه تامه بكل ما يحدث في البلاد على العكس تماماً مما يحدث حاليا من بعض النواب الذين يقومون بالدعاية لأنفسهم ويوعدون الشعب بالإصلاح وانهم في خدمتهم ثم بعد نجاحهم في الانتخابات ينكثون بوعودهم ضاربين بها عرض الحائط، ودون ان يكون لهم أي أثر فعال في حل مشكلات وقضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبإلقاء الضوء على ما كان عليه البرلمان المصري في العهد الملكي بشكل عام، والذى يثير أعجبنا به هو مدى ما يتمتع به نواب المجلس من ثقافه واسعه ورقى ودرأيه وخبره في العمل النيابي ، وسنفاجئ عندما نجد انه كان لدينا برلمان من الطراز الرفيع والمستوى العالي من الفكر والسياسة والجدية في العمل، ومرعاه المصلحة العامة ومحاوله التخفيف عن كاهل الشعب في اوقات الازمات الاقتصادية والظروف المضطربة من خلال مناقشه جاده بناءه، لكل ما يخص احوال الامه بل ان حتى المعارضة في البرلمان كان لها حساب ويسمع لها وتأخذ رأيها في الحسبان لان الغالب كان المصلحة العامة، حيث تجد كما هائلاً من المسائل والقضايا التي كان يتم مناقشتها وسجلت جميعها بكل حذافيرها في سجلات أوضحت لنا العديد من جوانب الحياه النيابية في تلك الفترة التي شهدت نوعاً من الجدل السياسي المتنوع يعبر عن هذه الفترة السياسية الخصبة الغنية ويكشف كذلك عن رصيد من التقاليد في التعامل الراقي بين نواب ألامه على اختلاف انتماءاتهم السياسية وهو مشهد نفتقده كثيراً هذه الايام .
حتى عندما يتم نقد الآراء كان يتم ذلك بطريقه بها الكثير من الالتزام بقواعد الحوار البناء مع اعطاء سبب النقد بل وضوح مما كان يصب جميعه في مصلحه البلاد، ولم يكن الاهتمام قاصراً على قضايا العاصمة والاقاليم الكبرى بل كان يشمل جميع ما يحدث في القطر المصري كانت تتم مناقشته فضلا عن التظلمات والالتماسات التي كان يقدمها ابناء الشعب لرفع الظلم عنهم، وكان يتم النظر بها بكل شفافية وحياد.

لذا وجب على أبناء مصر نوابنا القادمين، قراءه كتب المضابط والتعلم مما كان عليه السابقون عليهم، ومحاوله التحلي بصفات النائب المثقف المحب لبلده والمستعد لبذل كل نفيس من أجل خدمة ابناء شعبه، دون النظر الى أي مصالح او مكاسب شخصيه من وراء ذلك، حتى لا يكون البرلمان مجرد واجهه فقط، وان تتاح قدر من الحرية والديمقراطية في البرلمان القادم، ووضع رأى المعارض في الحسبان لأنه جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن وأن يعبر البرلمان القادم عن روح المحبة والاخلاص والتفاني في خدمه الشعب المصري، الذى عانى كثيراً في الفترة الأخيرة بل ومازال يعانى كي يصلح المجتمع لابد أن نصلح أنفسنا أولا، وكما قال الرسول الكريم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " فعندما ينتخب الشعب نوابه فهم يتوقعون منهم تقديم الكثير من الخدمات ورفع الظلم الواقع عليهم ورفع شكواهم الى الحكومة والبت فيها ؛ لذا لابد أن يكون النواب القادمين على قدر تلك المسئولية الملقاة على عاتقهم ووفق الله الجميع لما فيه الخير لأمتنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مضابط البرلمان المصري " مجلس النواب " 1930-1931.
2- شعوب وبرلمانات: الاهرام اليومي، 9مارس 2013.
3- بعض من وثائق مصر الدستورية:
https://drive.google.com/folderview?id=0BxYOgxCif2nwVUZ0NzR1NHdJSz
g&usp=drive_web
4- http://www.parliament.gov.eg/History.as



#رضا_فتحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف والجريمة وقابلية المجتمع المصري لها


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا فتحي - برلمان بروح الماضي