أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - وجهة نظر في الازمة الاوكرانية














المزيد.....

وجهة نظر في الازمة الاوكرانية


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انفض اجتماع "رباعية النورمندي" والذي ضم قادة روسيا والماني وفرنسا وبيلاروسيا، اليوم 12/02/2015 متمخضاً عن اتفاقية لوقف اطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة بعيدا عن خطوط التماس بين القوى المتحاربة في اوكرانيا، اضافة الى وعد اعطاه الرئيس الاوكراني بيتر بوروشينكو بتعديل الدستور الاوكراني بما يضمن وضع خاص للمقاطعات المنتفضة في شرق البلاد.
هذه الاتفاقية التي لم تعلن تفاصيلها بعد، وكل المباحثات واللقاءات التي سبقتها لم تتعامل في رأيي مع الازمة الاوكرانية الا من حيث كونها حربا اهلية او مناطقية نتجت مباشرة بعد الانقلاب المدعوم والمخطط له امريكيا على السلطة الشرعية في كييف. وانه لم يجري بعد التعامل جديا مع جذور الازمة والتي كان من نتائجها الانقلاب على السلطة الشرعية في كييف.
فأمريكا التي تقود حلف الناتو، دفعت هذا الحلف منذ انهيار الاتحاد السوفيتي للاستفادة القصوى جيوسياسيا من حالة التقهقر والضعف التي مرت بها روسيا في نهاية القرن العشرين. فضربت عرض الحائط بجميع تعهداتها امام قادة الاتحاد السوفيتي السابق بعدم تمدد الناتو الى اراضي دول اتفاقية وارشو. وراحت تضم دول أوربا الشرقية افواجا وافرادا الى حلف الناتو. ولم تكتفي بذلك بل زحفت على الدول التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي، تتدخل في شؤونها وتنظم الانقلابات فيها تحت وعود بضمها الى الاتفاقية التجارية الدولية او الى عضوية الاتحاد الأوربي وأخيرا الى حلف الناتو. وقد نجحت امريكا في تغيير السلطة مرتين في اوكرانيا ومرة في جورجيا بينما فشلت في بيلاروسيا وأوزبكستان.
أدركت روسيا منذ البداية ان المخطط الامريكي يسعى في نهاية المطاف الى نشر صواريخ الناتو قرب الحدود الروسية مما يجعل منظومة الدفاع الصاروخية الروسية قطع حديد لا جدوى منها، ويشلها عسكريا لعشرات السنين ان لم يسقطها في هاوية اليأس والاستسلام. ولا بأس من الاشارة هنا الى ان حساسية روسيا من موضوع انضمام دول الجوار الى الاتفاقيات التجارية الدولية او انضمامها الى الاتحاد الاوربي، تتفاقم بسبب ادراك روسيا الى ان كل هذه الاتفاقيات وبالتسهيلات الممنوحة للانضمام ليست سوى ممهدات للانضمام الى حلف الناتو.
كادت امريكا ان توصل العالم الى حافة حرب عالمية ثالثة في اواسط القرن الماضي عندما نشر الاتحاد السوفيتي صواريخه في كوبا. وحاربت اقتصاديا وسياسيا دول تقع في اسيا دفاعا عن امنها وامن اسرائيل، لمجرد ان تجرأت هذه الدول على تطوير منظومة دفاعها الصاروخي. وبالتالي فانه يجب تفهم اي رد فعل روسي على نشر منظومات صواريخ حلف الناتو على حدودها من اجل ضمان امنها واستقلال قرارها السياسي.
والمتابع للشأن الروسي يدرك جيدا ان ليس لروسيا مصلحة لا اقتصادية ولا جيوسياسية في ضم او حتى انفصال شرق اوكرانيا عن غربها. وقد ذكرت في مقالة سابقة ان شرق اوكرانيا يعاني حتى قبل الحرب من مشاكل اقتصادية كبيرة تشمل المستوى المتدني للإنتاج بسبب تقنيته المتقادمة وبناه التحتية المتهرئة. فحتى انتاج مناجم الفحم هناك تدنى كثيرا بسبب كلفته العالية، فقيمة استخراج الفحم في مناجم الدنباس شرق اوكرانيا يصل الى ضعف قيمته في المناجم الروسية. وبالتالي فان مسؤولية روسيا عن هذه المناطق اي كانت صيغته سيزيد من الاعباء على الاقتصاد الروسي.
أما من الناحية الجيوسياسية فان انفصال المقاطعات الشرقية سيزيد من تبعية الغرب الاوكراني لأمريكا واحتضانه للأفكار والبرامج المعادية لروسيا. أي انها ستكون ببساطة رأس رمح الناتو المهدد لأمن روسيا والقاعدة الامامية للصواريخ الامريكية الموجهة نحو الاراضي الروسية. ومن هنا فان انفصال شرق اوكرانيا عن غربها سوف لا يدفع صواريخ الناتو بعيدا عن الاراضي الروسية بل سيسرع من عملية نشرها على حدوده عبر الغرب الاوكراني.
وعليه فان الخيار الاقرب الى المصلحة الروسية هو المساعدة على تعزيز سيادة اوكرانيا على اراضيها في اطار نظام حكم فيدرالي ليس من مصلحته الدخول في احلاف عسكرية معادية لروسيا، ولكي لا تكون من مصلحة اوكرانيا الدخول في احلاف من هذا النوع، على روسيا ان تعود لتطوير نظام الحوافز الاقتصادية بتسهيل دخول البضائع الاوكرانية الى روسيا وتزويد اوكرانيا بالغاز الروسي الرخيص.
نجح نظام الحوافز في احباط مخطط الانقلاب الاول في اوكرانيا (الثورة البرتقالية) وهو بالتأكيد سينجح في احباط مشاريع الانقلاب الامريكي الاخير. ولابد من الاشارة الى ان روسيا كانت قد فوتت فرصة تاريخية بالإعراض عن التفاهم مع رئيسة وزراء اوكرانيا السابقة يوليا توماشينكو التي كانت الوحيدة من بين السياسيين الذين اتت بهم ثورة امريكا البرتقالية، ممن ادركوا ان قيمة الحوافز التي تقدمها روسيا لأوكرانيا اعلى بكثير مما يمكن ان تحصل عليه اوكرانيا من امريكا والغرب مجتمعين. وقد دفعت يوليا توماشينكو ثمنا باهضا لموقفها ذلك بالسجن اولا والتغييب السياسي ثانيا.
أمريكا هي المستفيد الاول من تفكك الدولة الاوكرانية. ولم تكن امريكا في يوم من الايام حريصة على وحدة اراضي الدول الاخرى، فهي التي كانت وراء انهيار الاتحاد السوفيتي ككيان جيوسياسي وهي التي فككت يوغسلافيا والسودان وتسعى اليوم لتفكيك ليبيا والعراق.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ان سكنت العاصفة
- خواطر في العلمانية والدين
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- محاور الخلاف في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الثاني)
- جذور التشدد في الحركة الاشتراكية الروسية (الجزء الاول)
- من زاوية اخرى (الجزء الثاني)
- من زاوية اخرى (الجزء الاول)
- صناعة الكذب
- هزيمة المهزوم
- المبدأ اولا
- نخطو الى الوراء من اجل خطوات الى الامام
- المشروع السياسي والمعركة الانتخابية
- كتابات مبعثرة من مفكرة احزاني
- ألأمل
- نحن البديل
- لنزرع بذور الخير
- خطاب مفتوح الى اصدقاء في التيار اليساري -قفوا معنا في معركتن ...
- عقيدة الظلم والقهر
- الشرف والدونية


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - وجهة نظر في الازمة الاوكرانية