أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - اليمن: درب الآلام والاحلام















المزيد.....

اليمن: درب الآلام والاحلام


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست معنياً في تناولي للمسألة اليمنية لدور الخارج الاقليمي او الدولي، لأن الخارج كان دائماً موجودا في كل الدول في كافة العصور. واعتقد جازماً أن دور الخارج هو جزء من ازمة الداخل، فعندما تسمح الثقوب في القوى المحلية بتسرب الخارج، يكون هذا دليل ضعفها وعدم قدرتها على التوحد حول مواقف وطنية. كل القوى في اليمن لها حلفاء في الخارج، اختلفت مواقفهم وتحالفاتهم مع تغير الظروف والازمان، من الدول الاقليمية والدولية، بل كان لتدخل هذه القوى الاثر الاكبر على مسار الثورة اليمنية واخفاقها البين.

كتبت مقال " اليمن وداعاً........اليمن أهلاً" في حب اليمن، وكنت متابعاً لتمدد الحوثيين في ارض اليمن، وكأني اتابع فيلماً مكروراً رأيته من قبل في ايران، لبنان وتجربة انقلاب الانقاذ في السودان، عام 1989، من انقلاب فصيل صغير على مقدرات شعب كامل. نفس الكلمات، من مخاطبة شعب عظيم، اتهام الاخرين بالخيانة والمؤامرات وغيرها. اكتب هذا المقال من واقع الملل من تكرار تجاربنا الفاشلة وجرجرة الشعوب في متاهات عدمية فارغة، وغياب أي مشروع وطني، والدخول في التجربة والخطأ.

قوى التغيير والاستفادة من التجارب

هناك ظاهرتان محيرتان في تاريخ المنطقة اولهما عدم استفادة الثوار من تجارب شعوب المنطقة، والوقوع في نفس الخطأ مراراً وتكراراً في دول عديدة، في ظروف مشابهه. الظاهرة الثانية هي قدرة قوى الثورة المضادة في دراسة التجارب ومراكمة الخبرات واستخدامها في تجيير الامور لمصلحتها في كل مرة. وقد ناقشت الظاهرة الاولى في مقال "من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (4) دروس الثورات" في "الحوار المتمدن"، وتناولت هذه القضية عبر مفهومي الارادة والارادة. ورأيت أن الثوار (اقصد من ينادون بالتغيير من كل التيارات) في كل الدول استطاعوا أن يديروا انجاز الثورة بنجاح باهر.

عند انجاز الثورات بهروب بن علي، اقالة مبارك ، قتل القذافي وتحصين علي عبد الله صالح، سقطت روؤس الانظمة وظلت الانظمة قائمة. كان امام الثوار سيدة تجارب المنطقة، انتفاضة السودانيين ابريل 1985، التي اسقطت الديكتاتور نميري ولكن ظل نظامه كاملاً مكتملاً. بدلاً من أن يتولى الثوار السلطة، قبلوا بمجلس عسكري انتقالي تكون من اركان النظام السابق، وتولى الحكم حكومة انتقالية للتسيير، بدون سلطات. كان من اركان النظام القديم الاخوان المسلمين، الذين استطاعوا في سنوات تحالفهم مع النظام الديكتاتوري، تثبيت وضعهم الاقتصادي بتمويل مكثف من القوى الاقليمية المتربصة بالديمقراطية الوليدة، عبر العديد من البنوك الاسلامية الاقليمية. فبدلاً من النميري جاء المجلس العسكري الانتقالي من قادة العهد البائد، وصمم قانون انتخابات جاءت بحزب ضئيل الحجم، الاخوان المسلمين، منتفخ انتخابياً بالمال السياسي. ما حدث في الثورات العربية أن اخفاقاتها تنقلت من ثورة لاخرى.

محاولة الاجابة على لماذا لم تستفد الثورات والثوار من التجارب السابقة، سؤال عسير على فرد للاجابة. رغم ذلك سوف احاول ايراد بعض الاسباب، التي اراها ربما محتملة. السبب الاساسي في رأي أن البنية الاساسية الضعيفة من مراكز ابحاث، مصادر المعلومات، الدراسات المتوفرة وغيرها؛ السبب الثاني هو ضعف التواصل بين كافة انصار التغيير في المنطقة، لتبادل الخبرات وعرض التجارب. التجمعات الاقليمية لليسار، التيار الليبرالي، الاحزاب الديمقراطية، ليست مؤسسية وكذلك اتحادات الشباب والنساء. اما الاتحادات الطلابية، العمالية والمهنية فقد وقعت في ايدي السلطات الاقصائية المستبدة وصارت جزءاً من ادوات الحكومات في السيطرة.

هذا بعض الاسباب الخارجية، لكن السبب الداخلي الاخطر، الاحساس السيء الذي نشرته مؤسسات السلطات المستبدة الفاسده من امتلاء مواطني كل دولة بالشوفينية الفارغة عن التفرد، والتميز وهكذا من مشاعر. بجانب هذا فقد عمدت السلطات إلى التقليل من أي انشطة وتشبيك بين هذه القوى خارج سيطرتها المباشرة، وتم استعمال الاعلام في تشويهها، ووصفها بالتامر والخيانة وغيرها. انتقلت هذه المشاعر، بفعل الاعلام الحكومي لتشكل العوامل المحددة للعلاقات البينية.

المصالح الدائمة والمباديء الدائمة

تعود بعض المثقفين في التلفزيونات، بتكرار مقولة "ليس هناك صداقة دائمة او عداوة دائمة، لكن مصالح دائمة"، كتوصيف للمواقف الغربية عموماً، والامريكية خصوصاً. فبدلاً من تكريس مفهوم "المباديء الدائمة" الني حفل بها اعلان الاستقلال الامريكي، سحب المفهوم لصالح "المصالح الدائمة". يوصف هذا المفهوم بالواقعية واحياناً بالبراجماتية، لكنه في حقيقته اكثر مفهوم "لا أخلاقي" في السياسة الدولية، وقد كرسته السياسة الامريكية تحت رئاسة الجمهوريين والديمقراطيين.

كان هناك امل قليل في صعود باراك اوباما، بشعاراتة، في اعادة الاعتبار للمبدأئية في العلاقات الدولية، لكن وجدنا انه، وسوزان رايس مستشار الأمن القومي، وقبلهم اندرو يونج، كولن باول وكوندليزا رايس وغيرهم، بدلاً أن يضعوا مباديء د. مارتن لوثر كنح، ويكونوا صوتاً آخراً في مستنقع الانتهازية السياسية، النفاق، شرور المصلحة الدائمة والمعايير المزدوجة، نصب المسئولين الامريكيين السود، انفسهم مدافعين عن كيان صهيوني بائس قائم على العنصرية، وتناسوا الموقف الصارم والقوي، تأريخياً، من مجتمعات السود الامريكيين مع الشعب الفلسطيني. لم نكن نأمل أن يغير المسئولين الامريكيين السود السياسة الامريكية فوراً، لكن أن يكون لهم "مواقف مبدأئية" تعلي من شأن المعادل الموضوعي لمقولة "المصالح الدائمة". انهم في النهاية مجرد "قوم سود ذوي ثقافة بيضاء" "تعبير استعيره من مقالة د. الباقر العفيف:" أزمة الهوية في شمال السودان: متاهة قوم سود ذو ثقافة بيضاء".

الثورة المضادة والاستفادة من التجارب

عكس الثوار، استطاعت قوى الثورة المضادة أن تدرس تجاربها وتستفيد من هذا الدروس. هذه القوى المضادة مدعومة من الانظمة، اجهزة الاستخبارات، المنظمات المختلفة المحلية والاقليمية والدولية، ولها ارتباطات مكثفة معها. هذه القوى هي التي تثمن مقولات "المصالح الدائمة" وتتبناها، ويؤهلها الخلل الاخلاقي، وتسيب قيمها (اعتماد الكذب، نسج المؤامرات، الفساد، النفاق وغيرها) في وضع هذه المقولة موضع التنفيذ.

هذه القوى تملك مفاصل الانظمة، وتمرست فيها وتعتبر "المباديء الدائمة" مزحة وهراء. ولأنهم معروفين من اجهزة الاستخبارات المتنوعة، سجلت لهم كل نقائصهم، باعت فيهم واشترتهم، فهم المفضلين لديها. ولا نظن أنهم اكفاء، فالانظمة الفاسدة المستبدة تلفظ الاكفاء، وتحتفظ بالادعياء، ولذلك توفر مراكز الابحاث الضخمة دروس التجارب والخبرات في تقاريرها غير المعلنة، مصادر معلومات سرية ومخفية وعلنية وغيرها.

الشيعة بين مشهدين

يتفق السنة والشيعة في عقائد الاسلام، بكل التفاصيل، وجاء الاختلاف حول الامامة ومن يخلف الرسول (صلعم). فالشيعة يرون أن عليًا بن أبي طالب (رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُ) هو وأحد عشر إماماً من ذريته (من زوجته فاطمة بنت النبي محمد(، ويطلقون عليهم اسم الأئمَّة أو الخُلفاء الذين يجب اتِّباعهم دون غيرهم طبقًا لأمر من النبي محمد في بعض الأحاديث، الغير متفق عليها. إذن الخلاف سياسي في جذوره، تحول عبر القرون لخلاف مذهبي. وفي الحروب التي خاضها الامام علي (معركة الجمل، ومعركة صفين ومعركة النهروان)، لم يصف خصومه بالردة اوالكفر. خاطب علي الخوارج " كونوا حيث شئتم، وبيننا وبينكم ألا تسفكوا دماً حراماً، ولا تقطعوا سبيلاً، ولا تظلموا أحداً! فإن فعلتم نفذت إليكم بالحرب! "(السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث للشيخ محمد الغزإلى: http://forum.amrkhaled.net)

لكن حدة الخلاف والصراع الدامي، ادخل مفردات التكفير، الرافضة وغيرها، وحدثت مجازر وفظاعات سواء من السنة في دولهم، او من الشيعة في دولهم. لكن بشكل عام فقد تعرض الشيعة لعسف شديد عبر التاريخ من قتل ائمتهم "الحسن بن علي بالسم والحسين قتلاً في كربلاء وهكذا"، الذي اجبرهم للتوقف عن الامامة عند الامام الثاني عشر محمد المهدي ابن الحسن العسكري، إماماً هو المنتظر الموعود الذي غاب عن الأنظار وأنه سيعود ليملأ الأرض عدلاً. هذا التاريخ الدامي استمر حتي العصر الحالي، ووجد الشيعة انفسهم وقد تم اقصائهم واضطهادهم ورميهم بالكفر وغيره.

تنقسم الشيعة لثلاث طوائف كبرى وتعتبر الطائفة الإثنا عشرية أكبر الطوائف الشيعية من حيث عدد السكان، حيث تُقدر نسبتها بحوالي 85% من الشيعة، وتحتوي إيران والعراق وأذربيجان على أكثر من ثلثي عدد الشيعة الإثنا عشرية، الطائفة الاسماعيلية وهم من أنشأوا الدولة الفاطمية، ويوجد الإسماعيلون بنجران جنوب المملكة العربية السعودية وفي الهند وغيرها من البلدان. الطائفة الزيدية نسبة إلى زيد بن علي وتواجدها الاكبر في اليمن.

تعتبر الإثنا عشرية هي الطائفة الأكبر، وتليها الإسماعيلية، ثم الزيدية بنسب صغيرة. ويتراوح عدد الشيعة في العالم ما بين 10% إلى 13% من إجمالي عدد المسلمين في العالم. يعيش منهم في اسيا ما يعادل ثلاثة أرباع عدد المسلمين الشيعة الكلي. ويعيش الربع الباقي في شمال أفريقيا، ويتركز معظم الشيعة -حوالي 68%:80%- في اربعة دول هي إيران، باكستان، الهند والعراق. (Pew Research Center’s Forum on Religion & Public Life: Mapping the global muslim population: A Report on the Size and Distribution of the World’s Muslim Population، October 2009)

في فترة الدولة العلمانية ونهوض قوى الاستنارة، اصدر محمود شلتوت، شيخ الجامع الأزهر والذي سعى جاهداً للتقريب بين المذاهب الإسلامية، اصدر فتوى جواز التعبد بمذهب الشيعة الاثني عشرية وتم الاعتراف "إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً کسائر مذاهب اهل السنة"، وأدخل دراسة المذهب في الأزهر. حتى ثمانينات القرن السابق، كان الشيعة جزءاً من الحركات الاجتماعية المختلفة في كل البلدان التي تواجدوا فيها. سوف تحدث تحولات عقب استيلاء تيار الخمينية على الحكم في ايران، في جرف الصراع إلى صراع عقائدي وتحويله لحرب جهادية دينية بين السنة والشيعة.

سوف تصبح الخمينية النموذج الاسترشادي لكل الحركات الدينية، سواء الشيعية منها (حزب الله اللبناني، انصار الله اليمنية والتنظيمات الشيعية العراقية والافغانية)، والسنية (نظام الانقاذ في السودان، حركة حماس والتنظيمات المتطرفة المسلحة الاخرى). قام النموذج على تكوين مليشيا مستقلة عن الدولة "الحرس الثوري"، لجان شعبية وغيرها. تحولت الفرق الشيعية من ضحية طويلة الاجل من الفرق السنية، إلى جلادين يسيطرون على المجتمعات الشيعية المتنوعة في ايران، لبنان وتحاول في اليمن.

بدلاً من تحريك الحواضن الشعبية لمظالم الشيعة التأريخية، اندفعت القيادات لتاجيج الصراعات الطائفية، وبدلاً من الاحتفاظ بالصراع في محتواه السياسي حول الاحقيات التاريخية في الحكم، انتهت منذ قروناً بعيدة، دفع بها لتكون الاتون الجهنمي في اشعال الحروب والاضطرابات. لقد اسقطت هذه الحركات شعاراتها، فقد احتكر حزب الله، ومثله حماس حروب المقاومة، واخرج منها كل الفرقاء والدولة اللبنانية. اما امريكا التي ينادون بسقوطها فقد فتحت لها الابواب والنوافذ في حروب داعش.

الحوثي: الاحلام والالام

لايهتم هذا المقال بنوايا الحوثي، سواء كانوا يريدون تحقيق النموذج الاسترشادي الايراني، السيطرة على الدولة وفرض مفهومهم الاقصائي على سكان اليمن، فقد سافر بدر الدين الحوثي إلى طهران وأقام بها عدة سنوات وتأثر بالمذهب الشيعي الاثني عشري والخميني واعتقد بإمكانية تطبيق النموذج الإيراني على اليمن (( http://www.alimam.ws/ref/1974. هذا سوف يحدد مساراته الشعب اليمني بقواه الحية والفاعلة، والتي اسقطت نظام علي صالح الفاسد المستبد، وكان على بداية طريق التغيير، لولا التدخلات الاقليمية والدولية والتي قطعت على الميادين احلامها بغد جديد.

وقد يكون نيتهم النموذج الاسترشادي لحزب الله اللبناني، تكوين قوة مسلحة خارج الاطر الشرعية، السيطرة الكاملة كصوت واحد للشيعة بكافة فرقهم، الدخول في تحالفات مع قوى وطنية اخرى لشق الصف الوطني، تكوين الحكومة وتجميد الدولة (عدم قدرة اللبنانيين لاختيار رئيس جمهورية) للتصرف كدولة (التدخل في سوريا)، اعتماد الاغتيالات للتخلص من خصومهم، وغيرها من السيطرة على السلطة بدون تحمل مسئولية الحكم. لقد ادت هذه التكتيكات لهدم الدولة اللبنانية ومن الصعب التكهن بما سوف تؤدي هذه الطرقات.

مآلات الطائفية

انكشف الغطاء تماماً عن كل المزاعم الطائفية السنية والشيعية. فاقصاء السنة في العراق وسوريا خلق الارضية المناسبة لخروج داعش وجبهة النصرة. جمود الفكر السني وعدم قدرته على تقديم قراءة توافق العصر، وفي نفس الوقت تستجيب لايمان المسلمين المعاصريين، وارتباطه بالسلطان، انبت الثقافات الفرعية من الاخوان المسلمين، بوكو حرام، حركة الشباب الصومالية، القاعدة وغيرها. هذا الصراع لن ينتهي، لان من يتولون امور الدول يعتقدون أن الحسم بالسلاح مما يدخلنا في دائرة مفرغة. مواجهه داعش استدعت كل القوى الدولية، ومن كانوا ينددون ويشجبون الغزو الامريكي للعراق، استدعوه في العراق ويلحون في دخوله لسوريا، ليبيا، مالي، النيجر وغيرها. تدحرجت ليبيا واليمن ليصبحا في معطف الامم المتحدة.

اليمن في درب الاحلام

في كل الثورات العربية انجزت الشعوب مهمة الثورة، ثم تصدت النخبة السياسية لمهام إدارة الثورة، فابعدت الشعوب. مما يثلج النفس ويجعلنا متفائلين الجماهير التي نراها على الشاشات رافضة للانقلاب الحوثي. لقد استطاع الشعب المصري مواجهة حكم الاخوان المسلمين في اضخم استعادة للدولة في 30 يونيو 2013، ورغم اختلاف الاوضاع وتعقدها في اليمن، فالشعوب لا تبالي بتوازنات القوى، او الاجتماعات المغلقة، لكنها تخرج للتغيير وتحقيق الاحلام.

لقد ادى تكوين الاخوان المسلمين، خاصة منذ التنظيم الخاص والتشدد القطبي، إلى تشدد مماثل في الاوساط السنية وانغلاقها عن التجديد خوفاً من الابتزاز، وادت التحولات الطائفية للثورة الايرانية لاصطفاف سني تدرج من التصالح والتعايش بين المذاهب، إلى التطرف الاقصى في التنظيمات السنية التي تنتشر في كل دول المنطقة. من الصعب تلمس طرق بديلة في وسط هذا الارباك والفوضى التي تعم المنطقة من اقصاها إلى اقصاها.

الطريق البديل

امام الحوثيين خيارات عديدة، اسهلها ان تسكرهم نشوة نصر وصولهم إلى السلطة عن طرق لا يمكن وصفها بالمبدأئية، ويسيروا في قضم المناطق. هذا طريق يعرفون نهايته، فقد جربوه عندما اسقطت الملكية وحوصروا واقصوا من الحياة العامة وضيق عليهم في ممارسة شعائرهم. اصعب الخيارات اتفاق يشمل اعادة هيكلة الجيش، الشرطة والامن، لتكوين مؤسسات وطنية تضم الجميع وتقوم على الكفاءة ولبس المحاصصة القاتلة، نزع السلاح من كافة المليشيات المذهبية، القبلية والمناطقية وفق برنامج ملزم تتولاه منظمات (وليست دول) دولية ومجتمع مدني، الاتفاق على دستور سقفه التجربة التونسية.

لقد اختارت دول اسيوية اسلامية كبرى العلمانية، باتفاق من جميع قواها السياسية والاجتماعية، طريقاً للتطور والنماء وتوفير دولة المواطنة والحقوق السياسية. ادعو لما اسماه المغفور له عبد الوهاب المسيري - مفكر وكاتب إسلامي- العلمانية الجزئية بانها فصل الدين عن الدولة، والتي تمت في منتصف القرن التاسع عشر حينما كانت الدولة كياناً صغيراً لا يتحكم في أشياء كثيرة ولا يتحكم في الحياة الخاصة (عبد الوهاب المسيري: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، دار الشروق، القاهرة، مصر، 2002).

لقد حضرت في بداية عمري الاستعمار البريطاني في السودان، واتمنى أن لا احضر استعماراً جديداً في المنطقة.



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح الديني: تجارب دول الرؤية (4-4)
- الاصلاح الديني: الحركات الصوفية (3-4)
- الاصلاح الديني: تيارات الاصلاح (2-4)
- الاصلاح الديني: المصطلح والمفاهيم (1-4)
- الرؤية الاستراتيحية (7-7) أليات التوصل لرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (6-7) الكفاءات الأساسية
- الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر
- الرؤية الاستراتيحية (4-7) تجارب وضع الدستور
- الرؤية الاستراتيحية (3-7) تجارب عربية ودولية
- نداء تونس: ابدعي في التوافق
- الرؤية الاستراتيحية (2-7) ما قبل الرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (1-7): مفاهيم منهجية
- اليمن وداعاً........اليمن أهلاً
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (4) دروس الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (3) مطالب الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (2) صناعة الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (1) الطريق إلى ثورات الربيع ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - اليمن: درب الآلام والاحلام