أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - جعفر ابو العيس














المزيد.....

جعفر ابو العيس


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ارسل لي قارئ عزيز من مدينة المسيب العراقية رسالة يخبرني فيها عن وفاة المناضل جعفر ابو العيس ويطلب مني كتابة شيء عنه نظرا الى انه كان معنا في سجن الكوت فكتبت له ما يلي:
في اواخر سنة ١٩٥١ نجحنا بعد اضراب طويل عن الطعام في الحصول على مطلب نقلنا من سجن نقرة السلمان الى سجن الكوت او سجن بغداد. وكنت في اول دفعة من السجناء المنقولين الى سجن الكوت التي تضمنت المحكومين لممد طويلة. وصلنا الى سجن الكوت فاستقبلنا سجناء الكوت احر استقبال واقاموا لنا حفلة رائعة. وكان هذا اول لقاء لي مع سجناء الكوت وكان بينهم اخي موشي وكذلك كان جعفر ابو العيس.
في الحياة السجنية يظهر جميع السجناء بنفس المظهر. فلا يمكن تمييز احد عن الاخر لان الجميع يعيشون نفس العيشة الجماعية ويتعاونون على الاعمال اليومية الضرورية لمواصلة حياتهم من طبخ وخبز وتنظيف وغسل الملابس وتوزيع الطعام والشاي الخ. لا يمكن للمراقب ان يميز بين العامل والفلاح والمثقف او الشيوعي من غير الشيوعي اذ كان بين السياسيين سجناء شيوعيين وغير شيوعيين. لذلك قلما وجد سجين متميز عن اخر في الحياة اليومية.
لقد شذ جعفر ابو العيس عن هذه القاعدة لانه كان متميزا عن جميع السجناء. كان جعفر طبعا كغيره من السجناء يشارك في الحياة اليومية للسجن ولا يتميز عنهم من هذه الناحية. ولكن ما كان يميزه عن سائر السجناء هو جسمه الرياضي. كان جعفر رباعا وبطل وزنه في العراق وكان جسمه الرياضي الرائع متميزا عن سائر السجناء.
كان بين البرامج العامة للسجناء الرياضة الصباحية التي يشترك فيها جميع السجناء ستة ايام في الاسبوع عدا يوم الجمعة وكان جعفر مدربنا في هذه الرياضة. كذلك قام جعفر بتدريب عدد من السجناء الراغبين في التدرب على حمل الاثقال بما يناسب مستواهم الجسمي والرياضي.
كان سجن الكوت مقسما الى قسمين، قسم السجناء السياسيين وقسم السجناء العاديين. ولم يكن الاختلاط بين هذه القسمين مسموحا به لان السجناء السياسيين لم يسمحوا للسجناء العاديين بالاختلاط بهم الا في المناسبات التي كانوا يدعون اليها قسما من السجناء العاديين الاصدقاء للسجناء السياسيين. وكان يسمح للسجناء العاديين مراجعة السجين الذي كان مسؤولا عن الصحة لتلقي بعض العلاج الممكن داخل السجن. وكان بين السجناء العاديين سجين من اشهر اشقياء العراق اسمه خليل ابو الهوب اعجب بالسجناء السياسيين وخصوصا بجعفر ابو العيس. وتكونت صداقة بين هذا السجين وبين جعفر وسمحت له منظمة السجناء السياسيين بالتدرب على حمل الاثقال لدى جعفر. وتحولت هذه الصداقة الى تعلق متين بالسياسيين وكان هذا السجين العادي الوحيد الذي تحول الى العيش مع السجناء السياسيين كواحد منهم بفضل صداقته مع جعفر. وبعد ان خرج من السجن ترك حياة الشقاوة واصبح سياسيا ومؤيدا للشيوعيين واصبح بعد ثورة تموز عضوا نشطا في منظمة الشبيبة الى حين اغتياله غدرا في اواخر ١٩٥٨ او اوائل ١٩٥٩.
وكانت لي مع جعفر حادثة ظريفة اثناء التثقيف في حلقة كان جعفر احد اعضائها. في تموز ١٩٥٢ اختارت منظمة السجن عددا من السجناء كحلقة لدراسة موضوع التعايش السلمي. وطبيعي لم يكن انذاك تشويه نظرية التعايش السلمي الذي وضعه خروشوف وكان موضوعنا يبحث التعايش السلمي وفقا لنظرية ستالين التي وضعها بعد الحرب العالمية الثانية. كان التثقيف في هذه الحلقة يشير الى ان طبيعة الراسمالية الحربية لا يمكن القضاء عليها طالما بقيت دولة راسمالية في الوجود. ولكن هدف التعايش السلمي قابلة للتحقيق رغما عن ذلك. والتعايش السلمي بالمفهوم الستاليني معناه تحقق وضع لا تستطيع الدول الامبريالية شن حرب عالمية ثالثة. فسالني احد اعضاء الحلقة قائلا "انك تقول اشياء متناقضة لانك تقول ان طبيعة الراسمالية الحربية لا يمكن تغييرها ولكنك تقول ايضا ان بالامكان تحقيق التعايش السلمي ومنع وقوع حرب عالمية فكيف يمكن ذلك؟"
كان بين اعضاء الحلقة سجين اسمه روبين ضعيف الجسم ادى القاؤه حجرا في الحصار الذي فرض علينا قبل مجزرة الكوت الى فصخ كتفه. وكان الى جانبه جعفر ابو العيس بعضلاته المفتولة. فقلت لهذا السائل ما رأيك اذا قرر روبين الهجوم على جعفر؟ فاجاب تكسر يده. فقلت له هذا هو التعايش السلمي. فنظرية التعايش السلمي تستند الى ازدياد قوة المعسكر الاشتراكي وتطور حركة السلام العالمي والثورات الوطنية في المستعمرات الى درجة يؤدي الهجوم عليها من قبل الدول الراسمالية الى تدميرها ولذلك تعجز عن شن حرب عالمية ثالثة.
ارجو ان يكون في هذه الكلمة السريعة ما يقدم شيئا مفيدا عن جعفر لا يعرفه اصدقاؤه وذووه خارج السجن. واكرر تعازي لزوجة الفقيد العزيز وعائلته.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر يهودي عراقي سابق
- من مرحلة اعداد مسودة الدستور الى مرحلة الاستفتاء عليها
- مفهوم الربح في الراسمالية وفي الاشتراكية
- مهزلة الدستور
- جواب الى قارئ اخر
- جواب الى قارئ كويتي
- الصناعة الاشتراكية
- ذكرى ثورة 14 تموز
- رسالة تهنئة الى الاخ نجم الدليمي
- ظروف اليهود العراقيين في اسرائيل
- ملكية العمال الاشتراكية وراسمالية الدولة
- الدعوة الى الحوار لحل الازمة العراقية
- الماركسية نظرية للطبقة العاملة
- هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها
- الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية
- البحث عن الطبقة الوسطى
- هل تستطيع الطبقة العاملة قيادة الحركات الثورية؟
- عيد العمال العالمي
- حول مقولة لينين -الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية-.
- أزمة اليسار- التكوين الطبقي لحزب الطبقة العاملة.


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - جعفر ابو العيس