أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الله والفيل














المزيد.....

الله والفيل


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان عبد المطلب بن هاشم من أبرز الشخصيات في مكه فهو حفيد جده قصي بن كلاب جد قريش الأول وهوالذي إستطاع بفطنته التجاريه ان يشتري بيت الله الكعبه من نسيبه غبشان بعود وزق خمر في صفقة مربحه حتى راح يتندر القوم على غبشان فيما بعد بقولهم ( أبخس من صفقة غبشان) . وقصي هو من خطط وبنى مكه وجعل لقريش مكانة الزعامة فيها واراد لها ان تكون منطقة تجارية حره وقد حرصت قريش على توفير الأمن لكل من يدخل مكه وعندما إهتز الأمن فيها كان حلف الفضول والذي التزم برد المظالم لكل زائر يقدم الى مكه .
كانت مكه دار إستراحه للقوافل التجاريه في رحلتي الصيف والشتاء والتي سنها هاشم بن عبد مناف والد عبد المطلب وهي مدينة مزدهره وسط الصحراء وقد صان الحفيد عبد المطلب هذه المدينه وهو من إحتفر بئر زمزم فيها وتثقف بعلاقاته مع اليهود وكتابهم ومع النصارى وتسامحهم كونه الرجل الأبرز وراعي الكعبه بيت الله بيت إبراهيم وإسماعيل وقد حاز على إحترام قريش وأهل مكه ولقب بالحليم .
كانت الكعبه تحتظن كل أصنام القبائل وهي مفتوحة للجميع لعبادة الرب خالق كل شئ وهذا منطق فيه الكثير من الحريه في العباده وخال من التزمت والتشدد والقسر .
أقدم إبرهه الأبرش الحبشي بجيشه راكباً فيله لهدم الكعبه حسداً لزوارها ولتحول مكه الى مدينة عامره وسط الصحراء ، وأمام هذا الموقف الصعب واجه عبد المطلب الأمر بشجاعة وحنكة وإيمان قوي طالباً من قومه عدم محاربة الجيش والإبتعاد عن بيت الله لأن هدمه مطلب الحبشي وقد قابل إبرهه لمطالبته بأبل إستولى عليها جيشه فرد عليه صاحب الفيل: ــ جئت تطالب بالأبل ولاتطالب بأيقاف هدم الكعبه فأجابه عبد المطلب: ــ أنا رب الأبل أما الكعبه فلها رب يحميها .
هذا الموقف والرأي لعبد المطلب نادر وراجح في فكر ذلك الزمن وناتج عن فكرمتقدم في فهم موضوعة الرب والخلق فمن غير الصحيح والمنطقي ان يقاتل المخلوق ويسفك الدماء ويغتصب النساء ويؤسر الأطفال دفاعاً عن الخالق غير المرأي والقادر على كل شئ .
عند النبي محمد وهو حفيد عبد المطلب تغيرت الفكره في الإسلام حيث تحول المسلم وهوالمخلوق يقاتل في سبيل الخالق ويسفك الدم ويغزو ويغنم الأموال والنساء والأطفال بأسم الخالق وخمسها للنبي وال بيته والأكثرمن هذا فرض عبادة الخالق على الناس بقوة السيف وجباية الزكاة والخمس لبيت المال والذي يرفض الإسلام يقتل وتنهب أمواله ونسائه وأطفاله وتباع في سوق النخاسه أما أصحاب الديانات الكتابيه فتؤخذ منهم الجزيه وكل هذا بأسم وتزكية من الخالق وبكتاب قال الرسول إنه مرسل من الخالق عن طريق الملك جبريل والذي يتصل به لوحده .
من خلال المقارنه بين فكر ومنطق عبد المطلب الجد وبين الحفيد نبينا يبدوأن النبي كانت طموحاته أكبرمن طموحات قصي الجد الأول ببناء ورعاية مكه كمدينة للتجاره والفكر الحر ومزدهرة لقريش وبني هاشم رعاة بيت الله فيها وإنما تكوين إمة قوية لعرب الصحراء بزعامة قريش وتحت راية لا اله الا الله وهذا ما رد به على قريش يوم طالبوه بالتراجع عن دينه الإسلام فرد عليهم (إمنحوني كلمة لا اله الا الله وسأملكم العالم ) وتبقى مكه بيته العتيق عاصمة لأمبراطورية قوية لعرب الجزيره تزيح وتسقط إمبراطورية الفرس والروم من كل المنطقه.
وما أن تم فتح مكه حتى عمل على أسلمة كل عرب الجزيره بقوة السيف وقد بلغ عدد الغزوات سبعة وثلاثون غزوه على قبائل العرب قاد سبعة عشر منها بنفسه ثم أرسل النبي رسائلاً للفرس والروم يطلب منهم الدخول في الإسلام او الحرب وفي عهده أرسل زيد بن حارثه بأول حملة عسكريه ضد الروم والتي إنتهت بهزيمة الجيش وقتل القواد الثلاث الذين قادوا الحمله وسحب خالد بن الوليد ما تبقى من الجيش . وقبل موته أمر بالإعداد لحملة للثأر من الروم بقيادة إسامه بن زيد وهو ابن السبعة عشر عام وأراد من الصحابه الكبار المشاركه فيها تحت قيادته إيماناً منه بجهاد إسامه للثأر لدم أبيه .
عند المقارنه بين رؤية وموقف عبد الطلب من موضوعة الله الخالق والقادر على كل شئ والقائمه على عبادته فقط ولمن يؤمن به من غير جبرية وبلاقسر وبين رؤية حفيده النبي محمد والقائمه على فرض الإسلام على عرب الجزيرة أولاً كدين للرب بقوة السيف وقتل من لايؤمن بالإسلام ومحاربة بقية الأديان وكل سكان الكره الأرضيه وفرض الإسلام عليهم لأن الإسلام دين الحق ووحده من يتوجب عبادة الله من خلاله . .
من كل هذا نجد ان الجد كان أكثر حلماً ومنطقية وعقلانيه على الرغم من ان الجد سبق الحفيد زمنياً .
واليوم وبعد أربعة عشر قرن نجد هناك من يفكر بأفكار النبي ويحلم بالسيطره على العالم من خلال الإسلام وسبي النساء والأطفال ونهب أموالهم وطردهم من بيوتهم لأنهم ليسوا مسلمين وهذا حلم كل التنظيمات الإسلاميه التي تتقاتل طائفياً بالمنطقه وقد أحرقوا الأخضر واليابس وهذا ما طبقته داعش في سوريا والعراق بحق أصحاب الديانات الإخرى ...



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصمة الإحتلال
- الخمر والإسلام
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان
- عصافير
- الله واليله الأخيره
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض
- الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد
- مأسي الجنوب


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الله والفيل