أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - على ارض فلسطين التاريخية وليس فيها















المزيد.....

على ارض فلسطين التاريخية وليس فيها


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر أيار 2014 على ما اذكر نشرت على صفحة الحركة الشعبية من اجل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين ملاحظات سريعة حول المشروع واليوم بعد بيان الحركة حول رفضها لمشاركة بعض أعضائها في مشاريع متناقضة وتختلف عن توجهاتها ومنها مشروع دولتان في فضاء واحد أعيد نشر ملاحظاتي هذه مع بعض التفصيل مركزا على أهمية ما يعنيه عنوان مقالي من أن المطلوب دولة ديمقراطية واحدة على كامل ارض فلسطين التاريخية وليس فيها لما قد تعنيه كلمة ( في ) غدا من تقزيم للمشروع ليصبح مشروعا خاصا في الضفة الغربية فقط.
إذا كنت ضعيفا لا تستجدي القوي أن يعطيك حق مشاركته موقعه لأنك تعبت من دور الضعيف فهو ليس غبيا ليفعل ذلك لان البديل الفعلي هو أن تحول أنت وبيدك ضعفك إلى أداة كفاح يهدد قدرته على الاحتفاظ بمكانته وعندها فقط سيطلب منك هو أن تترك له مساحة للمشاركة.
هذه المقدمة هي الأساس النظري الذي أرى فيه أساسا مناسبا لتقوم عليه آليات تنفيذ شعار إقامة دولة ديمقراطية واحدة في فلسطين التاريخية
أما ملاحظاتي على المضمون فأسوقها بالنقاط التالية:
صحيح أن الفكرة هي الحل الوحيد الممكن للقضية الفلسطينية وحتى للمسالة اليهودية المفترضة من قبل الحركة الصهيونية, التي وجدت حلها الخاص على حساب شعبنا وأرضنا إلا أن استمرارنا نحن الفلسطينيون العرب بالبحث عن حلول تعفينا من مشروعنا الوطني الخاص سوف يواصل قيادتنا إلى الهاوية, فكل الأمثلة الحية تؤكد أن أيا من شعوب الأرض لم يقدم لعدوه أي تنازل عن حقه بالأرض والتاريخ ولم يقدم أيا من شعوب الأرض على القبول بمبدأ تقاسم الأرض والحق مع الأعداء والقبول بمساواة اللص مع صاحب الحق, وجنوب إفريقيا ماثلة لا زالت في أذهاننا
إن شعار مشروع الدولة الواحدة يجب أن يتم رفعه من قبل الشعبين وحلا لإشكالات التداخل في المكان كطرفين يقفان على قدم المساواة في الحقوق والواجبات ( مع أهمية إدراك أن هذا تنازل فلسطيني كبير وجوهري لصالح السلم الاممي ) وفي حالنا فان القائم دولة يهودية تواصل إمعانها في التوجه العنصري بما في ذلك سعيها للتحول إلى دولة شوفينية بالمطلق عبر مطلب الاعتراف بيهوديتها من قبل الفلسطينيين في سابقة غريبة في التاريخ أن تصر دولة ما على اعتراف عدوها بصبغتها الدينية, في حين لا زلنا نحن غير قادرين حتى على الالتفاف حول مشروع وطني واحد وما الانقسام الحالي البغيض بين غزة والضفة إلا اكبر مثال على ذلك
هكذا مشروع لا يجوز له أن يأتي بالبرامج الرصينة البعيدة عن الفعل الثوري وهو لا يمكن أن يتأتى دون مشاركة يهودية فاعلة ولا بواسطة الاقتناع الذاتي وكل ما سيفعله مثل هذا المشروع هو إغراق شعبنا داخليا بفكرة خلافية جديدة غير قائمة على أسس كفاحية وهي أيضا قبول بالقيام بدور البديل عن الآخر بحيث نناضل عنه معركته في سبيل الديمقراطية لهم ومحاربة الشوفينية والعنصرية في أوساطهم وهي معركة يجب أن يقوم بها اليهود أنفسهم لا نحن
إن الحال داخل إسرائيل لا يبشر بما يوفر ابسط أرضية لذلك فحتى هناك لدينا فصل تام بين العربي واليهودي ولا وجود لأحزاب ديمقراطية ذات تأثير حقيقي على الأرض بل هناك فصل تام بين أحزاب عربية وأحزاب صهيونية والكارثة في الأمر أن هناك مشاركة عربية واضحة في الأحزاب الصهيونية في حين لا وجود لمشاركة يهودية مثلا في أي حزب عربي وحتى الأحزاب التي ترفع شعارات أممية فهي تقوم على عاتق الجمهور العربي بنسبة 99% منها
إن تجربة رفع الشعار من جانب واحد أدت بنا إلى مزيد من التنازلات الكارثية لأنها قدمت دون أن يكون هناك أساس منطقي لتحقيقها ودون أن يتم عرضها من قبل احد
ينبغي أن يكون شعار الدولة الواحدة مطلوبا منا كتنازل لصالح المساواة والديمقراطية لا كاستجداء نرفعه نحن لمن يحتل أرضنا ويشرد شعبنا
يمكن فقط لهذا الشعار أن يكون حيا وذا معنى إن تم رفعه من قبل شعب موحد مكافح يقترب من تحقيق أهدافه الوطنية على أرضه وكثمرة لانتصاره لا كمهرب من أزمته وضعفه.
هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى كفاح حي وعملي على الأرض قبل شعار الدولة الواحدة أو أن هذا الشعار ينبغي أن يترافق مع كفاح حثيث وميداني على الأرض لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا
إن الانتصار الشعبي على الحركة الصهيونية هو من سيجعلها تنهار ومن سيجعل إمكانية ظهور دعوات شعبية داخل إسرائيل للدولة الواحدة ممكنة
من قال إن هناك في أوساط اليهود داخل إسرائيل اليوم من هو معني بهذا الشعار أو من هو معني بالتوحد مع أولئك الذين يقدمون تنازلات يومية عن قضيتهم وأرضهم مجانا
باختصار.

يجب تعديل الشعار من شعار إقامة دولة ديمقراطية واحدة بفلسطين معتمدا على القناعات الفكرية الذاتية إلى شعار يعتمد الكفاح المشترك لتحرير فلسطين من العنصرية والاحتلال بما يوفر الأرضية لإقامة دولة ديمقراطية واحدة باستخدام كافة أدوات الكفاح الشعبي وبمشاركة اليهود في الكفاح كمشاركين فاعلين بقضيتهم هم لا كمتضامنين مع شعب مضطهد هو الشعب الفلسطيني عند ذاك يجوز القول بإمكانية الوصول إلى ذلك.
في مؤتمر عقدته الحركة في رام الله تحت عنوان ما بعد الحرب على غزة برزت بالنسبة لي الملاحظات التالية
1- المتحدثين اليهود جميعا قدموا رؤيا واضحة ومتوافقة وذات بعد فكري يعبر عن رؤى واضحة وإدراك للأهداف التي يعملون في سبيلها وحتى في مفرداتهم كانوا موحدين ومتوافقين ومنسجمين بينما ظهر العكس كليا في أوساط من تحدث من الفلسطينيين
2- قد لا تكون هذه المرة الأولى التي تحدث فيها يهود أمام جمهور عربي بينما قد لا يكون هناك أي فرصة جرت في المقابل لإسماع جمهور يهودي بهذا النمط رأي فلسطيني.
3- المتحدثين الفلسطينيين لم يقدموا رؤى مختلفة فقط بل ومتناقضة ومتنافرة وأحيانا بطريقة عدوانية رافضة لفكر الآخر الفلسطيني بل ومسخفة له بينما لم يجري هذا في أوساط الفلسطينيين.
4- احد من الطرفين لم يتطرق لوسائل وأدوات تحقيق الشعار الرئيس لهذه الحركة والمستوحى من اسمها
أخيرا فقد أصدرت الحركة بيانا أعلنت فيه رفضها لمشاركة بعض أعضائها في لقاء تم في فندق بالقدس ( فندق الامبسادور ) لمشروع دولتان في فضاء واحد وهذا يقودني إلى العودة لحالة التذبذب الخطر والانزلاقات المتواصلة في أوساط الفلسطينيين من موقف إلى موقف اقل يتنازل أكثر عن حقوقهم فمنذ مشروع التقسيم وثورة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وإلقاء اليهود في البحر إلى شعار الدولة العلمانية إلى شعار الدولة الديمقراطية الموحدة ثم إلى السلطة الوطنية الفلسطينية على أي جزء يتم تحريره ثم إلى شعار الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وبعدها أوسلو والسلطة التي ستتحول بالمفاوضات الى دولة ثم إلى سلطتين فلسطينيتين في الضفة وغزة لتأتي خلال كل ذلك فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة على ارض فلسطين التاريخية إلى أن يقدم البعض منها إلى تقزيم الشعار إلى دولتين في فضاء واحد واحد لا يدري إلى أين سيذهب البعض في تنازلاتهم الخرقاء هذه ركضا خلف مشاريع صهيونية ومنها مشروع الدولتان ومشروع فصل غزة عن الضفة ومشروع الفضاء الواحد وقد نجد ذات يوم من يتحدث عن دولتان في الضفة الغربية بعد أن نكون قد كرسنا دولة إسلامية في غزة ويهودية في الجليل والمثلث والنقب والساحل, عندها قدي يصبح مقبولا لدى البعض إقامة دولتان في فضاء واحد ولكن في الضفة الغربية وحدها فكل المسيرة تشير إلى أننا سنجد يوما في أوساطنا من يقدم تبريرا لمثل هذا المشروع فإسرائيل تخطط لكانتونات في الضفة الغربية قد ترى فيها دويلات وممالك ستكون دويلات مثل دولة يهودا ودولة السامرة جزءا منها فمن جعل المستوطنين في الأراضي المحتلة عام 1948 مواطنين بعد اقل من ثلاثة عقود متسلحا بالعقلانية والواقعية على حرب عام 1948 قد يصبح أسهل عليه أن يجعل مستوطني الضفة الغربية مواطنين بعد أكثر من أربعين عام.
إن المطلوب فلسطينيا توحيد الموقف رؤية وأهداف وبرامج باعتماد أن فلسطين التاريخية ارض واحدة لا يمكن تقسيمها وأنها حق لأهلها بالمطلق وان قبول واقع الحال في التغير الديمغرافي القسري بها لا يعني ولا بأي حال من الأحوال الانتقاص من الحق الشرعي لأبنائها أينما كانوا على وجه الأرض وان آليات تنفيذ ذلك مرهونة بإنهاء النظام العنصري الاستيطاني اليهودي في فلسطين.
والمطلوب من اليهود الراغبين والمؤمنين فعلا بدولة ديمقراطية واحدة على (وليس في) ارض فلسطين التاريخية أن يؤمنوا أولا بحق الشعب الفلسطيني في أرضه وان يناضلوا في سبيل إسقاط النظام العنصري الاستيطاني الاحلالي الذي يحكمهم ليصبحوا بذلك مناضلين معنا في سبيل غد مشترك على أرضنا التي عاشوا عليها ولا زالوا زورا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الفكر والفعل
- الفكر العربي حقيقة ام وهم
- من اوراق الشهداء
- غزة على أطراف السكاكين
- أن نحترم نصرنا وعقولنا
- مصيدة المقاومة القاتلة
- صاروخ الشعب الذي لا يقهر ... عودة 9م
- أرض واحدة امة واحدة
- من قتل ياسر عرفات ... اي سؤال هذا
- خيارات وخيارات الا المفاوضات
- مقدمات للبيان القومي العربي الأخير
- العودة إلى الأصل فلسطين التاريخية كونفدرالية أو موحدة
- استحقاق أيلول والمخاطر المحدقة
- رسائل فلسطيني الى امراة نائية
- إنهاء الاحتلال المشروع الوطني الفلسطيني الوحيد
- الحداثة في التفكير السياسي الفلسطيني
- العلمانية عند العرب...من الاصالة الى البؤس
- جتمعة الفرد ... فلسفة بناء الذات من خلال الآخر
- بلستاين داي
- من شحيبر الى دولة رئيس الوزراء


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - على ارض فلسطين التاريخية وليس فيها