أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - عن معركة الموصل وتشابك اللُحى وأحلام الهاشميين















المزيد.....

عن معركة الموصل وتشابك اللُحى وأحلام الهاشميين


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحدث التقارير الامريكية عن قرب معركة الحسم ضد داعش. تفصلنا ايام فقط عن هذه المواجهة المحتومة. ثمّة تنسيق عالي بين ثلاثة اطراف رئيسية اليوم ، العراق والاردن ومن خلفهم الولايات المتحدة الامريكية. بالرغم من وضوح هدف الدول الثلاث وهو القضاء على تنظيم داعش بعملية عسكرية برية ، الاّ انه يبقى الخلاف حاضراً حول تفاصيل هذه المهمة.

اليوم رفعت حكومة اوباما الى الكونغرس رسمياً مشروع قرار لشن حرب غير محددة جغرافياً ضد داعش. قبلها بدأت الاردن بتحشيد الآلاف من جنودها على الحدود الاردنية العراقية في محاولة لحماية ارض المملكة من هجمات داعشية محتملة كما يقول اعلامها الرسمي ، لكن وكما هو الحال مع جل دولنا العربية ، الاردن في العلن ليس كالاردن في السر ، حيث تحدّث يوم امس السيناتور الامريكي الجمهوري ليندزي غراهام العائد لتوه من زيارة السعودية وقطر ، تحدث عن حرب برية قادمة ضد داعش ، تنطلق من الاراضي الاردنية وتقودها امريكا بالتنسيق مع العراقيين. السيناتور اوضح من أن الخطة الامريكية القادمة تقوم على اساس تجهيز جيش عربي قوامه عشرة آلاف مقاتل سيجتاح العراق من الاردن وينفذ الهجوم البري تحت غطاء جوي امريكي. ثم لم ينسَ شكر السعوديين والقطريين على عدم ممانعتهم ارسال قوات عسكرية للاردن واشتراكهم في هذه المعركة. يحوي هذا الجيش ايضا مجاميع عراقية "سنية" تتدرّب اليوم في الاردن ضمن خطة تجهيز الحرس الوطني "السني" القادم ، هذا الحرس الذي وافقت عليه حكومة بغداد مرغمة وهي ترضخ لاشتراطات الفوضى الحالية. بالنسبة لها ولأي منصف آخر ، من الصعب رفض مقترح الحرس الوطني "السني" في بلد تلتهم البيشمرگة الكردية شماله ويقتضم الحشد "الشيعي" جنوبه واجزاء من وسطه.
باعتقادي الشخصي وسيتهمني حتماً بقايا المالكي بالانبطاح لحكومة المقبولية حسب قواميس الاوصاف عندهم ، ليس من سبيل آخر لطمأنة المجتمع السني واقناعه على قتال داعش جنباً الى جنب قوات الحشد والبيشمرگة سوى تشكيل ميليشيا من رجالات العشائر السنية نفسها.

تثير الحرب على داعش مشكلة معقدة نتيجة تشابك الارادات والمصالح ، فالسوريون اليوم وعلى لسان وزير خارجيتهم وليد المعلم رفضوا السماح للقوات الاردنية الدخول الى الاراضي السورية قائلين بأن الحرب على داعش داخل سوريا هي مهمة وطنية داخلية تقع على عاتق السوريين انفسهم ولا أحد سواهم. قتال داعش أرحم من الوقوع تحت رحمة الامريكيين بوجههم الاردني. هكذا تفكر سوريا. اما العراقيون فلم يعطوا الاذن رسمياً للاردن ان تتدخل برياً داخل الاراضي العراقية بسبب حسّاسية هذا الامر واعتبارات السيادة الوطنية. لأيران وجهة نظر حادة لا تتسامح فيها ابداً. هي ترفض اي تدخل خارجي في هذه الحرب لتحتكر وحدها مهمة المنازلة مع داعش وتضمن مصادرة الانتصار "التاريخي" عليها ، الانتصار الذي اذا تمّ سيؤمّن لها استمرارية السيطرة على القرار العراقي وللأبد.

تكمن المفارقة في موقف سنّة العراق وهم اليوم في وضع لا يُحسد عليه. على الرغم من تلقّي بعض الشباب السنّي العراقي تدريبه في الاردن لكنهم غير مرتاحين للخطة الامريكية الاردنية. انهم يختنقون من قلة الخيارات. قد يعيد الوجود الاردني على اراضيهم لاذهان الاردنيين حلمهم الهاشمي القديم. حلم تمدّد المملكة الاردنية حتى كركوك وبعض الاجزاء السورية في الشمال. الخوف من هيمنة اردنية على اراضي المنطقة الغربية تشبه هيمنة سوريا على لبنان لحظة اجتياحها بيروت ، تلك الهيمنة التي استمر ٢-;-٩-;- عاماً ، من ١-;-٩-;-٧-;-٦-;- الى ٢-;-٠-;-٠-;-٥-;-. وفي نفس الوقت لا مناص للسنّة من المضي في خطة الحرب ما دامت داعش باقية وتتمدد على اراضيهم. ثمّة مخاوف اخرى يقرؤها المجتمع السني العراقي في الغضب الاردني ، الشعبي والرسمي ، مخاوف استهداف واسع للبعث وقياداته ، سواء في نسخته القديمة ام في نسخة البعث الملتحية. صار استهداف البعث وتجريمه ضرورة يتفق عليها الاردنيون جميعهم بعد حرق الطيار الاردني حياً ، اذ يرى الاردنيون بأن البعثيين هم وراء هذه الجريمة ولا فرق بين اجرامهم واجرام داعش. يثير هذا الهوس الاردني الجديد من البعث مخاوف السنّة في العراق حيث تأخذ كلمة البعث مدلولات اخرى احياناً. قد تعني فيما تعنيه البنية التحتية المنتجة لطبقة السياسيين عندهم. ربما هذا ما جعل سنّة العراق يستعجلون ويضغطون تجاه الغاء قانون المساءلة والعدالة فيما طالبوا الاسراع في التصويت على قانون الحرس الوطني. خطوتان مهمتان يراها المجتمع السني ضمانة سياسية له قبل الدخول في أي معركة ضد داعش.

لدى البيشمرگة الكردية حساباتها المعقدة هي الاخرى. الاسراع في تحرير كركوك (وهذا ما تجهد نفسها عليه اليوم) يجنّب مدينة النفط دخول القوات العربية اليها. الكرد لا يريدون تعقيد المشهد الكركوكلي اكثر. لا يريدون رؤية جيش عربي بعمقه السنّي داخل حلمهم الابدي كركوك ، وبالتالي الرضوخ لخيارات القوى على الارض. لذا تعمد القيادة الكردية بكل قوتها لتنظيف كركوك من الداعشيين من الآن. مهمة لا تبدو سهلة لكنها ليست مستحيلة وكوباني الكردية شاخصة امام أعينهم.

على اية حال ، الامريكيون مستعدون للحرب اليوم وثمّة دعم كبير لأوباما في مسعاه. كان لقضية قتل داعش للامريكية كايلا ميولر (موظفة المساعدات الانسانية) دور اساسي في تهيئة الرأي العام الامريكي هذا. من جانبها تقول الاردن ، كل الخيارات موجودة على الطاولة وننتظر اشارة العراقيين كما قال وزير خارجيتها يوم أمس. اما العراق فقد اعلن جهوزية قواته لمعركة الحسم الكبرى لكنه متردد حتى هذه اللحظة من اعلان موقفه الرسمي من دخول قوات عربية او اجنبية داخل اراضيه.


*حديث السيناتور الامريكي ليندزي غراهام
http://therightscoop.com/jordan-and-other-middle-east-muslim-nations-eager-to-begin-ground-invasion-of-isis-controlled-region/



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية دادي
- إمكانية عالية ومحتوى بائس
- عن شارل ايبدو وإساءاتها
- حوار كاثوليكي
- اللعب مع الأفعى
- موقف عابر للطائفية Trans-Sectarian Action
- فرصة العبادي الكبيرة
- وثيقة السيستاني المهمّة
- لستَ إبراهام لنكن يا حاج
- عودة الكعبي .. حكّاء السخرية السومري
- صراع المظلوميات
- عن -التفّاگين- وكركوك والمتنازع عليها
- النخبة العراقية .. إغتراب ما قبل النحر
- قناعة الأربعين
- عن المثقف العاجي والمثقف الروزخوني
- لعبة السلطة والمعارضة في العراق
- فرانكشتاين في بغداد .. مسخ على قدر الألم
- عن المرجعية الدينية وعلاقتها بالمجتمع الشيعي الجديد
- زعيمنا
- ما بعد الطائفية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - عن معركة الموصل وتشابك اللُحى وأحلام الهاشميين